البارت84

128 8 0
                                    

كلماته كانت غـريبة مليئة بّالرغبة في التحكمّ و التـملك كم بدى شبيها في هذه اللحظة بإليزابيثّ أن يرغب في امتلاك حب شخصّ لاّ بل حياة شخص
بأكمله فقطّ لأن ذلك الشخص يحب خصمه ؟ أي مرض أي جنون هو هـذا ؟ شعرت بقدميها ترتجفان على وشك أن يخذلانها عنـدماّ فتحّ بـاب المطعم
على وسعـه كي يدخل فـرانسوا و بـرفقته كلير المختبئة خلفه بخوف شديد كذلكّ نـايت فـارسها في درعه اللامعّ حالما وقعت أنظار ماري عليه
حاولت التملص من قبضـة ديميتري و هي تكتم صيحتهاّ ، نـظر إليها ديميتري بإستياء ثم قال بغيض
ـ هل أخبرت نايت بلقائنا ؟ هل أنت غـبية أم ماذا ؟ أيتها الحمقاءّ
كان وجههاّ شاحباّ للغـّاية لا هي لم تخبرّ نايت بلقائها بهّ فقطّ بمكان اللقاءّ و بشخصّ ماّ لم تذكر إسم هذا الشخص على الإطلاقّ لكن هاهو يقف
هنا أمامهاّ بنـظراتهّ الـّباردة الحادة يضع كلتا يديه فيّ جيب معطـّفه ، خصـلات شعره الأسودّ مبعثرة فيّ كل إتجاه وقفته الجادةّ جعلتها تدرك أنه
على وشك تأنيبهاّ عندماّ فجأة رفـعّ ديميتري ذقنهاّ قـائلا بابتسامة ساخرة محدثا فيها نايت
ـ لقدّ أتيت فيّ الوقت المناسّب نايت فقد اعترفت بحبي لها تواّ ..
قبلّ أن تدرك ماريّ ما الذيّ يحدثّ رفع ديميتري ذقنها أكثرّ ناحيته لكي يخفضّ رأسهّ مستعداّ لتقبيلهاّ حينهاّ دوى صوتّ عيار ناريّ لكي تتجه
الأنظار بصدمة لنايت الذيّ يرفع مسدسه إلى ديميتريّ ، سارعتّ ماري بالابتعـّاد عنهّ ملامحّ الصدمة باديةّ عليهاّ عندّها اقتربّ نايت منـّهما ببرودّ
وقف أمام ماريّ قـائلا بنبرة بـاردة
ـ أنـا فعلا مستاء منكّ ديميتري لماذا تنفك تخيب ظّني ؟
رفـعّ مسدسه بّقلة حيلة ثمّ أشار ناحية ديميتريّ الذيّ بدوره كان يشير المسدس نحوهّ بقياّ هكذا لوهلة من الزمن ثمّ أخفض كلاهماّ المسدسّ في
نفسّ الوقتّ بـّعد ذلكّ أمال ديميتري رأسه قليلّا لجونسون الذيّ أومأ بالإيجاب و هوّ يخرج بّرفقته حـرسّ ماري و فـرانسوا أيضاّ كلير بينماّ فضلت
ماري البقاءّ ففي النهاية هي من خططتّ لهذا اللقاءّ ، بـّعد خلو المطعم إلا من ثـلاثتهمّ تحدث ديميتري بّسخرية
ـ هاّ هو الفارس يأتي بدرعـّه اللامعّ لحماية أميرته تـّوقيتك ممتازّ فعلا نايتّ ..
نـظر إليه نايت بّبرود ثمّ ابتسمّ متهكماّ هو فـارسّ لحمـّاية أميرته رمـقّ ماريّ التي خلفه بهدوءّ لقدّ كانت تبدوا جـّادة لكنهاّ و بنفس الوقت خـائّفة
بالطبعّ أوليس الـرجل الذي تواجهه خاطفها سابقاّ ؟ تنهدّ بضّجر و سئمّ من تصرفات ديميتري الغـريبة لكي يتحدثّ بنبرته المتململة الـمبحوحةّ
ـ ترفضّ هـدنة بينناّ لكنكّ تحاول أن تضع هـدنة مع ماري تتخللني أنا ؟ أيّ أحمق أنت ؟
نـظرتّ ماريّ إلىّ ذراع نايتّ الذيّ يسحبهاّ خلفهّ ثمّ قطبتّ بّغير رضى قدّ احمرت وجنتيها خجلاّ تـباّ لا تريدّ لهذاّ أن يحدثّ هزتّ رأسهاّ نفياّ محاولةّ
أنّ تّنزعّ تلكّ الأفكارّ منّ ذهنهاّ حينهاّ تقدم ديميتري ناحيتهاّ قائلاّ بنبرة بـّاردة
ـ تـّلك الهـدنة تخصنيّ أناّ و ماري لا شأن لكّ بهاّ لذا من فضلك أنت تعرقلّ اجتماعناّ غـّادر
شعرتّ ماريّ بنظراتّ ديميتريّ تنصبّ نحوهاّ فّارتجفّ جسدهاّ لا ّإرادياّ ماّ الذيّ يريده منهاّ ؟ أحقاّ الأمرّ يتعلقّ فقطّ بّهدنة أوّ أكثرّ بذلك بّكثيرّ ؟
اقتربت من نايت و أمسكتّ معـطفّه من الخلفّ تـباّ نـظراته غير عـّادية كّأنها تخترقهاّ بينماّ رمقـّه نايتّ ببرودّ ثمّ قـّال بنبرة بـّاردة مبحوحـةّ
ـ هـذه الفتاةّ إنهاّ ملك ليّ كل شيءّ يتعـّلق بهاّ لي شّأن فيه و هـذا يتضمنّ حديثهاّ معك أيضاّ، لـذاّ أغلقّ فمـك فقد بدأتّ فعلاّ تثير أعصابيّ
قطبتّ حاجبيهاّ بغيرّ رضى إذ بمجردّ أنهاّ قدّ وقعتّ عقداّ معه لاّ يعنيّ هـذا أنه يستطيعّ التحكمّ فيّ أي شيءّ بحياتهاّ لكنّ طريقتهّ فيّ قولّ ذلكّ لو
لمّ تكنّ تعـّرف نايتّ جيداّ لقالتّ بّأنه يشعرّ بالغـيرّة ليسّ لأنه يحبهاّ و إنماّ لأن ديميتريّ يوليهاّ إهتماماّ بطريقةّ غـريبةّ فكرتّ قليلاّ بّأسى لاّ هـذا
مستحيلّ ما الذيّ دهاهاّ لا يجب عليهاّ أن تفكرّ هـكذاّ فيّ هذاّ الوقت هزت رأسهّا نفياّ ثمّ قـالتّ بنبرةّ متوترةّ
ـ نايت من فضـلكّ توقف ، أنـا من طلبتّ لقاءّ ديميتري فقطّ استجاب لطلبي و الهـدنة من اقتراحي أنا أيضاّ لذا .. أيمكنك الابتعـّاد جانبا ؟
استـدارّ نايت ناحيتهاّ يرمقهاّ بصـدمةّ في حين ابتسمّ ديميتريّ بكلّ سخريةّ بينماّ لم تنتظرّ ماريّ إجابته فقدّ تقدمتّ هيّ للأمـّام قدّ علتّ ملامحهاّ
الرقيقةّ صفةّ الجدّ و الحـزّم هي تعلمّ جيداّ بألاعيبّ ديميتريّ إنه ذكيّ ذو دهاءّ ماكرّ و يفوقهاّ قوة فيّ كل شيءّ لكن لن تسمح لهذاّ بّأن يجعلها تتراجع ،
أحكمتّ القبضّ على معطفّها الأحمر محاولة أن تتماسكّ قليلاّ و هي تقولّ بنبرةّ جادةّ
ـ أنـا أسفة لا استطيّع تلبية طلبكّ بعد كلّ شيءّ و أعتقدّ أننا لن نصل إلىّ تسوية بينناّ أيضاّ طريقةّ تفكيرناّ و طـريقة فعلناّ للأمور مختـّلفة بفرقّ شاسعّ
أسفةّ لأنني أضعتّ وقتكّ لذاّ أرجوا المعـذرةّ
انحنتّ بهدوءّ فيّ حين علتّ الدهشة ملامحّ ديميتريّ تـباّ لولاّ تدخلّ نايتّ لكان استطاعّ الحصولّ عليهاّ تـباّ ، تـبّا إنه يرفضّ أن يهزمّ من قبله لا ليسّ
مجدداّ خطىّ للأمامّ بسرعة و أمسكّ معصمهاّ كيّ يجعلها تستدير ناحيتهّ و فيّ غـمضة عين اقتربّ منها قـالّ بهدوءّ
ـ سوفّ أقبلّ بكل شروطكّ فقط إن أتيت معيّ أنت و أليكساندرّ سوف أقبلّ بكل شروطّك ..
قـبلّ أن تـجيبه ماريّ بشيءّ تدّخل نايت مجـدداّ و هوّ يدفعه بعيداّ عنهاّ رمقهاّ بنظرةّ حادةّ خطيرةّ قدّ ضاقّ ذرعاّ بتصرفاتهاّ ثم عـّاد ينظرّ ناحية
ديميتري ماّ الذيّ يظناه ؟ سيّجلس فيّ المقعد الخلفيّ بينماّ هماّ يتناقشان حولهّ ؟ فيّ حين قطبتّ ماري حاجبيها و هي تقول بنبرةّ هادئة
ـ لا أستطيعّ أن أثقّ بكلماتكّ ديميتريّ لكنّ إن ..
ذلك ... ما هـذا الغضبّ الذي يشعرّ به ؟ كلماتهاّ نبرتهاّ صوتهاّ كل شيءّ الآن بهاّ يثيرّ غضبهّ لماذاّ تتدخل فيّ شؤونه ؟ لماّ بحقّ السماءّ لا تلتزمّ
بأوامره هذّه الحمقاءّ، صـّاح بها بنبرةّ غـاضبة جعلتهاّ ترتجف قدّ شحب وجههاّ كلياّ من الصدمةّ
ـ أخرسيّ ماري.. فقطّ لأننيّ ألتزم الصمتّ لا يعني هـذاّ أننيّ موافقّ على تصرفاتك البلهاءّ بكلّ تأكيدّ لم أنسى حادثـة اختفائك أيضاّ تصرفكّ من دونّ
علميّ لذاّ أغـلقي فمكّ ..
كتمتّ دموعهاّ و هيّ تستجيبّ لأمرهّ عندّما استـدار نايت ناحيةّ ديميتريّ قدّ بدّ غـاضباّ للغـّاية عينيهّ احتدتاّ قد إزدادّ لونهما عمقاّ شفتيهّ القـاسيتينّ وّ
ملامحهّ الحادةّ ، تّحدث بنبرةّ مبحوحةّ غـاضبةّ
ـ أنا في غنى عنّ أيّ هدنة تقدمهاّ أو أيّ عـرضّ لقدّ أخبرتكّ سابقاّ بشروطيّ و أعطيتكّ مهلة محددةّ أيضاّ لكنكّ رفضت الانصياعّ ليّ لذلكّ مهما قلت
مهماّ فعلت و مهماّ تحاول أن تفعلّ فلن تغير من قراري إنش هويتكّ ستكشفّ وّ أسراركّ ستكشفّ سّأحرص على ذلكّ حتى لو عنى الأمر ّسقوطيّ معكّ ،
ابتسمّ ديميتريّ بـّهدوء قدّ تبادلاّ نـظرات الحـّقد و الـكره سقوطهماّ معـّا لاّ بأسّ بهذّه الفكرةّ لكنّ من سيسقطّ أولا تـّرى ؟ منّ سيّهزم أولا وّ منّ سيدمر
أولا ؟ هزّ كتفيه بـعدم اهتمامّ ثمّ نظرّ لماريّ التيّ تّكتمّ رغـبتهاّ فيّ البكاءّ قدّ احمرت وجنتيهاّ بعدّ ذلكّ رمقّ نايت بطرفّ عينه قدّ بدتّ عليه علاماتّ
السخريةّ ، سارّ بخطواتّ كسولةّ قم وقفّ بجانبهّ لكيّ يميل قليلاّ ناحية أذنه قـائلاّ بنبرة هامسةّ
ـ عندّما تهتـّم تفقدّ لمستكّ ،
ربتّ على ظهر نايتّ بتهكم و غـّادر خـّلفه حراسـهّ برفقتهمّ جونسونّ فيّ حين كان جسدّ نايت بأكمله يرتجفّ غضبّا عنـّدما تهتمّ تفقدّ لمستكّ كانّ
هـذاّ إحدىّ الكلماتّ التيّ اتخذّها نيكولاسّ كّمبدأ له ، سابقاّ قالّ له نيكولاسّ لكيّ يرميّ كلّ شخصّ خلفهّ ماضيهّ و جميعّ منّ رفـّضه من بينهمّ هوّ
نفسهّ قطبّ حاجبيه بّغضبّ و الآن يخبرّه ديميتري بذلكّ ضربّ طـّاولة بّقوة قدّ فقد أعصابه كلياّ تـباّ ، أمسكّ برأسه قدّ داهمه ألمّ شديد جلسّ على
الأرضّ مستندا على ركبتهّ قدّ ظهرت صفة الألم عليه ركضت إليه ماري مسرعـةّ منادية إيّاه لما وقف مجدداّ رمقها بحدةّ لم يختفي ألمه كلياّ ثمّ
غـادر هوّ الآخر لكيّ تبقى لوحدّها في ذلك المطعّم أخفضت رأسهاّ للأسفلّ قدّ أخذت دموعها بالنزولّ ، همست لنفسهاّ
ـ رغم كل ما حدثّ أنا لم أحقق شيئاّ لم أستطعّ أن أساعدّه

لا يجب قول لا لفخامتك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن