البارت90

117 10 0
                                    

1 ~ ثأر طبق من الأفضل أن يقدم باردا ~ 1

صيحات الألم المتكررةّ ترجياته المستمرّة مرفقة بدموعه المنهمرة على خديهّ بينماّ عينيه لمّ تكونا تعكسان سوىّ الحقدّ بغضّ
المقتّ كيفّ لا و هـذا ّالرجلّ لا الشيطانّ الذيّ يقف أمامه قدّ سلبه جميع ممتلكاتهّ بدافع الانتقامّ بدافع أنه خدّعه ؟ جعـلّ والده يدخل
غـيبوبةّ دائمةّ صديقته تركته كذلكّ أحلامه هاهو الآن هنا مقيدّ على هذا الكرسيّ الخشبيّ يـرمقه حارسّ ذلك الرجل بنظراته
الباردةّ المتعطشةّ لدمائهّ يرفقّ مقبضاّ حديديا طويلاّ كان قدّ ضربه تواّ به على فخدهّ ، تقدم منه رجلّ ذو شعر أسودّ حريري تساقط
على جبينه بعشوائيةّ ثم أمسكه منّ ذقنه لكي يرفع رأسه ناحيته قد التقت عينيهما ببعضهما البعضّ لم يسبق له أن رأى رجلاّ يملك هذا
الكم من الجمودّ البرود و اللا مبالاةّ لكي يعيد سّؤاله بنبرته الباردةّ المبحوحةّ و الخافتةّ
ـ أقلت أن ديميتري من أرسلك ؟ أهو خلفّ معاملاتك المزورة ؟ ..
استعادّ جونسون وعيهّ و هوّ ينظر ناحيةّ ذلك الـرجلّ الذيّ سلبه كل ما يملكه كرامتهّ عزة نفسه حتى عائلته كلها أمام عينيهّ لمّ يكن
أحدا سوى نايت نفسهّ فـرفع مسدسهّ ناحيتهّ هذه اللحظةّ هذه النشوةّ إنها كل شيء ما هو بحاجته الآنّ فقطّ أن يضغط على الزناد و سوف
يتخلص من معاناتهّ سيستعيدّ ما فقده لن يهتم بأوامر ديميتريّ لن ينصاع له فكل ما يحتاجه هو مسدس و ضغطة واحدّة ناحية قلبه بعدها
لن يمانعّ الموتّ ، حينّ دوت صرخـةّ ماري العـاليةّ المناديةّ لنايتّ جعلته يجفلّ من الصدمةّ استطاعت أن تلمحهّ بالرغم من حرصه على عدم
كشفّ موقعهّ ارتبك أكثرّ تـباّ إذا علم ديميتري بّأنه يتصرف لوحده سوفّ يقوم بسحقه كما لو كأنه حشرةّ ..
ارتجف جسده كلياّ حينما أخذت ماري تـركض ناحية نايت و هي تصرخّ باسمه إذ لم يستطع سماعها لشدة الضوضاءّ فتشوش ذهنهّ لم يعد قادرا على
التفكيرّ بعقل سليم لكي يسددّ فوهة المسدسّ إليهّا ثمّ عاد يصوبّ ناحيةّ نايتّ تباّ ما الذي عليه فعله ؟ هكذا لن ينجحّ ارتبكّ أكثرّ و سقطّ المسدسّ من
بين يديّه مصدراّ ضجيجاّ فجلس مسرعا محاولا التقاطهّ و هو يتبعه لما لاحظ أنه ارتبط بحذاء شخصّ ما فرفع عينيه بخوفّ للأعلى لكي يرى إليزابيثّ
قد نزلت لمستواه و أمسكت المسدسّ بطرف أناملها همست له بنبرةّ هادئةّ
ـ ما الأمر جونسون ؟ هلّ تصويب على نايت مخيف إلى تلك الدرجة ؟
أزاحت خصلات شعرهاّ الأسود من جانبها و هي تنتظر إجابته تلعب بحافة فوهة المسدسّ عندما جلس جونسون على ركبته قدّ ارتعب بأكمله خوفاّ
