صبـّاح اليّوم المواليّ كانتّ ماريّ تحض بّنومّ عميقّ هادئّ إن صحّ القولّ غيرّ أن ذلكّ لمّ يدمّ طويلاّ فّهاهيّ ضوضاءّ تنتشرّ فيّ القصرّ بشكلّ
شّامل مماّ جعلهاّ تتنهدّ بّقلة حيلةّ و هيّ تفتح عينيهاّ شيئاّ فشيئاّ لكيّ تنظرّ حولهاّ بّنوعّ من الضجرّ قدّ سئمتّ من هذاّ المنظرّ ثمّ اعتدلتّ فيّ جلوسهاّ
بعدّ ذلكّ أخذتّ دوائهاّ ثمّ بخطّوات كسولةّ غيرتّ ملابسهاّ لسروالّ أسودّ اللونّ معّ قميصّ قطنيّ مائلّ أبيضّ و حذاءّ ذوّ كعب بنفسّ اللونّ ، سرحتّ
شعرهاّ البنيّ لترفعه علىّ شكلّ ذيلّ حصانّ ..
أخذتّ تنظرّ إلىّ نفسهاّ فيّ المرآة بّشرود حتىّ بعدّ غيرتّ منّ شكلهاّ لاّ تزالّ لمّ تحصلّ على رضا نايتّ ، يبدواّ أنهاّ ليستّ من نوعهّ على الإطلاقّ فتنهدتّ
قدّ شعرتّ باليّأس إذّ بدى لهاّ أن كلّ ما تفعله بلاّ قيمةّ لاّ جدوىّ فعلاّ من الجلوسّ هناّ فيّ القصرّ فكلّ ما تفعلهّ هوّ القلقّ حولّ هذاّ و ذاكّ ، زمتّ شفتيهاّ
بّعبوسّ ربماّ يجدرّ بهاّ البقاءّ فيّ غرفتهاّ اليومّ فّلا رغبة لها بّرؤية نايتّ ..
اتجّهت إلىّ سريرهاّ و رمت نفسهاّ عليهّ بّضجرّ ، فـلوراّ منشغلةّ معّ قضيتهاّ وّ رغبتها فيّ الانتقامّ من آرثرّ ويليامّ مشـغولّ أيضاّ كذلكّ كليرّ التيّ يبدواّ
أن لديهاّ الكثيرّ لتعوضهّ فبعدّ غيابهّا فيّ باريسّ صارّ يتوجبّ عليهاّ القيامّ بالكثيرّ من البحوثّ من أجل الحصول على علامة دراسيةّ جيدةّ أيضاّ يحظر
عليها الغيابّ إلاّ لمرضّ و بشهادةّ طبية بالتفكيرّ فيّ الدراسةّ ألمّ تعد هيّ أيضاّ للكلية ؟ .
شهقتّ برعبّ وّ سارعت بالوقوفّ يديّها على وجهها الشاحبّ بالمناسبةّ أليسّ لديها بحثّ لتقوم بهّ هي أيضاّ ؟ ألمّ يخبرهاّ الأستاذّ أن كلّ علاماتهاّ
تتوقف علىّ هذاّ البحثّ ؟ كادّ أن يغمى عليهاّ من الرعبّ فّأخذتّ حقيبتهاّ أيضاّ هاتفهاّ ثمّ أخذتّ تركضّ بّسرعة عابرّة الرواقّ فيّ ثوانيّ معدودةّ خلفهاّ
حرسّ يركضونّ بينماّ هم ينادون باسمها ،
اتجـّهت إلىّ طاولةّ الطعامّ حيثّ كان تجلسّ عاّئلة لبيرّ بّأكملهاّ نـظرواّ إليهاّ بإستغرابّ عندما تقدمتّ منهمّ مسرعـةّ أخذتّ خبـرّ كايلّ الذيّ دهنه تواّ
بالجبنّ ثمّ اتجـهتّ إلّى نايتّ و أخذتّ عصيرّ البرتقالّ بعدّ ذلكّ شربتهّ دفعـةّ واحدةّ قضمتّ الخبرّ و عـادتّ تركضّ خارجاّ عندما توقفتّ فجّأة استدارتّ
ناحيتهمّ كي تعودّ بخطواتّ بطيئة جّعلتهم يرتابونّ ابتسمتّ بّلطفّ شديدّ قدّ ألقت نظرّة خافتةّ على نايتّ كي تنحني بخفةّ قاّئلة
ـ أسعدّ صباحكمّ ..
استدارتّ بهدوءّ ثمّ أسرعتّ بخطّواتهاّ تـّاركةّ خلفهاّ دهشةّ التيّ علتّ أوجهّ أفرادّ لبيير بينمّا عبسّ كايلّ بّغيضّ من أخذّها لقطعـةّ خبـزّه كيّ يطلبّ من
إليزابيثّ أنّ تصنعّ واحدةّ أخرىّ له فيّ حينّ ابتسمّ نايتّ بّسخريةّ و عينيهّ تـراقبانهاّ بحدةّ بإشـاّرة سريعـةّ من رأسهّ لسوزي ناحيةّ ماريّ أومأتّ بّالإيجابّ
و هيّ تأمرّ حارسينّ آخرينّ لمرافقةّ سيدتهم العتيدةّ ، وقفّ رافعاّ سترتهّ بّإهمالّ لكيّ يرتديهاّ دون الرغبةّ فيّ ذلكّ فيّ حينّ ربطـةّ عنقهّ مفتوحةّ لكيّ
يرميهاّ بإنزعاجّ شديدّ على أحدّ الخدمّ الذيّ سارعّ بالتقاطها ، نـظرّ إليهّ كايلّ بّنوع من السخريةّ ثمّ قالّ بّنبرة خبيثةّ
ـ ماّ الأمر ّمعك ؟ هلّ أنتّ حزينّ لأنكّ لمّ تلقى قبلةّ الصبّاح من ماري ؟
أدارّ نايت عينيهّ بّإنزعاجّ فيّ أرجاءّ الغـرفةّ قدّ سئمّ فعلاّ من ربطّ جميعّ أفعالهّ بّماريّ فّالتفت ناحيّة كايلّ الذيّ يبتسمّ بّمكرّ لكيّ يـرمقهّ نايتّ بّحدةّ بعدّ
ذلكّ نـظر لإليزابيثّ التيّ تراقب الموقف ّبهدوءّ ثمّ ابتسم لهاّ بنوعّ من اللطفّ قائلاّ ببحـتهّ الخاصةّ
ـ لاّ بأسّ يمكننيّ استعارةّ إليزابيثّ إن أردتّ ذلكّ ..
صاّح كايلّ بّحدةّ و هوّ يقفّ على قدميه يوشكّ على العراكّ معه لولاّ أن نايتّ لوحّ لهماّ مودعاّ فيّ حينّ وقفتّ سوزيّ بجانبّ كايلّ تـرمقهّ بّعصبيةّ إذّ أنه
هو منّ جنا الأمر على نفسهّ فلو لمّ يعبث معّ نايت لماّ قالّ الأخير ذلكّ بينماّ احمرت وجنتيّ إليزابيثّ بّدهشة غيرّ مصدّقة أنّ نايتّ و حتى لوّ كان الأمرّ
مجردّ مزحـّه إلا أنه التفتّ إليهاّ كتمتّ ضحكتهاّ و هيّ تكملّ شربّ قهوتهاّ متظاهرّة بالهدوءّ فعلاّ من الجميلّ أن تحظى المرأةّ بّرجلينّ يّتشاجرانّ من
أجل ّلفت انتباههاّ ،
اتجّه نايتّ إلىّ سيارتهّ و وضعّ المفتاحّ مشغلاّ المحركّ عندّما لمحّ فرانسواّ يتقدمّ منهّ مسرعاّ قطبّ حاجبيه مستغرباّ إذّ أن مهمة فرانسواّ الحاليةّ
هيّ حـماية ماريّ إلّى غايةّ مّا أنّ يتركهاّ ديميتريّ أّو يلتفتّ إلىّ شيءّ آخرّ بينماّ تقدّم منهّ الآخيرّ بّهدوء حاملاّ بينّ ذراعيهّ ملفاتّ ماّ ، حالّ وصولهّ
قدم الملفات إليهّ و هوّ يتحدثّ بجديةّ
ـ سيديّ أنـاّ أعتذرّ على إزعاجكّ فيّ الصباحّ الباكرّ لكنّ هذّه هيّ الملفاتّ التيّ طلبتهاّ و لقد ّقمتّ بكلّ البحوثّ وّ قدّ اتصـلتّ بسيدّ دويلّ أيضاّ لقدّ قالّ
