الجزء 56

1.2K 44 0
                                    

خرجت ليه لساني و مشيت فحالي لبست تجاكيت كان فالطونوبيل باش متشوفش ماما الدم و تخلع (مرة تنقول ليها ماما مرة طاطا كنزة مرة خالتي كل مرة و شنو كوراني حمقتكم ولكن را كل مرة و باش تنعيط ليها هههه) استقبلونا و جلسنا معاهم شوية و انا بدلت حوايجي و داويت الجرح بقينا تما شي ايامات و الهضرة ديالي مع رباك ولات غاديا و تتنقص مع المدة حتا انقطعت بالمرة....مشينا داك النهار للبحر، كنت لابسة كسوة زرقة بالسميطات و تحتها مايو كحل و شعري جامعاه على شكل كعكة، و صلنا للبلاج و خدينا طبلة و الكراسا و جلسنا، حطيت راسي فوق الكرسي ديال البحر، درت السماعات فوذني و طلقت واحد الأغنية كانت تتعجبني ديك الايامات، طلقت شعري و درت الكاسكيطة على راسي و نضاضر كوحل فعيني و بديت فهوايتي المفضلة، التبركيك فبنادم هههه، ها اللي زوينة ها اللي خايبة ها الطويل و ها القصير، هادو جايين عائلة مع بعضهم و هادو غير صحاب مخيمين، شوية سرحات عيني فولد تيلعب مع ختو، مكانوش صغار، كانو قدي تقريبا، و تفكرت :
انا : لا لااااا و العاداااو وا عباد الله وا ميمتيييي وا عتقو الروح
نوفل : قولي ليا سمح ليا و نطلقك
انا : لا والله لا كانت ليك نموت و منطلبش منك السماحة. شوية تنحس بالبحر كلو تيلعب فمصارني، و نوفل تيغرقني، و علاش؟ حيت كان تيتبرونزا و حطيت فوق منو القواقع و بقات بلاصتهم بيضا، تفكرت حياتي، عندي ذكريات زوينين بزاف و الحمد لله، رجعنا و قربات تسالي العطلة، تسجلت فواحد المدرسة بريطانية ديال ادارة الاعمال عندها فرع فمكناس قررت نقرا فيها و دكشي اللي كان، بدات القراية قررت نندمج معاهم و نكون صداقات جديدة، علي تعرف على واحد البنت و راهم مرتبطين دابا، منقدرش نكر أنني بقا فيا الحال بزاف فاش عرفت ولكن عندو الحق ميمكنش يوقف حياتو على تجربة حب فاشلة، وسعد خطب واحد الفرنسية مسلمة تعرف عليها تما، و ختكم تتراجع للامتحانات اللي جايين، كان بابا مسافر و ماما عند صحبتها، دخلت للبيرو ديالو تنقلب على الوراق بيضين باش نطبع واحد البحث، بانو ليا شي وراق بقيت تنبقشش فيهم كانو تحاليل و الإسم ديال بابا فيهم، تسنيتو حتا رجع من السفر و مشيت عندو .
انا : بابا
بابا : عيون بابا آش خاص بنيتي
أنا : ديالاش هادي؟
غير جبدت ليه الورقة تبدل فيه اللون و خداها من يدي و دارها فجيبو .
بابا : غير شي تحاليل قدام ماشي مهمين
انا : واش سحابليك انا أمية متنعرفش نقرا، بابا واش بصح فيك اللوكيميا (سرطان الدم)
بقا ساكت لحظات عاد نطق
بابا : مكنتش باغي نخلعكم عليا و صافي
انا تلاحيت فحضنو و عنقتو مزيان و الدموع فعيني، دازو أيام و بابا نهار على نهار حالتو تتزاد حتا قرر الطبيب انه خاصو يدير عملية ضروري ففرنسا، وجد الوراق و كلشي و انا اصريت أنني نمشي معاهم، خليت قرايتي و كلشي و مشيت معاهم، نهار العملية فقت فالفجر و صليت و دعيت ربي يكون معاه، دخلوه للبلوك و بقينا تنتسناو حتا سالاو، قالينا الطبيب را خاص حتا يفيق عاد يقدر يقولينا شي حاجة، فاش فاق دار التحاليل و الطبيب قالينا را الأمور لحد الساعة مزيانة، بقينا تما 10 أيام انا رجعت و هوما بقاو تما مدة من بعدي عاد رجعو و بدا بابا تيدير العلاج الكيميائي و بدا شعرو تيطيح و مبقاش تيقدر ينوض و مع ذلك متيبغيش يحسسنا بحتا حاجة، كنت تنبقا حداه الليل كامل حتا تيصبح الصباح، ديك الليلة مشيت حداه عنقني و خشاني فحضنو و قاليا : بنتي انا راضي عليك دنيا و آخرة تهلاي فخواتاتك و معمرك تيأسي من رحمة الله، بست ليه يديه و نعسنا بجوج و الحاجة اللي مكنتش متوقعاها هي أن هاديك هي آخر ليلة اندوزها معاه، و صبح صباح بلا بيه، بلا ميجي يفيقني بكل حنان بحال كل صباح، بلا منسمع التوصية ديالو، بلا ميعنقني و يضمني لحضنو بحال كل مرة، مشا بابا، مشا و خطف معاه الضحكة ديالي، مشا و مشات معاه احلامي، مشا اللي كان معوضنا على حنان الأم اللي فقدناه و اللي كان لينا نعم الأب و الصديق و الرفيق و الحبيب، مشا اللي معمرو خذلني، اللي معمرو جرحني، اللي كان السند ديالي فأوقات ظنيت فيها أن الكل تخلى عليا، الدار خوات علينا كاملين، ندى مرضات و شدات الفراش، و انا ولات تتبان ليا غير الموت قدام عيني، حاولت نتحر ولكن نقذوني فآخر لحظة، وليت سجينة 4 الحيوط، مدة و انا غير مكتئبة فبيتي و سادة عليا، مدة و انا كارهة العيشة فمرة، كنت كل مرة تنمشي للبيرو ديالو نعنق الوراق ديالو و لا الملفات ولا الكرسي ولا أي حاجة فيها اللمسة ديالو و نبقا نبكي حتا ينشفو دموعي، علاش أي واحد تنبغيه تيخليني؟ علاش حياتي هاكا علاش؟ علاش عمر فرحتي تكمل؟ علاش علاش علاااااش........كانت هادي هي الهضرة اللي تدور فراسي كل مرة، ولكن فاش تنتفكر الهضرة ديالو الله رحمو "ربي كبير، ربي متينسى حتا واحد، ربي متيتخلاش على عبادو، الدنيا زوينة و حنا اللي تنزينوها، شوفي الإيجابيات فالامور" قررت نبدا من جديد، رجعت لقرايتي اللي هملتها هادي مدة، قررت نشوف الأمور بإيجابية، الحياة زوينة بزاف متستحقش ندوزوها فالبكا و الدموع، قطعت الشراب و الكارو فمرا و قررت نتقرب من ربي كثر و نبني مستقبلي من جديد، نسيت الماضي و بديت صفحة جديدة، من بعد متفرق الورث قررت نمشي للرباط نقلب على خويا و لا ختي اللي متنعرفوش، مشيت لدارنا القديمة و تلاقيت بخالتي عيشة، فالأول معرفاتنيش ولكن فاش قلت ليها سميتي عقلات عليا شحال و هي تبوس فيا و تعنق، هضرنا عاودت ليها كلشي اللي طرا مور ما رجعت لمكناس و عاودت ليها على الحمل ديال ماما و سولتها واش جا شي واحد سول .

طفولة ضائعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن