الجزء الثاني والاربعون: حبه عالجها

929 21 4
                                    

في الفجر أر كيه كان يحاول بصعوبة ان يفتح عينيه. فهو لا يريد ان ينام ابدا. هذه الليلة الخامسة له بدون نوم. ذهب للمطبخ ليحضر قهوة ثم عاد لنفس المكان ليراقب زوجته. بعد نصف ساعة. حاول ان يمسح قطرات العرق من على جبين زوجته. شعر بجسدها بارد فدثرها ولكنه لاحظ شيئا مبللا. كشف عنها الغطاء وصعق لرؤية السرير غارق في دم زوجته.
صدم أر كيه لرؤية كمية الدم التي فقدها جسد زوجته لكنه لم يستطع ان يجد مصدر النزيف. بدأ يفتش جسدها عن جرح لكنه رأى الأبرة المتصلة بذراعها مفصولة عن الانبوب وهي تنزف منها. نزع الابرة من ذراعها وضغط على مصدر الدم ليوقف النزيف. اخذ عينة دم من زوجته واتصل بالمستشفى

"انا عندي عينة دم هنا ابعت لي حد ياخدها وتتحللوها وابعت لي وحدتين دم متوافقين معها في اسرع وقت"

أنهى أر كيه المكالمة واخذ زوجته للحمام غير ملابسها ونظف جسدها من الدم ونظف السرير ووضعها ثانية في السرير. بعدما أعطاها الدم اتصل بالطبيب المعالج لها دكتور عمر وبعد ما فحص حالتها تحدث مع أر كيه وسأله

"ايه اللي حصل بالظبط؟" 

"مش عارف انا سيبتها خمس دقائق بس ولما رجعت شوفتها غرقانة في دمها"

"اعتقد ان ترك د/ نورهان هنا مش كويس علشانها"

أنزعج أر كيه من تلميح د/ عمر وسأله 

"قصدك ايه؟" 

"هي خطر على نفسها دلوقت ممكن تعمل أي حاجة"

"قصدك انها قصدت تعمل كدة؟" 

"أحتمال"

"لا مش ممكن تعمل كدة. مش ممكن تنتحر. نور بنت متفائلة. مليانة حيوية وبتحب الحياة جدا مش ممكن تعمل كدة"

"اللي بتتكلم عنها غير اللي نايمة جوة ده. ده مش نور مراتك. ده مختلفة. اللي جوة انسانة مكسورة. رافضة تعيش في عالمنا. احنا لازم ناخدها المصحة"

"لا هي مش هتروح أي حتة انا هاخد بالي منها"

"انت مش هتقدر تراقبها 24 ساعة لازم هتنام لازم هتسيبها و لو دقايق تعمل أي حاجة و المرة الجاية يمكن ما تقدرش تنقذها"

"لا يا دكتور شكرا على عرضك لكن نور مش هتدخل المصحة"

"براحتك يا دكتور كامل"
بعدما غادر د/ عمر صعد أر كيه لغرفة زوجته وجلس يراقبها وبعد ساعات لا يعلم عددها فقد فقد الإحساس بالوقت شعر بيد على كتفه نظر للاعلى وذهل لرؤية من يقف امامه
"ماما"
"عامل ايه يا ابني؟"
"مش كويس كله مش كويس"
"هي عاملة ايه؟"
أشارت صفاء على جسد نور
"عاوزة تسيبني عاوزة تسيب الدنيا كلها حاولت تنتحر"
أحتضن أر كيه امه ويبكي. ربتت صفاء على رأسه وحاولت أن تواسيه
"هتبقى كويسة ما تقلقش"
رفع أر كيه رأسه من حضنها وسألها
"عرفت منين اننا هنا؟"
"اتصلت بيك كتير وانت ما ردتش علي اتصلت بالمستشفى قالوا انك بقالك أسبوع مش بتروح عرفت ان في حاجة حصلت اكيد فجيت اطمن عليك"
"انا مش عارف اعمل ايه يا ماما انا عاجز لو سابتني انا هاموت"
"ما تقولش كدة انتم الاتنين هتبقوا زي الفل انت محتاج ترتاح عينيك حمراء زي الدم امتى اخر مرة نمت فيها؟"
"مش عارف انا ما اقدرش اسيبها"
"ما تقلقش انا هافضل معها انت روح ارتاح"
"لا مينفعش اسيبها"
"ازاي هتاخد بالك منها لو وقعت عيان انت كمان؟ انت محتاج ترتاح علشان تقدر تاخد بالك منها انا هاقعد جنبها انت روح ونام شوية"
"لو أي حاجة حصلت صحيني على طول"
"اكيد روح انت نام"
"انا هانام ساعتين بس"
"ماشي يا حبيبي روح نام"
أر كيه ذهب لغرفته ونام على السرير وبعد ما يبدو انه عدة دقائق جاءت صفاء لتوقظه
"رأفت اصحى ارجوك"
استيقظ ار كيه مفزوع
"في ايه؟"
"هي عمالة تترعش وتصرخ"
جري أر كيه لغرفة زوجته
"لكن انا اديتها المهدئ من ساعتين بس"
"انت نايم من عشر ساعات يا رأفت"
اتسعت عينين أر كيه وسألها
"نعم؟ الساعة كام دلوقتي؟"
"الساعة 9 بالليل"
"ده ميعاد حقنتها"
أر كيه حقنها بالمهدئ وهدأت نور
"انا لازم امشي دلوقتي ما اقدرش اسيب اخوك واختك"
"لكن الوقت اتاخر دلوقتي ما تباتي معنا الليلة"
"لا عادي انا اتصلت بعز وهو هيجي يوصلني بعد عشر دقائق"
"اخباركم ايه مع بعض؟"
"انت عاوز تتكلم عننا دلوقتي؟"
"انا عاوز أتكلم عن أي حاجة يا ماما انا حاسس ان عقلي هينفجر"
"احنا كويسين هو اتغير كتير"
"ازاي؟"
"بقى يهتم بي وحريص انه ما يزعلنيش ولا يجرحني تاني"
"كويس لو عمل أي حاجة تاني انت هتقولي لي ماشي؟"
"اكيد. هو وصل دلوقتي انا هاجي تاني اطمن عليها لو احتجت أي حاجة قولي"
"حاضر"
ذهبت صفاء وجلس أر كيه في مكانه الوحيد على الكرسي المجاور لسرير زوجته يراقبها
في منتصف الليل
أر كيه كان يراقب زوجته ثم بدأ يفكر في سره
وصلنا للقمر وخرجنا برا المجرة. لكن مش قادرين نعمل اشعة تعرف ايه اللي داخل عقل الانسان. انا مستعد اعمل أي حاجة علشان اعرف ايه اللي جوا عقلك يا نور. ارجوك يا رب ساعدني. وريني هي محتاجة ايه. ساعدني اخرجها من حالتها ده. ارجوك ساعدني انقذها
بعد دقائق معدودة أرتعشت نور ثانية. لم يعلم أر كيه ماذا يفعل. فهو لا يستطيع ان يحقنها بالمهدئ ثانية لأن اخر حقنة كانت منذ ثلاث ساعات فقط. ضمها إليه محاولا ان يهدئها ولكنه لاحظ ان فمها ينزف. فتح شفاها باصابعه وجدها تعض على لسانها وبدأ ينزف. حاول ان يفتح فمها لكنه فشل حاول بقوة بيديه لكنها جرحته باسنانها وبدأت أصابعه تنزف أيضا. وهي لا تريد ان تفتح فمها. لم يعلم ماذا يفعل ليمنعها من إيذاء نفسها. وفجأة دس يده تحت ملابسها ولمسها في مكان لم يصل إليه أحد من قبل. ذهلت من إحساس أصابعه تلمسها. فتحت فمها وهو لم يمهلها لحظة واحده لتعود لقوقعتها فقبلها بقوة وشغف. لم يعطي عقلها الفرصة ليدرك ماذا يحدث لها. أعطاها كل شيء واخذ منها كل شيء. بعدما انتهى استرخت نور ونامت بين ذراعيه.
لم يعلم أر كيه ما فعله هل خطأ أم صواب. لكنه بالنسبة له كان هذه هي الطريقة الوحيدة لينقذ زوجته. لم يعلم كيف سيكون رد فعلها عندما تدرك ما حدث. لكنه اضطر إلى هذا. ولو كانت هذه هي الطريقة الوحيدة لإنقاذها فهو سيكرر هذا مرة تارة ثانية حتى تعود ثانية له ولعالمه.
مر أسبوع. أر كيه لم يترك نور للحظة. عبر عن حبه لها بكل الطرق. وقد تحسنت حالتها. فهي تمشي وتتكلم الان. بدأت تأكل وتكتسب الوزن الذي فقدته خلال هذا الأسبوع.
أر كيه اتصل بحماته عندما تحسنت نور. واخبرها بكل شيء. واخذ نور لتزور عائلتها. كان الامر صعب عليها ان تكون هناك لأول مرة بعد موت ابيها. لكن أر كيه وامها سانداها وساعداها كثيرا. كل شيء عاد لطبيعته مرة أخرى. وأر كيه عاد لعمله لأول يوم بعد أسبوعين
عندما عاد أر كيه من المستشفى ذهب لغرفته. توقف عندما رأى نور في غرفته تضب اغراضه في حقيبة. فسألها
"بتعملي ايه؟"
استمرت نور في عملها واجابته
"هاخد هدومك ارجعها لغرفتك"
"لكن ده غرفتي"
توقفت نور عما تفعله نظرت له وعلى وجهها علامات خيبة الامل والانكسار
"احنا عايشين مع بعض بقالنا أسبوع دلوقتي افتكرت اننا هنفضل مع بعض على طول"
"انا عملت اللي عملته علشان انقذ حياتك. انا عملته بصفتي طبيب وزوجك. ده كانت الطريقة الوحيدة علشان انقذ حياتك. لكن مفيش حاجة اتغيرت بينا. وهنكون زي الأول تاني"
نور لم تقل أي شيء ورجعت الملابس لدولابه مرة اخرة وتركته بمفرده في غرفته
**********************************************************
#مذكراتي_العزيزة على الأنكت
https://www.inkitt.com/stories/romance/267796

مذكراتي العزيزة (كاملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن