"قال لي اني لو بلغت عنهم او قولت لأبويا أي حاجة بتحصل في الكلية هينشروا الصور ده على جدران الكلية علشان العالم كله يشوف ا ابن العميد بيعمل ايه "
"عملت ايه؟"
"ما عملتش أي حاجة. انا كنت منهار تماما. ما فرقش معي تهديدهم. لكني كنت حزين ومتغاظ منهم انهم كسروا ثقتي. انا وثقت فيهم وخانوني. زي أي حد تاني. زي ما امي خانتني وسابتني. زي ما ابويا خانني وسابني. زي كل اصحابي من أيام المدرسة والجامعة. كرهت نفسي لإحتياجي لأي حد.
كرهت نفسي لثقتي في أي حد. فضلت في غرفتي لمدة يومين. رفضت اخرج من الغرفة او اكل او أتكلم مع أي حد. الخدامين اتصلوا بوالدي وقالوا له على حالي. كان خارج البلاد كالعادة. رجع في اسرع وقت.
حاول يتكلم معي. سألني حصل ايه. ما رديتش عليه. ما كنتش عاوز أتكلم معه هو كمان. كرهته. كرهت كل الناس. لكنه ما سابنيش. فضل يسألني تاني وتالت ايه اللي حصل. لاقيت الطريقة الوحيدة اني اسكته اني امثل ان مفيش حاجة حصلت. قولت له مجرد مشكلة مع صديقي في الكلية. حتى اني قولت له اني جعان وعاوز اكل علشان يسكت واهرب من نظراته المريبة."
"صدقك؟"
"لا طبعا لكن ما كانش في ايده أي حاجة تاني يعملها علشان يجبرني أتكلم. بدأ يسأل الخدامين. واحد فيهم قال له اني رجعت البيت سكران ومن بعدها ما خرجتش من غرفتي. حس ان في حاجة غريبة علشان هو عارف اني عمري ما شربت. تاني يوم ما راحش الكلية لوحده كالعادة. استناني اروح معه. حتى يومها فطرنا مع بعض. كنت لابس تيشيرت بأكمام طويلة. لكن لما حاولت اتناول دورق الماء اللي كان في الطرف التاني من التربيزة لاحظ الجروح اللي في ذراعي."
صدمت نور وسألته
"جروح ايه؟ انت حاولت الانتحار؟"
"لا مش اقتل نفسي لكني كنت بجرح نفسي"
"ليه؟"
"مش عارف لكنها كانت طريقتي في تخفيف الألم النفسي اللي كنت حاسس به. لما اشوف الدم يخرج من جروحي بحس ان الألم بيتسرب من روحي. يمكن الألم الجسدي يلغي الألم النفسي. ما اعرفش ولا اهتميت اني اعرف. لكنها ده كانت طريقتي في التعامل مع الألم الغير محتمل جوايا"
"كنت بتجرح نفسك كتير؟"
"اه جسمي كان مليان جروح. كنت الأول اجرح نفسي في أماكن غير ظاهرة في جسمي. لكن بعد اللي حصل مابقتش تفرق معي. علشان كدة جرحت نفسي في ذراعي. مش عارف ليه لكنها يمكن كانت صرختي الأخيرة للمساعدة. يمكن وقتها حسيت اني لو محدش ساعدني هاوصل لنقطة اللا عودة. علشان كدة ما بقاش يفرق معي اني اخفي جروحي"
"عمل ايه لما شاف جروحك؟"
"مسك ذراعي ورفع الكم وشاف جروح وخدوش تاني. طلب مني اخلع التيشيرت ونفذت كلامه. شاف جسمي كله مليان جروح خدوش. منها القديم ومنها الحديث. فيها الجروح الطويلة العميقة وفيها مجرد خدوش"

أنت تقرأ
مذكراتي العزيزة (كاملة)
Любовные романыمذكراتي العزيزة قصة عن المسئولية. قصة تعلمنا ان نقوم بواجبنا قبل السؤال عن حقوقنا. لو كل فرد منا قام بمسئولياته حتى لو عن مضض سينال ما يتمنى في النهاية. الحب ليس مجرد كلمة. الحب واجبات ومسئوليات تجاه الطرف الاخر. قم بواجبك وسوف تحصل على الحب في المق...