البارت77

132 10 0
                                    

توجدّ بينّ يدّيها العديدّ من الأوراقّ و دفتراّ سجلت بهّ ملاحظاتّ الأستاذّ أيضاّ هاتفهاّ
الذيّ لمّ يكنّ ليرنّ حتىّ لو أرادتّ ذلكّ ، رفعتّ شعرهاّ الأشقرّ للأعلىّ على شكلّ وردّة بسيطةّ للغايةّ و تـّركت بضعة خصلاتّ تحتلّ جبينهاّ تضعّ
نظارتينّ وّ قد كانتّ تزم شفتيها بّعبوسّ لعدم فهمها على كلماتّ الشعرّ القديمّ إذ لم تّحضر معجمها
غطّ ظلّ شخصّ ما نورّ أشعةّ الشمسّ التيّ شقت طريقهاّ عبرّ النافذةّ أجفلتّ كليرّ رعباّ قدّ انتابتها القشعريرةّ لتسريّ في كاملّ أنحاّء جسدهاّ
وّ بسرعةّ وقفتّ مبتعدةّ بطريقةّ دفاعيةّ حينماّ رأتّ ماريّ المبتسمّة بـّخفة خلفهاّ يقفّ فرانسواّ المتململّ و الممسكّ بيدّ أليكساندرّ ، شهقتّ بّصدمة
عندّما لاحظتّ منـظر ماريّ المتغيرّ لقدّ بدتّ أكثرّ جمالاّ لمّ يتخلى وجههاّ عنّ لمحةّ البراّءة و اللطفّ لكنهّ كان مليئاّ بالـّرقة و الأنوثةّ فيّ نفسّ
الوقتّ تّقدمت كليرّ ناحيتهاّ و احتضنتهاّ بّقوةّ بعدّ ذلكّ تركتهاّ لكيّ تتحدثّ بّصدمة و هيّ لاّ تزالّ تّروح و تجيء بعينيهاّ علىّ ماريّ
ـ لكنّ هل أنتّ ماري ؟ ماّ الذيّ تفعلينه هناّ ؟ ماري ؟ ماّ الذيّ ترتدنه ؟ هل أنت ماري ؟
نـظرتّ ماريّ بدورهاّ إلىّ ذراعّ كليرّ الملتفّة بقماشّ أبيضّ قدّ كانتّ على ما تبدواّ مكسورةّ ثمّ عادتّ تنظرّ ناحيةّ وجـّه كليرّ المصدومّ بعدّ ذلكّ
ابتسمتّ بخفةّ تدركّ خطورّة تّصرفاتهاّ خصوصا فيّ هذّه الفترةّ الحرجةّ لكنّ لا مجالّ لتراجعّ ، غمزتّ لكليرّ بّمشاكسةّ و هيّ تتحدثّ بّحماس
ـ سوفّ أعودّ لمقاعدّ الدراسةّ كليرّ ، أليس هذاّ رائعاّ ؟
أومّأت كليرّ بالإيجابّ دون أن تستوعبّ كلماّت ماريّ بينماّ استمرتّ الأخيرةّ بالثرثرةّ حولّ كيفيةّ عودتهاّ و كيفّ استقبلهاّ المديرّ غيرّ مترددّ إذّ
أنّ استعادةّ زوجـّة نايتّ لبيرّ إلىّ الجامعةّ و الجامعةّ التيّ يديرها هوّ خاصةّ سوفّ يعيدّ له بمنافعّ عدةّ لذّا فّكان أمرّ عودتهاّ مفروغاّ منه تماماّ
كماّ أخبرهاّ فرانسواّ لتذكرّ إسمّ زوجهاّ وّ لستجدّ كلّ شيءّ أمامّها بالرغم من شعور ماريّ بالذنب فيّ البدايةّ كونهاّ استغلت منصبّ نايتّ لكنهاّ
استسلمتّ لروعـّة هـذّه الأحاسيسّ التيّ تنتابهاّ ، فجّأة هزتّ كليرّ رأسهاّ بقوةّ و هيّ تمسكّ بّكتفيّ ماريّ تّرددتّ لوهلة من الزمنّ و هي تنـظرّ
ناحية أليكساندرّ بعدّ ذلك تحدثّت بتوتر
ـ لاّ يمكنكّ ماريّ ، الوضعّ خطيرّ جداّ قدّ يقوم ديميتريّ بخطّوة أخرّى يستهدفّ حياتكّ فيهاّ و مجيئك للكليةّ سوفّ يّرفع نسبةّ استهدافكّ ماريّ
لصالحكّ يجبّ عليكّ العودّة للقصر أناّ متّأكدة أنّ نايتّ سوفّ يحميكّ هناكّ ..
