البارت74

129 13 0
                                    

فيّ إحدىّ الطاّولاتّ المنتّشرة بّكثرة كانتّ كليرّ تجلسّ علىّ إحداهاّ تحملّ بينّ يديّها كتابّ لشكسبيرّ قررتّ أنّ تعيدّ قراءة كلّ أعماله
استعدادّا لبحثّها الجديدّ عنّدما توقفتّ فجّأة عنّ القّراءة تنهدتّ مغّلقة عينيهاّ بّإرهاقّ محاولةّ أنّ تستعيدّ ثقتهاّ بنفسهاّ مجدداّ فكلّ شيءّ
من حولهاّ يثيرّ إحباطّها رفـعّت هاتفهاّ و ضغطّت علىّ رقمّ أخيهاّ منتـظرّة منه أنّ يرفعّ السماعةّ لكنّ كعادتّه هاهوّ يتجاّهل اتصالها
للمرةّ الماّئة ممّا جّعلها تتساءّل عنّ ماّ الشيء ّالذيّ فعله آرثرّ حتىّ تّحقد فلوراّ عليهماّ بتلكّ الدرّجة ؟
خصّلات شعرهاّ الأشقرّ تناثرتّ علىّ ظهرهاّ بكلّ عشّوائية بّشرتهاّ الصّافية و عينيهاّ الزرقاوتينّ كانتّ بالفعلّ تجذبّ نظراتّ الإعجابّ
ناحيتهاّ و بالرّغم منّ كلّ تلكّ الأنظارّ المنصبّة نحوهاّ إلاّ أنّ لاّ أحدّ يتجّرأ علىّ القّدوم إليهاّ كّأنهاّ فوقّ منالّ أيادّيهم زمتّ كليرّ شفتيهاّ
بّضجرّ وّ كادتّ أنّ تقفّ مغاّدرة عندّما أمسكّ أحدّهم بذّراعها مرغماّ إياهّا علىّ الجلّوس مجدداّ تّحدثت بّحدة
ـ مـّا الأمـّ ..
تّوقفتّ عنّ الكلامّ عندّما رأتّ القادّم كاّن ديميتريّ بشّحمه و لحمّه يّجلس أمامهاّ نـظراّته الحادّة الخطيرّة تّنهش جسدّها بّأكملهّ كّأنه علىّ
استعدادّ لقتلهاّ بلعتّ ريقهاّ بّتوترّ و أخذتّ تنظرّ منّ حولهاّ لعلهّا تجدّ شخصاّ تستنجدّ به غيرّ أنّ كلماتّ ديميتريّ الغاَّضبة
ـ اتبعيني أيضاّ إياكّ و القيامّ بّأيّ حركةّ فّأناّ لستّ بمزاجّ جيدّ كماّ ترينّ ..
شحبّ وجّهها بأكملهّ رعباّ و خوفاّ متـذّكرة أنهاّ ساعدتّ فرانسواّ علىّ استعادةّ ماريّ لاّبد أنّ ديميتريّ قدّ علمّ بّتحركاتهاّ و إلاّ فلاّ يوجدّ
سببّ يستدّعي مجيّئه إليهاّ حاولتّ أنّ تسرعّ مبتعدّة عنهّ لكن ارتعاش قدّميها منعها منّ الوقوفّ حتىّ عاّد يتحدثّ مجدداّ بنبرةّ حادةّ
ـ هناكّ بعضّ الشّكوك المّريبة التيّ تدورّ حولكّ كليرّ و منّ أفضلّ أنّ لاّ تّكون صّحيحةّ لسّلامتكّ الخاصّة ، لقدّ أخبرنيّ أتباعيّ أنكّ قد ّ
عدتّ منّ فرنساّ متـّزامنةّ معّ فترةّ عودّة ماريّ لبيرّ هلّ هذاّ صحيحّ ؟
يجبّ عليهاّ أنّ تّبتعدّ فوراّ هذّا الرجلّ قادرّ علىّ كلّ شيءّ وّ يبدواّ أنهّ أتىّ مصمماّ علّى سماعّ أقاويلهاّ فقطّ لاّ تصديقهاّ بلّ أنّ تأكدّ له
صحتهّا فّأخذتّ تنظرّ بّقليلّ من الإرتباكّ من حولهاّ لكيّ تلاحظّ وجودّ رجالّ مختلفينّ يحيطونّ بكلّ مخرجّ أوّ مدّخل للكليّة بلعتّ ريقهاّ محاولةّ
أن تكتسبّ القليلّ من الشجاعةّ ثم ّتحدثتّ بنبرةّ مرتبكةّ
ـ أناّ لاّ أعلمّ عنّ ماذاّ تتحدثّ ، فّماريّ كماّ ترى لمّ تعدّ صديقتيّ منذّ زمّن بعيدّ و أناّ لمّ أعلمّ أبداّ أنهاّ فيّ فرنساّ حتىّ سمعتّ هذاّ منكّ ..
احتدّت عينيهّ بّشكلّ خطيرّ للغاّية وّ فيّ ظرفّ ثّانيةّ كانّ يلويّ ذرّاعهاّ خلفّ ظهرهاّ فّأطلقّت كليرّ صّرخة متّألمة و هيّ تجثواّ علىّ ركبتيهاّ
سوفّ يكسرّ ذرّاعها إنّ استمرّ بالضغطّ عليهاّ هكذاّ بينماّ تحدثّ ديميتريّ بّحدة
ـ لاّ تدعيّ الغباءّ أناّ أعلمّ جيداّ أن ويليامّ دويل قدّ أخبركّ بمكانّ ماريّ قبلّ إقلاعّ طاّئرةّ حتّى لذلكّ وّ أكررّ لسلامتكّ الخاّصة تكلميّ ..
شحبّ وجّهها مّن شدّة الرعبّ كيفّ علمّ بّهذاّ التفصيلّ الصّغيرّ ؟ حتىّ أنهاّ هيّ قدّ نستّ ذلكّ فكيفّ يعلمّ بّأنّ ويليامّ منّ أخبرهاّ ؟ هلّ كانّ
يراقبهاّ طوالّ هذّه المدّة ؟ أغلقتّ عينيهاّ بّألمّ لاّ يبدواّ أنّ ديميتريّ يباليّ حرسه يملئون المكانّ بأكمله يّعيقونّ الغيرّ من التقدّم أكثرّ ناحيةّ
الحدّيقة ، كّأنهّ فقدّ عقله تماماّ قالتّ بّألم
ـ لاّ أعلمّ عنّ ماذاّ تتحدثّ ..
زادّ منّ شدّة قبضّته حولهاّ بّعد ذلّك دفّعها لكيّ تسقطّ علىّ الأرضّ بّقوة وضعّ يدّه علىّ فمه محاولاّ تهدّئة أعصاّبه المتّلفة ثمّ أخذّ يّسيرّ وّ
يجيءّ يّبدوا أنّ الغضبّ قدّ ابتلعهّ كلياّ و بالّرغم منّ محاولته تهّدئة أعصاّبه إلاّ أنه لمّ يستطعّ فهاهوّ يتجّه نحوهاّ جاّذباّ إياهاّ بّقسوةّ لكيّ
تجلّس علىّ ركبتيهاّ
ـ دعّيني أخبركّ شيئاّ أيتهاّ السّافلة ، إنّ كنتّ تّحاولينّ حمايةّ ماريّ فّأنتّ بكلّ تّأكيدّ غـّبية لأنّ نايتّ لنّ يساعدكّ أبداّ .. لنّ يّساعدّك أحدّ
فما دّام آرثرّ بجانبيّ كذلّك أسرتكّ فّأنتّ لا تستطيعينّ عصيانّ أوامريّ ، لذلكّ أخبرينيّ بّحق السماءّ فالكذبّ لنّ ينجيكّ
اتسعتّ عينيهاّ منّ الصدمةّ ماّ الذي يقصدّه بّقوله أنّ أسرتهّ كذّا آرثر بجانبهّ فّهيّ لاّ تعلمّ شيئاّ عنّ هذاّ كتمتّ أنفاسها خوفاّ منهّ ثمّ نـظرّت
للأسفلّ بعدّ ذلكّ وقفتّ داّفعة إياهّ بكلّ ماّ تملك منّ قوةّ للخلفّ رغمّ أن استعملت كل قوتها إلاّ أنه لمّ يبتعد سوىّ خطّوتين عنهاّ ، تحدثّت
كليرّ بّإرتباك هيّ الآخرى
ـ أنـّا .. لاّ أعلمّ شيئاّ أرجوكّ دعّني و شّأنيّ
نـظرّ إليهاّ ببرودّ لا يّفهم لماّ تصرّ علىّ حمايةّ ماريّ أمّ لاّ توجدّ بالفعلّ علاقةّ بينهماّ ؟ هزّ رأسهّ نفياّ ليستّ هناكّ صدفّة أبداّ معّ تحركاتّ
نايتّ لابدّ أنهّ استعانّ بكليرّ بطريّقة أوّ بّأخرىّ و إلاّ لما ّعادتّ فيّ نفسّ اليومّ مجيءّ ماريّ إلىّ لندنّ أيضاّ و بّعد استفسارهّ تمّ إخبارهّ أنّ
كليرّ لمّ تحضرّ كلّ الرحلةّ الميدّانيةّ بلّ اعتذّرت للكّلية وّ أخبرتهمّ أنهاّ قد ّعادتّ للندنّ حيثّ أنهاّ و فعلاّ كانتّ لاّ تزالّ فيّ ضواحيّ باريسّ
هذاّ يبدواّ مريبّا إليهّ و غيرّ معقولّ إذّ لماذاّ تساعدّ كليرّ ماريّ بعدّ كلّ ما ّفعله آرثرّ لنيلّ منّ عاّئلة روبرت ؟ اتجّه إليهّا و وضعّ يدّه علىّ
ذّقنها كيّ يّرفع رأسهّ ناحيتهاّ ، قالّ بّبرود
ـ حّركة بّؤبؤ عينيكّ المستمرةّ أيضاّ عقدّ يديكّ لصدّرك يدّل علىّ أنكّ تتخذّين أسلوبّ الدّفاعّ منّ أجلّ إخفاءّ شيءّ ماّ أنتّ لاّ ترغبينّ
بّأن أعّرفه ، أعذّري وقاحتيّ ياّ آنستيّ لكنكّ كاذّبة مرّيعة .. الآنّ أخبرينيّ، هلّ أنتّ منّ عطلّ كاميراتّ المراقبةّ فيّ منزليّ ؟ هلّ أخذتّ
العنوانّ منّ آرثرّ ؟ وّ أينّ هوّ بحقّ السماءّ أليكساندرّ ؟
كانّ واثقاّ منّ أنهاّ تكذبّ بالّفعل وّ لمّ يكنّ يسعىّ منذّ البداّية إلاّ لمعّرفة الحقّيقة و تّأكيدّها مماّ جّعل كليرّ ترتعشّ خوفاّ لم ّترغبّ فيّ أنّ
تخبرهّ بأنّ فرانسواّ علىّ قيدّ الحياةّ و أنهّ منّ ساعدّ ماريّ بينماّ هيّ لمّ تكنّ سوىّ تابعةّ لهّ إذّ نايتّ حريصّ جداّ علىّ عدمّ معـّرفة ديميتريّ
لوجودّ فرانسواّ أيضاّ لاّ يمكنهاّ الكذبّ حتّى لوّ أرادتّ ذلكّ ، نـظرّت للأسفلّ ثمّ قالتّ بّتوتر
ـ بالرغّم منّ أنناّ أعداءّ إلاّ أنهاّ فيّ مرحلّة ماّ كانتّ أعزّ صديّقة ليّ لذلكّ لمّ أستطعّ أنّ أراهاّ تتّألمّ بتلكّ الطرّيقة ، أناّ أسفةّ لكننيّ أناّ هوّ
الشخصّ الذيّ أوقفّ عملّ الكاميراتّ بّأكملهاّ أيضاّ أناّ منّ أخذّت عنوانّ المنزلّ منّ آخيّ دونّ أنّ عّلمه وّ أناّ منّ ساعدّ أليكس علىّ الفّرارّ ..
ابتسمّ ديميتريّ ببرودّ ثمّ تّقدم منهاّ أكثرّ جذّبها منّ ذراعهاّ و بحركّة سريعةّ قامّ بكّسرهاّ كيّ تسقطّ كليرّ آرضّا و هيّ تصيحّ منّ شدّة
الألمّ لاّ يصدقّ ذلكّ لأيّ درّجة ذلكّ المدعوّ بّآرثرّ يمكنّ أنّ يصلّ إهماله ؟ كيّ أعطاهاّ عنوان منّزله ؟ ذلّك السافلّ سينالّ نصّيبه منّ العقابّ
بلاّ شكّ ، رمقّ كليرّ التيّ تمسكّ ذراعهاّ ثمّ قالّ بنبرةّ سّاخرة متـّهكمة
ـ حسناّ بماّ أن نايتّ قررّ أنّ يّعطيكّ دور ّالبطلّ سابقاّ سّوف أعطيّك أناّ دوراّ أكثرّ أهميةّ وّ جمالاّ ..
جذبّ ذقنهاّ بّقوة كبّيرة جّعلتهاّ تذرفّ دموعاّ أكثرّ أناّمله باّردة قاّسيةّ كّأنّه لاّ أكثرّ للحياّة بهّا عينيهّ تلتهمانّ روحّها بّأكملهاّ و ابتسامتهّ السّاخرة
المستمتعّة بّألمهاّ ألاّ يملكّ هذا ّالرجلّ قلباّ ؟ ألاّ شّفقة فيه ؟ أكملّ ديميتريّ كلامه بّصرامة
ـ سوفّ تجلبينّ ليّ أليكساندرّ تماماّ كماّ أخذّته سّتعيدينهّ أيضاّ أريدّ منكّ تّقربّ منّ ماريّ .. و يستحسنّ منكّ أنّ تنفذيّ كلّ أوامريّ بحوافرهاّ
حرصّا علىّ ذّراعكّ الآخرىّ أوّ لنقلّ بقيةّ أعضاءّ جسدّك
نـظرتّ إليهّ كليرّ بعدم تصديقّ كيفّ لهاّ أن تعـّيد أليكساندرّ لهّ فتىّ بمثلّ تلّك البراّءة لاّ يمكنّ أبداّ ان يعيشّ مع شّخص بمثلّ هـذا ّالجنونّ ،
أخفضتّ رأسهاّ للأسفلّ ثمّ تحدثّت بّنبرة مـّرتعشةّ خاّئفةّ
ـ لكنهمّ لاّ يثقون بّي ، لنّ يدعّوننيّ أقتربّ من ماريّ لذاّ ليسّ بيديّ حيلةّ فّأرجوكّ دعنيّ خارجّ الأمرّ
رمقّها ديميتريّ بّبرودّ بالّرغم منّ أنهماّ أخوينّ يمتلكانّ نفسّ دم غلوري إلاّ أنّ آرثرّ أقوىّ منهاّ يفعلّ المستحيلّ لإرضاّءه علىّ عكسّ هذّه
الطفّلة تفعلّ المستحيلّ منّ أجلّ إثارةّ أعصابهّ ، زمّ شّفتيهّ ثمّ ابتعدّ عنهاّ قائلاّ بّنبرةّ لاّ مباليةّ
ـ إنهاّ مشكّلتكّ أنتّ .. كلّ ماّ أريدّه أناّ هوّ أن تجلبيّ ليّ أليكساندرّ و لاّ يهم أيّ طريقةّ تستعملينّ ، إلىّ لقاءّ أخرّ كليرّ

لا يجب قول لا لفخامتك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن