قالّ ذلك بعدما لاحـظّ كون فرانسواّ يحمل أيضاّ حقيبته الخـاصةّ قدّ بدتّ ملامحه هادئة حينما طرحّ نايت سـؤاله انحنى فـرانسواّ بصمتّ و إن كانّ مصيره
عدم العـودةّ فهو سيقبلّ ذلك بصدرّ رحبّ إذ تـحدثّ بنبرةّ جادةّ صادقةّ
ـ مـكاني مـعكّ ..
ابـتسمّ نايت قدّ اقترب منه وقفّ أمامه فـنظر إليه فرانسواّ بجديةّ تـامةّ لقد طلبت منه سكارليتّ حماية ابنها إلى آخر رمقّ له و هو قدّ فشل في مهمته
تلكّ لعديد من المراتّ لكنّ قبل أن تكون هذه مجرد مهمةّ هو صـديقه الأولّ و المقربّ لن يسمح له أبدا بذهاب بدونه حينها تـحدثّ نايت بهدوءّ بعدما ألقى
بنظرةّ للخلفّ
ـ هل أنت واثق ؟ ألست تـملكّ ما يمنـعك من الـرحيلّ ؟
نـظر فرانسواّ إلى حيثما كانّت عيني نايتّ متجهتين لكيّ يـرىّ كلير تقفّ على مبعدةّ منهم تـضمّ يديها إلى صدرها و دموعهاّ قدّ غزت وجهها لمّ تكن تـريد
منه أن يرحلّ لكنها تعجزّ عن قول ذلكّ له فـأشاح فرانسوا بـنظره بعيـداّ إذ لم يجد الإجابةّ المناسبةّ لكي يتـحدثّ أليكساندر جادةّ
ـ يجدر بك البقـاءّ ، هي بحـاجةّ لك .. لا تـقلق سـأعتني أنا بنايت
أخفضّ فـرانسوا رأسهّ بتردد واضح إنه لا يرغب فيّ تـرك نايت وحده لكن و بعدما رأى موت ماري المفاجئ أدرك أن لا شيء دائمّ ربما ستـحبه الـيومّ
ربما ستسعى خلفّه لجعله يحبهاّ لكن لم يدوم ذلكّ لا شيءّ يـدومّ كما أنه أدركّ أكثر من أيّ شيءّ أنه بحاجة إليهاّ هي الـوحيدةّ التي بكتّ من أجله ، أنقذته
حينماّ تـحدثّ بنبرةّ هادئة
ـ لا يـمكنني فعل هـذا ، لقد وعـدتّ السيدة سكارليت أنني سأحميكّ بحياتي
نـظر إليه نايتّ لقد كان واضحاّ تـردد فـرانسواّ قدّ أغلق عينيه محاولاّ أن يبعد هذه الأفكارّ التي تـجذبه أكثرّ و أكثرّ تجـعله يريدّ البقاءّ هنا معها فتـقدمّ منه
نايت بخـطواتّ بطيئةّ هـادئةّ ثمّ دفع فرانسواّ للخلفّ قائلاّ بنـعمةّ صوته الـمبحوحةّ المميزةّ
ـ أنـا آمرك بالبقـاءّ ..
رمـقه فرانسواّ بدهشةّ شديدةّ لا مجـال لاعتراض أوامر نايت إنها واضحـةّ و لاّ مجال لنقاشّ فيهاّ فـأخفضّ رأسه بـأسى بالرغم من أنه يريد الاعتراضّ
و يريد البقاءّ بجانب سيده إلا أنه لا يستطيعّ قول ذلكّ ليس و لديه الكثير من الأمور ليفعلها هناّ بلندن ليسّ و هو يعلم أن نايت ربما لن يـعود أبدا ،
حينما ضربّ نايت فرانسواّ بخفة على كتفه قائلا
ـ احمي كايل أثناء غـيابي لابد أنه سيملك الكثير من الأعداءّ..
أومـأ فرانسواّ بالإيجاب لما صعد نايت لسيـارةّ و بجانبه أليكساندر الـمبتسمّ بهدوءّ أدار مقـودّ بسرعةّ مصدراّ صـوتا مـزعجاّ و هو يـغادر أرجاءّ هذا القصرّ
للأبدّ في حين اقـتربتّ كلير منه بترددّ كان ّيبدوا فرانسواّ محطماّ لأنه خذلّ سيده فيّ عـديد من المراتّ و لأنه فشلّ في حمايةّ الشخصّ الوحيدّ الذيّ أراد منه
أن يحميه فـوضعتّ كليرّ يدها على كتفه قائلةّ بترددّ
ـ إنه نـايت هو لن يهـزم بتلك السهولةّ لذا ثق به أكثرّ فهو حتـما سيعود
نـظر إليهاّ قبل أن يستديرّ نحوها ضـاما إياها لقد كان بحـاجةّ لهذا منذ وقتّ طويل ، طويل جداّ و لا يعلمّ بالضبطّ منذ متىّ و الآن بعدما أدرك ذلكّ فهو
لن يدعها تـذهبّ بينما وضعتّ كلير يديها خلفّ ظهره محاولةّ أن تـخففّ عنه وطئ حمله الـثقيلّ جدا ،
ـ أنـا أسـف
قالّ ذلك فرانسواّ بنبرةّ هامسةّ فابتسمتّ كلير و قدّ كانتّ دموعها تـنزل على خدها بكل هدوء فزادتّ من شدةّ ضمها له تـحدثتّ بنبرةّ خفيفةّ لطيفةّ
و رقيقةّ أيضا
ـ لن أقبل اعتـذاركّ إلا بـموعد ..
ضحكّ بـهدوء إذ أنها لم تغير من عادتها على الإطلاقّ ، بينما فتح ويليام بـاب الرئيسي بـقوةّ قد كان خلفه كايل يحـاول منعه لكنه لمّ يستجب لندائه كانتّ
ملامحه شـاحبةّ و لا يفكرّ بهدوء أبدا إذ لم يكن ليسمح لصديقه الـوحيد بالمغادرةّ ليسّ و هو يعلم أنه لن يعـودّ فيّ حين جـذبه كايلّ من ذراعه
قائلاّ بنبرةّ حـادةّ
ـ بحق السـماءّ ويليام ، ماذا تـريد منه ؟ لقد شهد انـتحار أخيه و مـوتّ زوجـته فيّ نفسّ اليـوم فبأي حقّ تتوقع منه أن يبقى هنا ؟
كانتّ نظراتّ ويليام مشتتةّ لاّ يفكر بـوضوح إذ أنه فكرة فقدانّ صديقه جـعلته يجنّ لا أحد شهد حزنّ نايت غيره لقد كان معـه طوالّ الـوقتّ يعلم كيفّ
عانى بمنزل نيكولاس كيفّ فقد والدته و كيفّ كان انتقامه من نيكولاسّ يدرك كيفّ كان موتّ بيتر مؤلما له و يدركّ كيفّ كان فقدان ديميتريّ الذيّ لطالما
حاول إنقاذه أشدّ ألماّ و كيفّ كان موت مـاريّ أكثرهمّ تأثيرا لقد كانت بمثابةّ الأمل بالنسبةّ له إذا استدارّ رآها تقفّ خلفه تبتسمّ له لكن الآن فحتى لو جال
العـالم بأكمله لن يجدها ، يعـلم أنه لم يتقبلّ موت ماري بعدّ و أنه سيغادر لأنه لم يعد يريد العيشّ هنا لكن حتىّ لو استدار هذه المرةّ حتىّ لو نظر للخلفّ
فهي لم تعد بهذا العالم ّبعد الآن و مهما بحثّ فلن يجدها ، تـحدثّ ويليامّ بـحدةّ
ـ لكنه يـبتعد عنا ، يجب عليه الاعتماد علينا أكثرّ فـأنا هنا من أجله لطالما كنتّ هنا لماذا بحقّ السماء لا يعتمد علي أكثر ؟ أنا أريده أن ..
ـ أنتـما تتـحدثان عن الـسيد نايت الـرجل الـذيّ دمر ماكاروف من أسفلها و رئيس شـركةّ لبيير الـجديدّ فلا تـقللا من شـأنه لأنه لم و لن يهزم قطّ ..
قـالتّ ذلكّ سوزي بهدوء و هي تتقدم منهما حينها اختفتّ مقاومة ويليامّ أدراج الـرياح بالفعل منذ متى و نايت بحاجةّ للمساعدةّ ؟ فـنايت الـرجل الذي
يعـرفونه ذو قلب جليدي لن يستسلم بتلكّ السهولةّ لكن و إن كانّ باردا فـهو لا يزالّ إنسانا ، هو ليسّ بالقلب الجليدي لكنه فقطّ يزيد كتـمان ألامه
بـطريقةّ يصعب تصديقهاّ ، تـحدث كايل
ـ دعونا نـأمل أنـه سيعود فقطّ ../
يجـلس على مقاعد الانتـظار و ملامحـه خاليةّ من أيّ تعبير يذكر كان يحمل بين يديه جواز سفره حينما اقتربّ منه أليكساندر ببطءّ نـظر إليه بألم و
حزن شديد إذ ليس بيده أن يبعد هذّا الألم عنهما لما نظر إليه نايت كانتّ نظراته داكنـةّ و غـريبةّ تحملّ وقعا من الألمّ و الأسى لمّ يعد يعلمّ إلى أينّ يذهب
جالّ بعينيه فيّ المطارّ قبل أن تستقرّ على جوازّ سفره مجدداّ لا يدري لما لكنّ لطالما كانتّ ماري بمثابةّ المكان الذيّ ينتمي إليه فلمّ يكن يطيلّ في رحلاته
و لمّ ..
ـ إلى أين سنتـجهّ نايت ؟
سأله أليكساندر بحيرةّ و هوّ يرى مدى سكون نايتّ المريبّ قبل أن يجلسّ بجانبه ببطء يعلم حينها وضعّ نايت ذراعه علىّ كتف أليكساندرّ و نظر إلى
تلكّ الرحلاتّ قائلاّ بنبرةّ غـريبةّ
ـ ما رأيكّ بالأهراماتّ ؟
نـظر إليه أليكساندر بدهشةّ لم يكن يتوقعّ أن تكون وجـهتهّ هذهّ لقد ظن أنه ربماّ سيعود لروسيا أو ربما لفرنسا لكنّ أن يريد الابتعـادّ هـكذاّ ؟ ربما نايتّ
لم يعد يحتمل فعلا البقاءّ هناّ و لمّ يعد يريد رؤيةّ لندن مجدداّ فأومـأ أليكساندرّ ببطءّ لكيّ يقف نايتّ متجهاّ للحجزّ لن يهتمّ إلى أين يذهبّ ما دام سيبتعدّ
عن هذاّ الألمّ و لن يهتمّ إلى أين سيتجهّ ما دامتّ هي لمّ تعد هنا لاستقـبالهّ قدّ فقد المكانّ الذيّ ينتميّ إليه مجـدداّ .. عندماّ غادرت هي هذاّ العالم
أنت تقرأ
لا يجب قول لا لفخامتك
Romancechanez الكاتبة رواّيتي يـّغلبّ عليهـّا الطـّابع الـرومانّسي الإجتمـّاعي ، يتخـّللهـّا الـقّليل من الكـّوميدّيـا و بّضعة بـهاراتّ من الـواّقع أحـّم أعـّلم أننّي سيـئة في تـّرك الأنطـّباع الـجيـدّ لـكّن .. أحـمّ سـأكونّ ممتـّنة للـحّصول على بـّعض ال...