ـــــكـان يجلسّ فيّ هـذا الكرسيّ محـاطا بالنيران من حـوله نيرانّ قد أشعلها ديميتريّ من أجل القضاءّ على كلّ فـرد يحمل دم ماكاروف القذرّ جـعـلهم
يختفون من الوجودّ بينما كانّ نايت يقفّ أمامه ممسكاّ بأوراق الـشركةّ قد صارّ كل شيء يخص نيكولاس ملكا له بينما ديميتريّ يقف ممسكا بمسدسه
مشيرا بفوهـته نحو والده المبتسمّ بهدوء ، قد دوى صوت نـايت الحـاقدّ فيّ المكان
ـ أنني أنـفذّ قـانونك الأول من أجل القـضاء على عدوك قـم بسلبه كل ممتلكاته و كلّ ما يفتخر به ، أخبرني ألم أصبح محـترفا فيّ هذه اللعبة ؟ ألم أجد
إتقان دورك ؟
لم يجب نيكولاس بأيّ شيء بل بقي في مكانه يحتسي قـهوته السوداءّ ببطء شديد و على شفتيه ابتسامةّ هادئةّ بالرغم من أنه بالفعل فقد كل شيء يعتز
به إلا أنه يشعر بـالفخر لأنه استطاع أن يجعله مثـله فأي انتقام يتحدث نايت عنه و قد صار جزءا مصغـرا منه ؟ يقتل أيّ شخص يقف بطريقه من أجل
الوصول إلى عدوه ، فتـحدث بنبرةّ باردةّ
ـ بل فـخورا بك .. لقد صـرتّ جزءا منـي ناي و لن تستطيع الهـرب من هذا المصير مهما حاولت
ضحكّ بعد كلمـاته تلكّ بكلّ قـوةّ قبلّ أن يضعّ يده على خده و هو يرمقهما بنوعّ من السخريةّ و التهكم الشديدّ حينما لاحـظّ نـظراتّ نايت البـاردةّ كانتّ
محتقرةّ وّ شديدةّ الكره أيضاّ بها بريقّ منتصر فحتىّ لو قالّ أنه يشبهه لاّ أحد فاز غـيرهّ بينما رفع ديميتريّ مسدسه الـخاصّ و وجه فوهته نحو نيكولاسّ
قائلاّ بنبرةّ حادةّ حاقدةّ
ـ ألديك كلمة أخيرة ؟
رمقـه نيكولاسّ ببرود شديد بعد أن عـاد بأنظاره نحو نايت لا يدري لما لكن هناك شيء يجذبه نحو ذلكّ الفتى كانّ بالسادسةّ عشر من العمر حينهاّ ينـظرّ
نحوه ببرود ممسكا بأوراق ملكيته الخاصةّ و على شفتيه ابتسامةّ خفيفةّ باردة عنـدما جـذبّ نيكولاسّ مسدسه الخاصّ أخذ يديره فيّ الأرجاءّ كما لو أنه لعبة
ماّ متحدثا بخفـةّ
ـ أعتـرف بهزيمتي ناي عزيزي لك تهاني الـحارةّ فقد تـفوقت على اللعبةّ لكن لن أدع أي أحد منكما ينهي حياتي .. هي ملكي أنـا و لا أحد غيري سـ ..
عـاد يضحكّ بخفـةّ لما لاحـظّ ارتجاف يد ديميتريّ قد بدى على وشك الانهيار أجل هو يوجه المسدس نحوه لكنه يعـجزّ عن إنهاء حياته ليسّ هذا هو نيكولاس
الذيّ يريد قـتله ، نيكولاس الذيّ يعرفه رجــل ارستقراطيّ صعب الإرضـاءّ يقتل كل شخص يقف فيّ طريقه دون أي تردد حتى لو كان ذلك الشخص فردا
من أفراد عـائلته فلن يتوانى عن إنهاء حياته لكن هاهو الآن يجلس عـاجزا على ذلك ّالكرسيّ فيّ منزل يـحترقّ بالكاد يستطيعّ التنفسّ و هو يتـحدث ّعن
مدى فخره بأخيه الأصغرّ مدى حبه و كم صار نايت يشبهه لقدّ رفع رايةّ الاستسلامّ من أجله ، فنـظر نيكولاس نحو ديميتري قائلا بسخريةّ
ـ لقـد خسرت ديميتري كذلك أنـا .. لذا ' تـغيرت نبـرةّ صوته لتصبحّ حادةّ حاقدةّ للغايةّ ' لا تـرني وجـهكّ مجددا أيهـا اللقيطّ الـسافلّ
اتسعت مـلامح ديميتري بصدمةّ و سقطّ المسدس من يده بينما وضع نايت يده علىّ كتفه محاولا أن يعيده للواقعّ إذّ هـذا ما يجيده نيكولاسّ أكثر من أيّ
شيء التلاعبّ بمشاعرهمّ وقفّ نايت أمام نيكولاسّ و رفع مسدسه بدوره كانتّ ملامحه باردةّ هادئةّ خاليةّ و فـارغةّ لكيّ يتحدث نيكولاسّ بكبرياء
ـ وداعا ..
رفـعّ المسدسّ بسرعةّ و وضعه علىّ رأسه حينها صاح نايت و هو يركضّ نحوه لكنه توقفّ عندما فـآت الأوان على إيقافه قد دوى صوت طلقة المسدس
في الأرجاء ، رفـع نايت يده ببطء ناحيةّ وجهه إذّ شعر بقطراتّ الدماءّ عليه كانتّ ملامحه مصدومةّ للغايةّ فهاهو نيكولاس ينهي حياته تـماما كما فعلتّ
سكارليت والدته أيعقل أن ما حدث هنا هو عـقاب له ؟ أ لأنه سخر منها من طريقة موتها هو مات بنفس الطـريقةّ ؟ يده كانتّ ترتجفّ بقوةّ و النيرانّ قدّ
انتشرت فيّ كل مكان فاستدار للخلفّ و تحدث
ـ ديميتري .. دعـنا نغـادر .. لقد تـ
حينما وقعت أنـظاره على ديميتريّ توقف عن الـكلامّ إذ و في تلك اللحـظةّ تماما لم يعد ديميتري نفس الرجل مجددا قد كان يوجه فوهة المسدس نحوّ
أخيه نايت بأنامل مرتجفةّ مستعدا لضغط على الزناد فلم يقل نايت شيئا بل اكتفى فقط بالنظرّ إليه ، هـذا الحريق قد تسبب به ديميتري و كل الخـدم هنا قدّ
ماتّ كذلك الجـدّ و نيكولاسّ أيضاّ قد انتحر فلم يعد يوجد هنا في هذا المنزل الكبير سواهما لا أحد غيرهما ، قد انتهت اللعبةّ و قدّ فاز نايت بعدما صارّ شبيها
بنيكولاسّ فيّ كل شيء حتى في تصرفاته و أفكاره تماما كما خسرّ ديميتري بعدما سخرّ منه نيكولاس للمرة ّالألفّ قد فشل في انتقامه ، الشخص الوحيد الذيّ
كان يريد أن ينهي حياته كان يريد أن يقتله بكل شدةّ و قدّ خطط لقتله منذ البدايةّ انتحر
لما يشعر بالفراغّ إذا ؟ أ لأنه لم ينتقم أصلا ؟ صـاحّ بقوةّ و هو يجلسّ أرضاّ مستندا علىّ ركبتيه ممسكاّ برأسه كان يصيحّ بكل قوةّ كـما لو كـأنه فقدّ عقله
حينها استند نايت على ركبته أيضاّ و تحدث
ـ ديميتري تـعالّ .. يجب علينا الخـروج قبلّ أن تـ
ـ أخرس
توقف نايت عنّ الكلام و هو ينـظر إليه بدهشةّ و حيرةّ في آن واحد لم يعد يفهم ما الذي يرمي إليه ديميتري فتارةّ يرفع فوهة المسدس نحوه و تارةّ
يخفضهاّ بدى مرتبكاّ و مترددا كذلكّ خائفاّ فـقطبّ نايت حاجبيه و بإصرار وضع يده تحـتّ ذراع ديميتريّ لكيّ يسحبه خارجاّ عندما دفعه الأخيرّ بكل قوةّ
قدّ سقطّ أرضاّ بجانب بركةّ دماء والده ، تـحدث ديميتري حينها بنبرةّ حادةّ
ـ لا تـلمسني ، أو تـظن أنكّ فقطّ و بفوزك فيّ تلك اللعبة الحقيرةّ سيتسنى لكّ أمري ؟ أنـا لن أسامحك لقد أخـذتّ كل شيءّ مني أنـا .. سأقتـلكّ سأقتل
كلّ من يقفّ بطريقيّ.. أنـا لن أسامحكّ ،
لم يفهم نايتّ ما الذيّ كان ديميتري يرميّ له لكنّه أدركّ في تلكّ اللحظة أن ديميتري لمّ يعد نفسه أبداّ فنظرّ للخلفّ ببطءّ لكيّ يلاحظ تلكّ الابتسامةّ الارستقراطيةّ
المليئةّ بالكبرياءّ التي علتّ نيكولاسّ قدّ كانتّ أنظاره موجهةّ نحوهماّ كما لو أنه حيّ بدى كما لو أنه يضحكّ عليهماّ أجلّ فهو لن يتركّ انتقامه و شـأنه ،
لنّ يدعه يفلتّ هـكذاّ فـوقفّ نايتّ بـبطءّ و هو يستندّ على ركبته بعدما نظر إلى ديميتري قالّ بنبرةّ هادئةّ
ـ ديميتري لنغادر أولا بـعدها دعنـا نتحدث ..
ـ اخـرس لتغـرب عن وجهي..
كـانت نبرته قوية حاقدة مليئة بشتى أنواع الكره و البغض فـنظر إليه نايت للمرةّ الأخيرةّ قبل أن يقف كان بالفعل المنزل يحترقّ و الجهةّ الشماليةّ من
حيثما اندلع الحريق قدّ هدمت بأكملها و لم يبقى سوىّ القليل لكي يلتهمهما الحريقّ ، ألقى نظرةّ على نيكولاسّ المبتسمّ و بعد ذلك نحو ديميتريّ الذيّ يرتجف
بقوةّ و يرمقه بـنظرةّ لم يكن ليستطيع أن يخمن حجم الكره الذيّ بها ثمّ سار من جانبه لما تحدث ديميتريّ بـنبرةّ حـاقدةّ متـألمة
ـ أنـا أكـرهك .. أكرهكمّ
لم يقل له نايت شيئاّ بل ركضّ بسرعـةّ مغادرا الـغرفةّ ، كانّ يلهث بقوةّ فالتنفسّ صار صعباّ و الدخان قد ملأ المكانّ كمـا أن جثثّ الخدم أينما ذهب قدّ
وجدهاّ ملابسه مليئةّ بالدماءّ و قدّ ترك ديميتريّ خلفه تواّ ، شهد انتحـارّ نيكولاسّ و دمارّ سلالةّ ماكاروف الـعريقةّ بأكملها تماما مثلما أراد من الجذورّ
فلم يعد هناك أيّ وجودّ لها ، اندفـّع بقوةّ نـحو النافذةّ و دفع بمعصمه زجاجّ لكيّ يقفزّ هوّ بسرعةّ لما دوى صوتّ انفجارّ آخر ..
أخذّ جسده يرتطمّ بكلّ شيءّ حوله يستمرّ بالسقوطّ و الـدورانّ لما توقفّ عندما ارتطم بالشجرةّ التي خلفه تـألمّ و هو يمسكّ بمعدتهّ ثمّ جذبّ قطعةّ زجاج
منهاّ بقوةّ و هو يعظ شفته السفلىّ و نـظر إلىّ ذلكّ المنزل قدّ كان يحترقّ بأكمله لم يعد هناك أيّ وجود لأفراد ماكاروفّ ، تأوه بألمّ حينما مدّ أحدهم يده
و وضع يده أسفلّ ذراعه لكيّ يجذبه للأعلى فـنظر نايت بنصفّ عينه اليسرى نحو فـرانسواّ قبلّ أن يغمض عينيه مغمى عليهّ ،
بينـما نـظرّ فرانسوا إلىّ المنزلّ المحترق بهدوءّ قبل أن يسير بخطواتّ هادئةّ للغايةّ نحو سيارتهّ ، رأى إمرأة شقـراءّ تقف على مبعدةّ من ذلك ّالمنزل تـحمل
بينّ يديها طفـلاّ صغـيراّ لم يبدي أيّ اهتمام نحوهّا و سارعّ بالمغـادرةّ إلىّ غـاية ذلكّ الحين لطالما اعتـقدّ نايت أن ديميتريّ قد قتل فيّ تلكّ الحادثةّ معّ
نيكولاسّ و قدّ اختفى الوريث الـوحيدّ لعـائلةّ ماكاروفّ عنّ نـظرّ الكلّ ، على مرّ الـسنين أثارت هذه الحادثةّ لغـزاّ لصحافةّ و لمّ يعرف المتسبب فيّ الحريقّ
أو إن كان نيكولاسّ فعلا قد قتـلّ أم انتحرّ ــــــ
نـظر نايت نحو ديميتريّ المنـغمسّ فيّ ذكرياته لقد نمى حقده و كره العميقّ نحوه منذ حادثةّ نيكولاسّ ، فـتنهد نايتّ بقلةّ حيلةّ و نـظر إلى تلكّ الصورةّ
المعلقةّ فيّ الجدارّ كانتّ له لنيكولاسّ ، قال ديميتريّ بهدوء
ـ لو أنني قـتلته لما كنتّ قد عانيتّ، لكنت استطعت النوم مرتاحا .. لكنـتّ تركتّ كل شيء خلفي ناي ، أنـا أريد العيش مجددا إذ و حتى الآن لا زلت أشعر
أنني حبيس هذه الغرفـةّ لا أستطيع المغادرةّ كما لو أنه لم يكن يتوجب علي أبدا المغادرةّ .. نـاي
اسـتدار ديميتري نـحو نايتّ الذيّ كان يقف في مكـانه ينظر نحوه بألم إنه يشعر بمدى معاناته كيفّ لا و قد قضى معظم وقتـه مـعه لطالما اتجـه إليهّ يناديه
و يطلبّ منه أن يعقم له جروحه تشاركا حـلمّ الحريةّ معا ، كانتّ نـظرات نايت مختـلفةّ مليئةّ بالألمّ إذ لا يزالّ نادما حتى الآن لأنه لم يقنع ديميتريّ فيّ
الذهاب معه فلو فعل لما التهمت الكراهيةّ قلب ديميتري هكذاّ لما بقى حبيسا لتلكّ الغرفةّ و تلكّ الذكرياتّ ، بينما كانتّ دموع ديميتري تسقط على وجنتيه قد
تـحدثّ بنبرةّ مبحوحةّ باكيةّ
ـ ناي سـاعدني ..
طلبّ المساعدةّ لو أنه أمسكّ بيد نايت فيّ ذلكّ الحين لو أنه طلبّ منه لما كانّ قد بقي حبيسّ تلك الغرفةّ لما تسلل شبح نيكولاسّ إلى ذهنه فيّ كل ليلةّ ينير
أحلامه بكوابيسّ عديدةّ لا تحصىّ حينها رفعّ ديميتري المـسدسّ من جيبه و أشـارّ إلى رأسه اتسعت عينا نايتّ بصدمةّ قدّ شحب وجهه كلياّ لم يعد قادراّ
على تفكيرّ بإتزانّ فركض مسرعا نحوه عندما وجه ديميتري فوهة المسدس نحوه لكيّ يدوى صوتّ طلقةّ ناريةّ فصرخّ نايت بألم و هو يمسكّ بكتفه لما
تحدث ديميتري بنبرةّ مرتجفة
ـ لا تـقترب خطايايّ تلوح بيّ .. ناي هو يناديني ، يطلب مني القـدوم و أنا لا أستطيعّ منـعه
نـظر أليكساندر بـخوف نحو نايت الذيّ سقطّ أرضا يمسك بكتفه ثمّ إلى ديميتريّ الذيّ يوجه فوهة المسدس الآن نحو رأسه مستعداّ للموتّ تـقدم للأمامّ
مسرعاّ و تـحدثّ بنبرةّ مرتجفـةّ
ـ ديميتري لا تفـعلّ ، أنصت إليّ .. مهمـا فعلتّ إن كنتّ مجرمـاّ أو قاتلاّ لست أهتم لذلكّ أنتّ أخي و أنا أريدك بجانبيّ أرجوكّ لتترك ّالماضيّ جـانبا
ديميتريّ ، لا تـفعل لا تـجعلنا نتـألم مجددا يكفيّ حـزنا .. أنتّ أخيّ و أنا أحبكّ أي كانتّ أخطائكّ فـأرجوك إبقى
كان يتحدث ّبنبرة باكيةّ مرتـجفةّ و دموعه تملأ وجهه بينما و بصعوبةّ حاول نايتّ الوقوف على قدميه ممسكاّ بكتفه هو ينـظرّ نحو ديميتريّ لأول مرةّ
عكستا عينيه مدىّ خـوفه كانّ جسده بأكمله يرتجفّ ، تـحدثّ بنبرةّ مبـحوحةّ
ـ أنـا هنا من أجلك ناديني فقطّ و سآتي .. فـلا تـرحل أنت أيضـا ،
نـظر نحوهما ديميتريّ كانتّ نظراته فـارغةّ لكنه بالرغم منّ ألمه ابتسمّ بلطفّ لأول مرةّ أراد أن ّيضمّ أخويهّ لصدرهّ لقدّ اكتفى من الانتقـامّ أرادّ من
كلّ قلبه أن يسامح نفسهّ أن يسمحّ لنفسه بامتلاك فرصة أخرى لكنّ هناكّ شيءّ يمنعه ، قلبه مليء بالظلامّ و خطاياهّ تمنعهّ جرائمه تـمنعهّ لقدّ فاتّ الأوان
لإنقاذّ روحه لأنه بالفعلّ قدّ سقطّ فيّ بركةّ وحلّ مليئةّ فقطّ بالظلامّ الدامسّ و تلكّ البركةّ تـجذبه أكثرّ فأكثرّ إلى ّالداخلّ ، أغلقّ عينيه و تـحدثّ بنبرةّ مـرتجفةّ
ـ سامـحني ناي .. يجب على أحدنا المـوتّ فرجال ماكاروف لا يخسرون أليسّ كذلك ؟
هـز نايت رأسه نفياّ محاولا أن يقنع ديميتريّ بالعدول فيّ رأيه لا فائدّة من الموتّ لكن و لما رأى نظرةّ ديميتري الفـارغةّ شعرّ كما لو كـأن هناكّ شيء
قدّ هوى بجسدهّ كله للأسفلّ غيرّ أنه وقفّ أدرك أن الكلماتّ لا تـفيد معه الآن فـركضّ نحوه بـخطواتّ مسرعـةّ لما ابتسمّ ديميتريّ بلطفّ شديدّ و هو يغلقّ
عينيه تـحدثّ بخـفةّ و دموعه تنهمر على وجنتيه
ـ لطالما أحببتكـما .. سامحـاني
دوى صوتّ طـلقةّ المسدسّ فيّ الأرجاءّ و للمرةّ الثـالثةّ هاهو يشهدّ فقدانّ شخصّ آخر عزيز عليه فشلّ مجددا من إنقاذه فسقطّ على الأرضّ مستندا على
ركبتيه و ذراعيه على جانبيه ينـظرّ إلى جثةّ ديميتريّ و هاهيّ للمرةّ الثـانيةّ يشعرّ بقطراتّ الدماءّ على وجههّ بينما سـارعّ أليكساندر نحو ديميتريّ لكنه
توقفّ فيّ منتصفّ الطريقّ لمّ تسعفه قدميه على التقدمّ أكثر لقدّ تـأخرا فيّ إنقاذه ، روحـه بالفعلّ قدّ تلاشتّ لم يعدّ هناكّ .. سوى الصمـتّ ،
بعدّ وهلة من الزمنّ وقف نـايت ببطءّ ثمّ اتجه نحو أليكساندرّ جعله يستديرّ معـطياّ ديميتريّ ظهره كي يتقدم هوّ بخطواتّ ثقيلةّ جدا نحوه مسحّ دموعّ
ديميتريّ و أغلقّ عينيه ببطءّ كانتّ أنامله ترتجفّ بقوةّ لمّ يستطعّ تـحملّ الأمرّ فـأحاطّ جسدّ ديميتريّ بـذراعيه عندما استدارّ أليكساندر نـظرّ إليهما بملامحّ
شاحبةّ ثمّ تـقدمّ هو بدورهّ بخطواتّ متعـثرةّ و وضع يده على كتف نايتّ الذيّ بقي على حاله تلكّ يضمه ،
ـ لنـذهب ..
كانتّ تلكّ كلماتّ نايتّ المبحوحةّ قدّ رفـعّ جسدّ ديميتري مبعـدا إياهّ عن سجنّ هذه الغـرفةّ ثمّ حمله على ظهرهّ بعد ذلكّ رفع مسدسّ ديميتريّ و وجهه نحوّ
السجادّ حيثما كانتّ تلكّ الرائحةّ القويةّ تنبعثّ لحظةّ دخوله و أطلقّ النارّ لكيّ تشعلّ النيرانّ مجدداّ هاهيّ هذه الغـرفة تـغرقّ فيّ نيرانّ للمرةّ الثانيةّ ، غـادرّ
الـغرفةّ ثمّ المنزلّ بعد ذلكّ وضع جسدّ ديميتري على الثلجّ و بجانبه كانّ يقفّ أليكساندرّ
ـ أنـا أسـفّ .. أسـف ،
قالّ ذلك نايتّ بنبرةّ مبحوحةّ هامسةّ و هو علىّ وشكّ الانهيارّ بينما علا صوتّ بكاءّ أليكساندرّ فيّ الأرجاءّ ، تـلوثتّ الثلجّ ببقـعةّ دماءّ تـلكّ كذلكّ كانّ نايتّ
للمرةّ الثانيةّ محاطاّ بدماء ديميتريّ لما دوى صوتّ انفجاّر فرفع عينيه ناحيةّ المنزل وجده قد سقطّ بأكمله كما لو أن التاريخ يعـيدّ نفسه لكن بضحيةّ جديدةّ
أشاحّ وجهه بعيداّ و عـاد ينظرّ ناحية ديميتريّ كان يبتسمّ بلطفّ شديدّ ،
ـ ديـميتري
نـاداه شخصّ ما سرعان ما أخذّ يركضّ نحوهم لكيّ يسقطّ على ركبتيه هو الآخر بذهول شديدّ لم يكن سوى أوسكارّ الصديق الوحيدّ و المقربّ من ديميتريّ
فبدأتّ دموعه بالانهمار على وجنتيهّ استدارّ ليسألّ لكنه وجدّ حالتهما أسوءّ بكثير أليكساندر يرتجفّ كـورقةّ فيّ الخريفّ بينما نايتّ مليءّ بالدماءّ كتفه مصابةّ
و نـظراتهّ باهتةّ فاكتفى هو أيضا بالصمتّ و البكاءّ بصوتّ منخفضّ عـندماّ انتقل إلى مسامعهم صّوت سيارةّ الإسعاف .. و ماّ الذيّ قد أتت لأجله ؟
فهم قدّ فقدوا روحاّ
أنت تقرأ
لا يجب قول لا لفخامتك
Romancechanez الكاتبة رواّيتي يـّغلبّ عليهـّا الطـّابع الـرومانّسي الإجتمـّاعي ، يتخـّللهـّا الـقّليل من الكـّوميدّيـا و بّضعة بـهاراتّ من الـواّقع أحـّم أعـّلم أننّي سيـئة في تـّرك الأنطـّباع الـجيـدّ لـكّن .. أحـمّ سـأكونّ ممتـّنة للـحّصول على بـّعض ال...