البارت 5

258 22 0
                                    

الحـّفـلة ـ الجزء الأول

سمـّاء مـّلبـدة بالغـّيوم كالعـادّة و ضـّبـاّب منتـّشـر في الـشـوارّع بـكّثرة ،
تـلكّ الـشجـّرة ذّات الـوريّقـات الـوردّية قـدّ تـّسـاقطّت كـّلها دّاخل تـلكّ الـّشـرفة الصـّغيرة و
قدّ كانت تّحولت للـّون الأصـّفر الـّباهت ، 
مسـّتلقية على أريـكةّ ذّات لونّ ازرقّ مخططّ بالأسودّ تـّلفها عـدّيد من الأغـطّية عينيهـّا تـّوجهتـّا
إلى مكـّان الـوحيد الـذّي يـّصدر منـّه الـضـّوء الـتـّلفـاز حيـّث أنّ فـّيـلما قـدّيمـّا قدّ قـّرر
إعـادّته لذّلك هّي فـّضلته على الـذّهـّاب إلى الجـّامعة الـيّوم لأنهـّا لمّ تكـّمله سـّابـّقا. 
أدّخلت المـّلعـّقة في فمهـّا لكّن لمّ تشّعـر بـشيء ينسـّاب عبـّر ريّقها فنـظّرت إلى 
المـّلعقة الفـّارغة ثـمّ إلى المـثـلجّات التي قدّ نفـذّت ، تنهـدّت بـكّسل لا رغـّبة لهـّا بالذّهـّاب 
الآن إلى سـّوبر مـّاركت مشيـّا على الأقـدّام الـذّي يبـّعد مسـّافة شـّارعين . 
الـيـّوم هو يـّوم الإعـتـكـّاف المنـّزلي الـعـّالمي و لا أحـدّ سـّوف يـّخرجـّها من هـذّه 
الـّشقة حـّتى لو تطـّلب الأمـّر مـّوتهـّا ، رنّ الـجّرس وقفـّت بـبـّرود ثـمّ صـّرخت بـّقوة
و هـّي تـّقـول مخاطّبة الـقـاّدم بكّل غّضـب 

ـ أنــــــــــــــــا لسـّت هنــــــــــــــاّ 

تـّوقف الـجّرس عن الـّرنين فتنهـدّت بـراحـّة ، 
الآن بمـّا أنهـّا قـّد وقفـّت سـّوف تـّذهب لإحضـّار الـشيـكولاطة إنهـّا بـدّيـل نـّافـّع للمثـلجـّات ،
عنـدّمـّا وصـّلت إلى المـطّبخ و نـّظرا لأنـّه يبـعدّ خـطّوتين عن الـباب الخـّارجي
سـمّعت همسـّات خفـّيفة أمـام بـّاب شـّقتها ، أحـدّها لـسيدّة فـرانسيس و الأخـّرى لـشـّاب ، 
إنهّ ويـّليـام 
فـتّحته على مصـّرعيه و نـظـّرت إليهمـّا ببـرود ، يـّا لهمـّا من جيـّران طـّيبين لا يـدّخلون
أنوفهمّ في شـأنّ الآخـّرين ، ابتسـمّ ويـّليـام إبتسـامته الـجـذابة الـشـهيرة بينّ النـّساء 
و قـّال بـودّية 
ـ مـّرحبّا مـّاري ، كيـّف حـّالك ؟ 
لمّ تـستـطّع مـّاري أنّ تـّبقي على مـزاجّها السيئ و هو يرمـّقها بهـذّه النـظرات الـبريئة
و الـلطـّيـفة فابتسـمت بـخّفة و هي تـّرد عليه بـودّية أيـضّا 
ـ أهـّلا بـكّ ويـّليـام ، آسـّفة لأننـّي صـّرخت قـّبلا لقدّ كـّنت مـنـزعجّة قـليلا 
تذّكـّر ويـّليـام صـدّيقه ذو المـزاجّ المتعكر دومـّا و بدّون سبب في كـّثير من 
الأحيـّان و الـذّي يـّؤدي لصـّراخه عليه كـّل يوم ، فقـّال بـضحكّة 
ـ لا بـأسّ أنـّأ معـتاد على ذّلك ، 
أمـّا ماري فقدّ إحمـّرت وجنتيها و هي تـّظنه يقصدّها بكـّلامه ،
لأنهـّا كـّلما قــّابلته كـّنت إمـا تّصـرخ أو تشـتمّ و هـذّا قدّ يكون كـّون صـّورة سيئة لها بـنظره ،
قـّالت السيدة فرانسيس بغيض مقـاّطعـة حديثهمـّا 
ـ مـّاري ، آمـّل أنـكّ لم تـنسي الحــّفلة 
مـّاري بتسـاؤل : أيـّة حـّفلة سيدة فرانسيس ؟ 
زفــّرت الـسيدّة فرانسيس بـّغيض و هي تمسـكّ رأسهـّا بكـّلتـّا يدّيها ، 
هـّي تـحـّاول جـاّهدة أن تجـدّ لهـذّه الـطّفـلّة الـغّبية شـّابا يـؤنسهـّا عن وحـدّتها لكنّ
بـلاهتهـّا تمنـّعها من الاستمرار ، رفـّعت أصـّبعها أمـاّم مـّاري المسـّتغربة و
هي تـّقول بـكّل وعيـدّ 
ـ إنّ لمّ تجـدّي حبيبـّا سـوّف أقـتّلك بـيداي هـّاتين 
ابتسـمّت مـاري بارتبـاك و هي تضـع يدها خلفّ شـّعرها بينمـّا اقتـّرب ويـليـام منهـّا ،
تفحصهـّا بعينّي رجـّل خّبير في النـّساء من بيجامتهـّا ذات الدّب الكـّبير إلى شـّعرها البني الأشعث
و الهـالات الـسوداء تحـّت عينيهـّا ، كـّانت أقـل ما يقال عنها انتحـار في الموضة ، 
قـال بعدم رضى 
ـ تـبدين كشبحّ ، هـذا لّيس جيدّ يجـّب علينـّا إعـادة تـّرميم شـكّلك بالكـّامل
وافقّته سيدة فرانسيس الـرأي فورا فـقّطبت مـّاري و كـادّت أن تـعّود لولا أنّ ويـّليـام قدّ حمـّلها
على كـّتفه بسـّهولة كمـّا لو كـأنها ليست شيئا يذكّر ،
صّرخت ماّري من شدّة الإحـّراج و قـّالت بخـجّل مدموجّ بعصبية خفيفة 
ـ ما الذّي تـّظن نفسكّ فـاعلا ويـّليام ؟ أنـزلني فـّورا 
ـ لا يـا عـزيزتي ، أنـّا أريـدّ من رفيقتي أنّ تكون أجمـّل جميـّلات الليـلةّ 
لذلكّ هيـّا جـّارني قـليـلا و لنـمّرح الـّيوم 
ضحكّت مـاري أجابته : حسنـّا ، حسنـّا لكّن دعني أغـّير ثيـابي أولا 

لا يجب قول لا لفخامتك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن