بعيداّ عن الكل ذلك الفتى ذو سنّ الحادية عشر يقف وسط القـاعة بعد أن فقد إثر ماري عرضة اتجاهها لنايت يجلسّ متململا على الكرسي
في إحدى الطاولات المنتشرة بكثرة هو لا يحبذ لقاء الغيرّ أو التواجد في مكان مليء بالنـاسّ إذ ذلك يثير يخنقه بطريقة ما فجالّ بعينيه فيّ كل
زاويةّ و بكل ناحية لما لمحّ شخصاّ ما وقف مسرعاّ قد شحب وجهه كلياّ حينما استدار ذلكّ الشخص ناحيتهّ لم يكن أحدا سوى ديميتري نفـسه
يقفّ مرتديا بذلته الـرسميةّ متنكرا على زيّ خـادم برفقته السيد فلادمير الرجل الذي صار تـابعاّ له ، تـراجع للخلفّ لا إرادياّ لما ارتطم جسده
بّشيء ما فـرفع عينيه لكي يرى أوسكار يقف خلفه مبتسماّ بـبرودّ حـاول الفـرارّ للجـهة اليمنى لولا أنه رأى جونسون يقف أيضا ملوحا له بخفةّ
و فيّ الجـهة الأخرى يقف آرثر بـرفقة زوجته الأجنبية تلكّ التي لم تكن أحدا سوى عـارضة أزياء مشهورةّ الصيت ، كتمّ أنفاسه قدّ شعر بدنو
أجلهّ لماذا قرر ديميتري الظهور أخيرا ؟ ألا يدرك خطورة فعله حتى لو أنه تنكر كمجرد خادم إلا أنه يبقى ..
وضـع أوسكار يده على كتف أليكساندر ليقوده نحو الأمام عندما فجأةّ دفعتّ ماري يده بعيدا بقوة و هي تّدفع أليكساندر خلفهاّ احتدت عينيهاّ بغضبّ
و رمقت الجميعّ بحدةّ ، ما الذي يحدث هنا ؟ لماذا الطقم بأكمله في الحفلة ؟ تحدثت ماري بنبرة هادئة
ـ لا تتجرأ على لمسه مجددا ، دعني أذكرك أوسكار أنت في ملعبي أنا .. احرص على إخبار ديميتري بهذا
بعدّ ذلك ابتسمت بـرقة و هي تصافحهّ أما العيان ثم استـدارت مسرعة رفعتّ هاتفها و ضغطت على زرّ الاتصال السريعّ لكي يظهر رقم سوزي
على الشاشة و التي بدورهاّ دون أي وقت لتضيعه اتت وقفتّ بجانبهاّ فتحدثت ماري بنبرة حادةّ
ـ سوزي إن ديميتري هنا ألم تريه ؟
نظرت إليها سوزي بدهشة بعد ذلكّ عـادت تنظر إلى شاشة هاتفها الذكي الواسع قد كانت كاميرات القصر بأكملها متصلة بهّ ثم أومأت نفياّ ما الذي
يحدث ؟ هل تم التلاعب بالكاميرات ؟ عـادت تنظر بدهشة إلى التسجيل لترى أنه يتم إعادة بث أماكن متـفرقةّ محجوبة ببراعة تامةّ كل ذلكّ لتجنب
ظهور ملامح ديميتريّ علنا ، شهقت سوزي برعب و هي تتحدث قائلة
ـ سيدتي التسجيلات كلها مفبركة ، لا شيء مما أتلقاه الآن حقيقي
زمت ماري شفتيها و هي تـلاقت نظراتهاّ المرتبكةّ بنظرات ديميتري المتهكمةّ الساخرةّ لا شيء يبدوا صحيحاّ إليزابيث بجانب نايت تـاركة كايلّ و
شأنه بينما من المفترضّ أن تكون معهّ أوليس الغاية من الحفلة هوّ كسبّ أكبر عدد من الحلفاء إلى جانبهم ؟ آرثر يـراقب فلوراّ أما أوسكار فقد
إتجه إلى ويليام بابتسامة واسعة تعلو شفتيهّ ، نـظرت ماري ناحية كلير لكي تجدها تتمسك بقوة بذراع فرانسوا و هي تحاول أن لا تظهر للعيان
مدى خوفها أمامهم كان يقف جونسونّ ، إن الذي يحدث هنا ليس مجرد أمر عادي على الإطلاقّ ..
أمسكت ماري برأسها و قد ضاعت بين الكلّ ما الذي عليها فعله الآن ؟ إنها لن تستطيع أن تطرد ديميتري و حلفاءه خارجاّ ليس و الكاميرا تعيد بث
كل ما يحدث ليس و أن التسجيلات يتم التلاعب بها من طرفهّ ، تحدثت سوزي بتوتر
ـ سيدتي .. أنا لا بل ما الذي تأمرينني بفعله ؟
عضت سوزي شفتيهاّ بعصبية و هي تلاحظ مدى توتر الجميعّ لما لم ترى ذلك سابقا ؟ كيف كان لإليزابيث أن تأتي بهذه الكمية الهائلة من الحراس
في هذه المدة الزمنية القصيرة ؟ جميعهم ملك لديميتري و لا شك أنهم استولوا على القصر بأكمله تـبا سيكون التحرك الآن صعبا إنها لا تجد
ما تفعله ؟ حماية ماري و أليكساندر ؟ تحذير كايل أو اهتمام باستعادة السيطرة على القصر ؟ إن نايت في خطر أيضاّ لا بل أكثرهم من يحتاج إلى
حمايةّ .. وجهت عينيها القلقتين نحوه لكي ترى إليزابيث تحيط ذراعه بكلتا يديهاّ تضحك بخفة على شيء ما ،
تـبا حتى لو أرادت فلن تستطيعّ أن تستعين بنايت إنه محاط بالجميعّ و هو يحاول أن يوقع عقدا مع رجل ما أتى خصيصا من روسيا لأجلهّ ، أحكمت
ماري القبض على فستانها إذ أن كل أفكار سوزي كانت تجول بعقلها هي أيضاّ .. بقيت على حالتها تلك لمدة طويلة نوعا ما قبل أن تستجمع شجاعتهاّ
و ترفع رأسها نـظرتّ من حولها للمرة الأخيرة ثم تحدثت بنبرة حادة
ـ سوف أستعيد السيطرة على غـرفة المراقبة و القصر بأكمله أثناء ذلك أبقي ديميتري تحت أنظاركّ ، أليكساندر أنت أتجه إلى نايت و اختلط بينهم ،
لن أتأخر كثيرا ..
نـظرت إليها سوزي بقلق بـعد ذلك أومأت إيجابا في حين حاول أليكساندر الاعتراض غير أن نظرات ديميتري المسلطة عليه أخرسته تماما بينما
رفعت ماري فستانها الطـويلّ بهدوء و هي تسير بخطوات سريعة نوعا ماّ ، حالما لاحظها فرانسوا كاد أن يتجه إليها لولا اعتراض جونسون له رفع
الأخير سترته لكي يظهر مسدسه و هو يقول بابتسامة باردة
ـ فـرانسوا عزيزي لم ننهي ما حدث سابقا ، هـذه المرة سأحرص على دفنك
تـمسكت كلير بذراع فرانسوا قد شحب وجهها كلياّ إنها تتذكر تلك الليلة تماماّ لما كاد فرانسوا أن يفارق حياته بسبب هـذا الرجل الذي يقف أمامه
دون ضمير أو أي تأنيب هاهو الآن ينوي أخذ حياته للمرة الثانية ، أغلقت عينيهاّ بقوة بينما رفع فرانسوا سترته لكي يظهر مسدسه هو الآخرّ رسم
على شفتيه ابتسامة بـاردة قـائلا بجدية
ـ سوف أحرص على جعلك لا ترى النور مجددا جونسون .. هذه المرة للأبد
و في الجـهة المقابلة حيثما كانت فلورا تـجلسّ تتجاذب أطراف الحديث مع ويليام لوهلة ثم يلتزمان الصمت لوهلة أخرى لماّ ظهر آرثر أمامهما
بـرفقته زوجـته تلكّ و أوسكار أيضاّ ، قطبت فلورا حاجبيها ثم كادت أن تفرك عينيها لولا أنها تذكرت أن سوزي وضعت لها الماكياج توقفت عن
حركتها تلكّ و وقفتّ لكي تضع يدها على كتف آرثر و تمسكه بقوةّ مبتسمة بـهدوء بعدّ ذلك رفعت ذراعها الآخرى و وضعتها على كتف أوسكارّ لكي
تضغط عليه قـائلة بنبرة باردة
ـ عجبا ما الذي أراه أمامي الآن ويليام ؟ هل هـذه هي المفاجأة التي تحتويها الحفلة ؟
وقف ويليام و أبعدها للخلفّ بهدوء بعد أن رسم على شفتيه ابتسامة وديعةّ في حين دفع آرثر يد فلورا بلطف ظاهري فقطّ بينما قطب أوسكار حاجبيه
متعجبا لرؤية هذه الفتاة مجدداّ تلك التي اتهمته بتمسكه الشديد لويليام ، تـحدث آرثر بنبرة ماكرة
ـ ما الأمر فلورا ؟ ألا تحبين حفلات جمع الشمل ؟
رفعت فلورا قبضتها و أشارت عليها ببرود قبل أن تشير على وجههّ لو أن المكان مختلفا فقط لكان الآن آرثر مقتولاّ لكن للأسفّ ، في حين تحدث
ويليام بنبرة لطيفة
ـ يا لها من مفاجأة سارة ..
رفعت فلورا كم فستانها بالرغم من أن فساتنها لا يملك كما على الإطلاق إذ أنها مجرد حركة إعتادت عليها كلما كانت على وشك الشجار ثم تـقدمت
من آرثر لما جذبها ويليام مجددا ناحيتها ممسكا إياها من كتفيهاّ بقوةّ تـبا كم أن دمها حار دائما ما تكون مستعدة لشجارّ ، بعد ذلك تحدث ويليام بهدوء
ـ من الأفضل لكما أن لا تثيرا المشاكل يـا .. أطفال
رمقه أوسكار ببرودّ بـعد ذلك ابتسم لأحد الفتيات اللواتي كن ينظرن بترقب إلى الثنائي المشهور أوسكار و ويليامّ بـعد جولتهما الغنائية التي للأسف
انتهت بسرعة بـعد ذلك عـاد يجول بعينيه على ويليام لكي يقول بـبرود
ـ عزيزي دعني أصحح ما قالته لي صديقتكم قبلا هـذا المكان بأكمله لنا أنتم لا تملكون فرصةّ لمواجهتنا لقد خسرتم قبل البدء حتى
رمـقه ويليامّ بنظرة حادة خطيـرةّ بينماّ زمت فلورا شفتيها بعبوس قدّ أثارت كلماته أعصابهماّ ، ما الذي يعتقدون أنفسهم فاعلين ؟ فيّ حين و حيثما كان
يقف نايت يتحدث بـبرود حولّ خـطته القـادمةّ و مشروعهما الذي من المفترض أن يتم الموافقة عليه اليوم بـهدوء و بخطوات خفيفة للغاية متوترة وقف
أليكساندر بجانبهّ بعد ذلك عـاد بأنظاره إلى ديميتري فوجده يرمقه بـنظرات حادة خـطيرّة مما جعل توتره يزداد و دون أن يدرك أمسك بيد نايت بقوة كعادته
لما تكون معه ماريّ لكي يستدير نايت ناحيته ، فنظر إليه ذلك الـرجل كان في عقده الخمسين روسي الجنسية كما يبدوا من ملابسه وّ عينين باردتين
قطب حاجبيه بخفة ثم ابتسم قائلا
ـ مـرحبا ..
جفل أليكساندر إذ أن الكلام الموجه له جعله يستفيق قليلا من رعبه فاستدار لكي ينظر ناحية الـرجل العجوز بـعد ذلكّ احمرت وجنتيه إحراجا قد لاحظ
أنه يمسك بيد نايت بكل قوة كما لو كأنه مجرد طفل صغير فاقترب للأمام ثم انحنى بـخفة قـائلا بنبرة مرتبكة
ـ أعتذر على وقاحتي الشديدة سيدي .. أدعى أليكساندر إنه لشرف لي مقابلتك
بعد إنهائه لجملته ألقى نظرة سريعة على نايت قد بدى متردداّ للغايةّ ثم أخفض رأسه للأسفل و هو يقف بجـانبه مجدداّ ابتـسمّ الـعجوز له إذ بدى مظهر
أليكساندر أنيقا هادئاّ و وسيماّ ثم عـاد ينظر لنايتّ لا يدري لما لكن لا يسعه سوى الضحكّ إثر رؤيتهما معاّ لكي يتحدث الـرجل بضحكة
ـ أعتقد أن السيد الصغير يريد الحديث معك سيد نايت لذلك سوف أستأذنك قليلا
انحنى الـرجل بلباقة ثم غـادر بخطوات هادئةّ حينما استدار نايت ناحية أليكساندر مستغـربا تواجده معهّ بينما و دون أن يضطر الفتى لقول أي كلمة جذب
كم نايت بحركة سريعةّ بعيدا عن الأنظار ثمّ أشار برأسه أينما كان يقف ديميتري و الذي حالما وقعت أنظار نايت المصدومة عليه رفع يده ملوحا له
بابتسامة بسيطةّ ، اتسعت عينيه بصدمةّ و هو يـرى أيضا جونسون يتحدث مع فرانسوا كذلك آرثر و أوسكار سحقاّ ما الذي يفعله كل هؤلاء هنا ؟ يجب
عليه طردهم فوراّ أو على الأقل حماية الآخرين حـالما كان على وشك الحـركةّ أمسك رأسه قدّ داهمه صداع قوي ..
ـ سحقا .. سحقا إليزابيث سـحقا
لماذا كانت إليزابيث تعلم بوقت و مكان وصول زبائنه ؟ لماذا استقبلتهم ؟ لما كانت ترفه عنهم طوال الحـفلة ؟ تـبا كيف لم يرى ذلك مسبقا ؟ إصرارها
على قدومه الحفلة المفاجئةّ و علمها بشركائه كل هذاّ كان مخططا له منذ البدايةّ ، أجل بالطبعّ ديميتري لن يستسلم له بتلك السهولةّ سوف يفعل المستحيل
لمنعه من نشر هويتهّ حتى لو تطلب الأمر كشفّ حليفه الأكثر سريةّ إليزابيث بنفسهاّ ، تـحدث أليكساندر بقلق و هو يرى نايت يجاهد لتمالك أعصابه
ـ سيدي أرجوك لا تقـلقّ إن ماري و سوزي يتوليان الأمرّ ،
حـالما سمع نايت إسم ماري إزداد صـداعه ألما و كاد أن يسقطّ أرضاّ أقال ماري تتولى الأمر ؟ تـباّ عاد يجول بنظراته فيّ كل زاوية و بكل إنش باحثا
عنها عندما تحدث أليكساندر بنبرة متوترة
ـ إنها ليست هنّا .. يبدوا أن ديميتري يبث تسجيلا مزيفا للإعلام و أن كل الكاميرات التي هنا تلتقط أحداثا في وقت و تبثها في وقت آخر
التزم الصمت مرتبكا إذ أنها مرة الأولى التي يتحدث فيهاّ مع نايت و التواجد بـرفقته بدى مخيفا للغـايةّ لا بل بالأحرى مرعـباّ إذ أن هناك هالة من حوله
تجبره على الابتعاد عنهّ الحذر منه و تجنبه ، بينما ضربّ نايت رأسه بـخفةّ ثمّ تحدث قائلا بنبرته الباردة المبحوحةّ
ـ كيف لي أن لا ألحظ ذلك ؟ لقد كان تشكيل الحرس خارجا مختلفا لكننني لم أبدي الأمر اهتماما ، تـبا أين هي ماري الآن ؟
نـظر إليه أليكساندر بتوتر يـعلم جيدا أن نايت يبالغ في حماية ماريّ لا بالأحرى هو يعتبرها مجرد طفـلة تحتاج لمـراقبة الكلّ لها و إن عـلم أنها ذهبت
لوحدها دون أي حرس لإيقاف ديميتري لسوف يجن بكل تأكيد بالطبع سوف يجن حتى هو بنفسه لا يثق بها ، منذ فترة ليست ببعيدة لم تكن قادرة على
الوقوف لوحدهاّ و الآن يتركونها تواجه هذه المشكلة لوحدهاّ .. تنحنحّ ثم أشاح بنظره بعيدا قـائلا
ـ لقد ذهبت لكي تستعيد السيطرة على غـرفة المراقبة و سوزي تراقب ديميتري ،
أنت تقرأ
لا يجب قول لا لفخامتك
Romancechanez الكاتبة رواّيتي يـّغلبّ عليهـّا الطـّابع الـرومانّسي الإجتمـّاعي ، يتخـّللهـّا الـقّليل من الكـّوميدّيـا و بّضعة بـهاراتّ من الـواّقع أحـّم أعـّلم أننّي سيـئة في تـّرك الأنطـّباع الـجيـدّ لـكّن .. أحـمّ سـأكونّ ممتـّنة للـحّصول على بـّعض ال...