منهاّ لم يدرك ما الذي عليه فعله بعدّ الآن فأخفض رأسه مرتجفاّ قـائلا بّنبرة مضطربة
ـ أرجوك لا تخبري ديميتري .. سوف يقتلني
حينهاّ ابتسمت إليزابيث ببرودّ أن لا تخبر ديميتري ؟ ألا يدرك في حضرة من هو الآن ؟ إليزابيث نفسهاّ لا لن تسمحّ له بالفرار بفعلتهّ لن يلمس
أحد نايت غيرهاّ و لنّ يقتله أحدّ فنابت ملكها هيّ و هي فقطّ رفعت المسدسّ ناحية جونسون و ابتسمت بخفةّ لكي تمده أكثر ناحيةّ صدره قـائلة بّخفة
ـ لا تقلقّ جونسون لن أسمح لديميتري بقتلك لأنني أنا من سيفعل ذلكّ
مع انفجار آخر ضغطتّ على زناد لكيّ تتسع عيناي جونسون صدمةّ قد شحب وجهه بأكمله فنظر ببطء ناحية صدره لكي يلاحظّ تلك الدماءّ التي
تملأ قميصهّ فعـاد ينظر إليها مصدوماّ لماذا ؟ كل ما أراده هو الانتقامّ لنفسه استعادة كبرياءه و العودة لبلدهّ أن يعود كل شيء إلى ما كان سابقاّ فأين
الخطأ فيّ ذلك ؟ لما ؟ سقطّ أرضاّ فمسحت إليزابيث فوهة المسدس فيّ سترته بشيء من الاشمئزاز بعد ذلك سارعت بالوقوفّ مبتعدةّ حينماّ ارتطمت
بجسد ديميتري الذيّ خلفهاّ ، رمقها بنظرات باردةّ لكي يتحدث ببرود
ـ أيتها الحمقاءّ .. يجب علي أن أنظف قذارتك مجدداّ، كم مرة أخبرتك أن تتمالكي نفسكّ ؟
أخفضتّ رأسهاّ للأسفلّ بإحراجّ نادمة على تهورهاّ بينماّ تنهد ديميتريّ بضجرّ ثمّ كاد أن يغادر عندماّ فجأة أمسكه جونسون منّ قدمه بآخر جهدّ
يملكه و نـظر إليهّ عينيهّ قد غـادرتهماّ الحياةّ لم يكنّ يبالي بحياتهّ غيرّ أن تلكّ الـرابطةّ ذلكّ الشيءّ .. يمنعهّ من مغادرةّ هذاّ العالمّ فتحدتّ بنبرةّ
متألمة مرهقة
ـ أرجوك أنا .. لم أنتقم منه بعدّ امنحني فـر ..
قبل أن يكمل كلامه وضعّ ديميتري قدمه على رأسه لكي يدفعه للأرضّ بقوة كيّ يصمتّ جونسون للأبد قدّ ضجر فـعلا منهّ فبعدّ أن قرر التصرفّ
دون مشورته كان حكم على نفسه بالإعدامّ أكمل طـريقّه محاولا الخروجّ من هذّه القاعةّ برفقةّ إليزابيثّ لماّ لاحظّ ماريّ التيّ توقفتّ عن الركضّ
من مسافةّ بعيدةّ قليلاّ عنهماّ و هي تنـظرّ إليهما بصدمـةّ قد شحب وجهها كلياّ ما الذي فعلاه ؟ ألم يكون جونسون حليفا لهما ؟ مهما كان تصرفه
أي كان دافعهّ فمن هم ليأخذوا حياته منه ؟
أحكمت الإمساك بقبضتهاّ أي صنف من البشرّ هؤلاء ؟ عضتّ شفتها السفلىّ بغـضبّ مرفق بالأسىّ ثم استدارتّ كيّ تكمل طريقهاّ غيرّ أنها توقفتّ
فجأةّ ما الذي تفعله ؟ لقد كان أمر نايت واضحاّ للغايةّ لم يعدّ يوجد سببّ لكي تـلحقهّ حياتهّ لم تعدّ فيّ خطرّ قد أنقذته إليزابيثّ ، وضعت يدّ فجأة
على كتفها لكيّ تجفل ماريّ بقوة و هي تستديرّ ناحية الشخصّ الذيّ خلفهاّ
ـ ماري ما الذي تفعلينه ؟ تعالي معناّ ..
أمسكتهاّ فلورا من يدّها ثمّ سحبتهاّ إلى حيثما اتجه ويليامّ و كليرّ سابقاّ قد كانت مصدومةّ للغـايةّ مما حدثّ تواّ إليزابيثّ تنقذ نايت لأيّ سبب ؟
ديميتريّ يظهر أخيراّ للعيـان هاهو جانب إلى جانب معّ إليزابيثّ أيضا السيد فلادميرّ قد قتلا توا تابعا لهم عادت تنظر للخلفّ كي ترى ديميتري يتجه
بخطوات مسرعة إلى المخرجّ عندماّ أتى أوسكار راكضاّ نحوه و هو يحمل هاتفه بين يديهّ قد بدى عليه الذعر الشديدّ ماّ الذي تفعله ؟ إنها تهربّ
مجدداّ حينها نـزعتّ يدها بّقوة من بينّ أنامل فلورا المحكمة عليهاّ قدّ أدركتّ شيئاّ أكثر أهميةّ نـظرتّ من حولهاّ ألم تأمر أليكساندر بالذهاب مع ويليام ؟
لكنها لا تراه معهمّ ، لقدّ وعدته بحمايتهّ أين هو ؟ قبل أن تدرك اتجـهتّ راكضةّ قدّ لمحت من طرفّ عينها سوزيّ متجاهلةّ نداءّ فلورا نحوهاّ
فيّ الجـهةّ الأخرىّ كان كايل جالسا على الأرضّ مسندا رأسه على ركبته غير مبالياّ لما يحدث حوله عينيهّ كانتا فارغتينّ هادئتينّ ملامحـّه المصدومة
وّ ابتسامته الساخرةّ التي علت وجههّ لقدّ فشل فيّ كل شيء حاول فعلهّ لطالماّ كان و سيبقى مهما حاول و مهما فعلّ الرجل الثانيّ في حياةّ الكلّّ بدأ
من إليزابيث إلى جدهّ لن يعترف أحد بأفعالهّ إنه فقطّ .. بدأت دموعه بالسقوطّ عندّما لاحظ وجود شخص ما أمامهّ فرفع عينيهّ إليهّ لم يكن أحد سوى
منـافسهّ صديقهّ القديمّ و الرجلّ الأول نايتّ الذيّ التزم الصمتّ قبل أن يمد يده له
أشاح كايل وجهه بعيداّ رافضاّ أن يراه نايت بهذّه الحالة المزريةّ فقطب نايت حاجبيهّ و بحركةّ سريعة منه سددّ لكـمة قـويةّ لهّ جعلته يجفلّ و هو
يكح دما حينهاّ أمسكّه من ياقة قميصه بقوةّ لكيّ ينـظرّ إليه بعينينّ حادتينّ غـاضبتينّ لأول مرةّ في حياتهّ بأكملها رأى كايلّ مثل هذا التعبير على ملامحّ
نايتّ إذ أنه لم يسبق له أن فقد أعصابهّ بهذه الدرجةّ من الغضبّ المرعبّ كيّ يخفض كايل رأسه مجددا فصاحّ نايت بنبرةّ عاليةّ غاضبة
ـ بحقّ الجحيم أنـظر إليّ ..
لمّ يستجب كايل لأمره فسدد لكمة أقوى من الأولى مباشرة لوجهه كي يسقط أرضاّ تقدم منه نايت بخطوات سريعة ثم عـاد يسحبه ناحيتهّ ممسكاّ إياه
من ياقتهّ اقترب منه أكثرّ لكي ينظر إليه كايلّ بصدمةّ و قدّ شحب وجههّ كلياّ سوفّ يقتله بلا شكّ لقد خان ثقة الجميعّ لكن ما حدث عكسّ ذلك تماما
فقدّ تحدث نايت إليه بنبرةّ هـادئةّ بعد أن استعاد أعصابه
ـ قفّ فهذا ليس بالوقت أو المكان المناسبّ لننه حديثنا فيما بعدّ ..
تـرددّ كايلّ قبل أن يومئ بالإيجابّ أي حديثّ هذاّ ؟ إن كل ما يفعله نايت هو لكمهّ لكي يشفي غليلهّ بينما قطبّ الأخير حاجبيهّ ببرود و هو يشيح وجهه
بعيداّ ربما قد بالغ في ردةّ فعله قليلاّ لكنه لا يعلم كيفّ يواسيّ الغيرّ فعلاّ لذلكّ مد يده مجددا و أمسكّ ذراع كايلّ لكي يجعله يقفّ على قدميهّ ثم أشـارّ
بحركة سريعةّ على ويليامّ الذي وقف عندّ المكان الذيّ اتفقا عليه سابقاّ ثم قال بنبرةّ بـاردةّ
ـ اذهب مع ويليام .. هيا بسرعةّ
دفـعهّ للأمامّ فجفل كايل و جال بنظراته بينّ ويليامّ و نايتّ الذيّ استدار مغـادراّ شعرّ بالارتباكّ إذ لم يملك حقّ السـؤالّ أو حتىّ النظر إليهّ لكنهّ تجاهل
هذّه الأفكارّ هو يتحدث بنبرةّ هـادئةّ
ـ إلى أين أنت ذاهب نايت ؟
استـدارّ نايت ناحيتهّ يرمقه ببرودّ بعد ذلك ابتسمّ بخبثّ و مكرّ فيّ آن واحدّ قد احتدتّ عينيهّ لكي يظهر لونهما الداكنّ الأزرقّ حينهاّ أدرك كايلّ أن
ما يحدث هناّ هو من فعل نايتّ بنفسهّ أجل من الغـريبّ أن يبقى مكتف اليدينّ إنه نايت في النهايةّ لكيّ يرتجف كيانه بأكملهّ قدّ سأله مجدداّ بّنبرةّ
خـائّفة مترددة
ـ طـوال هذه المدةّ كنتّ تعرف بخططيّ ؟ تـعلم بّأنني أعطيتّ إليزابيثّ الحق فيّ توقيع و أخذ كل أملاكيّ ؟ أليس كذلك ؟ لما لم تتصرفّ ؟
زفرّ نايت بغيضّ ثمّ حرك خصلات شعرهّ الأسود بعشوائيةّ لا ينكرّ معرفته بذلكّ أجلّ لقد كان يعلم منذّ البدايةّ فعدم ملاحظةّ شيء كهذا بمثابة
مهانة لهّ خصوصا و أن إليزابيث تركتّ كل تلك الهفوات خلفهاّ فهي لم تجدّ أبداّ إخفاء أثارهاّ و انصياعّ كايلّ لها واضحّ منذّ البدايةّ ،
تـحدث نايت بنبرةّ باردةّ
ـ لأنك لم تكن لتصدقنيّ .. كلمتيّ مقابلّ كلمة إليزابيثّ أعتقدّ أن خيارك واضحّ
شـعرّ كايل بالصدمةّ تنتابه سرعانّ ما تغيرت ملامحّه لكي يظهر عليهّ الأسىّ لم يقدر أن يفي كلماتّ نايتّ إذ أنه فعلا محقّ فإليزابيثّ دوما
ما كانت خياره الأولّ لا لم تكن مجردّ خيارّ بلّ اعتبرها أكثرّ من ذلكّ ليسّ لها مثيلّ ، همس له بنبرةّ متألمة
ـ أنا أسف ..
تنهدّ نايتّ ثمّ ضـربهّ بقوة على كتفهّ بعدّ ذلك ضغطّ عليهّ عينيه كانتاّ باردتينّ هادئتينّ للغايةّ قد ابتسمّ بخبثّ و مـكرّ ثم اقتربّ منه و أداره لناحيةّ
ويليامّ بينماّ استمر كايلّ بمظهره الشاحبّ الحزينّ لكيّ يتحدث نايتّ بنبرةّ ماكرةّ
ـ أو تعتقد أنني سأدعهمّ يتلاعبونّ بنا ؟ لا تستخف بي كايل ..
دفـعهّ للأمامّ بعدّ ذلك اتجه بخـطواتّ كسّولة إلى مكان ما و قد رفع يدهّ بتحيةّ ساخرةّ لكايلّ المصدومّ حينما اختفى عنّ أنظارهّ فابتسمّ هو الآخر
بخفة سرعان ما تحولتّ ابتسامتهّ إلى ضحكاتّ عاليةّ ، تـقدمّ إلى أين كان يقفّ ويليامّ الذيّ كان يحاول منع فلوراّ من مطاردّة ماريّ بينماّ كانت
كليرّ تدفعهما بعيدا ّعن النافذةّ خوفاّ من سقوط أي شيء عليهماّ و هي تصيحّ بقوةّ في حين كانت سوزي تراقبّ عن بعدّ ديميتري و هي تتبعهّ
حريصة على أن لا تدعه يفلت منهاّ أماّ أليكساندرّ فقد تـركّ ويليامّ و الآخرينّ لكي يركضّ باحثا ّعن ماريّ .. حال وصوله تفادى ضربةّ سريعة
من فلوراّ الثائرة و هي تصيح بقوةّ منادية
ـ ماري أيتهاّ الحمقاءّ إن لم يقتلك ديميتريّ سوف أقتلك أنا ..
رفع حاجبيه بّدهشة أقالت ديميتريّ ؟ جال بعينيه فيّ المكانّ لكنه لم يستطعّ رؤيته ليسّ و القاعة في حالة هيجانّ إذ أن المدعوين بأكملهم يتدافعون
نحو أي مخرج يلمحونه لكنّ الأبواب كذلك النوافذ بأكملها مغـلقةّ وّ كل عـشرّة دقائقّ ينفجر مفخخّ ما فيّ أحد النواحيّ لم يقدرّ كايل على فهم ما
الذي يحدث هناّ فأراد أن يسأل لما تحدثت كليرّ بعصبية
ـ بحق السماءّ لنبتعد من هناّ ويليام أمسكها جيداّ و أين هو أليكساندر ؟ هل رآه أحدكم ؟
توقفتّ فلورا عن الحركة بعد أن أدركتّ فقدانهم لطفلّ أيضاّ حينها شحب وجه ويليام بأكمله فتركّ فلورا و شأنها لكي يضربّ وجهه بقوةّ لم يعد
يحتمل البقاء معهن أكثرّ من ذلكّ فكل ما يفعلنه هو الصراخّ و الصراخّ و الفوضى تباّ لما كلفه بالبقاء معهن ؟ بينما تحدث كايل بنبرة هادئةّ
ـ ويليام ما الذي يحدث هنا ؟ هل ديميتري فعلا موجودّ ؟
نـظرّ الثلاثة إليه إنه فعلا لا يعلم شيئاّ عن مخططاتّ إليزابيثّ فتنهد ويليامّ بأسى و تقدم منه لكيّ يضع يده على كتفهّ هازا رأسهّ بقلةّ حيلةّ بينماّ
تنهدتّ فلوراّ بأسىّ و عـادتّ تجول بنظراتهاّ بحثاّ عن كل من أليكساندر و ماريّ ما الذي يفعلانه ؟ ألا يدركان مدى خطورّة الوضعّ ؟ ديميتريّ
خطيرّ للغايةّ و هوّ يسعى للانتقامّ من كلّ شخصّ بالقربّ من نايتّ إذ يبدوا أن الكل مهددّ هناّ لكنّ من يملك النسبةّ و الحظّ الأسوء لكيّ يسقطّ
بين يديّ ديميتري ؟ بكل تأكيدّ ماريّ .. قطبتّ كليرّ حاجبيها و اقتربت منهمّ ثمّ أخذتّ تنظرّ حولهاّ قائلة بّهدوء
ـ إن كنا لا نستطيعّ تحديدّ موقع ماريّ فدعنا نبحثّ عن إليزابيث و ديميتري لابد أن ماريّ تسعى خلفّ أحد منهما أيضاّ هل رأى أحدكم السيد نايت ؟ ..
زفرّ ويليامّ بغيضّ قدّ سئمّ فعلا من اختفائهم واحداّ تلو الآخر كماّ لو كّأن يديه ليستاّ ممتلئتينّ لكيّ يزيدونه مصائب قطبّ حاجبيهّ و نـظرّ حوله
لا يستطيعّ أن يغير موقعه فقدّ أخبره نايت تماما بما الذيّ عليه فعله و دوره أيضاّ لكنّ أن يفقد ماريّ و أليكساندر تـباّ لماذا اختفياّ دون أثر ؟
فجأةّ أطفأت الأنوار بأكملها كي يحدث انفجار آخر من مكبر الصوتّ قدّ علت أصواتّ الذعر و الرعبّ في كل زاويةّ لم يعد المدعوين يستطيعون
تحمل ما يحدثّ إذ بدى أن أمر موتهم لا مفر منه هل فعلاّ لن تفتحّ هذه الأبوابّ ؟ ماذا عن النجدّة ؟ لقد تعطلتّ كل الإشاراتّ و لم تعد الهواتف
تعملّ منذ أمدّ كذلكّ المخارجّ مغلقةّ هل هذا يعني أن الحفلةّ كان مخططاّ لها منذ البدايةّ لاغتيالهم الطبقة البرجوازيةّ ؟ إنهاء حياتهم ؟ نـظرتّ ماري
إلى حيثما كانتّ تقف إليزابيث ممسكةّ بذراع ديميتري و هي تتأففّ بغضبّ من هذه الأجواءّ اتسعتّ عينيهاّ بصدمةّ حالماّ رأت أوسكار يمسكّ أليكساندر
من ياقة قميصه مغمى عليه و هو يقتربّ منهماّ ألم تطلب منه البقاء مع ويليام ؟ تـبا لما كل شيء يصبح من السيئ إلى الأسوء كما لو كأن أياديهم
ليست مملوءة ، خطتّ للأمامّ لكنها سرعانّ ما تراجعتّ للخلفّ لن يكون الحديثّ معهماّ فكرةّ جيدةّ ليسّ و إليزابيث تحمل مسدساّ بجعبتهاّ يجبّ
عليها أن تفعل شيئاّ لكن ماذا ؟
اقتربتّ أكير من سوزي التي كانتّ بقربها بينّ الحاضرينّ مختبئةّ و هي تراقبّ كل خطواتّ ديميتريّ بعينينّ حريصتينّ حينها اتجهتّ إليهاّ بخطواتّ
سريعةّ لاهثةّ ثمّ وضعتّ يدها أمام سوزي التيّ صدمتّ لرؤيتهاّ قائلة بّإرهاق
ـ سوزي أريد مسدسكّ للحظة ..
تلعثمتّ سوزيّ بصدمةّ حينما امتدتّ يد ماريّ إلى سترتهاّ السوداءّ وسحبّت مسدساّ لكيّ ترفعّه للأعلىّ تأكدتّ من أنه محشوّ بالرصاصّ ثمّ نـظرتّ
إليه لوهلةّ قبل أن ترفعهّ عالياّ أغلقتّ عينيهاّ محاولة أن تهدأ ، لن تقدرّ على الاثنينّ معاّ لن تستطيعّ هزيمةّ ديميتريّ بالتأكيدّ لكن إليزابيثّ ستجّعلها
تدفعّ ثمن ما فعلته غالياّ بعدّ ذلكّ وجهتّ فوهة المسدسّ إليهماّ ثمّ أغلقت عينهاّ اليمنىّ محاولة التركيزّ لكي تضغطّ على الزنادّ وسط اعتراضاتّ
سوزي المصدومةّ ..
حالما سمع ّالحضور صوتّ طلق عيار ناريّ إزداد رعبهمّ بينماّ شهقت سوزي قدّ اختفت كل معالم الحياةّ من وجههاّ فيّ حين نـظرتّ ماري إلى
حيثما أطلقّت النار تواّ تـماماّ بجانبّ نافذةّ فيّ الأعلى لكيّ تسقط تلك الأثريةّ الحديديّة الطويلةّ عـبارةّ عن زخرفة فنيةّ يمسكّ بها ستائرّ بجانب
إليزابيثّ التي نجت بأعجوبةّ ، زفرتّ ماري بحدةّ تـباّ لم تكن تصوبّ إلى تلكّ الناحيةّ سحقا ..
عـادتّ تصوبّ إلىّ ما بين إليزابيثّ و ديميتريّ محـاولةّ أن تنجحّ فيّ هدفها هذّه المرةّ حينماّ أخذتّ سوزي المسدسّ من بين يديها قـائلةّ بصدمة
ـ سيدتي ما الذي تفعلينه ؟ أنت تعرضين نفسكّ للخطرّ ..
أخذّت ماري المسدسّ مجددا غيرّ آبهة باعتـراضّ سوزي و هي تطلبّ منها التزام الصمتّ لن تسمحّ لهم بإيذاء المزيد من الناسّ بعد الآنّ ستفعلّ
ما يتطلبّه الأمرّ قبلّ أن تضغطّ على الزناد مجدداّ محاولة أن تفرقهماّ أمسك ذراعها شخصّ من الخلفّ لكيّ تستديرّ ماري مسرعةّ حينما رأتّ
ديميتري ينظرّ إليهاّ ببرودّ تـباّ الم يكن مع إليزابيثّ توا ؟ متى تسنى لهما الوقت بالافتراق ؟ نـظرتّ إليه سوزيّ بدهشةّ متى تسنى له الوقت
لكي يحدد مكانهما ؟ أيضاّ أن يأتيّ بهذه السرعّة كأنه قرأ أفكارهاّ قد أجابها بنبرةّ ساخرةّ باردةّ
ـ لقدّ قضيت سنينّا عـديدّة و أنا أخفي نفسيّ أتعتقدين أنني لن ألاحظ ما إن كان هناك شخص ما يتبعني ؟
قطبتّ سوزي حاجبيهّا ثمّ و بحركةّ سريعةّ حاولتّ أن تبعدّ ماري عنه بمهاجمتهّ لكنه بقوة دفعهاّ بعيداّ سقطتّ أرضاّ لكنها سرعان ما وقفتّ على
قدميهاّ و هي تسدد ركلةّ سريعةّ لرقبته غيرّ أنه تصد لهاّ بخفةّ مخفضاّ جسدّه بعدّ ذلك رفع مسدسّ ماري بكل بساطةّ أطلقّ على ذراعهاّ فصاحتّ
سوزيّ بألم و هي تـجلسّ مستندة على ركبتهاّ لقدّ كان ظهوره مفاجئا كذلكّ حركاتهّ إنها متقنةّ للغايةّ كلّ حاسةّ من حواسهّ سريعةّ فيّ الانتباهّ
و التركيزّ مماّ أفقدها مهارتهاّ ، إذ أنها سريعةّ لكنه هوّ أسرعّ أمسكتّ ماريّ بذراعه الممسكّة بالمسدسّ و رمتّ بكل ثقل جسدها عليهّ لكيّ يسقطّ
أرضاّ برفقتهاّ ابتسم حينهاّ قائلاّ بنبرةّ متهكمةّ قدّ كان الاثنينّ يجاهدان لأخذ المسدس من الآخر
ـ سيدتي أرجوا تمالكي نفسكّ .. لنذهب إلى غـرفةّ أهدأ
احتدتّ نظراتهاّ بعصبيةّ فجذبت المسدس نحوها بقوة أكبرّ حينما ناورها ديميتري كيّ يصبحّ هوّ في الأعلى بينماّ هي فيّ الأسفلّ تـقاومه بأكثر
الطرقّ شراسة قدّ عـرفتهاّ كيّ لا يأخذ المسدس من بين يديهاّ عندما عادّ يتحدث ديميتري بابتسامةّ هادئة على شفتيه
ـ علي أن أقر لقد سرقت الأضواء بأكملها الليلة ماريّ .. من أجمل ما رأته عيناي
حينماّ تغيرت طريقته فيّ النـظرّ إليهاّ اقشعرّ بدن ماري بأكمله قد ضعفتّ أناملهاّ فوقفت سوزي مسرعةّ و بجسدها دفعت ديميتريّ بعيدا لكي يسقط
كلاهما أرضاّ أمسكت سوزي بذراعها متألمة بينماّ أخذّت ماري المسدسّ و أشـارت ناحيةّ أوسكار ، قـالت له بنبرة حادةّ
ـ ضع أليكساندر أرضاّ ..
نـظرّ إليها أوسكارّ ببرود ثمّ تـرك أليكساندر يسقط أرضاّ بقوة على وجهه و هو يرفع يديه للأعلىّ أتخططّ فعلا لقتـله وسطّ كل هذا الضجيجّ ؟ إنها
غير قادرة على قتل أحد لكنها قادرة على إصابته بلا شكّ و بما أنه مغني فهوّ بحاجة للحفاظ على شكلّه أكثرّ من حاجته لحمل أليكساندر فيّ حين
قطبّ ديميتري بحدةّ قد سئم فعلا من تصرفاتهاّ وقف مستعدا لوضعها عندّ حدها لما رفعت إليزابيث فوهة المسدس و وجهتها ناحية ماريّ
قـائلة بنبرةّ بـاردةّ
ـ أتركي المسدس ماريّ أنا لن أترددّ في قتلك .. لا بل سأكون أكثر من سعيدة لفعل ذلكّ
رمقتهاّ ماري بحدة أو تظن أنها ستبالي بتهديدها ؟ لقد تلقت ألما لا يضاهيه شيءّ فقدت قدرتها على السيرّ فقدت والدهاّ تعرضتّ للخطفّ
خسرتّ فرصتهاّ في كسبّ حب نايتّ ، أو تظن أن شيئا كرصاصة سيدعها ترتجفّ خوفا ؟ ابتسمتّ حينها ماري ببرودّ و غيرتّ وجهة المسدسّ
لتشير ناحية إليزابيثّ قالتّ بنبرةّ هادئةّ مبتسمةّ
ـ لا تقلقي سأسبقك أنا ..
قطبّ ديميتري حاجبيه بغير رضى لما يحدثّ ثم نـظر ناحية ماريّ بدت مصممةّ على مواجهة إليزابيثّ كما لو كأن حياتها بأكملها تتوقف عليها
ابتسم ديميتري ببرودّ بالطبعّ ستفعلانّ كلتاهما تعـشقان نايت و ستفعلان المستحيلّ لأجله ، البغض و الحقد يملئ قلبيهما إنهن نساءّ أحببنّ
تألمن فوقفن فقاتلنّ لأجل أنفسهنّ تحدث ديميتري حينها بنبرة هادئة
ـ إليزابيث ضعي المسدس جانبا هذا ليس الوقت المناسب لذلكّ أوسكار احمل أليكساندر .. لنغادر السيد فلادمير ينتظرنا
زمتّ إليزابيث شفتيهاّ كادت أن تبدي اعتراضهاّ حينما رأت نظرات ديميتري المحذرةّ بينماّ احتدت نظراتّ ماريّ بّعصبية ألا يرى أنها توجه فوهة
المسدس نحوهم ؟ ألا يعتقد أنها قادرة على إصابة أحدهم ؟ عضت شفتها السفلي و هي تصيحّ بحدة
ـ من الأسرعّ ؟

لا يجب قول لا لفخامتك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن