بّعد انتهاء حّفلة أخرىّ أخذّ يّفركّ كتفهّ بّإرهاقّ شديدّ و هوّ عـّاجز عنّ فتحّ عينيهّ فّجلسّ على كرسيّ بينماّ الطاّقم يّركضّ من حولّه لأجلّ
بّعض الكمالياتّ التيّ تخصّ المهرجانّ و بجانبهّ أوسكارّ يمسكّ عـّلبة ميّاه معّدنية يّرتشفّ القليلّ منهاّ ببّطء ، نـظرّ ويلياّم إلىّ ملابّسه
كانتّ مبهرجةّ جداّ فيّ رأيهّ سّوداءّ تماماّ يتخللّها بّضعّ خّطوطّ قرمزيةّ أماّ خصّلاته الشّقراءّ فّرفعهاّ للأعلى بّعيدّا عن جبينه بّواسطّة ربطّة
كحلية ، أخذّ يّدلكّ كتّفه الآخرّ و هوّ يتّأوهّ بّألمّ شديدّ إذّ أنهّ لمّ يعتدّ علىّ الرقصّ و الغناءّ فيّ آن واحدّ حتىّ بّعد إحياّئهماّ للعديدّ من الحفّلات
، إتجّه إليهماّ وكيلّ أعماّله و قّال بّنبرةّ حماّسية
ـ لقدّ جنّ الجمهوّر كّلياّ و هوّ متحمسا تماماّ لّرؤيتكماّ معاّ، أن إنجازكماّ يّفوق الخيالّ.. حسناّ ماّ رأيكماّ بّجلسّة توقيعّ بعدّ هذاّ ؟ سّيكسبكماّ
شّهرة أكثرّ ؟
رمقـّه ويّليامّ بحدةّ ألاّ يرىّ أنهّ بالكادّ يستطيعّ الوقوفّ علىّ قدّميه ؟ بينمّا نـظرّ إليهّ أوسكاّر بّخفةّ ليّلاحظ تّملمّله الشديدّ أوّ بالأحرىّ سئمه منّ
كلّ هـذّه الحفّلاتّ لذّلك ابتسمّ بّلطفّ مجيباّ الوكيلّ
ـ لاّ لقدّ أخذّنا كفايتناّ الليلةّ، سوفّ نّأخذّ قسطاّ من الراحةّ
حالماّ أنهىّ أوسكارّ جّملته قفزّ ويليامّ مسرعاّ من علىّ الكرسيّ و قدّ استعادّ نشّاطه ، رسمّ ابتسـّامة سعيدةّ على شّفتيه أخيراّ يوجدّ حمامّ دافئّ
بانتظاره فّركضّ دونّ أنّ يلتفتّ للخلفّ غيرّ مبالياّ بّمناداة أوسكارّ لهّ خوفاّ من أنّ يغيرّ وكيلّ أعمالهّ رأيه و يسّحبه رغماّ عنهّ إلى جلسةّ التوقيعّ
تلكّ بينمّا تنهدّ أوسكارّ بّضجرّ و تّبعه سّوف يكونّ كاذّبا إنّ لمّ يّقل أنهّ قدّ سّئم هوّ الآخرّ من جدّول أعماّلهما الممتّلئ لكنّ و منّ أجلّ ديميتريّ
فهوّ يّفعل المستحيلّ ، حتىّ لوّ عنى ذلكّ الانهياّر ،
بّعد فّترة كـّان ويّليام مستّلقيا علىّ سّريره الوثيّر براحةّ أمسكّ آلة التحكمّ عنّ بّعد لّيغيرّ القناةّ لعّله يجدّ شيءّ أكثرّ متّعة ليّشاهدّه كمّ مضّى منّ
زمنّ لمّ يستطّع لمسّ زرّ التشغيلّ فيه ؟ لقدّ اشتاقّ فعلاّ لنومّ علىّ صوتّ التلفازّ إذّ بالّرغمّ منّ أنّ الوقتّ لمّ يكنّ كافياّ له للراحةّ إلاّ أنّ أوسكارّ
رفضّ أنّ يشاهدّ أيّة أخبارّ أوّ يتمّ وضعّ تلفازّ فيّ الغـرّفة فقطّ منّ أجلّ التركيّز علىّ تلكّ الحفّلة المشئومة بّالنسبة له و الذيّ أثارّ استغراّبه أكثرّ
منّ أيّ شّيء ،
تململّ و إتجّه نّحو النافذّة ليّستند بكلّتا ذّراعيه علىّ حافتهاّ متّأملاّ شّوارعّ كنـداّ وجّهتهمّ الحـّالية و بعدّ غـّد سوفّ يعودانّ إلىّ لوسّ أنجلوس منّ
أجلّ جلّسة تّصويرّ ماّ فقطبّ ويليامّ حاجبيّه عندّما تذّكر كلّ تلكّ الأعمالّ التيّ تنتظره إذّ يبدواّ أن رحلّته ستكونّ طّويلة و لنّ تنتهيّ قريباّ لذلكّ رفعّ
هاتفّه المغلقّ و فتحّه لتصّله كّمية منّ الرسّائل الصّوتية و النصّية منهاّ أيضّا مكالماتّ لاّ حصرّ لهاّ ، أيّعقلّ أنهاّ ماريّ ؟ أوّ ربماّ فلوراّ فهيّ من
كانتّ تتصلّ به كثيراّ فيّ الآونة الأخيرّة شّعر بالإحباطّ إذّ لابدّ أنهاّ سوفّ توبخّه لتجاّهله إيّاهاّ عندّما فتحّ الرّسالة الأولى قدّ كان تاريخّ إرسّالها منذّ
أسبوع تغّيرت ملامحّه تدّريجياّ ليعلوّ الاستغراّب وجههّ لقدّ كانّ المرسلّ سوزي التيّ تعملّ تحتّ إمرّة فرانسواّ إنهاّ تلكّ الخادّمة كثيرّة الوقوعّ فيّ
المّشاكل مماّ جّعله يتسّاءل عنّ سببّ هذّه الاتصّالات المفاجّئة ؟ أعجزّ نايت عنّ الوصولّ إليه لذلّك طلبّ من سوزي التواصل معه ؟
زمّ شّفتيه و حّاول الاتصاّل بنايتّ لكنّ هاتفه كانّ مغلقاّ تنهدّ بّأسىّ إنّ لمّ يتصلّ هوّ به فّنايت لنّ يتصلّ أبداّ ، تّبا يّا له من صدّيق مخلصّ فعـّاد كيّ
يستلقيّ مجدداّ علىّ سّريره قدّ قّرر الاتّصال بّتلك الفتّاة سوزيّ لحظاتّ حتىّ رفعتّ السّماعة ابتسمّ ويليامّ متحدثاّ بنبرةّ مرحـةّ
ـ أهـّلا سوّزي ، لقدّ وجدتّ صّندوق بريديّ الصوتّي مّليئاّ بّرسائلكّ هلّ اشتقت ليّ بّهذّه السّرعة ؟
قطبتّ سوزيّ لثّوان محاّولة تّذكر نغمّـة الصوتّ المرحةّ هـذّه و حالماّ تّذكرت إنحنتّ بّإرتباكّ بالّرغم منّ أنه لاّ يّراها لكنّ خطّورة ماّ تّفعله يجّعلها
تّرتجفّ ، أجـّابته بتوترّ
ـ أسّعد مساّئك سيدّ دويل، أرجوكّ أعذّرني علىّ إزعّاجك خّلال رحّلة عّملك لكنّ
بدتّ مترددةّ و خّائفة بّل هيّ لشديدةّ الخوفّ الآنّ كونهاّ تقدّم علّى هذّا التصرفّ منّ خلفّ نايتّ إذّ أنهّ حذّرها علىّ عدمّ فّعل شيءّ و الالتزام بّمهمتهاّ
ألاّ و هي حراّسة كايلّ لكنّ لاّ تّستطيعّ أنّ تلتزمّ الصمتّ ليسّ و سيدّها يّعاملّ كّما لوّ كّأنه شيطّان يسعّى لقّتل الكلّ ، فّاستجمعتّ شجاّعتهاّ و تحدثتّ
ـ سيدّ دّويل أظنّ أنكّ لاّ تعلمّ عنّ ما يجريّ فيّ لندّن الآنّ نـّظرا لأنكّ لمّ تعدّ و أناّ فعلاّ لمّ أكنّ أرغبّ فيّ الاتصال بّك لأنّ نايتّ حذرنيّ منّ أيّ تدّخل
غيرّ ضروريّ لكنّ فرانسواّ لمّ يجبّ على اتصالاتي و أناّ قّلقة عليهّ هوّ الآخرّ فهذّا ليسّ منّ عّادته لذّلك أعّلم أنّ ..
لمّ يستطعّ ويّليام فّهم شيءّ منّ كلامهاّ فقدّ بدّت مبّهمة لاّ تنفك الخروجّ منّ موضوعّ و الدّخول فيّ آخرّ حينهاّ تنهدّ و فركّ جبينهّ هوّ الذيّ تّساءل عنّ
عدّم اتصّالهمّ بهّ ، لاّبد أنهمّ يحاولونّ إخفاءّ أمرّ ماّ عنهّ أجـّابهاّ بنبرةّ هـّادئة مطّمئنةّ
ـ سوزيّ أعتقدّ أنكّ تّقومينّ بهذاّ دونّ علمّ نايتّ حسناّ لاّ بأسّ هياّ تحدثيّ فّأناّ لنّ أخبرهّ بشيءّ
كتمتّ سوزيّ أنفاسهاّ لوّ علمّ نايتّ لنّ تنجواّ أبداّ لربماّ سوفّ يقتلهاّ أوّ الاسوء يجّعلها تّغادّر جاّنبهم هوّ و فرانسواّ للأبدّ هزتّ رأسهاّ محاولةّ نفيّ
هذّه الأفكارّ المّظلمة و زفرتّ لكيّ تعّيد استجماعّ شجّاعتهاّ فّقالتّ بنبرةّ مرتجفّة
ـ فيّ الحقّيقة سيدّ دويلّ لقدّ حدثتّ مشّكلة كبيرّة ، القصرّ قدّ قلبّ رأساّ علىّ عقبّ بّأكمله .. سيديّ لقدّ تلاعبّت إليزابيثّ بّكايلّ وّ أخذّت مقّالاتّ التيّ
تخصّ سيدّ نايتّ لتنشرهّا علىّ الانترنيتّ بعدّ أنّ ..
قطب ويّليام بّعدم استيعاّب أيّ مقّالاتّ تتحدثّ عنهاّ ؟ و ماّ الذيّ فعلته إليزابيثّ لّكايلّ ؟ تّبا يشعرّ كمّا لوّ كّأنه قدّ هجرّ لندنّ لعشرّ سنينّ لاّ لقّرابة شهرّ
فّأمسكّ بّجّبينه فّاركاّ إياهاّ بكلّ قّوة و تحدثّ بنبرة حـّاول جاّهداّ فيّها أنّ يلتزمّ الهدوءّ
ـ ماّ الذيّ تّقولينه سوزيّ ؟ أعيديّ سّرد الأحداثّ منّ فضلكّ..
أنت تقرأ
لا يجب قول لا لفخامتك
Romancechanez الكاتبة رواّيتي يـّغلبّ عليهـّا الطـّابع الـرومانّسي الإجتمـّاعي ، يتخـّللهـّا الـقّليل من الكـّوميدّيـا و بّضعة بـهاراتّ من الـواّقع أحـّم أعـّلم أننّي سيـئة في تـّرك الأنطـّباع الـجيـدّ لـكّن .. أحـمّ سـأكونّ ممتـّنة للـحّصول على بـّعض ال...