عـينينّ داكنتينّ زرقاوتين جالتاّ في أنحاءّ المكانّ مقيمتينّ إياهّ بنـظرة شاّملة متفحصة رفـعّ قبعتهّ عنّ وجههّ قـليلاّ لكي تـظهر مـلامحّه بـشرة
شـاحبةّ أنفّ مسلولّ و شفتين ّتهمسانّ بشيءّ ما لرجل الذيّ بجانبهّ ، كان فيّ غـاية الوسامـةّ طـويلّ القـامة نـظراته اللا مباليةّ طـريقة اختياره
لملابسه كلّ شيء به يلفتّ النساءّ إليهّ لم يكن أحدّ سوى نايتّ لبيرّ الـرجلّ المعـروفّ بدهائه ذكـاءه وّ وسامتهّ لمّ يزدهّ زواجه إلاّ شهرةّ بينّ
النساءّ سعياّ نحوه أكثرّ قطبّ حاجبيه بعدم راحـة و هو ينـظرّ إلّى ساعة بين معصمهّ لقدّ طالّ الوقتّ و لمّ يأتي زبونهمّ حتى الآن ..
لقدّ وصلاّ تواّ من بـاريس و ها هماّ الآن قد عادا إلى لندن يقفان فيّ المطارّ بانتظار زبائنهمّ حيثّ حرصّ بنفسه على استقبالهمّ لكنّ يبدوا أنهمّ
ستهينون بهّ لّصغر سنه زفـرّ بحدةّ ثمّ عـاد ينظر إلىّ ساعتهّ ، لديه الكثيرّ لينجـزه و لا يملكّ الوقتّ لانتظارهمّ هناّ جذبّ سترته التي كان يمسكها
فـرانسواّ و ارتداها بهدوءّ وسط نـظراتّ حـراسه المتسائلةّ ثمّ تحدثّ بنبرةّ بـاردةّ
ـ أرسل سيارةّ لجلب ويليام إلى هنا ..
أومأ فرانسواّ دون نقاشّ ثمّ أشار لرجل الذيّ خلفه لكيّ يسرع بّالمغادرةّ تنفيذا لأوامرّ سيدهمّ بينما اتجه نايت إلى قـاعة الانتـظارّ ثمّ جلسّ على
إحدى المقاعد المنتشرةّ بعدّ ذلك طلبّ كوباّ من القـهوةّ ، أخفضّ رأسهّ قليلّا للأسفلّ لكي لا يلفت الانتباه بالرغم من أن كل ما فعله هوّ رغـبة
النساء الجالسات بجانبه برؤية وجههّ أكثرّ ،
تنهدّ واضعاّ قدما على الأخرىّ بّقلة صبرّ إذ دام على انتظارهم ساعتينّ تـباّ هو يحتاج إلى القليل من النومّ فقد مرت يومين لم يذق فيهما طعما
لراحة قـاوم رغبته في إغلاق عينيهّ و أمال رأسهّ للخلفّ لكي تسقطّ قبعتهّ و يتناثر خصلات شعره الأسود الحريريّ على جبهته قطبّ حاجبيه
و رفع خصلة ماّ إنه يحتاجّ إلى القصّ ، لقد أهمل نفسه كثيـراّ فلم يلاحظّ ازدياد طـول شعر أوّ شحوب بدنه أكثرّ ..
وقفّ فرانسواّ بجانبهّ رافعا هاتفه بينّ يديهّ مرسلاّ تعليماتّ إلى سوزيّ يبدوا و حسبّ رسائلها النصيةّ فإن إليزابيثّ تخططّ لإقامة حفـلة من أجلّ
نجاحهاّ لكن قائمة الحـضور غـريبة قليلاّ فهي لا تحتوي على صديقاتها العارضات فقطّ و إنما على أكبر عدد من رجال الأعمال استطاعتّ
إليزابيث أن تجلبهمّ يبدوا أنها تخططّ للحصول على دعمهم من أجل كايلّ ، حسناّ دعوة الـمزيد لن يضرّ بكل تأكيدّ ..
فجـأةّ وصلته رسـالة أخرى لكي يرن هاتفهّ نـظر فرانسوا إلى محتواها سرعان ماّ كتم ضحكته و هو يرى صورةّ لكل من سوزي و ماري أيضا
أليكساندرّ كان الثـلاثة يضعون أقنعةّ للوجه بطلب من ماريّ و يأكلون الخيار تحتّ عـنوان رحلة إلى صالون التجميلّ ، تنحنح بخفة لكي لا ّيجذب
اهتمام نحوه ثمّ استأذن مبتعدا بهدوء بـعد ذلكّ اتصل بسوزي قائلا بضحكةّ
ـ ما الذي تفعلونه ؟
نـظرت سوزي إلى مـاريّ التي تغمسّ قطع الخيارّ المفترض وضعها على وجهها فيّ كريما الفانيلا ثمّ تتناولهاّ بّاستمتاعّ بينماّ أليكساندر يحاول
منعها ثمّ أجابته بابتسامة
ـ أحاول أن أرفه عن سيدة ماري قـليلاّ.. أجل لقدّ نفذتّ كل ما طلبته قاعـة الاجتماعاتّ جاهزة أيضا استقبالهم سيتم على أحسن وجه وّ بالنسبة
لإليزابيثّ يمكنك مراقبة ما تفعله بواسطة هاتفكّ لقدّ أرسلتّ لك الشفرة .. لحـظةّ أنظر فرانسواّ
رفعتّ هاتفهاّ و شغلت الكاميرا لكيّ توجهها إلى ماريّ و أليكساندر حيثّ كان الاثنين مستلقيين يضعان نظرات شمسية و يشربان العصيرّ بّهدوء
لكن لم يّدم ذلك الهدوء سوىّ ثوانيّ فهاهي ماريّ تقفّ و هي تلمسّ قناع وجهها بريبة بعدّ ذلكّ شهقت بـرعبّ و هي تـرى هاتف سوزي الموجه
نحوهاّ صاحتّ بخوف
ـ سوزي ما الذي تفعلينه ؟ تـباّ أليكس إنها تقوم بتسجيلناّ
شحبّ وجه أليكساندر و أدار وجهه ببطء ناحية سوزيّ بعدّ ذلك شهقّ برعب تباّ هذّه الذكرى لا يريدها أن تسجل على الإطلاقّ يكفيه مذلةّ لقد
سحب إلى هنا رغما عنه و أضطر لوضع هذا القناع ثمّ جلسة تقليم أظافر و الآن تسجيله لا لن يسمح بحدوث هذاّ صاح بنبرة حادة
ـ أيتها الخائنة ..
قبلّ أن تدركّ سوزي ماّ الذيّ حدثّ لهماّ وجدتّ هاتفها أخذّ منهاّ لكيّ تغلقّ المحادثةّ كتمّ فرانسواّ ضحكتهّ ثمّ عـاد إلىّ موقعهّ ، التواجدّ بقرب ماري
دوما ما يوقعهم فيّ المشاكلّ حتىّ لو لم تكن تلكّ غايتها لكنها بطريقة أو بأخرى تجعلهم ينسون مهمتهم و ينغـمسون بخططّها و يشاركونهاّ أفكارهاّ
تماما كما تفعل سوزيّ الآنّ على عكسّ شخص ما يعـرفه ، رمقه نايتّ ببرودّ ثم أشـار علىّ كوب قـهوة لكيّ يغادر حارس ملبياّ له طلبّه بعدّ فـترةّ
كان نايت يحتسي الكوبّ الثالثّ من القهوة و هوّ ينتظرّ بفارغّ الصبرّ قدومّ زبائنهّ عنـدماّ لمحّ من طرفّ عينه ويليامّ قادماّ بـرفقةّ حـارسينّ بدت
عليهّ تعبير القلقّ و الاضطراب حالماّ وصلّ نـظر إلى نايت الجالسّ بإستغرابّ ثمّ قال بدهشة
ـ لكن ما الذي يحدث ؟ لقدّ ظننت أنكّ على وشك الموتّ إثر رسـالة النصية التي أرسلهاّ فرانسواّ .. لكنّ أنت تبـدوا حيا
رمـقهّ نايت ببرود حينّ اقترب منه حارسّ كان برفقة ويليامّ و همسّ له بشيءّ ماّ لكي يّومئ الأخير بالإيجاب قدّ أدركّ الأمرّ حيثّ أن ويليام
كان في وسطّ جلسة تصوير مهمة عندما وصل حراسه و لأنهم لم يجدوا طريقة لجلبهّ فاختلقوا أمرّ إصابة نايت بـتلفيق من طرف فرانسوا
أيضاّ ، تحدث نايت بّنبرته المبحوحة
ـ لم تكن توجد طريقة أخرى لجلبك ..
قطبّ ويليام قدّ احمر وجهه غـضبا استدار معطياّ نايت ظهره كاتما أنفاسه هو يدرك أن الجدال مع صديقه بلا فائدة لأنه سينفذ ما يخطر في
باله في النهاية مهما تطلب الأمر حتى أن حراسه أصبحوا مثله تماما ، بعد أن هدأ أعصابه جلس بجانب نايت راسما على شفتيه ابتسامة
هادئة و هو يقول بنبرة مرحة
ـ يستحسن أن يكون السبب خلف إحضاري جيدا إن كنت تقدر قيمة الحياة ..
كانت نـظراتّ نايت البـاردة الجافة مصوبة نحو ويليام دون أيّ يرمش عندما هـز رأسه نفيا إجابة على سؤاله حينها تأوه ويليام بإرهاق و
التزم الصمت طوال فترة جلوسهما معاّ بينماّ ابتسم فرانسوا بخفة ، أجل على عكس ماري فإن نايت ينفذ أوامره طلباته رغما عن أنف الكل
برضاهم أو بغير ذلك مما يجعل الحـرس يهابونه فيلجئون إلى أي طريقة أو سبيل من أجل تنفيذ أوامره فقط لتجنب غـضبه ..
تنهدّ ويليام و جلس بجانبه رغما عنه لاّ سبيل للعودة الآن فقد صرح من عـمله و ما دام هوّ هنا فسوف يستغل الأمرّ إذ مرت مدة طويلة لم يبقى
الاثنين لوحدهماّ قبل أن يتحدث ويليام عما يجول بخاطره سبقه فرانسوا بنبرة متسائلة
ـ سيدي أتعتقد أن إليزابيث تخطط لشيء آخر ؟ غـير حفـلة تكريم نجاحها طبـعا ؟
دون أن يضطر نايت فعـلاّ للكلام كانت الإجابة واضحةّ إليزابيثّ لا تخطط إلى هذه الحفلة من أجل التكريم فقط و أمر كون هذه الحفلة مفاجئة و
موعدها سريا لهم حتى أنهم أفراد القصر بنفسه لم يعـرفوا عنهاّ فهذا يزيد من احتمالية وجود شيء أكبر خلفهاّ ، خصوصا بـعد أن قام فرانسوا
بتحرياته عنهاّ و عـلمه بّأن كايل قد أنشأ شركة لتصميم و الأزياء بأسهمه دون أن تكون هوية هذا المدير واضحة للعيان ، قطب ويليام و أجـاب عن
سؤال فرانسوا باستغراب
ـ لكن و منذ متى ؟ هل توجد حفلة اليوم ؟
أومأ فرانسوا إيجابا إنها مفاجئة لهم فقطّ لكن كل المـدعوين إليها عـلموا بّشأن موعدهاّ مسبقاّ ، فجأة رن هاتف نايت مـجدداّ للـمرة الألفّ من قبل
نفسّ المتصل الذيّ ظل يلح عليه طوال مدة غـيابه و لم يكن أحد غير إليزابيثّ التي استمرت بالاتصال و إرسال رسائل نصية تـخبرها بحاجتها
الماسة إليه أيضاّ أن وجوده ضرورياّ ، أخذ ويليام الهاتف من بين يد نايت و نـظر إلى إسم المتصل قبل أن يكشر عن أسنانه بغضب وّ غيضّ قال بّحدة
ـ لماذا إليزابيث تتصل بك ؟
تجاهله نايتّ ببّرود و هو يشير على كوب القهوة لكي يسرع الحارسّ بتنفيذ طلبه و قد بدأ فعلا يغتاظ منّ طلباته التي لا تنتهيّ إذ يبدوا أن مزاجه
عكر فيّ حين إزداد غـضبّ ويليام ليسّ بيده حيلة فهو يكره إليزابيثّ منذ بداية تعارفهما تحدث بنبرة حادةّ
ـ أنت لم تعد لأنها طلبت منك ذلك أليس كذلك ؟
تـّوقف نايت عنّ العـبثّ بكوب القّهوة الفـارغة و هو يـرمقّ ويليام بنـظراتّ بـاردة هـادئةّ نـبرةّ ويليامّ كانت محـذّرة مـليئةّ بالغـضبّ جعـّلته يستدير
نـحوه لاّ إرادياّ ، مـا المغزى من خلف كلماته هذهّ ؟ أجابه نايت بنبرةّ بـاردة مبحـوحةّ
ـ مـا الذيّ تعنيه ؟
لمّ يكن مضطراّ ويليام لشرحّ معنى كلماتهّ فقد كانت واضحةّ حيثّ إذ ما تعـلق الأمر بإليزابيثّ فإن نايت حتىّ لو لم يكن يرغب في ذلكّ حتىّ لو لمّ
يكن لديه الـوقت فإنه يجد الوقت دوماّ لأجلهاّ هـذا ما كان عليه قـديماّ عـندّما تحدثّ نايت بنبرةّ بـاردة حادةّ
ـ تـوقف عنّ الـهراءّ ، هلّ فقدت عـقلك أم ماذا ؟
نـظرّ إليه ويليام بشك فيّ حين تـجاهله نايتّ و هو يرتشفّ كوب قهوته الـرابعةّ فتنهد بّقلة حيلة إن كان قد تجاوز صدمة خيانة إليزابيثّ له و إن
كان قدّ تخطاهاّ فّلماذا لا يلتفت لماري ؟ إنهاّ تحبه بّصدق و تـرغبّ فعلاّ بأن تكون دوما إلى جانبه لطالما ساندته طـوال فترة تمثيليتهما حتى بعدّ أن
سلمت الـمال له بقيت مخلصة لهّ إذن لما لا يلتفت إليها ؟ قال بنبرة متضايقة
ـ ماذا عن ماري ؟ ما الذي تعنيه لك ؟
سقطّ كوب القـهوة على الأرضّ مصدرا ّفوضىّ عنـدما استدار نايت ناحيتهّ عينيه داكنتينّ احتدتا بّغضب فبلع ويليام ريـقه بتوترّ لابد أنه استاء من
أسئلته الكـثيرةّ حين أنه يعلم جيدا أن صديقه نادراّ ما يجيب عن أسئلة أحدّ إذ يتـركّ الغيرّ يعتقد ما يريدّ لكن و لكون ويليام صديقه فأجابّ عنهاّ
بّفارغّ الصبرّ غـيرّ و إن وصل الأمر بتوضيح عـلاقاته فهو يصبحّ حاد الطبعّ ، زمّ شفتيه بعبوس إن كان قد اختار فتاة واحدةّ عـوضّ تجاهل كلتا
الفتاتين لكان الأمر ّسهلاّ عليهم جميعاّ .. وقفّ نايتّ و هوّ يتحدث بنبرةّ حـادةّ
ـ فـرانسواّ تأكد من حـجز جميعّ الطائراتّ المتوجهة إلى لندن مجدداّ و اتصل بسوزي لتأكد من أن كل شيءّ جاهز أيضاّ أعد ويليام إلى الـقصرّ
ريثماّ أصلّ أنا ستكون الـمضيف الأساسيّ بعد ماريّ ،
بعدّ أن أنهى أوامرهّ غـادرّ غـرفة الانتـظارّ حينهاّ قطبّ ويليامّ بّغضبّ ما الذيّ يظن نفسه فاعلاّ ؟ لماذا يتجاهله ؟ هـذا فعلا ّيثيرّ غـضبه إلى متى
سيستمرّ فيّ تصرفاته الرعناءّ ؟ ألا يدرك خـطورة ما يفعله ؟ الانغماس فيّ رغـبته بالانتقام و تجاهل كل ما حوله غير مهتم بهمّ الأشخاصّ الذيّن
يسعون لإنقاذه ، إلى متى ؟ تنهدّ ويليام بـقلة حيلة ثمّ أخذ يسير مبتعداّ بـرفقته حارسين يبدوا أن لا أحد قادر على تغيرّ كتلة الجليد هذه
أنت تقرأ
لا يجب قول لا لفخامتك
Romancechanez الكاتبة رواّيتي يـّغلبّ عليهـّا الطـّابع الـرومانّسي الإجتمـّاعي ، يتخـّللهـّا الـقّليل من الكـّوميدّيـا و بّضعة بـهاراتّ من الـواّقع أحـّم أعـّلم أننّي سيـئة في تـّرك الأنطـّباع الـجيـدّ لـكّن .. أحـمّ سـأكونّ ممتـّنة للـحّصول على بـّعض ال...