سمعت شي واحد تيقول هايا فاقت، نضت بشوية تنحاول نتفكر شنو وقع بالتحديد، جات بين عيني الصورة ديال مروة، هدشي اللي عقلت عليه، حيدت السيروم من يدي و خرجت من الشومبر ،بان ليا الطبيب جاي لجيهتي مديتهاش فيه، شدني مخلانيش نمشي، بقيت تنغوت و تنحاول نفلت يدي منو ولكن من دون جدوى ،لمحت بابا جاي تيجري لعندي و عنقني .
بابا : الحمد لله الحمد لله
انا : بابا
بابا : نعام ابنتي
انا : فينها مروة؟
بابا : راها فالعملية
انا : علاش شنو كيفاش شنو واقع؟
بابا : فاش كنتو راجعين شي واحد كان صايگ سكران تيجري حارق الضو لحمر دخل فيكم
انا : و مروة ختي شنو واقع ليها
بابا : جاها نزيف داخلي و تيحاولو يعالجوه
انا : كيفاااش؟ و شنو غيوقع ليها دابا؟
بابا : معليك إلا بالدعاء
انا : 3 الساعات و حنا تنتسناوهم يساليو، جات خالتي مليكة و عمي و مراد حتا هوما بقاو تيتسناو ،خالتي محبساتش من البكا، و انا الدمعة مطاحتش بقيت غير ساكتة و تنتسنا، الدقيقة تدوز بحال سنين و سنين، و اخيرا خرج الطبيب .
الطبيب : حاليا سالينا و لكن منقدر نقول ليكم والو، غادي نتسناوها تفيق عاد نقدرو نكملو العملية، معليكم إلا الصبر و الدعاء
خرجوها و داوها للانعاش تيتسناوها تفيق، بقينا تما شي 5 الساعات، علي غير سمع الأخبار جا و بقا معايا واخا متنهضروش ولكن مكنتش فحالة تسمح ليا نفكر شنو ندير ولا شنو نقول، جا عندنا الطبيب و سول عليا قاليا را بغات تشوفك، دخلت لعندها كانت ناعسة تما و عينيها محلولين شوية و ابتسامة صغيرة على فمها بحال كل نهار، قربت ليها و بستها فحنكها و هضرت معاها شوية واخا مقدراتش تجاوبني و لكن لمحات ليا بعينيها را فهماتني، خرجت باش يشوفوها والديها، شافوها و جا الوقت باش يرجعوها تكمل العملية، فاش كانو دايينها قبطت ليها فيدها و هي زيرات على يدي و قالت ليا بصوت ضعيف : أختي عمري نساك حتا انت متنساينيش، فاش قالتها حسيت بشي حاجة معرفتش باش نفسرها، بقينا تنتسناو على أحر من الجمر، خالتي جلسات حدايا و عنقاتني و بقات تتقرا القرآن بشوية، بقينا مدة هاكاك حتا خرجات واحد الممرضة تتجري كلنا مشينا لعندها .
خالتي مليكة : واش سالات العملية ابنتي؟
الممرضة : خصها الدم ضروري محتاجينو دابا شي واحد تكون الفصيلة ديالو O+
أنا : انا عندي O+
بابا : لا الدم ديالك ميمكنش ماخاصش تكوني شربتي الدوا ولا الآلكول فهاد 48 ساعة
الممرضة : اه عندك الحق
عمي : انا عندي السكر تنشرب الدوا ميصلاحش
خالتي مليكة : انا و مراد عندنا B+
بابا : و انا عندي A+
بقينا كلنا تنقلبو على شي واحد عندو نفس الفصيلة، مخلينا علامن عيطنا ولكن والو ،الأغلبية اللي لقينا عندهم يا إما بعاد بزاف مستحيل يوصلو فالوقت ولا تياخدو شي دوا، بانت لينا الحركة بزاف لداخل كلنا تخلعنا اللي سولناه تيمشي مزروب متيقدرش يجاوب، شوية خرج الطبيب و علامات الإحباط على وجهو و نطق : درنا ما فجهدنا ولكن مع كامل الأسف مقدرناش نقذوها البركة فراسكم، بقا كلشي ساكت، و فلحظة كانو أصوات البكا و النحيب هوما اللي تيتسمعو، انا بقيت مسمرة فبلاصتي، بابا حاط يدو على كتفي و تيتسنا مني شي ردة فعل، ولكن انا مقدرت ندير والو، خالتي عنقاتني و بقات تتبكي، و عمي اللي أول مرة انشوف دموعو، و مراد اللي شاد راسو بيديه و دموعو شلال، انا تنحاول نستوعب شنو واقع ولكن مقدرتش، حسيت برجلي مبقاوش قادرين يهزوني، كلشي داز بالزربة حتا تتبان ليا قدامي لابسة الكفن الأبيض و الرجال تيقراو عليها القرآن، فاش سالاو مشات خالتي لعندها باستها و عنقاتها و انا نفس الشيء، كان وجهها بارد، غطاوه و مشاو بيها، صلاو عليها و سارو فاتجاه الروضة و انا رجعت لعند خالتي، الدار كانت عامرة، كلشي تيبكي، شحال من واحد سلم عليا و لكن انا معقلت لا على الوجوه ولا على الناس و لا علا اشنو واقع اصلا، مبقيتش تنقدر نستوعبهم شنو تيقولو، الليل كلو و حنا فايقين، فالصباح مشينا للروضة، وقفنا قدام واحد القبر، قراو القرآن و دعاو معاها و بكاو و رجعو، لقيت سعد جا، كنت حاقدة عليه بزاف، مقدرش يهضر معايا، مسح جوج دمعات كانو فعينيه و مشا مبقيتش شفتو، الشعور بالغضب كان مسيطر عليا كثر من أي حاجة اخرى، مشيت للدار و دخلت تنتسلت للبيرو ديال بابا، مشيت للخزنة الكبير و دخلت الكود، بقيت تنقلب حتا لقيتو، كان تيلمع، حليتو كانو فيه 4 الرصاصات، معليش وحدة تكفي هي اللي انحتاج، تسنيت حتا جا الليل و طاح الظلام، دخل بابا لقاني ناعسة، باسني و خرج، تسنيت حتا نعس كلشي و خرجت بلا حس، درت الفردي فجيبي و ديماريت الطونوبيل و كسيريت حتا وصلت للطبيب، هاديك اللي فالاستقبال غير شافتني عرفاتني،سولتها على هاداك اللي كان سكران و دخل فينا، اللي خدا مني اعز ما عندي، أغلى حاجة على قلبي، عطاتني رقم الغرفة و مشيت، دخلت بشوية بان ليا ناعس تما و الاجهزة دايرين بيه، جبدت الفردي و حطيت صبعي، حتا كنت انبرك و انا نفكر، هو فهاد الحالة الموت حسن ليه ميبقا يتعذب هاكا،إذا قتلتو غير ايتهنا و صافي، رجعتو لبلاصتو و خرجت، حطيت الطونوبيل قدام باب الروضة و دخلت، مشيت حدا القبر ديالها و تكيت، رجعولي كل ذكرياتي معاها، من أول نهار حلات الباب و شفتها تضحك لآخر مرة شداتلي فيها يدي "انا عمرني نساك اختي حتا انت متنساينيش" شكون يقدر ينساك شكون، شكون هادا اللي يعرف إنسانة فحالك و ينساها شكون، خانوني دموعي و بقاو نازلين، عنقت التراب و بقيت تنبكي .
أنت تقرأ
طفولة ضائعة
Krótkie Opowiadaniaقصة بالدارجة المغربية على حياة زينب ? اللي كانت مليئة بالأحداث و المغامرات، القصة فيها طابع حزين ? و لكن فيها حس المغامرة و كلها تشويق....القصة من تأليفي نتمنى تعجبكم الكاتبة : khullo #khullo ✌