أنّ تـمرّ عليهّ عندّما تتفرغّ قـليلاّ ،
أخذّ نايتّ الملفاتّ و وضعهاّ جانباّ ثمّ استـدارّ لفرانسواّ الذيّ كعادتـهّ يضع وشاحاّ يغطيّ معـظمّ ملامحّ وجـّهه الصـّارمة الجـّادة نـظرّ نايتّ للمقودّ
قليلاّ مفكـرا ثمّ إلّى تلكّ الملفاتّ بعدّ ذلكّ تحدثّ بهدوء
ـ فـرانسواّ أريدّ تشديدّ الحمايةّ على ماريّ دون أنّ تعلمّ هي بذلكّ لفّ الجـامعةّ بأكبرّ عددّ من الحرسّ يبدواّ أنّ ديميتريّ يسعىّ خلفهاّ مجـدداّ لاّ أعلمّ
هذّه المرةّ لماّ فّقدّ أخبرنيّ بّأنّه يّعلم بّشّأن التمثيليةّ لذلكّ أرسلّ سوزيّ لّحمايتهاّ عنّ بعدّ وّ ..
تّوقفّ عنّ الكلام و هوّ يشيرّ على المقعدّ الذيّ بجانبهّ لكيّ يومئّ فرانسوا ّبالإيجابّ متجهاّ إلىّ حيثماّ أشـارّ سيـدّه يبدواّ أنّ الأمورّ تزدادّ صّعـوبةّ لاّبد
أنّ تزداد حيثّ لمّ يبقى لاجتماع الـمدراءّ أقلّ من أسبوعّ وّ بالرغم من أنّ الكلّ أرادّ أن يكون هذا الاجتماع سرياّ لكيّ لاّ تتدّخل الصحافة لكّن يبدوا أنّه
لمّ يستطيعّ البقاءّ كذلكّ فّأخبارّ شـركة لبيرّ تنتشرّ بسرعةّ بكل ّتأكيدّ لديمتري يدّ في الأمر ، عـّاد نايتّ يصدرّ أوامرهّ بّنبرةّ بـّاردة
ـ أيضـاّ أرسلّ ذلكّ المحاميّ لفلورا تبّا تلكّ المرأة لا تنصتّ أبداّ لماّ أقوله يبدوا أن ديميتري لن يتراجعّ بشأنهاّ لذلكّ من الأفضلّ التعامل معّ هذه
القضية سريعاّ وّ راقبّ تحركاتّ آرثرّ لاّ أريدّه أن يغيبّ عن نـظركّ فرانسواّ ..
أومـّأ بالإيجابّ لكيّ ينـطلقّ نايتّ مسرعاّ فّرفعّ فرانسوا الملفاتّ يعيـدّ تحليلّ بحـّثه وّ يّشيرّ على النقاطّ المهمة بينماّ اكتفى الأخرّ فقطّ بالاستماع إليهّ ،
لن يدع ديميتري يفلت هذه المرة هو من جنا الأمر على نفسه و هو من سعى للانتقامّ لذلكّ سيـناله أضعافاّ .. تحدّث نايتّ فجّأة و قدّ قطب حاجبيه
متذّكرا شيئاّ ماّ
ـ فرانسواّ .. اتـصلّ بّسيدة فرانسيس فوراّ أيضّا فـلوراّ لاّ أحدّ يضمن مّـا تفعله تلكّ المجنونةّ
أنت تقرأ
لا يجب قول لا لفخامتك
Romancechanez الكاتبة رواّيتي يـّغلبّ عليهـّا الطـّابع الـرومانّسي الإجتمـّاعي ، يتخـّللهـّا الـقّليل من الكـّوميدّيـا و بّضعة بـهاراتّ من الـواّقع أحـّم أعـّلم أننّي سيـئة في تـّرك الأنطـّباع الـجيـدّ لـكّن .. أحـمّ سـأكونّ ممتـّنة للـحّصول على بـّعض ال...