الجزء 8

2K 58 0
                                    

قبل ميطرا هدشي كامل و قبل منتفرق على بابا و خوتي كنت أنا هي ديك البنت المفشة و اللي حلات عليها فمها تلقاها ، كنت كفما كيقولو بنت باباها ،كانو كل اسراري عندو ، كنت تنعتابرو داك الصديق الوفي اللي مستحيل يقلب عليا وجهو ولا يغدر بيا قبل منعتابرو الأب ديالي ، مكانتو كانت فقلبي عزيزة ، شوقي ليه ميمكنش يسالي بتعنيقة و جوج بوسات، ضاعت 4 سنين من حياتي بلا بيه ، دخل و شاف الدار ، حسيت بيه معجبوش الحال ، هزيت حوايجي و شي تصاور و ركبنا فطونوبيل و كسيرا بينا بابا،شدينا الطريق باتجاه مكناس و الفرحة ديالي حيت انشوف خوتي مكتصورش.
كسر بابا الصمت و قال : طول هاد المدة و انا تنقلب عليك بالريق الناشف متصوريش شنو درت باش نلقاك أو والو كانت آخر مدينة نفكر فيها هي الرباط حيت ماماك مكتعرف حتى واحد تما و مشات ليها غير مرة وحدة ، كنت كل نهار تندوزو بلا بيك تنزيد نتحطم ، يالله عاد رجعات فيا الروح ، متصورتش شي نهار غنفرح حتى لديك الدرجة حيت عيطات عليا ماماك ، قالتلي نجي نديك ، و عطاتني العنوان ديال الدار ، كون تشوفي خوتك شحال موحشينك كانو غيطيرو بالفرحة فاش قلتها ليهم .
انا : حتا انا متصورش شحال توحشتكم ، بابا قولي ، زعما فهاد المدة متبدلات حتى حاجة؟ضروري ميكونو طراو شي حوايج زوينين ولا خايبين.
بابا : اه تبدو بزاف ديال الحوايج تحولنا من هديك الدار واخا كانت زوينة و كبيرة و كانت تتعجبك و لكن مقدرناش نبقاو فيها و حنا نتحولو .
انا : و دوك نونوسات تاوعي و حوايجي حيدتوهوم؟
بابا : لا مستحيل نحيد شي حاجة ديالك كلهم جمعتهم و خبعتهم و فقما كنت تنتوحشك تنمشي نجبدهم .
استمر الحديث ديالنا مدة حتى داني النعاس، شوية ضربني شوية ديال الغربي فوجهي و أنا نفيق (نعاسي خفيف) لقيت بابا موقف الطونوبيل و الشمس طلعات .
بابا : سمحيلي ياكما فيقتك (بابا باقي كفما عرفتو ضريف بزاااف تيخليك تعشق شخصيتو )
انا : لا بالعكس توحشت نفيق على وجهك فحال شحال هادي .
(باسني فحنكي و هزتني فحال شي بنية صغيرة و دراعي على عنقو و حطيت راسي على صدرو ، طاحت دمعة من عينيه على وجهي و تاثرث بزاف فديك االلحظة )كنا فالمحطة ديال الاستراحة ، دخلنا لريسطو و جلسنا فالطبلة ،تحطات الماكلة و بقيت تنتفكر نهار كنا كلنا كأسرة مجموعين على الطلبة و كلشي ضاحك وناشط، و نسييت راسي بالزربة باش منخصرش ديك اللحظة.
سالينا و رجعنا للطونوبيل و كملنا طريقنا.
الدخلة ديال مكناس ،المدينة الأم ديالي اللي فيها كبرت و تربيت و عشت أسعد لحظات حياتي ، تفكرت خوتي و خواتاتي : أنس كبر مني ب 8 سنين تنعقل عليه كانو عينيه زورق و شعرو زعر كان تيشبه لماما على عكسي انا اللي تندي لبابا و كنا مفاهمين مزيان كان عزيز عليا بزاف و نوفل اللي بيناتنا 7 سنين كان وجهو بيض وحروفو كحلين ، كنا حنا ب 3 ديما معا معا مكونين عصابة شحال جمعاتنا ديال الذكريات، سارة كانت البنت الكبيرة و مولات العقل كانت تتهتم بالباس و الموضة و آخر مخرج عينيها زيتيين و شعرها كحل و طويلة ، سلمى و اللي كانت زوينة و أنيقة، منحتاجش نوصفها حيت بكل بساطة منقدرش نوفيها حقها ، و الصغيرة ندى اللي فاش خليتها كانت عاد تينوضو ليها السنينات و بيناتنا 6 سنين.
نفس الحي اللي كنا فيه ،فاش كنا صغار كانت حدانا واحد لاطيراس كبيرة كنا مسميينها المقبرة ، عرفتو علاش؟ حيت واحد النهار كان واحد الكلب ضرباتو طونوبيل و حنا دفناه تما و درناليه قبر و صلينا عليه و من داك الوقت ولات المهمة ديالنا هي فينما نلقاو شي كلب ولا قطة ولا فريخ تندفنوه تما ،و المفاجئة هي ان فوق المقبرة ديالنا كانت واحد فيلا كبيرة، تحل الباب ديالها ، دخلنا الطونوبيل للكاراج .
بابا : مرحبا بك فدارك .
انا : مغسي بابا .
دقيت و حلات ليا غيثة الباب تلاحيت عليها عنقتها و بقينا معانقين بجوج ، شوية جات سارة و موراها سلمى و ندى الصغيرة كبرات ، كلشي جا تيعنقني و يبوسني و الدموع حلفو لحبسو كلشي كان فرحان بيا صراحة شعور لا يوصف .
لقيتهم وجدو ليا بيتي و حطيت فيه كاع دكشي ديالي اللي خليتو نونوساتي و تصاوري و لعبي و كلشي، بيتي كان كبير و زوين كان فالطرف و مقابل معاه البيت ديال ندى و حداه البيت تاع سلمى ، و فيه بالكون كيطل على الجردة اللورانية كان منظر زوين صراحة، بديت تنبقش فالبيت باينة عاد فرشوه كان نقي و زوين ، دخلت للدوش لقيتو مقاد دوشت و خرجت نشفت شعري و هبطت عند بابا لتحت كان فالجردة عنقتو و جلسني على رجليه و تيلعب ليا فشعري، كانت علاقة كثر من علاقة اب مع بنتو، مكانش تيبغي يحسسنا بالنقص من حتى حاجة .

طفولة ضائعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن