البارت108

110 9 0
                                    

وضـعت حقيبتها السـوداء على طرف السرير قبل أن تستلقي عليه بإرهاق شديد ذراعها اليمنى على عينيها تحجب عنها الـرؤية بقيت لوهلة من الـزمن
على وضعيتها تـلكّ حينما تنهدت بـتعب و هي تعتدل في جلستها لقد كانت في جنـاح نايت بـالغرفة الـرئيسيةّ قد أخبرتها سوزي أن كلاهما قد غـادر القصر
منذ ما يقارب سـاعةّ أو أكثـرّ ،
نـظرت إلى هاتفها بهدوء ثمّ رمته جانبا إذ أنها لا ترغب في إجراء أيّ مكالمة هاتفية الآن حتى لو أنه من الأفضلّ أن تتصل بها حيث أن سيليا صـارتّ قلقة
كثيرا بالآونة الأخيرةّ قد باتت تبعث لها بـرسائل نصية قصيرةّ كلما سنحتّ لها الفرصةّ تـأوهت ماريّ بـألم و هي تمسك رأسها لقد كان من الأفضل أن لا
تخبر سيليا عن اعتقال فلورا فقد زاد ذلك من قلقها ..
وقفتّ كي تتجه بخـطواتّ بطيئةّ مغادرة الغـرفةّ عبرت الـرواقّ بعدّ ذلك فتحـتّ بابّ مكتب نايت على وسعه كانتّ توجد أوراق مبعثرة في كل مكانّ و في أيّ
زاوية فزمت شفتيها بعبوسّ هذا يدل بأنه أمضى الليل بـأكمله مجددا يعمل إنه يستمر بالضغط على نفسه كثيرا ،
فـأخذتّ تـرفع الأوراق و تعـيدّ ترتيبها إذ أن نايت حذر جميع الخدم من الدخول إلى مكتبه فقد بدى أمرا محظورا لكنّ بما أنها أتت هنا عدةّ مراتّ فلا بـأسّ
بذلك سترتبّ فقط الأوراقّ و الملفاتّ ثم تـغادرّ هذا ما قـالته لنفسهاّ عندما وقعت بينّ يديها إحـدىّ الملفاتّ فتحتـهاّ بهدوء فاتسعت عينيهاّ بدهشة لم تكن لتصدقّ
ما رأته تـوا ،
ـ ما الـذي ..
همست لنفسها غير مصدقـة كان الملف يحتـوي عـدة أمور لم يكن من المفترض بها أن تراها ليس الآن على الأقل أمسكت بـجبينها أصحاب هـذا المنزل بأكمله
مجانين كما لو كـأن الجنون هنا صار بمثابة وباء ينتشر لديهم ظهرت ملامح الاستياء على وجهها قبل أن يملئ وجهها بدموعهـا ، منذ متى كانت حياة الناسّ
لعبة لكي يـأخذوها ؟ ،
ـ تـلك المـرأة ألا تـملك قلبا ؟
هـذا ما قالته بـأسى و ألم شديد ربما لأنها صارت الآن تقدر الحياة التي تعيشها أكثر من أي شخصّ و ربما لأن سيرة الموت صـارتّ أكبر كابوس لها أو
ربمـا لأنها عاشتّ مع سيد بيتر فترةّ ليست بقصيرةّ فهي تشعر بالحزن نـحوهّ لأنه أضطر أن يمـوتّ لا بل أن يقتل من أجل ثـروته ، ما الذي فعله لها لكي
تقتله بأعصاب باردة ثم تـحضر جنازتـه بدموع زائفـةّ تـقبل حفيده و تعترف بحبها له تتزوج من حفيده الآخر و توهمه بـعشقها له ، أي إمرأة هذه و
أي قلب تـملك ؟
وضعت ماري الملف جانبـا لقد أخبرها فرانسوا قبل مغادرته هذا الصباح بـأن نايت يمتلك أدلة قـاطعةّ يستطيع بها أن يدين إليزابيث للأبد لكنها لم تستطع
أن تصدق كلماته ففي النهاية الشخص الذي يتحدث عنه فرانسواّ هو نايت الـرجل الذيّ أحب سابقا إليـزابيثّ و حتى لو لم تعد تعني له شيئا فهو لن يستطيعّ
أن يسلب سبب كايل الوحيد في الـمكافحة ،
ـ كل شيء يصـل إلى نهايته ..
أومـأت بذلك كـأنها تؤكد كلامها بعد ذلك سارت بخـطواتّ بـسيطة بطيئةّ مغادرة المكتب ثمّ أغلقت الباب خلفها بإحكام كانتّ تسير ببطءّ عندما تـوقفت فجـأة
قد داهمها صداعّ حاد تأوهت قليلا يبدوا أنها لم تعد تملك الكثير من الوقت أيضـا حينما فتحت عينيها مجددا رأت أمامها تـلك المـرأةّ تقف بهدوء تضع يدا
على خصرها بثـقةّ مـطلقةّ ابتسامتها المـاكرةّ و خصلات شعرها الأسود المنسدل على ظهرها إنها نفسها المرأة التي تنافسّ عليها الكل ..
في البـدايةّ ظنت ماريّ أنها مجرد أوهام إذ كثيرا ما صارت تخلط بين واقعها و خيالهاّ لكن و حينما أعادت فتح عينيها مجددا للمرةّ الـثالثةّ تأكدت بأن ما
يحدث ليس سوى الحقيقةّ و أن هذه المرأة التي تقف أمامها هي فعلا إليـزابيثّ لكن الأمر الذي لم تفهمه هي كيفّ استطاعت الدخول إلى هنا أين هم الحراس ؟
بينما تـحدثت إليزابيثّ بنبرةّ باردة
ـ ماري .. ماري .. ماري العـزيزةّ ، أعتـذر على زيارتي المفاجئة و الغـير متوقعة لكن أريد التـحدث مع نايت فهل هو هنـا ؟
لم تنسى إليزابيث أبدا أن ماري كانت مستعدةّ لإطلاقّ النار عليها من فوهة المسدس في تلك الحفلةّ فقد كانت نـظراتها نحوها تلك الليلةّ أشدّ حقـداّ أكثرّ
كرها و أعمقّ بغضا من أيّ مشاعر قد وجهها له أيّ شخص قدّ عـرفته لكن و هاهي تنظر نحوها الآن بمرور الأيامّ تـلك المشاعر ازدادت قـوةّ فابتسمتّ
بخبث عندما تـحدثت ماريّ بنبرةّ هادئةّ
ـ أو تعتقدين أنني سأسمح لك بـرؤيتـه نهيك عن الحديث معه ؟ لا تتحامقي معيّ إليزابيث ..
ضحكتّ إليزابيث بـخفةّ أقالت أنها لن تسمح لها بـرؤيتـهّ مطلقا أو بالحديثّ معه ؟ و من هي لكيّ تتحدثّ ؟ عـادتّ تنظر نحوها بـسخريةّ كانتّ ماري تـقفّ
باستقامة نـظراتها موجهة نحوهاّ بقوةّ و ملامحهاّ الرقيقةّ الـلطيفةّ قد غـادرتهاّ فحل مكانهاّ الـجمودّ و الحـدةّ ، عـندما تحدثت إليزابيثّ بضحكةّ
ـ أرجوك و من أنت ؟ لست سوى دميـةّ اختـارها نايتّ لمسرحيتـه قريبا سوف يتخلص منكّ تماما كما فعل لجميع من حوله .. الآن ابتعدي عن طريقي
رمقتهـا ماريّ ببرود إذ لم تـؤثر كلماتها فيها قطّ و ما بشـأن تلك المسرحيةّ ؟ لقد صارّ كل شيء من الماضيّ الآن هي لم تبقى هنا لأجل المالّ أو لأجل العـقدّ
بل بقت هنا لأنها كانت ّتـحبه و لا تزالّ ، أرادتّ أن تـغـيره و تـجعله يرى العـالمّ بطريقةّ أفضلّ و ليست نادمةّ على اختيارها ذلكّ حتى لو انتقدها الجميع عليهّ
فهزت كتفيها بعدم اهتمام قائلةّ
ـ يستحسن أن تغـادري لأن رؤيتك له أمر من سابع المستحيلات..
قالت ذلك و هي تبتسمّ بـخفةّ تتكئ على الجدار الذيّ خلفها بينما قطبتّ إليزابيث حاجبيها بعدم استيعاب ثمّ تـجاهلت وجود ماريّ كي تسيرّ بثقةّ نحو مكتب
نايت حينما أمسكتها ماريّ من ذراعها كانتّ ملامحـهاّ حادةّ و لم تغادرها تلكّ الابتسامةّ الخفيفةّ
ـ لقد سئمت فعلا من كوني الفتـاةّ المـهذبة هنا فدعيني أخبرك شيئا مهم ، أنت لم تعودي فردا من عائلة لبيير بـعد الآن لست سوى تابعة لديميتري و حتى لو
تحدثت مع نايت فلن تستفيدي شيئا من ذلكّ لنواجه الواقـعّ لقد أفسدت كل شيءّ بعدم حسن اختيارك فتارةّ تتلونين بالأسود مدعيةّ جانب نايتّ و تـارةّ بالأحمر
لأجل كايلّ ، تـارةّ الأصفر لديميتري تـماما مثل الحرباءّ تأخذين شكلّ من حولك فأخبريني أي لون تتشكلين به الآن ؟ أهو الأسود ، الأصفر أم الأحمر ؟
لم تصدقّ ما سمعته إليزابيثّ فقد بدت ماريّ حادةّ في كلماتها و شديدةّ التهكمّ لم تستطعّ أن ترد بأيّ شيء عليهاّ إذ أنها محقـةّ فأيّ لون تأخذه الآن ؟ سحبتّ
ذراعها منّ يد ماريّ الممسكةّ بها ثمّ قالتّ بحدةّ
ـ أنـا أفعل مـا أفعله وقتما أريد سأتشكل بأي لون أريدّ وقتما أريدّ ، و نايت سوف آخذه تـماما كما فعلت سابقاّ فـسأفعل الآن و أنتّ لن تستطيعي منعيّ أتدركين
لما ؟ لأنك مجرد دميةّ تمثيليةّ فقطّ و لا شيء آخر فاحتفظي بترهاتك لنفسك..
قطبت ماريّ حاجبيها عنـدما وصلتّ سوزي مسرعـةّ و خلفها حراس التابعينّ لها ، نـظرتّ إلى سيدتها التي و بالرغم من أنها بدتّ متماسكةّ و هادئةّ للغـايةّ
إلا أنها شاحبةّ الملامحّ كيفّ أن لا تفعل و هي تواجه تلكّ المرأةّ فكادت أن تتقدم عندما أشارتّ لها ماريّ بإيماةّ خفيفةّ من رأسهاّ بالنفيّ قبل أن تستديّر نحو
إليزابيثّ كيّ تبتسمّ بخفةّ رفعتّ يدها و بحركةّ سريعةّ وجهت صفـعةّ قويةّ لإليزابيثّ التيّ سارعت بالابتعادّ عنها بصدمةّ ، عـندما تحدثّت ماريّ بنبرةّ حادةّ
ـ ذلك زوجي الذيّ تتحدثين عنه أيتها السافلةّ..
رمقتهاّ إليزابيثّ بدهشةّ ثمّ سرعان ماّ صاحتّ بعصبيةّ شديدةّ و هي تندفعّ نحو ماريّ بكلّ قوةّ التيّ بدورها اندفعتّ نحوها بينما بقيت سوزي فيّ مكانها
بـحيرةّ حينما سقطتّ إليزابيثّ أرضاّ و ماريّ فوقهاّ تـجذبها منّ قميصهاّ فيّ حين الأخرى تحاول دفعها بعيداّ عنهاّ عـندماّ تحدثت ماريّ بـعصبيةّ
ـ تـلكّ القبلةّ اعتـرافك خيانتكّ سأجعلك تندمين عليهم جميـعاّ ...
قدّ وجهت لكمـةّ أخرى بقوة لم تعلم من أيّن قد كسبها بينماّ كل ما حاولت إليزابيثّ فعله هو إبعاده عنهاّ عندماّ تـقدمتّ سوزي من ماريّ تجذبها بعيداّ عنها
و هي تشيرّ للحراسّ بـرفع إليزابيثّ و أخذها بعيداّ و قدّ كانتّ تصيحّ بعصبيةّ و هي تحاول الوصولّ إلى ماريّ قائلةّ بحدةّ
ـ أيتهـا الـحقيرةّ .. أنت لاّ شيء بالنسبة له أما أنا فكـنتّ حبه الأول فكيفّ لك أن تهزميني ؟ أنت لا شيء أتسمعين ؟
ابتسمتّ ماريّ بـسخريةّ و هي تـنفضّ يديها عندما احمر وجه إليزابيث بأكمله لو أنها تستطيعّ فقد أن تمحي تلكّ الابتسامةّ المتهكمة من شفتيها فقطّ لو
أن هؤلاء الحراس لم يكنوا يمسكونها بشدةّ لكانت قد قتلتها بدونّ أيّ تردد ، فيّ حين مسحتّ ماريّ شفتها السفلىّ و هي تقولّ بنبرةّ باردةّ
ـ سوزي ..
نـظرتّ إليها سوزي حينما ابتسمتّ ماريّ بمشاكسةّ تدرك أن ما فعلته كان غبيا لكن تلكّ النار المؤججةّ بقلبهاّ حينما رأتّ إليزابيثّ تقبل نايتّ مرتين متواليتينّ
عندما رأتهاّ تـبتسم برفقةّ كايلّ غير آبهة بخيانتها حينما رأتهاّ تقف بجانب ديميتريّ بعدما أخذتّ كل ما أرادته من هذه العائلةّ تلك النار لم تكن ليطفئها أحد
غيرها هيّ بينماّ ابتسمتّ سوزي بهدوءّ و هي تقتربّ من إليزابيثّ
ـ ليّ الشرف بأن أرافقك خارجاّ ..
رفعت إليزابيث حاجبيها بدهشةّ أكبر و قد أدركت أنها لن تستطيع الحديث مع نايتّ ربما لأنه ليسّ هنا منذ البدايةّ و كمّ شعرت بمدى غبائهاّ حينها فكيّف أتت
إلى القصر و هي تدرك جيدا أن فرصـةّ لقائها معه هناّ ليستّ واردةّ لكن اعتقدتّ و لما تـركها الحراسّ تدخلّ بدون أي تردد أن نايت موجودّ و أنه هو من سمح
لهم بإدخالهاّ فقالتّ بحدةّ معترضةّ
ـ لديّ شيء مهم أريد أن أخبر نايت به فـدعوني أتحدث معه ، سوزي اتصلي به هو لن يمانعّ ..
رمقتها ماريّ بإستغراب و كادتّ أن تتحدث عندماّ انتقل إلى مسامعها صوتّ خـطواتّ الكلّ يعلم من صاحبهاّ فاستدارتّ للخلفّ كيّ تـرى نايت قـادما يحرك
ربطةّ عنقه بكسلّ شديدّ و خصلات شعرهّ الأسود قدّ تمردتّ عليه مجددا فـيرفعهاّ بعيدا قدّ كانت نظراته بـادرةّ و هادئةّ برفقـتهّ كايلّ الذي بدوره يتثاءب بتعب
حينماّ لمح الاثنين تـلكّ الـفوضىّ التي برواقّ ،
وقفّ كايل فجـأةّ كما لو كـأن قدميه لمّ تعد تسعفانهّ لكنه سرعان ما تدارك نفسه و هو يعودّ لسيرّ مجددا حينماّ وصلّ الاثنين وقف كايلّ بجانب ماريّ لكيّ
يسـألها عن الأمر الذيّ يحدث هنا عندماّ تحدثت ماريّ بسرعةّ قـائلةّ و هي تقف فيّ طريقهما
ـ لقد كانت إليزابيثّ مغادرةّ ، أليس كذلكّ ؟
أومـأتّ سوزي إيجابا عندماّ قطب نايت حاجبيهّ بعدم استيعاّب بينماّ و عندما تلاقت عينا كايلّ بإليزابيث أشاحتّ الأخرى وجهها بعيداّ عنه و هي تـنظر نحو
نايتّ برجاءّ لكيّ يرفع هو يدهّ بإشارةّ للحراسّ كيّ يتركوها حينماّ فعل ذلكّ تحدثت إليزابيثّ بحدةّ
ـ نايت أريد الحديث معك على إنفراد من فضلكّ ،
نـظرتّ ماري نحو إليزابيثّ مع عـادتّ بأنـظارهاّ نحو نايتّ الذيّ تنهدّ ببحةّ خفيفةّ لكيّ يشيرّ للحراسّ بالابتعادّ عنها مجددا آمرا إياهم بالمغادرةّ بينماّ
وقفت ماريّ أمامه قـائلةّ بنبرةّ غاضبةّ
ـ نايت لاّ تفعل ، إنهـا تحاول استدراجك فقطّ كلنا نعلم جيداّ أن جميع ما تتفوه به هو أكاذيب فلا داعي لسماعها
رمقتها إليزابيثّ بكره شديدّ لكن سرعان ما تغيرت ملامحها و هي ترى نايت يتقدم نحوهاّ بعدما دفع ماريّ بعيداّ قليلاّ عن طريقه فابتسمتّ بثقةّ إذ أنه
سوف يستمع إليها فيّ النهايةّ عندماّ فتحّ نايت بابّ مكتبه قائلاّ بنغـمةّ صوته المبحوحةّ
ـ سوزي أحضري لي قـهوةّ ..
دخلّ بهدوءّ إلى مكتبه بينما بقيت ماريّ مكانها بعدم استيعابّ قطبتّ حاجبيها و زمتّ شفتيها عندماّ ابتسمتّ إليزابيثّ بكل برودّ غير آبهة بوجودّ كايلّ كما
لو كـأنه لم يكن زوجها قطّ ثمّ قالت بنبرةّ ساخرةّ
ـ ألم أقل لك ؟ أنـتّ مجرد دمية لا أكثر و لا أقل ..
أبعدت شعرهاّ عنّ وجهها و هي تسيرّ إلى المكتبّ مغلقةّ البابّ خلفها بينما وضعت ماريّ يدها على جبينهاّ أن توضع في هذاّ الموقفّ مجددا من قبل نفسّ
الأشخاصّ بعدما كل ما حدثّ توا أحيانا لا تدرك أبداّ كيفّ تستمر بمكافحتهاّ هذّه و استدارتّ للخلفّ عندما رأتّ كايلّ يقف بهدوءّ ففتحتّ شفتيهاّ كي تتحدثّ معه
غيرّ أنها التزمتّ الصمتّ عندما قالّ هو بنبرةّ باردةّ
ـ لا تقلقي ماريّ .. سوفّ أحرص على جعلها تـرى مكانها الحقيقيّ هذّه المرةّ
حركّ خصلات شعرهاّ البنيّ بعشوائيةّ مدركاّ مدى تـأثيرّ الموقف عليهاّ لكيّ يسير هو بخطّوات سريعةّ نحو مكتبّ نايتّ بعدما أشارّ بغمزه خفيفةّ لسوزيّ أن
تنتبه لماريّ ثمّ دخلّ مغلقاّ البابّ خلفه بعدما تغيرت ملامحّه لكيّ يكسو وجـهه البـرودّ و الـحقدّ الشديدّ أيضاّ ، بينماّ و حالما هدئت الأوضاع قليلاّ استدارت
سوزي ناحيةّ ماريّ و تحدثتّ بنبرةّ لطيفةّ
ـ سيدتيّ إن السيد كايلّ معهما فلا تقلقيّ..
أومـأت ماري نفيا بقوةّ بعد ذلكّ سارتّ بخطواتّ بطيئةّ لغـرفتها حاولت سوزي أن تـسير برفقتهاّ لكن صمتّها المطبقّ كان بمثابةّ رفضّ تـامّ لأيّ شخصّ
بالتواجدّ قربها ، حينماّ وصلت لغرفتها أحكمت الشد على قبضتهاّ حول فستانهاّ صـاحتّ بنبرةّ شديدةّ الاستياءّ و القهر
ـ نـايت أيها الأحمـق ..

لا يجب قول لا لفخامتك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن