ذّكرى الـخمّسينّ السنـّوية للافتتـّاح
صـّوت المـّوسيـّقى الهـّادئة الكلاسيكية قـدّ انتشر في الأرجـّاء بينمـّا و فيّ تـّلك الصـّالة الكـّبيرة حيـّث
المـأكولات و الشـّراب المجـّاني ، فّي تـّلك الطـّاولة الممـّيزة التـّي بهـّا كـّعكة صـّنعت من قـّبل أفـّضل
الطـّباخيـّن ، كتب عليـّها إحتفـّال ذكـّرى السـّنوية لـ 50 لافتتـاح شـركة لبيـر
بـعدّ أن ألقـى الجـدّ خـطـّابه إجتـّمع العـدّيد من رجـّال الأعـمّال في جمـّاعات متـّفرقة يـتّحدثون عن صـّعود
الأسـهم أو عـّقد شـّركاتّ فيمـّا بينهـمّ ، بينـمـّا كـّايل و إليـزابيـّث يتصـدّران الغـّرفة و يـّقومـّان بـّرد التـّحية
و على وجهيهمـّا أجـمّل ابتسامة و قد كـّان مـاّري و نـايت عكسـّهما ،
بالـّرغم من أن نـايتّ مـدّير العاّم لشـّركة فـقدّ كـّان منعـّزلا فـّي إحـدّى الطـّاولات المـّنتشرة بـكـّثرة ،
جـّالسـّا بكـّل كـّسـّل و عينيـّه تـّجولانّ المـّكان بـجـّانبه كـّانت مـاّري تـّقف متـّوترة ممسـكّة بكـّتفه و هـّي
خـّائفة من الهمسـّات الـتّي تـّعلوا شيء فشيء عنهمـّا غـّير أنّ نايت لّيس مبـّالي كعـّادته
فـّي الـجّهة الأخـّرى كـّان ويّليـام يـّقف مـّرحبـّا بـكّلا من السيـدّ روبّرت و الآنسة روبـّرت فقـدّ وصـّلا تـّوا
، رفـّع هـّاتفه و إتصـّل بنـّايت و حـاّلمـّا رأى الأخـّير اسـمّ ويـّليام يـنير شـّاشة هـّاتفه ابتسـمّ ببـرودّ . نظر
إلى ماري بطّرف عينه و قالّ
ـ أنـّت ، إتبعـّيني
تـمسـّكت مـّاري بـّذراعه خـّائفة بينمـّا كـّان هو يـّـتقدم بـكّل ثـّقة نـحو المـّنصة التـّي قـّام جـّده تـّوا بشـّكر
الحـّضور على متـّنها .
أمسـكّ مـّيكّروفون فنـّظر إليه جميـّع الضيـّوف دون استثناء ، شـدّت مـّاري قّبضتها على ذراعه و هـّي
تـّرى هـذّه النـّظـّرات ، معظمها حـّاقدة و الـكثـّير منهـّا سـّاخرة لكّنها لا تـّخلوا من الخـّوف و الـّرعب
فرّغما من أنهمّ يكرهونه إلا أنّ قّلوبهم تقدّح خوفّا فقطّ بمجردّ نظرة منه ، قـّـال بـّنبرة مبـّحوحة هـّادئة
ـ أودّ شـكّر جميـّع ضّيوفنا الكـّرام على حضـّورهمّ لافتـّتاح الخـمسينّ و بمنـّاسبة هـذّه الـذّكرى الـّسعيـدّة
قـّررت إعـّلان خـّطوبتـّي رسميّآ أمامكمّ من الآنسة مـاّري روبرت
صـّفق الكـّل من هـذّه النبـأ الغـّريب مـطّلقـّين أحـّر التهـّاني ، فتـقدّم نايت من مـاري المـّنصدمة ثـمّ وقّف
أمـّامها و قـّام بـتّقبيـّل خـدّها بـكّل رقـّة بـعدّ أن أمسكّ خصّرها ، كـّان يّعـلم أنهـّا سـّوف تنصـدّم و قدّ تنـهّار
حـّتى ، قـّال بـحدة
ـ تـماسكي ، مـاذا بـك ؟
لـمّ تـكّن مـّاري مندّهشة بـّسبب إعـّلان الخـّطوبة المفـاجئ أكثـّر من تفـاجئها بـقدوم والدهـّا و أختها إلى
هـذه المناسبة ، كـّانت مـّلامحّ وجهيهـمّا شـّاحبة و لمّ تـّختلف عنهمـّا أيضـّا لكّن تـّذكرت أنهـّا ليسـّت
بموقف يسمـّح لها بـّتفـكّير فابتسـمت بلطّف مصطّنع حينهـّا قـّام نايت بتركها
نـّزلا من المنـّصة و هو يشـعّر بنـّظرات تـحـّرق ظّهره فالتفت نصـّف دورة و رمـّق كـايل بسخرية لاذعة
ثـم ابتسـمّ بكـّل بـّرود و قـّام بـّوضع يدّه حـّول كـّتف مـّاري .
بينمّا شـّهقت فـّلور و كـّادت أن تـّقوم بذهاب نـّاحية أخـّتها لولا وقـّوف ويـّليام المفـاجّئ أمـّامهمـّا و
على شّفتيه ابتسـّّامه هـادئة ، قـّال بـخـّفوت
ـ أنـّا لم أطـّلب منكمـّا الحـّضور لتـّخريب حـّفلة الخـّطوبة أو ذكرى الـ 50 لكـّن سـأكون ممـّتنا إنّ فقـطّ
وقفـّتما بـجـّانب ماري في هذه اللحـظة .
شـدّت فـلور على قّبضتهـّا و هي لا تـّصدق أن تـلكّ الشـّابة الواقفـّة هنـّاك هي أختهـّا ، تـّبدوا مخـّتلفة
و بشـدّة ، ابتسـّامة التـّي ارتسمـّت على مـلّامحهـّا أو خـّطواتهـّا الواثقـّة ، حـّولت نـظرها إلى الشـّاب
الواقفّ بجـّانب أختّهـّا ، غـّير مـّعـّقول .
هـذّا هو خـطّيبهـّا ؟ السيـد نايت أل لبيـّر المـّعروف بـأنه أقـّسى من الجـّليد ؟ ذّلك التـّي حـّاولت أحدّى
العارضـّات المشـهورات نيـّل قـّلبه لكـّنه رفّضها و باحتقار أيضـّا، مستحـّيل فـماري لنّ تستـطيع أبدا
الفـّوز بـحـّب شخصّ مثـّله، هّي لنّ تستـطّيع أبـدّا أنّ تـّنزع الجـّليد الذّي يـّغلف قـّلبه
أختهـّا الخـّأئفة و الغـير واثقـّة من نفسهـّا تـّبدوا مخـّتلفة تمـّاما الآن ، أليست هّي من تـّمنت أنّ تصبّح
على هـذه الحـّال ؟ أن تصبـح ماري تـّعتمد على نفسها أكثـّر و بعدها لنّ تقلق بشـأنها ، لكـّن لما و بهذه
اللـحظة بدت أمنيتها عديمة الجدوى ؟
تدّاركتّ شرودها فرمشّت بعينيهاّ لتعودّ إلى الواقّع ، رمقّت ويّليام المبتسمّ بغّضب ثمّ كّزت على أسنانها
محاولة الحفاظ على أعصابها و هي تحدثه بلهجة شديدة التهديد
ـ و من أنتّ لتـّقف وسـطّ شؤوننـّا العـّائلية ؟ فقطّ غـّادر قـّبل أن أقـّوم بصّنع خـّريطة في مـّلامح وجهكّ
الجميـّلة هـذه
ويليـام بـضحكة
ـ لا أعـّلم إن كـّان مـا قـّلته تـّوا يفّترض به أن يكـّون مديحـّا أو شتمـّا لكنّ أنـّا واثـّق أننيّ لن أتـحـّرك من
مـكانّي الآن ، إنّه يعـجبني
ـ حسنـاّ ابـقى هنـّا أنا من سوف يغـادر
كـّادت أن تّرحل لولا أنّ سيدّ جوناثـان أمسـكّ بذراعهـّا ، كـّان يـّنظر إلى مـّاري بـعدّم تصـدّيق لكـّن هـذّا لن
يـّغير شيئا ، كونهـّا على مقـّربة من الزواج بـّملياردير لنّ يغـّير كونهـّا فـّرد غـّير مرغـّوب فيه ، قـّال
ببرود
ـ كـفى فـّلور ، إن تـّقدمت خـطّوة واحـدّة نـّاحية تـّلك الحقّيرة فـأنّا لا أعـّرفك بـعدهـّا لـذاّ دعينـّا نـّرحل
بـهدوء كمـّا أتـّينا
ـ لكـّن والدّي ، إنّ مـاري ليسـّت .. هـذّه لّيست مـّاري أقسمّ لك ، دّعني فقط ّ أتـحدّث معها سوفّ لن أفّعل
شيئا غـّير الكـّلام معها فقط .
ـ فـّلور ، من تـّخلى عنـّا تخلينا عنه نحنّ أيضـّا ، و أنا الذّي كنت أتسـاءل من أينّ لها جميع هـذه النقّود ؟
قـطّبت فـّلور بعدم رضـى ثم غـادرتّ مع والدهـّا و هي تـّرمق ويـليـام بحقـدّ واضـحّ ،
أنت تقرأ
لا يجب قول لا لفخامتك
Romancechanez الكاتبة رواّيتي يـّغلبّ عليهـّا الطـّابع الـرومانّسي الإجتمـّاعي ، يتخـّللهـّا الـقّليل من الكـّوميدّيـا و بّضعة بـهاراتّ من الـواّقع أحـّم أعـّلم أننّي سيـئة في تـّرك الأنطـّباع الـجيـدّ لـكّن .. أحـمّ سـأكونّ ممتـّنة للـحّصول على بـّعض ال...