البارت83

134 12 0
                                    

~ هـويةّ ديميتريّ ~

صـّوت الأستـّاذ عبرّ المايكروفون يتردد كالصدىّ فيّ تلك القـّاعة متنـّاولا موضوعاّ جديداّ حيثّ كانتّ ماريّ جـّالسة فيّ المؤخرةّ
تحملّ قلمهاّ وّ دفترها أمامهاّ لكن لم تكتبّ أية ملاحظاتّ بلّ لم تبلي أي انتباه لشرحه فّمنذ حديثهاّ مع ويليامّ اختلفّ منحى رؤيتهاّ
لكلّ شيءّ حولهاّ قدّ ترددتّ فيّ اتخاذ الكثيرّ من قراراتهاّ ، تنهدتّ بّقلة حيلة محركّة خصلات شعرهاّ بعشوائيةّ غـّير قادرة على
التـّركيز أكثرّ فنـظرتّ إلىّ كلير التيّ تجلسّ بجانبهاّ تكتبّ باهتمام شديد ربماّ كان يجدّر بهاّ أن لاّ تدرسّ السنةّ فّهي لا تحاول على
الإطلاقّ أن تأخذّ هذّه المحاضرات بجديّة ..
زمتّ شفتيهاّ منتـظرّة انتهاءّ شرحّ الأستاذ بفارغّ صبرّ عندّما رنّ هاتفّ كليرّ توترتّ الأخيرةّ عندما لمحتّ اسم المتصلّ الذيّ يعلو
شاشتهاّ و لمّ ترغبّ فعلا برفع السماعةّ لكنهاّ كانتّ مضطرةّ لا تستطيعّ تجاهلهّ فلا أحدّ يعلمّ ما الذيّ يفعله ، تـحدثت بّصوت خافتّ
ملقيةّ التحـّية سرعانّ ما تغيرتّ ملامحها لصدمةّ عندماّ قالّ المتصلّ شيئاّ ماّ نـظرتّ إليهاّ كليرّ بّترددّ و خوفّ ثمّ عـّادت تتحدثّ بصوت
خافتّ جداّ قبلّ أنّ يشحبّ وجههاّ كلياّ حينهاّ مدتّ الهاتفّ ناحيةّ ماريّ بيدّ مرتجفة و قـّالت بّتوتر
ـ إنهـّا مـّكالمة لكّ ..
نـظرتّ ماري بإستغرابّ إلى هاتف كليرّ ثمّ رفـّعته نـظرتّ إلىّ شاشة كيّ ترىّ إسم روزفلت يعـّلوهاّ ما هذاّ ؟ شّعرت بالقّلق هيّ الأخرىّ
و نـّظرت بطرفّ عينهاّ لحراسهاّ خلفّ النافذّة و البعضّ خلفّ بابّ القاعةّ تنهدتّ كي تجيبّ بنبرة هـادئة
ـ مـّرحباّ
ابتـّسم ديميتريّ بّراحةّ فأخيرا استطاعّ الوصولّ إليهاّ لقدّ كان الأمرّ متعبا للغـاية فهوّ لم يعتدّ الانتـظارّ على الإطلاقّ إذّ كل شيءّ يريدّه
يّجلبهّ بظرفّ ثوانيّ معدودةّ فقطّ ، أجـّاب بنبرتهاّ المتهكمة الساخرةّ
ـ ماريّ قطتيّ الوديعةّ ألم تشتاقيّ لي ؟
اتسعتّ عينيهاّ من الصدّمة فلم تتوقعّ أبداّ أن ديميتري قد يستعملّ كليرّ للوصولّ إليهاّ لاّ بل لم تتوقعّ أبداّ أنّ يّحاول لعبّ ألعابهّ الخبيثةّ
عليهاّ ليسّ بعدّ أن هددّه نايتّ زمتّ شفتيهاّ نبرةّ صوتهّ تجعلّ قلبهاّ يدّق رعباّ فحاولت السيطّرة على مشاعرهاّ بّإحكام قبضتهاّ علىّ معطّفها
قاّئلة بنبرةّ هـّادئة
ـ ديميتري .. ما الذي تريده ؟
أليسّ الأمر واضحاّ ؟ أهـّدافه واضحةّ للكلّ ابتسمّ بخبث وّ حركّ أنامله حولّ أوراقهّ يعبثّ بهاّ بينماّ قطبتّ ماريّ حاجبيهاّ قدّ بدى عليهاّ التوترّ
إنهاّ تخافهّ و هـذاّ ليسّ سراّ فّتصرفاته معهاّ مـّرعبةّ خطّيرة وّ مخيفةّ كتلكّ المـّرة التيّ .. حركّت رأسهاّ نفياّ محاولة أن تنسىّ أحداثّ ذلكّ اليومّ
عندماّ تحدثّ ديميتري بنبرةّ متلاعـّبة
ـ ماريّ حبيبتيّ أنتّ تعلمين أنّه لم يبقى سوى اقل من أسبوع على يومّ تـّصويت لّمن سيأخذّ منصبّ الـرئيسّ أليس كذلك ؟ أنـّا أعلمّ أنكّ تـّريدين
نايتّ أن يفوزّ كمـّا أنني أعـّلم أنني سأبذلّ ما بوسعيّ لمنع ذلكّ من الحدّوث سّأستعملّ أسوءّ السبلّ وّ أخبثهاّ ربماّ ألجأ للقتلّ حتىّ لكنّ ..
سّأعدل عنّ رأييّ بشرطّ واحدّ فقطّ هل انت مستعدة لسماعه ؟
عنـّدما قالّ سألجّأ للقتلّ لم تكن تلكّ مجردّ كذبّة فّقد قامّ بّمحاولة قتلّ فرانسواّ باختطافها وّ بالعـّديد من الأمورّ غـّيرهاّ تهديدهّ كانّ جادّا تمتمتّ
ماريّ بشيّء ماّ و هيّ تـّحاول أن لا تلفتّ الانتباهّ إليهاّ ، قالتّ بنبرةّ حـّادةّ استغربتّ كيف اكتسبتهاّ
ـ حقاّ ؟ إن كنتّ قادراّ على فعل كل ذلكّ فلماذاّ تحاول أن ّتقترحّ هـدنة معي ؟ ديميتري قدّ أكونّ ضعيفةّ لكننيّ لستّ غـّبية ..
تنهدّ ديميتريّ و نـظرّ إلىّ أوسكارّ الذيّ يبتسمّ بسخريةّ على كلام ماريّ ، تـّلك الفتاةّ تبذلّ ما بوسعهاّ كيّ تبدوا بمظهرّ الشجـّاعة التيّ لا تهاّب
شيئاّ بينما ّبدأ صبرّ ديميتري ينفذّ إذّ بعدّ عنـّاء العـّثور عليهاّ تّتصرفّ هـكذاّ ؟ قالّ بّبرود
ـ دعيني أخبركّ بشيءّ ماّ ، هذّه المرةّ لست أناّ من سيحطّم نايتّ بلّ هو نفسهّ يحاولّ أنّ يسحبني معهّ للأسفلّ قدّ تنجحّ خطـّته قدّ أخسرّ فعلا
لكنهّ سوفّ يخسرّ هوّ أيضاّ .. لذلكّ أريدّ أنا منع هـذاّ من الحدوثّ ،
شحبّ وجههاّ أقالّ أن نايتّ يخططّ لهزيمتهّ بّتحطيم نفسهّ أيضاّ ؟ لكنّ لماّ قدّ يفعل ذلك ؟ ماّهو هذاّ المخططّ الذي يريدّ فعـّله ؟ عـّضت شفتهّا
السفلىّ بقهرّ لاّ يجب أن يحدثّ هـذاّ و لن تسمحّ له بالحدوثّ نايتّ بذلّ جـّهده للوصولّ إلىّ ماهو عليه الآنّ إنهّ يعمل طوالّ الليلّ لا يأتي إلاّ نادراّ
بالكادّ يّتناول وجباته اليوميةّ ، وقفتّ و أخذتّ حقيبتهاّ معهاّ قـّائلة بنبرةّ جـّادة
ـ حسناّ إذن لنتقابلّ .. أناّ من يحددّ مكان اللقاءّ
ابتسم ديميتريّ بّبرود يبدوا أنهاّ تعلمتّ درسهاّ فيّ حينّ أخذتّ ماريّ تـّركض مـّسرعة غيرّ مباليةّ بّصيحات أستـّاذ الغـّاضبة منهّا و منّ كليرّ
التيّ حملتّ أشيائهّما الأخرى و تبعتهاّ ، تـّحدث ديميتريّ بنبرةّ متهكمّة
ـ يبدوا أنّك تغيرت قـّليلا ماريّ ، هـذاّ جيدّ .. أرسليّ لي مكان اللقاءّ سوفّ آتيّ
أغلقت ماريّ السماعةّ و هي تـّكتب فيّ رسـّالة نصيةّ موقع المـطعمّ الذيّ هي متجـّهة إليه الآن بعدّ ذبك قامت بإرسال رسالة نصية أخرى
قصيرة لنايت تخبره بمكان تواجدهاّ و موجز عنّ لقائها بشخص ماّ قدّ بدتّ ملامحهاّ جادّة للغـايةّ قدّ تكونّ غـّاضبة من نايتّ لكنهّ يبقىّ الشخصّ
الوحيدّ الذيّ أخرجهاّ من عـّالمها ، جعلهاّ تواجهّ والدهاّ تتخذّ قراراتها بنفسهاّ تـّحب للمرةّ الأولىّ و لنّ تسمحّ لأحدّ بّإيذائه حتىّ لو عنى ذلكّ
مواجهة ديميتريّ الـّرجل الذيّ تهابهّ بنفسها ، بإشـّارة من يدّها تقدمّ الحـّرس منهاّ فـّقالت بنبرةّ هـّادئة
ـ ليتصل أحدكما بفرانسوا أريد منه مـراقبة شّاملة للحيّ رقـّم .. بالتـّحديدّ مطعم السيدّ باولو و ليبقى الأمرّ سرياّ
أومـّأ الحـّارسينّ بّالإيجابّ بينماّ نـظرت كليرّ بإستغرابّ لماريّ منذّ متىّ و هي تجيدّ إعـطاءّ الأوامرّ للغيّر ؟ لقدّ تغيرت مـّلامحهّا كلياّ إنهاّ حـّازمة
وصـّارمة تتعـّامل مع الموقفّ بمنتهى الهدوءّ و التـخطيطّ تحدثتّ بّقلقّ
ـ ماّري هلّ فعلاّ سوف تقابلينه ؟ إنه ديميتريّ من نتحدثّ عنه سيجدّ طريقةّ للوصولّ إلىّ هـدّفه ..
لمّ تجّبها فّتنهدت كليرّ بّغير رضى هـذّا ليسّ بالقرارّ الحكيمّ الذيّ تتخذّه إن ديميتريّ يفوقهماّ قوة و دهاءاّ بالـّرغم من أنهاّ هي بنفسهاّ من
قررت مكان اللقاءّ هـذاّ لا يعنيّ أبداّ أنه لم يجدّ طريقةّ لفعلّ أيّ كان ماّ يرغب بفعلهّ وقتماّ يشاء ، لاّ تـّريد الذهابّ لكنها لا تملكّ خياراّ آخرّ
بينماّ حملّ ديميتريّ مفاتيحّ سيارتهّ بّمرحّ و هوّ يلعبّ بهماّ بينّ أناملهّ الطـّويلة عندّما تّحدث أوسكارّ بدهشة
ـ تـّبا .. كيفّ جعلتها تقترحّ اللقاءّ ؟ هل هي غـّبية ؟
ضحكّ ديميتريّ بخفـّة على تعبيرّ أوسكارّ المصدومّ لاّ شخصّ عاقلّ سوفّ يقابل خـّاطفهّ إذ يبدوا أن ماريّ مجنونّة فـّعلا فيّ حين تـّحدث
ديميتريّ بنبرةّ ماكرةّ
ـ تـّلك الفتاةّ كلّ ما عليكّ فـّعله هو قـّول أن نايتّ بخطرّ و سوفّ تّفقد عقلهاّ كلياّ .. تباّ كم هيّ بلهاءّ ، نفسّ الحيلة انطلت عليها مرتين
متتاليتين ..
نظرّ إليه أوسكارّ بـعدم تصديقّ كيفّ يعلم بأنها فعلاّ ستوافقّ لاّ بل جعلها تقترح اللقاء إنها هـذاّ بالفعل مدهشّ لكن بالنهايةّ لقدّ قضت ماريّ
شهرينّ بـّرفقته لن يكون غـّريبا على ديميتريّ أن يعلم نقاطّ ضعفهاّ لكن حتى لو كان يعلم ذلكّ كيفّ تصدقه و تقـّابله ؟ إنهاّ إمرأة بـّلهاءّ ..
فعلاّ
بـّعد مرورّ فـتّرة كانتّ ماريّ تجلسّ فيّ إحدى الطاولات المنتشرة بكثرة فيّ مطعم باولو الرجلّ الذيّ أعانها سابقاّ بجانبهاّ كليرّ المـرتبكةّ ينـظران
ناحية المدّخل منتـظرتين دخول ديميتريّ في أي لحـظةّ ، الأمرّ ليسّ سهلا على الإطلاقّ ليسّ على كلتاهماّ رفعت ماريّ هاتفهاّ الذيّ وضع علىّ
زر التـسجيلّ ثمّ ألقت نـظرّة خاطفـةّ سريـّعة لحراسهاّ اثنين يجلسان خلفهاّ و أربعة حـّول المطعمّ حتىّ هـذاّ العدد ليسّ كفيل بّجعلها تطمئن ،
تنهدتّ بقلة حيلةّ لماّ لمحتّ ديميتري قـّادما يبتسم لهاّ بكلّ هدوء خـّلفه بدورهّ جونسونّ و رجـّاله توترت أكثرّ تـّبا هي ليست مستعدةّ لمواجهتهّ
جـّلس بجانبهاّ و رفع يده عالياّ لكيّ يخرج جميع زبائن الذين في المطعم وسط اعتراضاتهم إذّ أنه قرر استئجاره لليومّ ، بلعت كلير ريقهاّ حينما
رمقها ديميتري ببرود بعدّ ذلك أشارّ عليها قائلا
ـ أناّ لا أريدها هناّ .. جونسون أطردها خارجاّ و أيضاّ الحارسين اللذان خلفهاّ لنبقى أنا و أنتّ فقطّ
اتسعت كليرّ عينيها بصدمةّ أقالّ أطردها ؟ رمـقته ماري بّحدة إذّ وقف حارسيها مستعدينّ لّلهجوم عليه إن تطلبّ الأمرّ من يظن نفسه لكيّ
يطردهما ؟ تـّرددت كثيـّرا لا ترغبّ فيّ البقاء معه لوحدهاّ ذلكّ يذكرهاّ بأيامهاّ الداكنةّ التي قضتهاّ فيّ باريسّ لذلكّ تحدثّت بنبرةّ هادئة
ـ لاّ ذلكّ مستحيلّ إن كنتّ تريد الحديثّ فافعل الآن .. تـذكرّ أنتّ من تحتاجنيّ و ليسّ أناّ لذلك لا تملك الحقّ فيّ إعطاءّ أيّ شروطّ
رمقـها بّبرود لقد ّتعلمتّ كيفّ تجيبّ عليهّ هيّ بالفعل محقة فهوّ من يحتاجهاّ الآن لكن حتىّ لو يرضخّ لقوانينهاّ إن كانتّ تـّريد الاستماع إلىّ ما
في جعبته فيجبّ عليهاّ هيّ من توفرّ له شـّروط راحتهّ لذلكّ ابتسمّ بّتهكم و هوّ يسند رأسه على ذراعه قائلاّ بنبرة ساخرةّ
ـ لا ّتكوني أنانية ماريّ .. لقدّ اخترت مكان اللقاءّ لذلك دعيني أختـارّ أناّ شروط البقاءّ هناّ ، على الأقلّ دعيني أشـّعر بالّراحة فأناّ لست جيداّ في
التعامل جيداّ مع الغرباءّ
كتمتّ كلير أنفاسها إذّ كانت نظراته مهددةّ و موجهة نـّحوها يخبرهاّ دون أيّ كلمات بّأنها ستغادر المكانّ هذا إن أراد الحفاظ على سلامتهاّ الخاصةّ
شحبّ وجهها كلياّ و نـظرتّ للأسفل ّبتوتر عـّارم بينماّ قطبتّ ماريّ حاجبيها بغير رضى و هي تنقل نـظراتها بينهماّ يبدوا أن كليرّ خائفة منهّ ترتجفّ
فقطّ من تواجدها بجانبهّ هي تتفهم ذلكّ كلياّ لكن شروطّه صعبة التنفيذّ فهي لا تثق به على الإطلاقّ ذلكّ الـّرجل الخبيثّ ، تنـّهدت بّقلة حيلة حينها
اتسعت ابتسامته إشراقاّ لكي تـّرفع ماريّ يدها قائلة بهدوء
ـ حسناّ لا بأسّ .. كليرّ سوفّ أقضي ربع ساعةّ فيّ الحديثّ معه إن طالّ الأمرّ أكثرّ من ذلكّ فّأريد منك الاتصالّ بفرانسواّ فوراّ وّ ليدّخل حارسين
كلّ خمس دقائقّ من أجل التأكد من سلامتي لا غـيرّ ، أعتقد أنني أعطيتك أكثرّ مما تستحقّ هل هـذاّ أفضل ديميتري ؟
قطبّ حاجبيه معتـّرضا على مقاطعتهما على خمس دقائقّ إذّ لم ينل الأمر ّإعجابه لكنه أومأ بالإيجابّ فإن حاول الاعتراضّ أكثرّ فّسوف تغـّادر إذّ
يبدوا أنها تجبر نفسها علىّ البقاءّ وقفت كليرّ و غـّادرت برفقة جونسون و الـّحراسّ الآخرينّ حينهاّ اقترب ديميتريّ أكثرّ من الطـّاولة بينما أمسكت
ماريّ بفنجان القهوة الساخن و هي ترتشف القليل منهّ تـّرمقه بنظراتّ مشككّة ، تحدثّ بنبرةّ مرحةّ
ـ حسناّ لنبدّأ الحديثّ عّزيزتي .. لديناّ نحن الاثنينّ قاسم مشتركّ ألا و هو نايت السافلّ ، غـّريب كيفّ أن كلانا يـعّرفه أحدّنا يكرههّ كرهاّ جما و الآخرّ
يحبـّه بّكيان أكمله .. أنت فعلا غريبةّ فكيفّ لك أن
قـبلّ أن يكمل كلامهّ وقفتّ ماريّ مستعدة لـرحيل قدّ سئمت من ألاعيبه فّوقفّ بسرعة و هو يمسكّ ذراعها مجبرا إياها على الجـّلوس رمـقته بّحدة
حينها ابتسم قائلاّ بّضحكة
ـ حسنا سأتحدثّ بجدية لاّ ترحليّ ..
نـظرتّ إليه لوهلة من الزمنّ كم يثيرّ اشمئزازها تواجدّها بقربهّ يّجعل قلبهاّ بقوةّ أن تمسكّ نفسهاّ عن صفعهّ لهيّ منّ أكبرّ المواقفّ التي تتطلبّ
فيها الحفاظ على أعصابهاّ ، عّادت تجلسّ مكانهاّ متـّراجعة للخلفّ و هي تّحدق به حينهاّ ابتسمّ بّخفة قائلاّ بنبرةّ ساخرةّ
ـ لا تنظري إليّ هكذا أنت تحطمين قلبي الصغيرّ
أشارت ماري على السّاعة دونّ أن تتحدثّ إذ أنه يضيعّ الوقت دونّ أن يقول شيئاّ مفيداّ تنهدّ بّغيضّ و نـظر من حولهّ الحراسّ خارج المطّعم
جونسون معّ كليرّ الممسكة بهاتفها و التي تحاول أن تـّختلس النظر إليهما لتأكد من سلامة ماريّ ، هـذاّ الجو يزعجه و لا يجعله مريحا لكنه لا
يملك خيارا آخرّ .. تّأوه بّضجرّ بعدّ ذلكّ تغيرتّ ملامحـّه السّاخرة لكيّ تكونّ بـّاردة هادئّة
ـ عـّائلة ماكاروف تلكّ العاّئلة العـّريقة المعـرّوفة بينّ بلاطّ القصـر منذّ أمدّ بعيد قدّ ساهمتّ فيّ الحرب العالمية الثّانية وّ الأولى أيضاّ كماّ أنهاّ
تملكّ أياديّ خفية في كل أنحاءّ البلدان ، عاّئلة كهذّه تتمتع بالقوةّ الدم النقيّ و الكرامة العّالية الأكثرّ من كل ذلك عائلة ماكاروف تلكّ القسوة
اللامبالاةّ التي تخول لها الحصول على السلطةّ فيّ أي مكان يخطوه أفرادهاّ ، عـّائلة كهذه من الصعبّ تدميرها أليس كذلك ؟
نـظرّ ناحيتهاّ قدّ بدتّ ملامحـّه باردةّ للغايةّ قاسيـةّ و مليئةّ بشيء مّا لم تستطعّ ماريّ معـّرفته كماّ أنها لمّ تفهم لماّ يتحدثّ عن ماكاروفّ أجلّ تعلم
أن نايتّ فرد من أفرادهاّ لكن لما الحديثّ عنها الآن ؟ تنهدتّ ماريّ و قالت بنبرةّ هادئة
ـ أجلّ أعلمّ، إنهاّ عـّائلة نبيلةّ كرمتّ من قبلّ قيصرّ روسياّ سابقاّ..
تعّلم ؟ إنهاّ لا تعلمّ شيئاّ عنهاّ زمّ شفتيه بّحدة كاتماّ غـّضبه العارمّ، عائلة كهذه لا يجب أن ينتهي مصيرها هـكذاّ على الإطلاقّ نـظرّ ناحية ماريّ
ثمّ عادّ يتحدثّ بنبرةّ حادةّ غاضبة للغايةّ
ـ عاّئلة كهذّه لا أحدّ يستطيعّ الوصول إليهاّ بكل تّأكيد تدميرها محال لكن ليسّ إن كان الذيّ يريدّ سقوطهاّ فرد من أفرادّها شخصّ من داخل العاّئلة
نايتّ السافلّ و والدتهّ الحقيرةّ لقدّ خدعناّ جميعاّ كناّ نعتقدّ أنهّ بجانبناّ خصوصاّ و أنه كانّ يسعى لّلحصول علىّ فخرّ نيكولاسّ لكنّه مخادعّ حقيرّ ..
جعلّ الكلّ يصدقّ بّأنه ...
توقفّ عنّ الكلامّ قد ضربّ الطاولة بّقبضتهّ بكل قوةّ رافضاّ حتى الآن مسامحةّ نايت علىّ فعلتهّ فيّ حينّ اتسعت عيناّ ماريّ بدهشةّ بالفعلّ معّ سلطةّ
ماكاروف التي بلغت حينا ذاك قيصرّ روسياّ و مع كل مساهماتها بالحروبّ فّسلطتهاّ تفوقّ المستحيلّ تدميرهاّ سيكونّ خياليّ نهيك عن أنهّ لن يحصل
أبداّ لكنّ بالفعل تماماّ كما قالّ ديميتري ليسّ إن كان الشخص الذي يريد تدميرها فرد من أفرادهاّ ، لكنهّ ليسّ ملاماّ قطبتّ حاجبيها و تحدثتّ بنبرةّ غاضبةّ
ـ لاّ تقل عنه ذلكّ ، نايتّ لم يكن ليفعل هذاّ لو أن والده تقبلهّ لو أنهّ لم يرفضّه و جدّه لماّ فعل نايت هذاّ أليسّ انتقامه هو خطّأ السيد نيكولاس منذّ البداية ؟
لو أنه تقبله لّما حـ..
ـ سحقاّ لكّ لا يمكنناّ أبداّ أن نقبلّ بّدم الإنجليّز.. تلكّ السافلةّ سكارليت حملتّ به بّقصد من أجلّ الوصول لنيكولاس و لو لا حبهاّ المرضي له لماّ حدثّ
كل هـذاّ أنتّ .. من أنتّ لتلقي اللوم علىّ نيكولاس ؟ أخبريني ؟
نـظرتّ إليه بدهشة قدّ أجفلت منّ صراخه الحادّ قبلّ أن تدركّ ذلكّ مد يدّه ليمسكّ بمعصمهاّ فّتراجعتّ للخلف بسرعةّ هـذاّ الرجلّ مجنونّ حركّة جفونهّ
وّ حدة عينهّ شحوبّ وجهه المفاجئّ ارتجافّ شفتيهّ من الغضبّ لقدّ جن ما الذيّ قالته لتثير غضبه ؟ صاحّ بنبرةّ حادةّ
ـ إنه كاذبّ .. كلّ ما يقوله أكاذيبّ
لمّ تصدقّ ما تراه عينيهاّ ديميتريّ فيّ أوجّ غضبهّ يصيحّ بحدةّ و هو يمسكّ كتفيهاّ بكل قوةّ لمّ تعلم كيفّ تدافع عن نفسهاّ تماما كما أنها لم تدركّ
السببّ الذيّ يجعله في هذّه الحالةّ هـذاّ الرجلّ فقطّ عقله بأكملهّ حاولتّ الحديثّ قائلةّ بّهدوء
ـ ماّ الذيّ تقوله ديميتري ؟ لماذاّ أنتّ غاضبّ لهذه الدّرجة من نايتّ ؟ كل ما فعله هوّ الانتقام لنفسه و لوالدته أناّ لا أرى خطأ فيّ ذلك فليسّ كل الناسّ
تستطيع المسامحةّ لذلكّ و لكيّ يمضي نايت قدما في حياته انتقم من والده من كلّ الأشخاص الذين رفضوه سابقاّ فمن أنت لتلومه ؟ أخبرني ؟
ما الذي فعله لك ؟
نـظرّ إليهاّ ديميتريّ لوهلة من هوّ لكيّ يـّلومه قالتّ ؟ ماذاّ فعل لكّ قالت ؟ لاّ منحى ذلكّ السؤال ليسّ صحيحاّ على الإطلاقّ يجدرّ بها أن تسّأله ما
الذي لم يفعله لكّ ؟ ماّذا ترك لك ؟ ما الذي تنتظره ؟ فلتنتقمّ لنفسكّ أخفضّ رأسهّ للأسفلّ و ابتعد عنهاّ بعد أن رأى الحراسّ يدخلون لتفقدّ الوضعّ
جلسّ مكانهّ بهدوءّ ثمّ وجه عينيه الداكنتين نحوهاّ ثمّ قال بنبرةّ باردةّ
ـ يعتبرّ نفسه أفضلّ منا جميعاّ لاّ يصنف نفسه كفرّد من عاّئلة ماكاروف لكنه نسيّ أنّ صفاته هذّه الذيّ يتحلى بهاّ خداعّ الخيانةّ المكرّ البـّرود و اللا مبالاةّ
الانتقامّ بّأخذ أعز ما تملكّ هذّه الصفاتّ تجعله يترأسّ سلالة رجالّ ماكاروف سوءا
قطبتّ ماريّ حاجبيهاّ ليست تفهمّ كلامهّ ما الذيّ فعله نايت له ؟ هزتّ رأسهاّ نفياّ بّعدم موافقةّ له نايت لاّ يؤذي من لاّ يؤذيه هوّ فقطّ .. ماّ الذيّ تقوله
؟ إنها بالكاد تعرف نايتّ هي ليست في موقع يخول لها الدفاع عنهّ لكن أن تّرى الرجلّ الذيّ تحبه يصف هكذاّ أمر لا تحتمله تنهدتّ بأسى بالرغم منّ
أنها قررت أن تنساه لكن هاهي تتدّخل فيّ أموره ، تحدثّ ديميتري ببرود
ـ يجدر بك تركه ماري إنه رجل لا يستحق محبة أحدّ ..
دّخل حارسّ لتّفقد سلامتهاّ ثمّ خرجّ حينها تنهدّ ديميتريّ بّضجر و نـظرّ إليهاّ تبدوا شّبيهة جداّ بسكارليت كلّ شيء بهاّ ابتسامتهاّ حبهاّ المخلصّ لنايتّ و
حتى مجيئها هناّ إليه لحمايته ارتشف القليلّ من القهوةّ ثمّ قالّ بنبرةّ بـّاردة
ـ أناّ سوفّ أنتقم منه عاجلاّ أم أجلاّ حتىّ لو لم استطعّ الآن سوفّ أفعل فيّ المستقبلّ لن اسمحّ له أبداّ بالفرارّ من فعلتهّ.. تماماّ كما قلت ليسّ كل ناسّ
قادرون على المسامحةّ و لأنني لست قادرا على فعل ذلكّ فسّوف أنتقمّ منه
شعرتّ ماري بالحيرة أكثر إذ أنها لم تدرك حتى الآن سبب هذا الحقد الغريب الذيّ يحتل قلبه و عقله بأكمله أنه يبدوا مهووسا بالقضاء على نايت لدرجةّ
تجعله مجنوناّ نظرتّ لطرفّ فنجان القهوة بقلة حيلة ثمّ عادت تنظرّ إلى ديميتري قد ملئها التوتر ، سألته بتردد
ـ لماذاّ ؟
رمقها بّبرود ألم تفهم الأمر بعد ؟ اقتربّ منها أكثرّ ثم نزعّ قـلنسوة من فوق رأسه مبعثراّ خصلات شعرهّ الأسودّ فيّ كلّ اتجاه لكي تظهر عينيه
الداكنتين الحادتين بشّرته البيضاءّ الشاحبة و ابتسامته الساخرةّ ، رفعّ كمه قليلاّ ثمّ أشـارّ بإصبعه إلى ذراعه المكشوفة التيّ تخللهاّ وشمّ ما صغيرّ
على شكلّ دائرةّ راقبته ماريّ بحيرة ثمّ نظرت إلى الوشم لقد رأته سابقاّ لكن أين ؟ إنها بالكاد تستطيعّ التذكرّ لكن شكلّ ديميتري يبدوا مألوفا أيضا
إنه شبيه لدرجة لا تصدقّ بـشخص تعّرفه تمام المعـّرفة ، لم تستطع ماري أن تصدق ما تراه و لم ترد ذلّك إكتفت بهز رأسها نفياّ بعدم تصديق لكيّ يتحدث
ديميتري بنبرته الماكرة
ـ إسم روزفلت ذلكّ ليس إلا مجرد تغـّطية هويتي الحـّقيقية ، هويتي التيّ لا أريد أن يكتشفها أحدّ حتىّ نايت بالرغم من عـّلمه بّوجودي إلا أنه رفضّ
كشف الأمر لصحافةّ إلى غاية وصولك أنتّ لأنه يريد الانتقام مني لاستخفافي بهّ و لمهاجمتي لكّ فقرر تعريضّ أملاكه وّ منصبه في شركة لبير للخطرّ ،
هل تعلمين من أكون ماري ؟ هيا يمكنك أن تحرزي فقد أعطيتك من تلميحات ما يكفي
هـزت رأسهاّ مجددا نفياّ ما الذي يتفوه به هذا الأحمق ؟ حينهاّ ابتسمّ ديميتريّ بكلّ سخريةّ من رفضهاّ التامّ لتقبل وقائعّ الحقيقةّ المـّطلقة بالرغم من
أن التلميحات التيّ أعطاها كافية لّكي تعلم الإجابة لكنهاّ لا تصدقّها ، اقترب أكثرّ منها و نظرّ إلىّ عينيهاّ بّهدوء ثمّ أشار علىّ نفسه قـّائلا بنبرةّ باردة
ـ أنا .. أدعى ديميتري ..
شهقتّ ماريّ بعدم تصديقّ ما الذيّ.. ؟ صمتتّ قدّ شحب وجههاّ كلياّ إنهّ لا يكذبّ كلماتّه كيفيّة نـطّقه نـظراتهّ الهادئةّ كلهاّ تخبرهاّ بصدّقه المـطلقّ كيفّ لها
أن تغفلّ عن أمرّ مثلّ هـذاّ ؟ كيف لهاّ عدم ملاحظةّ الأمر سابقاّ ؟، هـذاّ بالكادّ إنه خيالّ نـظرتّ إليه بّتوتر قالتّ بّعدم استيعاب
ـ أنت تمزحّ بالتأكيدّ ..
زمّ شفتيهّ بعبوسّ لماّذا يصعب عليهاّ تصديقّ ذلك ؟ إنه لاّ يكذبّ تنهدّ ثمّ وضع قلنسوة على رأسه ثمّ ارتدى قفازين جلديين بـّعد ذلكّ رمقهاّ بّبرود
إذ لاّ يوجد داعيّ لكشفّ ملامحهّ بعد الآن فقد فعل ذلك من أجل إقناعهاّ ، نظرّ لساعته بّهدوء لقد تبقت خمسّ دقائقّ فقطّ الوقت يقارب على الانتهاء
ـ ربماّ لا تعلمين لكنّ أمر كشفّ هويتي ليسّ صائباّ خصوصاّ و أنناّ .. هناكّ عدةّ أمور أخرىّ يجبّ أن تبقى مخفيةّ لا أرغبّ لصحافة بنبشهاّ، هناك
أمور ستنجم عنّ كشفي لهويتي
تنهدّ مجدداّ بّبرود مكملاّ كلامهّ
ـ لم يعد الأمرّ ممتعا بعد الآن ماري ،
لاّ هذّه الكلمات ليست صحيحة على الإطلاق كلاهماّ يدرك ذلكّ نـظراتّ ديميتري العابثةّ و ابتسامته السّاخرة كانتا تؤكدان كذبته الصّغيرة التي
ألقاها تواّ فيّ حين رمقته ماريّ بّهدوء هذّه الحرب التي بينهما لنّ تنتهي إلاّ عند فوز أحدهماّ و بالفوزّ يجبّ أن يدمر الشخصّ الآخر كلياّ يسلبه
كل ما لديه و يجعله عاجزاّ أجل هذّا هو الفوز ، قـّالت له ماري بنبرة هادئة
ـ إن كنت تريد مني أن أوقف نايت فهذاّ مستحيل لا استطيع التدخل في خططهّ ، يجب عليك أن تتحدث معه شخصياّ حول هذاّ و أن تنهيا الأمر كلياّ ..
رمقهاّ بنظراتّ باردةّ حادةّ هلّ تعتقدّ أنه كان سيأتيّ إنّ استطاعّ جعل نايت يعدل عن رأيه ؟ بكلّ تأكيد لاّ أجلّ هو يعلم جيداّ أن ماريّ لا تملكّ سلطةّ
و لا تستطيعّ إقناع الأحمقّ فيّ أي حال من الأحوالّ ، أجلّ ربماّ ستكشفّ هويته للعلن فيّ النهايةّ لكن لم يدّع الأمر يمر مرور الكرامّ ،
قال بنبرة هادئة
ـ دعيني أصيغ الأمر بطريقة أخرى أفضلّ لك لاستيعابها، أنـا لن أدعّ نايت يفلت دون عقاب سّأحرص على كشف أوراقي أيضا و سأجعل بطريقة
أو بأخرى المجلس بأكمله يرفضه سيطرد من شركة لبير و لن يستطيع الحصول على قرش واحد من ماكاروف سأجعل ويليام يغرق في الديون و
سأحرص على أنن تقضي فلورا حياتها بأكملها في السجن سأجعل كل شخص قريب منه يعاني .. سأبعدك عنه بطريقة ما ماري سيعود تماما كما
كان وغد وضيع لا نسب له يشحذ من الغير
تهـديده كان صريحا و واضحاّ للغايةّ لا مجال لنقاش فيه إذ أن نايت لن يمر مرور الكرام بعد أن يكشف هوية ديميتري الذي يسعى جاهدا لإخفائها
لا أحد يعلم لما يخفيها و لما يريد البقاء ميتا في أنظار العامة ؟ زمتّ شفتيها بّغير رضى تـبا له كيف يستطيع أن يملك هذه الثقة المطلقة و مصيره
يقع بين نعم أو لا في قرار نايت القادم هـذا لا يصدقّ ، قالت له بنبرة لطيفة
ـ ديميتري تلك الأوراق التي تتحدث عنها أنا أعرفهاّ جميعاّ .. أوّ يجدر بيّ القول أولائك الأشخاص ؟ الدخلاء الذين تستعين بهمّ من أجل تنفيذ
أعمالك القذرة ؟
كانتّ هي الأخرى تبدوا هـادئة للغايةّ مبتسمةّ كعادتهاّ و تتحدثّ بلباقةّ لقد تغيرت قـليلا فسابقا كانت لترتعب فيّ حضوره لكنها الآن تنافسه
و تجادلهّ، قطب حاجبيه إثر كلماتها و اسند ذراعه على الطاولة قائلا بابتسامة ساخرة
ـ حقاّ ؟ أنا أشك في ذلكّ ، على أي حال إن الوقت يداهمنا عزيزتي و لن يتسنى لنا معرفة بعضنا البعض أكثرّ لذلك دعينا نصـلّ إلى المفيد و
الغاية من هذا اللقاء ، ماري أريد منك أن تعيدي أليكساندر إلي
نظرت إليه بدهشة يريدها أن تعيد أليكساندر إليه ؟ لكن .. إنها لا تملك حق القرار لكنها تعلم جيدا أن أليكس يرفض العيش مع ديميتري لقد كان
الأمر واضحا عندما قرر الهرب معهاّ ، ترددتّ لوهلة من الزمن قبل أن تهز رأسها نفيا قائلة بهدوء
ـ لا آنا أسفة لكن هـذا مستحيل لقد صار أليكس جزءا مهما من حياتي أرفض التخلي عنه لذلكّ لن استطيع تلبية طلبكّ ..
ـ ماري عزيزتي ذلك لم يكن طلباّ و إنما أمرّ .. أنت لا تملكين حق الرفض أو القبول
كلماته كانتّ حادة جداّ غـّاضبة نوعا ما أن تتجرأ هذه الفتاة برفض أمره إنه يجعله غـاضبا لدرجة لا تصدقّ تـبّا كم يّكره النـاس الذين لا ينفذون
أوامره يجدر به قتلهم فوراّ ، ابتسم ببرود لقد كان يعلم أنها ستقول ذلكّ لذا و بحركة سريعة تقدم منها مسرعا رافعاّ منديلا ناحية فمهاّ لكي تبتعد
هي بسرعة أيضاّ قد احتدت عينيها من الغـضبّ ، وقفت كلير بتردد تنظر إلى الهاتف و هي تلاحظ مدى توتر الجو بعد ذلك خرجت بخفة كي تجري
اتصالا سريعاّ في حين قالت ماري بحدة
ـ أنت حقا لا تتقبل كلمة لا ؟ أنا لن أنفذ أي أمر من أوامرك ديميتري لست تابعة لكّ و لن أخدمك مهما كلفني الأمرّ و لا لن تنطلي علي نفس
الحيلة مرتين ..
زم شفتيه ببرود و أمال رأسه قليلا للخلفّ قبلّ أن يرفع يده مجددا حينها تدخلّ كل من رجاله و حراس ماري في شجـار عنيفّ بينماّ ركض جونسون
خارجا بعد أن لاحظ غياب كلير عن أنظاره في حين اقترب ديميتري من ماري بسخرية من المستحيل لها الفرار ليس بعد أن أتت إليه بنفسها
قطبت ماري حاجبيها ثمّ سحبت مسدسا من معطفها الأحمرّ و وجهته ناحية ديميتري قد بدت جادة ، تحدث ديميتري بتهكم
ـ يا الهي الا تعلمين ما ذلك الشيء الذي تمسكينه بيدك ماري ؟ بحق السماء كلنا نعلم أنك لن تكوني قادرة على استعماله لذا ابعدي يدك جانبا و
تعالي معي إن أتيت معي حينها سيأتي أليكساندر إلي من تلقاء نفسه و هكذا اكسب عصفورين بحجر واحد .
رمقته بحدةّ لا لن تتردد في استخدامه كتمت أنفاسها و هي تغـلق عينيها بّتوتر محاولة الحفاظ على أعصابها تـبا حراسها جميعا مشغـّولين بعراك
عنيف مع رجال ديميتري و جونسون غادر في محاولة للبحث عن كلير المفقودة بينما هي تقف هنا تمسك مسدسا توجهه ناحية هذا الرجل ،
ـ سيكون الأمر صعبا عليك هذه المرة ديميتري سأحرص على ذلك ،
زمّ شفتيه بعبوسّ واضحّ ثم اقترب منهاّ خـطوةّ للأمام كيّ تتراجعّ هي ضعفّ خطواته للخلفّ كانت تبدوا مرعوبة إذّ لابد من كون ذكريات غير
محببة داهمتها كـذكريات سجنها فيّ تلك الغـرفة طوال شهريين متتالين ، أغلق جفنيه لوهلة من الزمن ثمّ قال بنبرة باردة
ـ و كيف ستفعلين هذا ماري ؟ بالنحيب ؟
رمقته بغضبّ شديد فتقدم ناحيتها أكثر و بحركة مفاجئة سريعة أمسك ذراعها التي تحمل بها المسدس ثم دفعها ناحية صدره بخفة و أدارها لكي
يرتطم ظهرها بصدره ثم رفع يدها عالياّ و نزع المسدس بخفة قبل ان يتسنى لها أن ترمش حتىّ شحب وجهها كلياّ و هي ترى مدى قربه الشديد
منهاّ تشعر بأنفاسه الباردة فوقّ رأسهاّ همس لها بنبرة هـادئة
ـ لا أعلم لما لكن أملك هـذا الإحساس الغريب الذي يجعلني أريدك بشدةّ يسيطر عليّ في كل مرة أراك فيها و لم أعد قادرا التحكم به ، أريدك
بشدة ماري سأفعل المستحيل لكي أمتلككّ .. أمتلك حبك القوي هذا لنايت و أجـعله بائسا

لا يجب قول لا لفخامتك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن