مذكراتي العزيزة (كاملة)

الجزء الثامن والعشرون: الام المثالية

دخلت صفاء للصالة وتبعها ار كيه وسألها

"اديني سبب واحد يخليك ترجعي للرجل ده؟"

توقفت صفاء عند سماعها سؤاله واستدارت له

"علشان بحبه. طول عمري بحبه"

"قصدك ايه طول عمرك؟ انت تعرفيه بعد ما اطلقت من ابويا صح؟"

"لآ يا رأفت. انا بحبه قبل ما اعرف ابوك وعلى طول بحبه. قبل ابوك ولما كنت مع ابوك وبعد ما طلقت ابوك. هو الانسان الوحيد اللي انا حبيته طول حياتي" صفاء اعترفت بحبها الوحيد لأبنها وصدمته

عندما رات ابنها يسقط على الكنبة من الصدمة اعتقدت انها تدين له بالتوضيح فبدأت تخبره بالقصة بأكملها

"أنا قابلته في الكلية. حبينا بعض جدا. لكن عائلتي رفضت زواجنا. هو كان فقير ومن عائلة بسيطة. بعد تخرجي عائلتي اتفقت على زواجي من ابوك. انا فكرت مدام مش هاقدر اتجوز اللي بحبه كل الرجال زي بعض. وافقت على عرض ابوك بعقلي. هو طبيب ناجح غني وسيم من عائلة مشهورة فوافقت اتجوزه.

بعد زواجي حاولت اني أكون زوجة صالحة لأبوك. لكني ما قدرتش احبه. حسيت انه حبني لكني ما قدرتش اديله قلبي في المقابل. كنت غضبانة منه ومني علشان ما قدرتش احبه. حياتنا كانت مليانة بالمشاكل. ما قدرتش اتقبل منه اقل غلطة. والدك حس اني مش بحبه. حاول كتير لكني ما قدرتش.

بدأ يهرب من مشاكلنا لشغله. اغلب الوقت كان بعيد عننا. حياتنا كانت عذاب. لغاية لما حملت فيك. ابوك بدأ يأمل في زواجنا تاني. بدأ يهتم بي وبيك. لكن وقتي كله وحبي كله كان لك لوحدك. اهملت ابوك وتجاهلته تماما. وشغلت نفسي بك. عدت السنين. كنت اتنفس لكني ما كنتش عايشة. ابوك كان عايش حياته كلها في الشغل وبس. وانا عايشة حياتي كأم لك بس.

اشتقت لإحساس الحب. اني احب حد ويحبني. في يوم قابلت عز في فرح واحدة صاحبتي. بدأنا نتقابل تاني. كان بدأ شغله الخاص وكان ناجح جدا فيه. بعد فترة. حسيت اني لو فضلت مع ابوك هخونه. وانا كنت احترم ابوك جدا وما اقدرش اعمل فيه كدة او فيك. فقررت اني اطلق من ابوك واتجوز عز. هو كان غني في الوقت ده وعائلتي ما قدرتش ترفضه.

أبوك طلب مني ما اقولكش أي حاجة. وقالك هو اني طلقته علشان كان مشغول عنا ومش مهتم بينا احنا الاتنين. عرفت ليه انا مسمحاه دلوقتي؟ علشان انا عارفة اني مش هاقدر أعيش من غيره. احنا الاتنين نحب بعض وما نقدرش نعيش من غير بعض"

بكى ار كيه وهو يستمع لقصة امه وسألها

"أنت لسة تحبينه بعد اللي عمله معك؟"