مذكراتي العزيزة (كاملة)

الجزء السادس والستون: معجزة

"قوم يا رأفت. ما تسبنيش. انت وعدتني انك عمرك ما هتسيبني. ارجوك افتح عينيك. انت بتقتلني. لو حصل لك أي حاجة انا هاموت. ارجوك يا رأفت اصحى"

نور جلست تحدث زوجها وتبكي

"اصحى وانا هاعمل أي حاجة انت عاوزني اعملها. هنتبنى أطفال. هنتبنى أطفال كتير. لا انا هاحمل. هاعمل أي حاجة علشان اجيب لك أولاد. حتى لو سقطت عشر مرات برضه هحاول تاني وتالت لغاية لما اجيب لك أولاد. ارجوك يا رأفت قوم"

مسكت نور يد زوجها بحرص وبكت بشدة

"افتح عينيك. ارجوك خليني اشوف عينيك الجميلة. خليني اسمع صوتك الحنون. انت وحشتني يا رأفت. وحشتني ابتسامتك وحشني كلامك وحشني خناقك بص لو انت صحيت دلوقت انا هاسيب الشغل ومش هاسيبك ابدا هالزق فيك زي الصمغ مش هاسيبك نهائي لكن ارجوك اصحى"

استمرت نور في البكاء

"ده مش عدل. كل مرة أكون ضعيفة. كل مرة أكون عاجزة. كل ما أكون يائسة. كنت انت معي. كنت بتساعدني. تديني امل. تقول لي ان كل حاجة هتبقى كويسة. مين هيساعدني دلوقت؟ مين هيمسك ايدي ويهمس في وداني ان كل شيء هيكون بخير؟ مين هيحضني وابكي على كتفه؟ مين هاتكئ عليه؟ انا وحيدة. ارجوك ما تسيبنيش يا رأفت. ارجوك اصحى. اصحى يا رأفت"

انهارت نور من البكاء ثم توقفت تماما عندما سمعت زوجها يئن

"ممممم"

وقفت نور ومالت لتنظر لزوجها ومسحت دموعها

"رأفت انت صاحي؟"

حرك رأفت رأسه يمينا ويسارا وهو مغمض العينين "آه"

"رأفت"

فتح رأفت عينيه ونظر لزوجته. كان متحير لبكائها. حاول ان يحرك يديه ليزيل قناع الاوكسجين من على وجهه لكنه لم يستطع

"ما تتحركش انت عملت عمليات في ذراعك"

نظر رأفت لها بفزع لم يعلم ماذا حدث له حاول ان يسألها

"ما تحاولش تتكلم انت حصلت لك حادثة عربية وعملت اكتر من عملية لكن ما تقلقش انت هتبقى كويس كل حاجة هتبقى تمام"

نادت نور على ممرضة

"اتصلي بدكتور مدحت ودكتور راسل بسرعة"

بعد دقائق معدودة دخل دكتور راسل ليفحص رأفت أزال قناع الاوكسجين من على وجهه وبدأ يسأله بعض الأسئلة

"انت عارف انت مين وفين؟"

أجابه أر كيه بصوت ضعيف "ايوة"

"انت مين؟"

"رأفت كامل. دكتور رأفت كامل"

"انت فين؟"

"في وحدة العناية المركزة في مستشفاي"

"انت عارف انت هنا ليه؟"

"زوجتي قالت اني حصلت لي حادثة عربية"