عند إنهائها لجملتهاّ ضغطتّ على الزنادّ كذلكّ فعلت إليزابيثّ متجاهلة أوامر ديميتري الصارمة ، تعلم أن ما فعلته خطأ فمهما بلغتّ
تصرفات الإنسان سوءاّ انحطاطاّ لا يجب عليهاّ أبدا أن تـحكم عليهّ لا أن تحاسبه على أفعاله أو تسلك الطريقّ نفسهّ حينما دوى صوتّ
صرختهاّ في الأرجاءّ و قد سقطّ المسدس من بين يديها المحكمتين عليهّ أمسكتّ جانبها الأيمنّ بألم لم تبعد عنها الرصاصةّ سوى
مجرد إنش واحدّ بالرغم من أنها لم تصبهاّ إلا أن الخدش لا يزال موجوداّ كتمتّ ألمهاّ بينما ابتسمتّ ماري بهدوء في حينّ نـظر إليها
ديميتري بدهشةّ لم يكن يعتقد أبدا أنها ستطلق عليهاّ ذلك ليسّ من شيم ماري على الإطلاقّ ، في حين ركضتّ ممسكة بالمسدس و هي
توجهه ناحيةّ أوسكار الذي سارع بالابتعادّ عنهاّ بعد ذلكّ استندت على ركبتها وّ رفعت جسدّ أليكساندر بّقوة واهنةّ مسندة إياه على كتفهاّ ،
نظرت بطرف عينها إلى إليزابيث التي تمسك جانبهاّ بألم تحدثت ماري بنبرةّ مـرحةّ
ـ أوه يال الأسف لقد أخطأت في التصويب .. كم هذا مؤسف المرة القادمة سأحرص على إصابة قلبك مباشرةّ
في حين لا يزال ديميتري يقف مكانه مصدوماّ ، ما الذي فـعله الكلّ لها ؟ إنها تبدوا مختلفةّ ، مختلفة بشدةّ هل هذه فعلا هي ماريّ التي
يعرفهاّ ؟ لم يكن يظن أبدا بأنه بمقدورها الضغط على الزنادّ ، رفعّ حاجبه مبتسماّ بعد ذلكّ تـقدم منها بخطواتّ سريعة في حين كانت ماريّ
تحاول أن تّوقظ أليكساندر حرصاّ على سلامتهّ ساعد إليزابيث على النهوض بعد ذلكّ أعطاها لأوسكارّ الذيّ أخذها ببرودّ ثمّ نظر ديميتري
ناحيةّ ماريّ قبـلّ أن يقدم على أي شيء استدارتّ نحوه مشيرة بفوهة المسدس في وجهه قائلة بنبرة حادة
ـ إيـاك ..
توقف مكانه راسما على شفتيه ابتسامةّ غـريبةّ أو تظن بفعلتها هذه أنها قد هزمتهم ؟ رفعّ ذراعيه عالياّ بدلالة استسلامه لماّ تقدمت سوزي
مسرعة من ماري و هي تمسكّ بأليكساندر بذراعها الغير مصابةّ ، حينماّ فتح أحد المخارجّ فجأة قدّ ظهر منه فرانسواّ برفقته العديد من رجاله
بينما سقط رجال ديميتري أرضاّ أو بالأحرى قتلى تقدم فرانسوا للأمام بضعة خطوات قائلا بنبرته الجادة الصارمةّ
ـ أيها السادة أرجوا منكم التوجه فورا إلى البـوابة الأماميةّ لقد قمنا بتكلف بجميع المخارجّ ،
نـظر الكل إلى بعضهم بعضاّ قد بدى عليهم التردد قليلاّ لرؤية مظهر فرانسواّ الحاد كان مصاباّ هو الآخر على مستوى ذراعه لكن يبدوا أن
تلك الإصابة لم تؤثر عليه كثيراّ يتحدث إلى الرجال الذي بجانبه بهدوءّ حينما قال أحد المدعوين بعصبية
ـ ما الذي حدث هنا ؟ ليخبرني أحدكم ؟
حالما انتقل إلى مسامعّ فرانسواّ سؤال ذلكّ الرجلّ رفع نظراته ناحيةّ سيدّه كان يقف على مبعدةّ من الكلّ راسماّ ابتسـامةّ ماكرةّ على شفتيهّ
حينما أشار لهّ أومأ فرانسوا إيجابّ و هو يوجه حديثه ناحيةّ جميعّ المدعوين قـائلاّ بنبرة جادةّ عمليةّ
ـ أيها السادةّ جميعنا نعـلم الآن أن هذه الحفلة كانتّ مفخخةّ منذّ البدايةّ كما أننا نستطيعّ بكل سهولة أن نصلّ و لشدةّ تشابه الأحداثّ الواقعة
هناّ في قصرّ لبير بأحداث حفلةّ فلادمير التنكريةّ فيمكننا القولّ بأن الفـاعل هو شخصّ واحدّ .. مفخخات فيّ مكبرات الصوتّ عـزل أجهزة
اتصال الكل النيران و أخيرا المخارج المغـلقةّ عـذرا هذا كل ما استطيع أن أقوله الآنّ لذلك من فضلكم ليتفضل الجميع معنا
تعالتّ صيحاتّ الخوفّ مرفقة باعتراضهم على ما يحدث لكن لم يتجرأ أحد على قـول ذلكّ لفرانسواّ بل سـار الجميعّ برفقة رجـاله في حين
وقف هو أمام البـوابةّ يشرف عليهمّ ، فيّ الجهة الأخرى اتسعت عينيهاّ بصدمةّ كذلكّ فعل ديميتري قد شحب وجهه بأكمله سحقاّ لا السيد
فلادمير قدّ خرج أولا من الحفلة و اثر تصريح فرانسوا هذاّ فسوف يتم الشكّ فيه هو كذلكّ إليزابيثّ لا بل حتى هو سيتمّ اعتباره متهماّ نـظراّ
لتلوث ملفه سابقاّ ، زم شفتيه بعصبيةّ واضحةّ
كـانتّ جالسة على الأرض تحاول بهدوء أن توقظّ أليكساندر لكنّ هيمتاه فلم يستجب إليها على الإطلاقّ ، لابد أنه تلقى ضربةّ قوية لتبقيه
مغشيا عليهّ هـكذاّ لمدة طويلةّ فحاولت أن تـرفعهّ و تسند جسده على كتفهاّ كي تقف بعدّ عناء لم يكن أليكساندر قوي البنيةّ و لا هيّ ، حينماّ
أرادت المغـادرةّ وقفّ ديميتري بوجههاّ تـحدث بنبرة حادةّ
ـ اتـركيه جانبا ماري ، أنا فعلا لا أريد أن أؤذيك لذلكّ لا تجعليني أفعل شيئا أنا لا أرغب به
قطبتّ حاجبيهاّ بعصبيةّ أو يظن أنها ستخاف إثر تهديده هذاّ ؟ لم يبقى لديّه شيء ليرهبها بهّ إذ يبدوا أن انتقام نايت لم ينتهي بعدّ و هـذّه
الليلةّ لم تقاربّ على النهايةّ أيضاّ فّحاولت أن تتخطاهّ مغادرة لما أمسكّ بذراعهاّ محاولا منعها من المغـادرّة حينها رفعتّ المسدسّ بيدها التي
كانت تسند أليكساندر عليها حينما و بـحركةّ سريعةّ منه دفعّها للخلفّ بعد ذلكّ رفع ذراعها عالياّ مانعا إياها من الإطلاقّ أصدرتّ ماري آهة
تـدل على ألمهاّ لكنها استمرت فيّ المقاومة و الإمساك بأليكساندر في آن واحدّ بينما أخذّ ديميتري المسدس من بين يديها بكلّ سهولة ثمّ ابتعد
عنهاّ ، تحدث بنبرةّ بـاردةّ
ـ لقد تخطيتّ حدودك ماري،
ارتبكتّ بشدةّ لم ترد أن تواجه ديميتري مجددا فبعد محاولتها الأولى عـلمت جيدا أنها لن تكون أبدا نداّ له حينما اقتربت أكثرّ منها تـراجعتّ
هي بسرعةّ للخلفّ وقفت سوزي مسرعةّ بينهما رافعة كلتا يديهاّ بتصميمّ فابتسم ديميتري بسخريةّ يجب عليه الهروب من هنا سريعاّ و هما
يؤخرانه قطبّ حاجبيه ثمّ رفع قدمه و بحـركةّ مفاجئةّ وجه ركلة لمعدة سوزي جعلتها ترتطم بّجدار الذي على يمينهاّ بعدّ ذلك تقدم من ماري
ببرود متحدثا بابتسامةّ
ـ الاختباءّ يعلمك الكثيرّ من الأشياءّ
ضغطت إليزابيث على شفتيهاّ و هي تقفّ مجددا على قدميهاّ سحقاّ لها فتاة ساذجة غـبيةّ مثلها تصيبها بخدش لا و للمرة الثانية تتجرأ على تحديهاّ
إنها لن تسمح لها بالفرارّ تماما كما لقي جونسون و بيتر موتهما على يدها كذلكّ ستكون هيّ نـظر إليها أوسكار ببرودّ غـرور النساءّ و كبريائهماّ
من أسخف ما رأته عينياه حتىّ الآنّ زفرّ بغيض متمنياّ لو أن الأمر ينتهي بسرعةّ قدّ لاحظ أن عدد المدعوين قد بدأ يخف تدريجياّ ، قـال بّحدة
ـ ديميتري دعنا نخرج بحق السماء .. أتركها و شأنها
رمقّه ديميتري بـنظرةّ حادةّ خطيرةّ جعلت أوسكارّ يلتزم الصمتّ بغير رضى و هو يشيحّ وجهه بعيداّ حينما أكملّ الأول طريقه ناحيتهاّ وسط ضجيج
المدعوينّ و صياحّ فرانسواّ لهم بإلتزام النظامّ كذلكّ انعدام النورّ ، قدّ شكل له الوضعّ المناسبّ لأخذّ أليكساندر أيضا إلزام ماري حدودها للأبدّ حينماّ
أغلقت المخارجّ فجأةّ بعدّ آخر مدعو للحفلةّ أعيدتّ الأضواء و أنيرت القـاعةّ مجددا لمّ يبقى هناكّ سواهمّ المدعوون الحقيقيين لهذّه الأمسيةّ ،
تنهد ويليامّ باطمئنان إذ انتهى الأمر على خيرّ دون إصابات عديدةّ لكي يخففّ من حدةّ قبضته على ذراع فـلوراّ في حينّ و حالماّ رأت كلير أن الكل
قدّ غـادرّ سارعت هي بالركضّ ناحيةّ المخرج حيثما كان يقفّ فرانسواّ يتحدثّ بنبرةّ هادئة معّ أحد رجاله عـبرّ الهاتفّ معطياّ إياه التعـليماتّ دفعتهّ
بخفةّ و هي تـطلّ برأسهاّ من خلفهّ قـائلةّ بمرح محاولةّ إخفاء قلقهاّ
ـ فـرانسوا هل كسبتّ المزيد من الجروح ؟
كادّ أن يسقطّ هاتفه من بين يديهّ لطلتها المفاجئّة سرعان ما قطبّ حاجبيه و هوّ يدفعهاّ بعيداّ مشيراّ لها بالصمتّ حينماّ شبكتّ ذراعها بذراعهّ مبتسمةّ
بخفةّ منتظرةّ إنهائه لمكالمته في حين استمر هو بّدفعها بإنزعاجّ طفيفّ ، بينماّ و فيّ الجهة الأخرىّ كان يقفّ أخيها آرثرّ رفقة زوجتـهّ يراقبّ كلير
بنظراتّ ناريةّ حـادةّ لقدّ أخبره ديميتريّ بأن كليرّ هي من ساهمت فيّ عملية إنقاذ ماريّ وّ أيضا ألجأت فرانسواّ أشرفت على علاجهّ و تخلت عنّ
دراستهاّ لكي تبقى بالقربّ منه ، الآن بعدّ رؤيتها بهذه الحالةّ يعلم تماماّ سببّ تصرفاتهاّ تحدثت زوجـتهّ بلكنتهاّ قائلةّ
ـ عـزيزيّ أنتّ تحدق كثيراّ ،
أشاح آرثر وجهه بعيداّ لكيّ يقف بجانب أوسكارّ متجاهلاّ ملاحظةّ زوجته تـخلتّ عنه من أجل ذلك الرجل ؟ و أي رجل هو ؟ اليد اليمنى لنايت تعـويذة
الشيطان نفسهاّ و خـادمه المخلصّ زفر بحدةّ محاولا الحفاظ على أعـصابه المفلتة كـذلك فعلت إليزابيثّ لكنها لم تستطع قد رأت ديميتري يتجاهل
كل ما يحدث غير مباليا بمكانه أو موقعه متجها لماري التي نـظرتّ إليه بحدةّ محاولة حمايةّ أليكساندر حينماّ عـلا صوتّ ما فيّ الأرجاءّ ،
صـوتّ مبحوحّ ذو نغـمة متهكمة سّاخرة يعرفهاّ الكلّ جعـلتّ انتباه الكل يتجه نحوهّ كيفّ لا و هو صاحبّ الأمسيةّ الـرئيسيةّ يقفّ في أعلى المنصّة
ممسكاّ بالمايكروفون تـعلو ملامح وجهه ابتسامةّ خبيثةّ ماكرةّ خصلات شعره الأسودّ على جبينه بعشوائية انسدلت عينيه تـراقبان منذّ البداية
كل ما يحدثّ هناّ ،
ـ فـرانسوا أضف اللمسة الفـنية لضيف الشرف
أومأ فرانسوا إيجابا و هو يرفع يده اليمنى دلالة علىّ تنفيذه للأمر لكيّ تـظهـرّ شـاشةّ عـملاقة نوعاّ ما تـبثّ آخر أخبار ما يحدث قد كان العـنوان
الـرئيسي لهذه الأمسيةّ هوّ ديميتري نفسه كانت صورهّ في كلّ الأرجاءّ كذلك صور السيد فلادميرّ ، حينها اتسعت عينيه بصدمةّ ملاحّظا ما فـعله
نايتّ هويته كشفت للإعـلام أيضاّ اشتباهه في قـضية انفجار الذي حدث بحفلة فلادميرّ ، عـنوان لم يكن سوىّ ..
بضحكـةّ مبحوحةّ حاقدةّ تـحدث نايتّ قائلا
ـ عـودة ديميتري ماكاروف من الموتّ ما رأيك باختياري للعنوان ؟ هل يناسب ذوقك ؟
شهقتّ فلورا بصدمة قدّ شحب وجهها كلياّ بينماّ نـظرتّ كليرّ بعدم استيعاب إلى كل من ديميتري و نايتّ في حينّ أصدر كايل آهة مستاءة
و هوّ يـضع رأسه بين ذراعيهّ ما الذيّ يحدث هنا بحق السماء ؟ نـظرت إليزابيثّ إلى نايتّ بصدمة بينماّ ابتسم أوسكار بكلّ سخريةّ جنون عائلة
ماكاروف لا ينتهي أبداّ على ما يبدوا ، حينما أكمل نايت كلامه بنبرةّ متهكمةّ
ـ عـذراّ لقد خططت لاستقبالك بترحيب أكبر من هذا لكن للأسف لم تسري مخططاتي جميعا كما أردتّ،
عم الصمتّ القـاعةّ بأكملها لماّ ظهرت صـورةّ لعـائلة ماكاروفّ نيكولاسّ برفقته كل من ديميتري و نايتّ أيضاّ جدهمّ الأكبرّ بعدّ ذلكّ صورة فلادمير
كانت الصحافة في حالة من الفوضى و عدم الفهمّ خصوصا أن انتخابات رئيس لبير قريبةّ ، نـظرتّ ماري بقلق إلى نايت حيث بدى غـريباّ ثم
عـادت بنظراتها إلى ديميتري الذي أخفض رأسه طوال الفترةّ تلكّ قد كانت كتفيه ترتجفان بقوةّ بينما أكمل نايت كلامه بنبرةّ بـاردةّ مبحوحةّ خبيثةّ
ـ إذن ما رأيك ؟ إنها مسألة وقت قبل الوليمة الكبرى فما هو شعورك الآن ؟
رمق ويليام صديقه بنظراتّ قلقةّ قدّ عمه القلقّ و الترددّ ماّ الذي يفعله ؟ أرادت ماري أن تـنهي هذه الأمسية أيضاّ فكل من فرانسوا و سوزي
مصابينّ نهيك عن فقدان أليكساندر للوعيّ إلى متى سيستمر ؟ لكن الشخصّ الذيّ تحدث لم يكن سوى إليزابيثّ بنبرتهاّ القلقة
ـ ما الذي تفعله نايت ؟ ألا تدرك بفعلتك هذه أنك ستعيد قضية التحقيق حول مـوتّ سير نيكولاس ؟ إن لهذا جانب سيء لك تماما كما لديميتري
من فضلك افعل شيئا لتوقف هذاّ قبل أن يصل الأمر لمجلس المدراءّ حينها ستنخفض نسبةّ فوزكّ ألا تدرك ذلك ؟
حينهاّ اتسعت عيني كايلّ بصدمة قدّ شحب وجهه أكثرّ ما الذي تقوله الآن أكبرّ دليل على أنها لمّ تكن بجانبه قطّ منذ البدايةّ كل ما كانت تريده هو
نايت فقطّ بدأت قبضته فيّ الارتجاف قد احمرت عينيه من الغضبّ فتقدم خـطوةّ للأمام لما وضع كل من ويليام و فلورا ذراعيهما أمامه مانعين إياه
من التقدمّ ، أشاح بوجهه بعيداّ أهانته خيانته استغلته جعلته يقع في حبها لكي تستغلّه تأخذ أمواله تأخذ حب عـائلته تأخذ صديقه و أحلامهّ أي
إمرأة هي تدعي القلق على رجل آخر في حضوره ؟ أي أنانية هذه ؟ و أي منطق هذا ؟ تحدث ويليام بّهدوء
ـ لا تأبه بها كايلّ إنها حرباء تتلون حسبّ احتياجاتهاّ ..
لمّ ينل كلام إليزابيث رضى الجميعّ و كم تمنتّ ماريّ حينها لو أن الرصاصة أصابتهاّ فيّ قلبها تماماّ نـظرتّ مجددا إلى أليكساندرّ الذي بدأ يستعيد
وعيه تدريجياّ حينما فتحّ عينيه ابتسمتّ بّراحة و هي تضمّه لصدرهاّ همسّ لها بّنبرة مرهقة
ـ ماريّ .. أين أنا ؟
بينما بقيت و طـّوال هذه المدةّ نـظراته الزرقاءّ الداكنةّ الحادّة عليهّ مبتسماّ بـسخرية و تهكمّ شديد لم يكن يستمعّ لما كان يقـوله الكلّ و لم يبالي
فعلا باعتراض إليزابيثّ كماّ أنه لم يعد يبالي فعلا بما يحدثّ الآنّ الأهمّ هو تنفيذّ خطـّواته بحوافرها أكمل نايت كلامه بنبرةّ بـاردةّ مبحوحةّ و هو
يتـقدم نحوه بخطواتّ كسّولة هادئةّ
ـ أخبرني كيف تـرى العالم من زاوية نظركّ الآن ؟ .. لقدّ قال جون فورد التأخر في الانتقام يجعل الضربة أشد قسوةّ ، أظن بأن كلامه صحيحّ
ألا توافقني الرأي ؟
اقـترب منهّ بمسافة كافيةّ ثمّ توقف عنّ السيرّ مبتسما ببرود حينهاّ رفع ديميتري رأسه لكيّ ينظرّ إليه يرتجفّ بقوةّ لقدّ سبق نايتّ لخـطوةّ لكن الأخيرّ
سبقه لعدّة أميالّ لقدّ خسر للمرة الثانيةّ أمامهّ هذاّ ما لا يتقبله عـقله علىّ الإطلاقّ يفضل الموتّ على رؤية هذاّ اليومّ لن يستسلمّ لآخر لحظةّ فليسقطّ
كلاهما أوّ ليرتفع كلاهماّ لا أحدّ يفوز إن لم يكن هو معني بالفوزّ ، تـحدث ديميتري بنبرةّ باردةّ
ـ هناكّ أمير مسمى بأمير فـلسفة الشيطانّ نيكولا مكيافيلي كانتّ مقالاتهّ الأحب لقلب نيكولاسّ و لطالما شبه نيكولاس هـذا الأمير الشيطانيّ بكّ
أذكر أنه مرة قدّ اقتبس منه قائلا إذا كان لا مفر من أذية أحد فلتؤذه بقسوة تجعلك لا تخاف من إنتقامه ،
حالماّ قـال ذلكّ ازدادت ابتسامةّ نايت برودا أكان يعنيه بكلامه ذاكّ ؟ كم هذا مثير لسخرية في موقفه هو حينها اقـتربّ منه ديميتري بضعة خطواتّ
و لم يفصل بينهماّ سوىّ خطّوة ينـظرّ إليه بحقدّ و مقت شديدّ ، قـالّ له نايت بنبرةّ مبحوحةّ
ـ الثأر طبق من الأفضل أن يقدم بارداّ ديميتري ، ..
زفرّ ديمتريّ بغيض قدّ سئم فعلاّ من تصرفاتهّ الساخرة المتهكمةّ ارتجفّ جسده غضباّ محاولا كتمّ ثوران أعصـابهّ لقدّ أخبرهم نيكولاس سابقاّ أن
أفضلّ طريقةّ لاستفزاز خصمكّ هو وضعّ قناعّ البرود و اللامبالاة أجلّ كان محقاّ لكن نايت لاّ يضع قناعاّ بلّ هوّ الجمود بنفسهّ مهما حاول استفزازه
فلن ينجحّ حينها لم يستطعّ تمالكّ أعصابه أكثرّ من ذلكّ لكي يندفع نحوّ نايت ممسكاّ بياقة قميصه قـائلاّ بصراخّ
ـ لا تـمزح معي أيها السافل ، أنت من بدأ هذه الـحرب أولا أنت من جعلتني هكذاّ أنت من يستحق أن يحطم أولا و لسوف أحرص على ذلكّ ..
سوف أفعل نايت
حالما هاجم ديميتريّ نايت أسرع فرانسوا في خطواتهّ راكضاّ نحو سيده حينماّ توقف فجأة و هوّ يرى إشارة ويليام له عن بـعدّ يطلب منه عدم
التدّخل فالأمر لم يعد يعنيهم كأنهم ليسوا بالقاعةّ فلا ديميتري و لا نايت يشعران بوجودهمّ زفرّ بقوة و التزم مكانه فوضعت كليرّ يدها على ذراعه
تـطلبّ منه الصبرّ بعد أن وقفت بجانبه فعلا ضحكّ نايت بّنغمة صوته المبحوحةّ قـائلاّ بنبرة هادئة
ـ ماذاّ ؟ لا تلعب دور الضحية ديميتري فالتمثيل لا يليق بكّ ، أتقول أنني من بدأت الحرب أولا ؟ أنت مخطأ و كلانا يعلم ذلكّ ليس ذنبي أنك
خسرت الرهانّ فأنت لم تكن قـوياّ كفاية في بادئ الأمر ،
صـاح ديميتري بعصبية كبيرةّ و هو يدفعهّ للخلفّ لكي يرتطم ظهر نايت بالجدار قد بقيت ملامحه نفسهاّ حينهاّ لكمـه الآخر بقوة على وجههّ قد
فقد أعصابه كلياّ ليس مجددا ، قـائلاّ بنبرةّ غاضبة
ـ لقد أخذته مني .. و أنا ، أنا الأحق منك به
رفع نايت أنامله بهدوء شديد ثمّ قام بمسحّ الدماء من شفته السفلى أخذ نيكولاس منه ؟ هو الأحقّ في كسبّ حبه عليه ؟ أي هراء يتفوه بهّ ؟ نـظر
إليه بعينيه الحادتينّ ثمّ تحدث بنبرةّ بـاردةّ عميقةّ
ـ ما الذي تقوله ؟ ديميتري أنت من قتلته
اتسعتّ عيني ديميتريّ بصدمةّ تاركاّ ياقة قميص نايت لوهلة من الزمن لم يستوعب ما قاله نايت علىّ الإطلاّق و حينما فعلّ امتدتّ قبضته لا إرادياّ
ناحيته هذه المرةّ بإتجاه قـلبه مستعداّ لتحطيمّ ضـلوعهّ حينماّ ابتعد نايت عن مرمى هدفه بـخفةّ كي يديرّ يده خلف ظهره محاولا أن يضبط أعصابه
قـليلاّ بينما استمر ديميتري بالصراخّ قـائلاّ بحقد
ـ أنت من أجبرتني على ذلكّ أهنئك فطريقتك في التلاعب بعقول و قلوب الغير تستحق جائزة الأوسكار عليها ،
رمـقه نايت بهدوء كلماته مليئة بالحقدّ و الكره لقد وصل إلى درجـة من البغض لا يمكن قولها بالكلمات و لا حتى التعبيرّ عنها أشاح بوجهه بعيداّ
يمسح دماءّ من أسفل شفته ببرود هـذا غريب لكنّ بطريقة ماّ شعر بشيء يغـزو كيانهّ غـريبّ و أمر مربك أيضاّ عندها تنهدّ بهدوء إذ لم يرى أنه
توجد فائدة من مناقشته بعد الآنّ فلن يتفقا أبداّ لذلكّ استدار مغـادرا واضعا كلتا يديه في جيب سرواله ، قـال ببرودّ
ـ ديميتري أفضل أن أكرهك على أن أشفق عليك فلا تصغر في عيني أكثر من هذاّ ..
احتقن وجه ديميتري غضبا فمد يده بسرعة و أمسك معصم نايت ليديره بقوة ناحيتهّ بـعد ذلكّ أمسكه من كتفه يـنظر إليه بحدةّ في حين بقي نايت
على حاله شديد الهدوء قـبل أن يتفوه ديميتري بأي شيء اقتربت إليزابيث منهما قـائلة بتحذير
ـ يكفي ما قلتماه الآن .. ديميتري دعنا نغادر السيد فلادمير في انتظارنا تماما كما قلت لم ينتهي كل شيء بعدّ لذلكّ لنسرع إصلاح الأمر ، نايت
هلا فتحت المخارج ؟ لم يعد يوجد شيء للحديث بشأنه
عـم الصمتّ في القـاعة حينها بدأت دموع أليكساندر فيّ النزول دون أي إنذار كتم شهقاته و خبأ وجهه بين أحضان ماري التي لم تدري ما الذي
حدث بالضبطّ لكنها وضعت يدها على خصلات شعره الأشقرّ و هي تبتسم برقة محاولة أن تبث الآمان في قـلبه حينما استدار نايت لكي يرمق إليزابيث
بنظراتّ باردة حادة ابتسم بسخرية متحدثا بنبرة تهكمية مبحوحة
ـ هلا أسديت خدمة للجميع و أغلقت فمك ؟ لا أحد يريد أن يسمع رأيك لذا احتفظي به لنفسك ،
حدقت فيه إليزابيث بصدمة غير قادرة على الردّ عليه فزمت شفتيها محاولة الحفاظ على كبريائها و هي تعود للخلف بضعةّ خطوات كي تقف إلى
جانب ديميتري لم تكن تتوقع منه معاملة الملوك ليس بعد أن كشفت تحالفها مع ديميتري لكن ليس إلى هذه الدرجة من الاحتقار لقد كان مؤلما نظرته
المشمئزة نحوهاّ التزمت الصمتّ بعد ذلك في حين مد فرانسوا يد المساعدة لسوزي كي يسندها على كتفه بينما أمسكت كلير بأليكساندر مبتسمة له
بلطف قد تذكرت مرة الأولى التي التقيا فيها فبادرها أليكساندر الابتسامةّ بإرهاق شديد يجاهد لكي لا يفقد وعيه بينما بقيت ماري جالسة على الأرض
بهدوء حينما همست لها كلير بتوتر
ـ ماري ألن تفعلي شيئا ؟ نايت يبدوا غـريبا أعتقد أنه بحاجة لدعمك
هزت ماري رأسها نفيا بهدوء بأي حق يخولها الوقوف الآن في وجهه ؟ بأي كلام ستقنعه و بأي أفعال ستطمئنه ؟ هي تماما كأي شخص آخر
بهذه الغـرفة مجرد مشاهد آخر لا يملك الحق في التدخل و لا الكلامّ ليس لأنها لا تريد و حتما ليس لأنها لا تستطيع لكنّ لأن هذه اللحظة و هـذا الكلام
انتظره كلاهما طويلا ، نايت و ديميتري لا أحد يستطيع الوقوف في وجههما حتى لو أراد لأن هذا الوقت بذات مخصص لهما لوحدهما و من أجلهما فقطّ ..
عـائلة ماكاروف العـريقة و أفرادها ديميتري الـرجل الذي أعماه الانتقام فدفع كل ما يملك من أجله و نايت الرجل الذي أفقده الانتقام كل شيء يملك ،
..
فبأي حق يتدخلون ؟
أنت تقرأ
لا يجب قول لا لفخامتك
Romancechanez الكاتبة رواّيتي يـّغلبّ عليهـّا الطـّابع الـرومانّسي الإجتمـّاعي ، يتخـّللهـّا الـقّليل من الكـّوميدّيـا و بّضعة بـهاراتّ من الـواّقع أحـّم أعـّلم أننّي سيـئة في تـّرك الأنطـّباع الـجيـدّ لـكّن .. أحـمّ سـأكونّ ممتـّنة للـحّصول على بـّعض ال...