قطبتّ ماريّ حاجبيهاّ بإستغرابّ إذّ أنّ كليرّ كانتّ تبدوا مرعوبةّ للغايةّ وّ قدّ شحبتّ ملامحهاّ كلياّ فتنهدتّ بّقلة حيلةّ لماّ يعتقدّ الكلّ أنهاّ تحتاجّ
إلىّ حمايةّ ؟ هزّتّ رأسهاّ نفياّ ثمّ تحدثتّ بنبرةّ هادّئة
ـ لاّ يمكننيّ الاختباءّ للأبدّ كليرّ و لاّ يمكننيّ أنّ أجعلّ نايت يعتنيّ بيّ أكثرّ يجبّ عليّ أنّ أقفّ على قدمايّ أناّ أيضاّ كليرّ ،
زمتّ كليرّ شفتيهاّ و تراجعتّ للخلفّ لاّ يمكنهاّ أن تخبرهاّ بّأن ديميتريّ لا ّيزالّ يسعى للانتقامّ منهاّ أيضاّ هوّ يريدّ استعادّة أليكساندرّ بّأيّ طريقة
وّ أنهّ استخدمّها هيّ من أجلّ جلبه لهّ بالرّغم من أنّ ماريّ محقةّ إلاّ أنهاّ لا تستطيعّ مساندتهاّ ليسّ و ديميتريّ يستعملّ خدماتهاّ للقضاءّ عليهاّ ،
نـظرتّ خلفّ صديقتهاّ لكيّ تلاحظّ تواجدّ فرانسواّ قدّ كان يخفيّ معظم ملامحهّ بقبعةّ و وشاحّ أيضاّ معطفّ رماديّ يراقبّ الموقفّ بّسكون تامّ لمّ يكن
هناكّ أحدّ ليعلم بهويةّ فرانسواّ غيرّ أن كليرّ حالةّ خاصةّ فّقد قضتّ معظمّ عطلتهاّ ربماّ إن كانتّ تلكّ عطلةّ برفقتهّ ، تنهدّت كليرّ و أخذتّ تّلم
أشيائهاّ بهدوءّ وسطّ استغرابّ ماريّ بعدّ أنّ ارتدتّ معطفهاّ الأسودّ تّحدثتّ بّلطف
ـ أناّ أسفةّ ماريّ لديّ بـّعض البحوثّ لأهتمّ بهاّ ، أراكّ لاحقاّ .. إلىّ لقاءّ أليكس
تقدمتّ منه و قبلتهّ بخفة علىّ خدهّ ثمّ شدتّ الإحكام علىّ ذراعهّ لكيّ ينـظرّ إليهاّ أليكساندرّ بنوعّ من البرودّ بعدّ ذلكّ ابتسمّ بـّبرود شديدّ و كمّ بدّت
ابتسامتهّ شبيهةّ لديميتريّ رمقّته كليرّ بإستغرابّ و قدّ بثّ لهاّ تواجدّه نوعاّ منّ ذلكّ الإحساسّ المخيفّ بالّرعبّ استدارتّ للخلفّ و قدّ بدّا صوتهاّ
مرتبكاّ للغايةّ
ـ توخيّ الحذرّ ماريّ .. إلىّ اللقاءّ فرانسواّ
كادتّ أن تصطدم بّالكرسيّ الذيّ أمامها لولا أنها تماسكتّ فيّ آخر لحـّظة لكنّ سقطتّ أشياءهاّ أرضاّ و تناثرتّ أوراقها فيّ كل مكانّ توترتّ كليرّ
أكثرّ و هيّ تحاول أن تجمعّ الأوراقّ بيدّ واحدة لاّبد لهاّ ان تبتعد من هنا قدر المستطاعّ فلاّ رغبةّ لهاّ فيّ الخوص بهذا الصراعّ عندّما جلستّ
ماريّ بجانبها تجمعّ الأوراقّ هيّ الآخرى بهدوءّ تامّ حالماّ وقعتّ يديّ الاثنتين على نفسّ الدفترّ حينهاّ نظرتّ كليرّ لماريّ بإرباك شديدّ بعدّ ذلكّ
أخفضتّ رأسهاّ و هي تجذبّ الدفترّ لحضنهاّ عندّها تحدثتّ ماريّ بنبرةّ جادةّ
ـ كليرّ ماّ الذيّ حدث ؟ لماذاّ تتجنبينني ؟
أومّأت كليرّ بالنفيّ و هيّ ترسمّ على شفتيهاّ ابتسامةّ بسيطةّ بعدّ أن تبادلتّ النظراتّ معّ فرانسواّ ، الكلّ يحاولّ حمايتهاّ و على كليرّ أيضاّ أن
تنظّم إلى المجـّموعة فماريّ أضعفّ منّ أنّ تصابّ بّجروح أخرىّ لذلكّ قررتّ و لمصلحتهاّ الخاصةّ و لمصلحةّ ماريّ أيضاّ سوفّ تبتعدّ عنهمّ
جميعاّ ، قالتّ بّخفة
ـ لّست أتجنبكّ ماريّ و إنماّ أناّ فقطّ متوترةّ فلديّ الكثيرّ من البحوثّ للقيامّ بهاّ تعويضّا على فترةّ غيابيّ أيضاّ لاّ أعتقدّ بصراحةّ أنهّ من المناسبّ
لناّ أنّ نصبحّ صديقتينّ ،
رمقتهاّ ماريّ بإستغرابّ وّ لمّ تستطعّ استيعابّ كلماتّ كليرّ فماّ الذيّ يمنعهماّ من أن يكوناّ صديقتينّ ؟ ألمّ تنقذّ كليرّ حياتهاّ سابقاّ ؟ ألمّ تكن ترغبّ
فيّ فرصةّ آخرى ؟ إذّن لاّ مانعّ و كادتّ أن تتفوه بّهذّه الأسبابّ عاليّا عندّما عادتّ كليرّ لتحدثّ
ـ أعنيّ أنتّ من عاّئلة روبرتّ و أناّ غلوريّ نحنّ لاّ يمكنناّ أبداّ أنّ نصبحّ صديقتينّ .. فالعداوةّ التيّ بينناّ لاّ يمكن أنّ تمحى أبداّ بينّ لحظةّ و أخرىّ
لذلكّ ماريّ أرجوّا المعذرةّ فقدّ أخذتّ من وقتيّ ماّ يكفيّ ، إلىّ اللقاءّ
علتّ الصدّمة ملامحّ ماريّ قدّ اتسعتّ عينيهاّ بدّهشة واضحةّ ماّ الذيّ تعنيهّ كليرّ بلا يمكنّ أن يكوناّ صديقتينّ ؟ لقدّ أنقذتهاّ و اعتنتّ بفرانسواّ فّما
الشيء الذيّ يمنعهماّ من تكوين صداّقة ؟ نـظرتّ إليهاّ ماريّ بعدّ ذلك تّحدثت بنبرةّ بلهاء نوعاّ ماّ
ـ إن كان الأمرّ يتعلقّ بّعائلتيناّ فقطّ فهذاّ ليسّ مهماّ أعنيّ أننيّ الآن لستّ روبرتّ بل لبيرّ و أعتبرّ رسمياّ زوجّة نايتّ لذلكّ أمرّ كالعاّئلة لنّ
مهماّ فيّ نظريّ ،
كتمّت كليرّ ضحكتهاّ وّ رفعتّ يدّها عالياّ مودعةّ ماريّ بالفعلّ ليسّ مهماّ اللقبّ و إنماّ سلامةّ من حولهماّ و سّلامة أنفسهماّ أيضاّ هيّ لن
تستطيعّ خيانةّ هذّه الثّقة التيّ منحتهاّ ماريّ لهاّ لنّ تقبلّ بتخييبّ ظنّ أحدّ لذلكّ فضلتّ البقاءّ لوحدّها ، غـّمزتّ لماريّ قاّئلةّ بّخفة و هي تبتعدّ أكثرّ
ـ قدّ يتغيرّ الزمانّ وّ العالمّ بّأكملهّ لكنّ أنتّ ياّ ماريّ .. منّ المستحيلّ لكّ التغيرّ مهماّ حاولتّ
بعدّ أن ابتعدتّ كليرّ عن أنظارّ الثّلاثة جلستّ ماريّ علّى الكرسيّ قدّ ظهرتّ خيبةّ أملّ مرفقةّ بالصدّمة عليهاّ لقدّ أرادتّ فعلاّ أنّ تبدأ بداّية جديدّة
و أنّ تتغيرّ لتصبحّ أفضلّ أكثرّ قوةّ لتساعدّ نايتّ و فلوراّ قليلاّ لكنّ يبدواّ أنّ الجميعّ يعتبرهاّ مـّجرد عـّالة يتوجبّ عليهمّ حمايتهاّ و إنّ لمّ يكن
الأمرّ متعلقاّ بحمايتهاّ فّهناك شيءّ أخرّ يمنعهمّ من التقدمّ نحوهاّ كـّعذر كليرّ مثلاّ ، تنهدتّ ماريّ و قدّ زمتّ شفتيهاّ بعبوسّ واضحّ بعدّ ذلكّ استدارتّ
ناحيةّ فرانسواّ كيّ تنـظرّ إليهّ بعينينّ واسعتينّ بريّئتينّ ، قطبّ فرانسواّ حاجبيه و تراجعّ للخلفّ بحذرّ طلباتهاّ في الآونة الآخيرةّ تزدادّ غـّرابة
و عـّزما لذلكّ يجب عليهّ الفرارّ بطريقةّ ماّ فكادّ أن يتحدثّ عندّما قاطّعته ماريّ و هي تّمسكّ بيدّيه
ـ فرانسواّ أنتّ قدّ قضيتّ معهاّ فترةّ فيّ باريسّ أليسّ كذلك ؟ لماّ لا تحاول إقناعهاّ من أجليّ ؟ أرجوكّ أعنيّ لوّ أنّك فقطّ تتحدثّ معهاّ و ربماّ
لتستعملّ جاذبّيتك قليلا أنتّ وسيمّ إن كنتّ تريدّ ذلكّ ، ابتسمّ لهاّ و أطلبّ منهاّ ذلكّ فرانسواّ أرجوكّ ..
احمرتّ وجـّنتيهّ إحراجاّ وّ فكرّ بّرعبّ كيفّ استطاعتّ ماريّ أن تعبرّ تلكّ المسافةّ فيّ ظرفّ دقيقةّ كيّ تمسكّ يدّيه تنحنحّ محاولاّ أنّ يفكّ قبضتهاّ
لكنهاّ ازدادتّ تمسكاّ بهّ عينيهّا تزدادانّ بريقاّ فّتنهدّ و نظرّ ناحيةّ أليكساندرّ الذيّ يراقبّ الموقفّ بضحّكة بعدّ ذلكّ حاولّ فرانسواّ التخلصّ من
إلحاحهاّ بإطلاعها علىّ الحقائقّ التيّ تدفعّ كليرّ لّابتعادّ عنهاّ فعلا
ـ لكن سيدتيّ قدّ لاّ تعلمينّ ذلكّ لكنّ كليرّ تشكلّ خطراّ عليكّ هيّ أختّ آرثرّ غلوري الذيّ أوقعّ آنسة فلورّا بّقضية التـّزويرّ المزيفّ و بّاقترابكّ
منهّا فّأنتّ تّعطين فرصّ أكثرّ لديميتريّ لذلكّ من فضلكّ تخليّ عنّ هذّه الفكرةّ ..
تنهدتّ ماريّ بأسىّ و أخفضتّ رأسهاّ بّخيبة أملّ كبيرةّ يبدواّ أن فرانسوّا يرفضّ الأمرّ رفضاّ قاطعاّ نـظرتّ إلىّ النافذّة كيّ تّرى كليرّ تّسيرّ
ناحيةّ المحاّضرة التاليةّ حاملةّ كتبهاّ عـّادت تتنهدّ بّقلة حيّلة ثمّ نـظرتّ بنصفّ عينهاّ لفرانسواّ الذيّ بدا جامـداّ كالجليدّ حاولتّ أنّ تذرفّ دموعاّ
لكنّ لم تستطعّ فّتبادلتّ النظراتّ معّ أليكساندر بعدّ ذلكّ أخذتّ ماريّ تركضّ بّسرعةّ مغادرّة القاعةّ و خلفهّا أليكساندرّ الذيّ يضحكّ بقوةّ على
تصرفاتهاّ بينماّ بقيّ فرانسواّ لفترةّ محاولاّ استيعابّ الأمرّ لكيّ يركضّ خلفهماّ و هوّ يصيحّ بّحدة ناسياّ أمرّ كونهاّ سيدتهّ
ـ سيدّة مـاري عوديّ إلىّ هناّ ، لاّ تستطيعينّ الركضّ فيّ الأرجاءّ و أنتّ لم تشفيّ بعدّ تباّ .. هلّ صرتّ جليسّ أطفالّ الآن ؟
أخذتّ تّضحك ماريّ بّقوة علىّ ملامحّ فرانسواّ المستاّءة وّ أمسكتّ بيدّ أليكساندرّ ليسرعّ الإثنينّ بالركضّ تاركينّ فرانسواّ فيّ الخلفّ الذيّ
فـضلّ أنّ يدعهماّ يفعلانّ ماّ يشاءان هذّه المرةّ فقطّ ، بّعد فترةّ كانتّ ماريّ تقفّ أمامّ البـّوابةّ حولهاّ الحارسينّ الذيّ اتصلّ بهماّ فرانسواّ
لملاقاتهاّ خارجاّ قدّ كانتّ تجلسّ مستندةّ على السيارةّ التيّ خلفهاّ محاولةّ التقاطّ أنفاسهاّ بجانبهاّ أليكساندرّ الذيّ بعدّ هذّه الجولةّ غادر برفقةّ
أحدّ الحراسّ لشراءّ المثلجاتّ وّ بجانبهاّ كان يقفّ فرانسواّ مقطبّ الحاجبينّ بّغيرّ رضى و ينظرّ ناحيّة هاتفهّ ، قّال بنبرةّ باردةّ
ـ سيدّتيّ أنّ الجوّ باردّ و قدّ تصابينّ بنزلة بردّ لذلكّ من فضلكّ هلاّ دخلت إلىّ السيارةّ ؟ يمكنكّ انتظار الآنسة كليرّ بالدّاخل
تنهدتّ ماريّ هازة رأسهاّ نفياّ فّنزعّ فرانسواّ معـّطفه و وضعهّ حولّ كتفيهاّ ثمّ أخذّ ينظرّ إليهاّ بكلّ صرامةّ كانتّ تحاولّ بشدة أنّ تتجاهلّ نظـّراتهّ
الحادةّ لكنهّ بقيّ ينظرّ إليهاّ إلىّ أن استسلمتّ و هيّ تتحدثّ
ـ لكنّ حينهاّ لن تراناّ كليرّ وّ سوفّ تغادرّ ..
نـظرّ إليهاّ لوهلة من الزمنّ ألمّ تدركّ بعدّ أنّ كليرّ لنّ تخرجّ أبداّ ليسّ و ماريّ فيّ انتظارهاّ ؟ كليرّ لنّ تخرقّ أوامرّ فلوراّ التيّ طلبتّ منهاّ بلهجةّ
حادةّ شديدّة التهديدّ أنّ تتركّ ماريّ و شّأنهاّ ؟ أنّ تبدّأ حياة أخرى بّرفقة أشخاصّ آخرين ؟ كليرّ لنّ تخرجّ بكلّ تأكيدّ تنهدّ وّ وقفّ قائلاّ بّهدوء
ـ حسناّ إذن .. أرجوكّ أدخليّ السيارةّ سوفّ أتحدثّ أناّ معّ آنسة كليرّ و سّوف أحاولّ إقناعهاّ بّالذهابّ معكّ هـذاّ ما تريدينه سيدتي ، أليس كذلك ؟
أومّأت ماريّ بحماسّ شديدّ و كادتّ ان تذهبّ معه لولاّ أنه أشارّ على السيارةّ بّهدوء مريبّ لكيّ تتوقفّ عنّ تتبعهّ و تتجـّه إلىّ السيارةّ بّخـّيبة
فقدّ كانتّ فعلاّ تريدّ رؤيةّ كليرّ و هي توافقّ علىّ الذهابّ معهاّ ، بينماّ أكملّ فرانسواّ طريقهّ بحيرةّ غيرّ مدرّك كيفّ يستطيعّ أن يّغيرّ رأيّ كليرّ
تماماّ ؟ لاّ خبرةّ له بالتعاملّ معّ النساءّ و كماّ لطالماّ أخبرتهّ سوزيّ فّهوّ إن تعلقّ الأمرّّ بامرأة فّهو أبلهّ لذلكّ لاّ يدركّ كيفّ أن ابتسامتهّ سيكون
لهاّ دوراّ في التأثيرّ على قرارّ كليرّ ، عّاد يتنهدّ وّ اتجه إلىّ القاعةّ التي كان من المفترض لكلير أن تدرس بهاّ ثمّ استند على الجدارّ منتظراّ
خروجّها
حاولّ الابتسامّ كماّ طلبّت منه ماريّ لكنهّ لم ينجحّ فعلاّ بذلكّ و قدّ شعرّ بمدىّ غرابةّ ملامحّ وجّهه لذلكّ أبقىّ الوشاحّ حولّه متمسكاّ بهّ منتـظراّ
خروجّها بعدّ فترةّ ليستّ بطويلةّ خـّرج الطلابّ من القّاعة و أعينهمّ تتجّه نحوهّ فقدّ كان ّملفتاّ لنظرّ بطريقةّ أوّ بأخرىّ منّ خلالّ إخفاّءه لوجّهه
أيضاّ جسدّه العضليّ وّ وقفتهّ العـّملية ملابسهّ السوداءّ و خصلاتّ شعرهّ التي تسللتّ من القبعةّ حالماّ لمحهاّ ناداهاّ بصوتّ هادّئ جداّ
ـ آنسة كليرّ .. هلّ تسمحينّ بلحظّة ؟
تـّوقفتّ كلير ّعن السيرّ و هي تنـظرّ إلىّ فرانسواّ بإستغرابّ بينماّ أكملّت الفتياتّ اللواتيّ كن معها سيرهنّ و هنّ يدركنّ أنّ هذاّ ما هوّ إلاّ
محض اعترافّ أخرّ لكليرّ قدّ أخذّن يتراهن ماّ إن كانتّ ستوافقّ أمّ لاّ خصوصاّ و أنّ الشابّ هذّه المرةّ يبدوا مختلفّا بطريقة ماّ من طريقةّ
حديثةّ اللبقةّ إلىّ لكنتهّ الفّـرنسية البحـّتة أيضاّ جسدّه العـّضليّ ،نـظرتّ إليه كليرّ بّهدوء ثمّ قالتّ بإرتباك و هي تشيحّ نظرهاّ بعيداّ عنهّ
ـ لقدّ فعلت ماّ طلبتمّ منيّ لذلكّ لاّ أرى أن هناكّ داعياّ للحديثّ سيدّ فرانسواّ ، منّ فضلكّ أعذرنيّ
ازدادّ توترهّ لكنهّ أغلقّ عينيهّ ماّ الذيّ أصابهّ ؟ هلّ يمكن أن كلماتّ ماريّ العابثةّ أثرت بهّ فعلاّ ؟ أيعقلّ أنّ كلامّ سوزيّ عنّ كونهّ ما إن
يتعلقّ الأمرّ بامرأة حتىّ يصبحّ جاهلاّ صحيحاّ ؟ هـّز رأسهّ نفياّ محاولاّ أن يطردّ هذّه الأفكارّ من رأسهّ و هوّ يـّعود إلىّ جديتهّ بعدّ ذلكّ
اقتربّ منهاّ أكثرّ و تحدثّ بّهدوء
ـ كليرّ إن سمحتيّ ليّ .. إنّ السيدةّ ماريّ ترغبّ فعلاّ بّأن تكونيّ معهاّ خلالّ هذّه الفترةّ الزمنيةّ فهيّ تحتاجّ لأكبرّ مساندةّ تتحصلّ عليهاّ أيضاّ
أرجوكّ لاّ تّأخذيّ فلوراّ علىّ نحو شخصيّ فّكل ماّ نريدّه جميعاّ هوّ حمايةّ السيدةّ ماريّ لذلكّ من فضّلك و لليومّ فقطّ هلاّ أتيتّ معناّ ؟ سّأقدرّ ذلكّ
و بالمقاّبل يمكنكّ الحصول علىّ ما تريدينّ
رمقتّه كليرّ بّأسىّ شديدّ ثمّ هـّزت رأسهاّ نفياّ و هيّ تكملّ طريقهاّ بخطواتّ تنمّ عن غضبهاّ ماّ الذيّ يقصده بالحصول على ما ترّيدين ؟ أهي رّشوة
؟ عـّادت تنـظرّ ناحيتهّ وّ صاحتّ بّحدة جّعلت الكلّ يستديرّ نحوهاّ
ـ فـّرانسواّ أيهـّا الأحمقّ .. أناّ لن أسامحكّ أبدّا
رمشّ بّعدم استيعابّ ماّ الخطّأ الذيّ ارتكبهّ ؟ كلّ ما فعله هوّ التعاملّ معهاّ بّجديةّ أيضاّ و كّأيّ زبونّ فقدّ عرضّ عليهاّ فائدّة ، زمّ شفتيهّ بّعبوس
ثمّ تقدمّ منهاّ لكيّ يمسكّ ذراعهاّ قائلاّ بّاستغرابّ
ـ لكنّ ماّ الذيّ فعلته أناّ ؟ لقدّ طلبتّ منكّ و بكلّ وضوحّ أنّ تّأتي معناّ اليومّ فقطّ و بالمقابلّ ستحصلين علىّ مكافّأة هلّ هذاّ غيرّ كافيّ ؟ لقدّ قلتّ لك
أنه يمكنكّ طلبّ ما تشائينّ
نـظرتّ إليه بعصبيةّ تامةّ أيضاّ و خلالّ فترةّ علاجه كان يعاملها بهذّه الطريقةّ يتحدث دوما عن مكافأة وّ المالّ أيضاّ العمـّل هـذاّ ما يجّعلها تفقدّ
أعصابهاّ كلماّ كانتّ برفقته و لهذاّ أيضاّ تريد الابتعاد عنهّ لذلكّ صاحتّ بّحدة
ـ نعمّ سّأذهبّ لذلكّ اخرسّ..
شحبّ وجـّه فرانسواّ منّ صرختهاّ الحادةّ بينماّ شهقتّ كليرّ بصدمةّ مماّ قد تفوهتّ به تواّ هل أعلنت موافقتهاّ و هيّ التيّ كانتّ تريدّ الرفضّ ؟
أيّ حماقة ارتكبتهاّ ؟ أيضاّ هل طلبت منه أن يخرسّ ؟ تباّ كمّ هـذاّ سيءّ جداّ ، حاولتّ أن تعتذرّ لكنهاّ و حالماّ رأتّ ملامحّ وجههّ المستغربةّ
عاّدت تّكشرّ بعصبيةّ و هيّ تقولّ بكلّ حدةّ
ـ أناّ لاّ أريدّ مكافئتكّ السخيفةّ و لاّ نقوداّ لذلكّ احتفظ بهاّ لنفسكّ أيضاّ ليكن فيّ علمك أن موافقتيّ ليستّ لأنك طلبتّ منيّ ذلكّ بلّ لأنّني أناّ بنفسيّ
أريدّ رؤيةّ ماريّ وّ لا ّتعتقدّ أنكّ تؤثر عليّ أو أيّ شيءّ من هذاّ القبيلّ لذلك انزع هذه الأفكارّ من رأسكّ أيضاّ .. حسناّ أين هيّ ماريّ لماّ ليست معكّ ؟
كانّ يبدواّ للعيانّ كشّجار الأحبةّ خصوصاّ و أنّ كليرّ من تقفّ صارخة بوجهّ فرانسواّ الذيّ يّحاول تّهدّئتها و هوّ يشيرّ إلىّ المخرجّ حيثّ السيارةّ
بينماّ الأخرى تشيرّ بوجهها بعيداّ عنهّ بغيرّ رضى و هيّ لّا تزالّ غاضبةّ ، تنهدّ فرانسواّ وّ تقدمّ كيّ يفتحّ البابّ لهاّ لكنهاّ و بخطّوات سريعةّ سبقتهّ
كيّ تفتحّ الباّب بنفسهاّ و أغلقتهّ بقوةّ حالماّ رأتّ ملامحّ ماريّ المستغـّربة تلاشىّ غضبّها أدراجّ الرياحّ و هي ترسمّ على شفتيهاّ ابتسامّة
جميلةّ قاّئلة بّمرح
ـ أسـّفة علىّ ماّ طّرا منيّ منذّ قليلّ ،
هـزتّ ماريّ رأسهاّ نفياّ بّهدوءّ و قدّ ابتسمتّ بكلّ لطفّ فّنـظرتّ إليهاّ كليرّ بأسىّ محاولةّ أنّ تبقيّ علىّ ملامحـّها المرحـةّ لكنهاّ لم تستطعّ فسرعانّ
ماّ ذبلتّ ابتسامتهاّ و هيّ تّنظر من خلالّ النافذّة قاّئلة باعتذار حقيقيّ
ـ أسّفة ماريّ .. لكنّ حتىّ لوّ أردتّ أناّ بشدةّ أن أبدّأ صفحةّ جديدّة معكّ فلنّ استطيعّ ذلكّ ، نحنّ الآن فيّ عالمينّ مخـّتلفينّ تماماّ
تنهدّت ماريّ وّ وضعتّ يدّها علىّ كتفّ كليرّ لكيّ تنظرّ إليهاّ الأخرىّ بحزنّ فّعادتّ ماريّ تهز رأسهاّ نفياّ كّأنها تطلبّ منهاّ دون أن تلجّأ للكلماّت
بّأن تنسى كلّ شيءّ ، لاّ تعلمّ ماريّ لماّ هيّ تحاول استعادةّ كليرّ و لماّ هي مصرةّ جداّ لّكي تكون صديقتهاّ مجدداّ تماماّ كما كاناّ صديقتين عندّما
كانّا فيّ طفولتهماّ لكنها لاّ ترغبّ لكليرّ بّأن تسقطّ كماّ فعل آخيهاّ و لسوفّ تحرصّ علىّ أن تبتعدّ كليرّ عّن هذّه الأحداثّ المجنونةّ ، تحدثتّ
ماريّ بّمرحّ و هيّ تضربّ ظهرّ فرانسواّ الذيّ يجلسّ خلفّ المقودّ بكّل خفةّ قاّئلة
ـ الآن ّفرانسواّ إلىّ مهمتناّ التـّالية ..
نظرتّ كليرّ إلىّ الثّلاثةّ بقليلّ من الّريبة قدّ بدتّ أنّ السعادةّ تغمرّ ملامحّ ماريّ بّأكملهاّ مماّ جعلها تساءلّ عنّ السببّ الذيّ يدّفعهّم لأخذّها
معهمّ لذلكّ تحدثّت بقليلّ من الفضولّ يعتريه القلقّ
ـ مـاريّ عزيزتيّ أدركّ أنكّ أمضيتّ فترةّ طويلة لمّ تخرجيّ فيهاّ لكنّ لاّ يجبّ عليكّ التصرفّ بتهورّ حسناّ ؟ أخبرينيّ إلىّ أينّ نحن ذاهبونّ ؟
ابتسمت الأخـيرةّ بسعادةّ بالّغة و هي تحتضنّ ذراعّ كليرّ وّ ذراعّ أليكساندرّ قدّ ابتسمتّ بّمرحّ فيّ حينّ قطبّ فرانسواّ حاجبيهّ بّبرودّ لكيّ
نصيحّ ماريّ بنبرةّ عاليةّ
ـ إلىّ مديـنة الملاهيّ .

لا يجب قول لا لفخامتك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن