يقـال قبل أن تـبدأ الـحرب يجب عليك أن تـعرف ما الذي أنت تـقاتل من أجله ، هـو لا يملك شيئا ليدافع عنه و لا يـحارب من أجلـه إنه بالـكاد يهتم بتلك
الثـروةّ أو المال ما أراده حصل عليه سابقا ، تنـهد بضجر أكبـر مـراقبا شـاشة الـحاسوب حيثّ كان يعرض تسجيـل وفـاةّ السيد بيتر و جميـع الأدلةّ من
كوب العصير الذي قـدم له و المـخدر الموجود فيه أيضـا فـارتشف القليل من القـهوة السوداء الساخنـةّ مبعدا ملفا ما عن مرمى نـظره عندما رفـع عينيه
الداكنتين نحو ذلك الـشخص الذيّ يجلس أمامه و لم يكن أحدا سوى كـايل نفـسهّ يوجد على خـده عـلامةّ بنفـسجية حتـما للكمـةّ كان يمسك هو الآخر
بـملفات عديدةّ يـحاول أن ينـظر فيها بنفسه مسـاعدا ابن عمته ..
و على غير العادة فكان كايل ملتـزما الـهدوء بشكل مريـب لا يتـحدث كثيـرا فـقطب نايت حاجبيه ثمّ تنهد بنوع من الإرهاق ما الذي يـفكر به ؟ ألم يحن
الوقت بعد لكي يتقدم للأمام تاركا إليزابيث و ماضيهما معـا كله فيّ الخلف ؟ إنه بالكاد يستطيع أن يـعرف وجـهة أفكاره أو مشاعره بل إنه حتى لا يفهمه
على الإطلاق فـلماذا يتمسك بحب إمرأة خـانته ؟ رفـع نـظارتين الطـبيتين و وضعهما لكيّ يـعود للعمل مـجددا على حاسوبه قـائلا ّبنبرةّ باردة
ـ يستحسن أن تتخطاها قـريبا ، ذلك سيكون أفضل للجميـعّ
أحـكم كايل القبضّ على ذلك الملف بين يديه و قد ارتجف جسده قليلاّ إثـر غـضبه لكنه لم يقل شيئـا فنـظرّ بطرف عينه نحو نايت الـهادئّ كي يشـحب وجهه
فجـأةّ إنه لا يدرك كم كـان نايت مخيـفا تـلك الليلةّ لقدّ لكمـه عدةّ مـراتّ و دون تـوقفّ لأخـذّ أنفاسه لم يـمنـعه فـرانسوا من ذلكّ أو سـوزي بل اكتفيا فقطّ
بمشـاهدةّ الوضـعّ بينما حـاولتّ ماري أن تـوقفهما مراراّ و تـكرارا دون أن تـنجح ، إنه لا يصدق ما حدث حينها فقد كان نايت غـاضباّ و لأول مرةّ غاضبا
منه بشـدةّ جعلته يعجز عن الكلامّ ..
أجـلّ هو أحمق فـكيف يسلم إليزابيث جميع أسهمه و ثـرواته دون أن يـفكر و لو لوهلةّ ؟ إنها خـانته و هو يسـتحق ذلكّ لقد حان وقتّ وقوفه مجددا و جعلها
تندم على ما فعلت فلا أحد يعبث مع رجال لبيير دون أن ينال العقابّ ، تـحدث كايل بنبرةّ محرجة و هو يـرد عليه
ـ سـأفعل ..
نـظر إليه نايت بـبرود متهـكما أجل هو يصدقه ، بالـطبع لن يتخطاها بتلك السهولةّ فقد أحبها عنّ إخلاص و قد كانت إليزابيث أول امرأة أحبها عن بكل
صدق لذلك تـجاهل نايت إجـابة كايل المترددةّ و أكمل عـمله دون أن يلقي أي نـظرةّ نحوه حينما تـحدث كايل فجـأة قاطعـا ذلك الصـمتّ المريب
ـ لو كـنت مكاني ..
قطـع كلامه فجـأةّ إذ أن نايت لن يكون أبـدا مكانه فـهو لن يقع أبـدا في خـطط إليزابيث و لن يسلمها كل أمواله دون رمشـة عين كما أنه لم و لن يحبب
أي شخص أي إمرأة فكيف له أن يفهم أسبابه ؟ كيف له أن يطلب منه وضع نفسه في مكانه فـهذا لن يحدث أبدا لنايتّ ، عـاد كايل يصغ جـملته بـشكلّ
رأى أنه مقـنعّ أو بالأحرى منـطقيّ بالنسبة لنايت
ـ لو أن ماري فـعلت ما فـعلته إليزابيثّ ، لو أنها خـدعتك ؟ هل كنت ستسامحها ؟
تـوقف نايت عن الضغط على لوحـة المفاتيح لكي ينـظر نحوه بنوعّ من البرود ماري تـخونه ؟ أجل لقد فكر في هـذه الإمكـانيةّ سابقا عـندما تـعرف عليهاّ
لقد اعتـقد أنها مخـادعةّ كـاذبةّ و منـافقةّ أيضا تسعى فقط من أجل أمـواله و لكسبّه لكن بـمرور الأيـام تـلك الـظنون لم تكن سوى مجرد أوهام فـتحدثّ
نايت بنبرةّ مبـحوحةّ هادئةّ
ـ مـاري بعيـدةّ كل البعد عن إليـزابيثّ ، كلتاهما مخـتلفتان تـمتلكان طرقّ مختلفةّ للوصول إلى غـايتهما فـلماذا تـجمعهما معـا ؟
رمـقه كايل بـهدوء قبل أن يشيح وجهه بعيـداّ بالرغم من أنهما مختلفتان جـدا إلا أن كلتاهما وقعتا في حـب نفس الـشخصّ و كلتاهما تفعل المستحيل بطرقتها
الخاصةّ من أجل سـلامته هوّ بالرغم من أن أحدهما مـخادعةّ و مـاكرةّ بينما الأخرى صـادقةّ و مخلصة إلا أن هما يحبانه هو فقطّ ، و بالنسبةّ لكايل فـهما
متشابهتين نوعا ماّ فعـاد كايل يتحدث بنبرةّ مصممةّ
ـ لكن أنـتّ لم تجبني ، ما الذي ستفـعله إن خدعتك ماري ؟
لم يرى نايت أن الاسترسال في الحديث سيعود عليه بأي نفع أو فائدة لكنه بالرغم من ذلكّ توقف عن عـمله مـجددا و هو ينـظرّ نحو كايل ببرود ما الذي
سيفعله إن خدعته ماري ؟ ابتسم بـسخريةّ قبل أن يضحك قـليلاّ ببحةّ خفيفةّ متـهكماّ
ـ أنت تـدرك جيدا أننـاّ نتـحدث عن ماري ، أليس كذلك ؟
هـز نايت رأسه نفيـا ساخرا من هـذّه الفكرة بينما رمقـه كايل بدهشـةّ لا يستطيع أن يعلم ما إن كانت ردةّ فـعل نايت لأنه واثق جـدا منها أو لأن هـذا مستحيل
الـحدوث فـساخر من فكرته هذه لكي يستند كايل على طرف المكـتب متنهـدا بقلةّ حيلة أجل إنـه محق فـماري التي يعرفها الجميـع من المستحيل أن تخدع
أحـدا إنها لا تـجيد فـعل أي شيء و كل يشعر بـطريقةّ ما أنه يتوجب عليهم حمايتهاّ حتى نايت نفسه ..
ـ أتـحبها ؟
شـحب وجهه إثر سـؤال كايل المفاجئ و اتسعت عينيه بـصدمةّ لماذا لم يخطر بباله هذا السـؤال قبلا ؟ قـطب حاجبيه لوهلة من الزمن ماري لم تسعى أبدا
لمعـرفة إجابته كما لو كـأنها متـأكدة منّ رده دون أن تضطر لسماعه ، حـرك قـلم بين يديه بنوع من الحيرةّ قبل أن يستعيد ملامح الـبرود ّفتعود كي تعلو
وجهه مجددا و قدّ كانت عينيه داكنتين
ـ لا أظن أن إجـابتي ستتغـير ..
لم يعلم ما إجـابة نايت الأولى كانتّ لكن لا يبدوا أنها سارةّ على الإطلاقّ بالرغم من أن نظرة نايت نحو ماري قد تـغيرت كليا فـقد صار يثق بها أكثـرّ
و يهتـم بسلامتها أيضاّ كما أن وجـودها ضروري بالنسبة لهم جميـعاّ مجرد حضورها يضفي على القصرّ نوعا من الطمأنينة له و لهمّ لكن يبدوا أنها لن
تنال ما كانت تسعى له ، ضحك كايل بخفـةّ يال حظهما التعيس عندما نظر إليه نايت مستغرباّ قد تحدث ببحة
ـ ما الأمر المضحك ؟
كانت نظراتّ كايل نحو نايت هادئـةّ قبل أن يبتسم بدون قول شيءّ تـلك الفتاة التي لا يعتقد أبدا أنه سيغير إجابته لها أو يظن أنها ستبقى إلى جانبه للأبد ؟
أشـاح وجهه ناحية أوراقه قائلا بنبرةّ مبتسمة
ـ كنت أحاول جاهـدا كسب حب إليزابيث بكل طرق و بجميع السبلّ في كثير من الأحيان كنت استسلم أخبر نفسي لما أحاول و أنا أدرك حبها لآخر ؟ بالرغم
من هـذا استمررت بالمحاولةّ لكن الآن و بالنظر نحوها فـأنا بالكاد أشعر بشيء نحوها لا أستطيع أن أكن حتى مشاعر الكره لها إذ إن فعلت فذلك بمثابة
إهدار لطاقتي ،
عـاد كايل يضحكّ بـخفة أجل فـحتى مشاعر الكره لا تستحقها إمرأة مثلها من الأحسن فقطّ محوها و نسيانها من ذاكرته بـكاملها كي يعتبرها كما لو كـأنها
لم توجد قطّ هـذا فقط لأن كل ما حدث معها كان سيئا فقطّ مليئا بالألم و الـحقد و البغضّ و لأنها لم تعتبره أبدا حبيبا ، فقـال مـجددا بنبرةّ ذات مغزى
ـ أتعتـقد أن الناس سوف يستمرون في المحاربـةّ إن كان الوصول للـهدف مستحيلا ؟
نـظر إليه نايت بـعدم استيعاب أهـذا يعني أن كايل الآن لا يشعر بـأي شيء نحو إليزابيثّ ؟ ابتسمّ بهدوء هو الآخر بينما هز كايل كتفيه بعدم اهتـمامّ ثمّ
وقف حاملا إحدى الملفات أسفل ذراعه عندما رتبّ نايت أوراقه بـكسل و هو يـحمل حاسوبه حينما تحدث كايل بهدوء
ـ ما أقصـده ، حـب ماري لك لن يدوم مـادامت إجابتك لن تتغير ..
تـنهد بـنوع من الضجرّ و هو يـدفع كايل من ظهره خارجاّ لكي يـغادر كلاهما المكـتبّ متـجهين نحو قاعةّ الاجتمـاع كي يسرقّ كايل نظرةّ خفيفةّ نحو نايت
اللا مباليّ قبل أن يتـأوه بـألم هـذا الرجل بمثابة الجليد فـلا تـوجد أي كلمة قد تغير رأيه أو تـجعله يتغير و لو قليلا في النهاية يبدوا أنه بالفعل لا جدوى من
حب ماري له من الأفضل لهاّ أن تتوقف ../
كـان يجلس على طـرف الكرسي يمسك بين يـده قلما يـلوح به بدون تـركيز و هو ينـظرّ من خلال النافذةّ إلى تـلك السـاحةّ التي تـطلّ عليها قدّ بدى هادئا
و شارد الـذهن من هذه الأفكار العديدة التي غـزت عقله و التي احتـلتّ أكبر جزءّ هي ديمـيتري إنه لا يتـراجع للخلف على الإطلاقّ و لا يزال حتى الآن
مختفيا عن أنـظار الصحافةّ بالرغم من أن الكل يدرك وجوده ، هو يـجعل كل شيءّ صعبا و مستحيلاّ أيضا متقنا لغـايةّ المثاليةّ فقد كبل نايت كليـاّ و قد صار
الأخير مشـغولا جدا بإنقاذ الكلّ قبل أن يفكر في نفسه فالجـميع يعتمد عليه و هو أيضاّ يعتمد على نايتّ ..
أراد أن يسـاعده و يمد يده للكلّ إذ أنه لا يحبذ فكرةّ البقاء في الخلف منتـظرا حماية الحراس له بل يريد التدخل أيضاّ أجل لقد قرر سابقا أن هذه ليست معـركته
و هو ليس معنيا بما يحدث فلطالما كان مجرد الورقة الرابحـةّ لكنه بالرغم من ذلك يبقى جزءا مهما ، انتـقل إلى مسامعه فجـأة صوتّ الأستاذّ و هو يتحدث
بنبرّة منـزعجةّ قليلا
ـ أليكساندر إن كانت حصتي لا تناسب ذوقك فيمكنك الـخروجّ ..
استـدار نحوه بـدهشة إذ أن تواجد الأستاذ أمام طـاولته أثارّ دهشته قليلاّ فهو لم يكن منتـبهاّ فـأومأ نفيا و هو يعـتذرّ باختصار و ذو نبرةّ باردة لكي يـنـظر
مجددا نحو الـسبورةّ بضجر قد كانت أنـظار الكل نـحوهّ ، الفـتى الـجديدّ الذيّ لا يحبذ أن يتحدث معه أي أحد و يبقي حاجزا حوله إنه صعـب التعامل و ربما ذلك
يعود لخلفيته التيّ لا أحد يدرك ما هـي فـكل ما يناديه الأستاذةّ به هو اسمه الأولّ فقط ،
نـظر أليكساندر ناحيـةّ الفتاة التي تـجلسّ بجانبه و التيّ كانت تسجل كل ما كتـبه الأستاذ طوال الوقت ثمّ زفر بـنوعّ من الملل إذ لا رغبة له فعلا في الدراسةّ
كان يجب عليه الذهاب مع كايل لمخبر الشـرطة أو مع فـرانسوا يستطيع أن يساعده إن تعلق الأمر بالبيانات أو ماري أجل فـهي لا تـقول لا أبدا له سترحب
به بكل ابتسامةّ و ستـأخذّه معها كما دوما تفعل بالحديث عنها إنها لا تـبدوا نفسها في الآونة الأخيرةّ ربما ذلك عـائدّ لقضية إدانة فـلورا ، أيعقل أن نايت وجد
دليل يدين فيه آرثر غلوري ؟ ربما تستطيع كلير مساعدتهم فـهي في جانبهم تأوه بألم ممسكا برأسه حينما همست له الفتاة بنبرةّ مترددة
ـ يجب عليك فعلا أن تـركز في الأستاذ يستمر في النظر اتجاهك ..
نـظر إليها بـهدوء لقد كانت المرة الأولى التي يلاحظها فيها فهي و منذ قدومه لم تتحدث معه لمرة واحدة أو ربما لأنه لم يلتفت نحوها قط كانت ذات شـعر
أسود قصير يصل إلى رقبتها و عينين عسليتين ذاتّ بشرةّ صافية قطب حاجبيه و هو يعود لنظر نحو ذلك الأستاذ بضجر كبير إذ أنه يفتعل المشاكل معه
فقط لأن أليكساندر قد أتى لهذه المدرسة بطريقة خاصةّ إذ طلب نايت للمدير بجعل هويته مخفية حاليا و جميع الأساتذة لا يدركون هويته الحقيقة لذلكّ هذا
الأستاذّ و لجهله بالموضوع يسعى لإثارةّ المشاكل فقط لإرضاء فضوله و معـرفته .. ، قـال أليكساندر فجـأة
ـ لم يكن علي الحضور قط تـبا
قد تـغير مزاجه كليا أراد مغـادرة القاعةّ هو يفضل تقديم المساعدةّ أي كان ما يقدر عليه لا الجلوس هنا الاستماع إلى تـصريف الأستاذ للأفعـال كتـم أنفاسه
لوهلة ثمّ تنهد بقلةّ حيلةّ بعدّ ذلك عـاد يكتب ما فاته من ملاحـظاتّ بعدم اهتمام ملحوظ
أنت تقرأ
لا يجب قول لا لفخامتك
Romancechanez الكاتبة رواّيتي يـّغلبّ عليهـّا الطـّابع الـرومانّسي الإجتمـّاعي ، يتخـّللهـّا الـقّليل من الكـّوميدّيـا و بّضعة بـهاراتّ من الـواّقع أحـّم أعـّلم أننّي سيـئة في تـّرك الأنطـّباع الـجيـدّ لـكّن .. أحـمّ سـأكونّ ممتـّنة للـحّصول على بـّعض ال...