البارت80

139 11 0
                                    


[ ْ~ مـقابل ثمن ~ ]

سمـاءّ لندن تحملّ نجـّومهاّ للامعـةّ بارزةّ منّ خلفّ الغـيومّ الرماديةّ كذلكّ كان القمرّ قدّ سطعّ ضوءّه كّمنارةّ أملّ لذلكّ لطفلّ الصغيرّ
قدّ أخذتّ عينيهّ تجولان فيّ أرجاءّ دون هوادةّ راسماّ على ملامحهّ ابتسـامةّ جميلةّ مليئةّ بالراحـةّ ،مدّ أنامله الصغيرةّ من الشـرفةّ
للأمامّ أكثرّ كمّ كانتّ سعادتـهّ كبيرةّ لاّ توصفّ لمّ يشعرّ هكذا قبلاّ قلبه لم يكن بهذّه الخفـةّ كّأنه يلامس السماءّ ،
حـلمه قدّ تحققّ أخيراّ و لم يكنّ بحاجةّ إلاّ لدفعةّ من قبلهّ دفعة مليئة بالشجاعةّ الآن لمّ يتبقىّ له سوىّ تحقيقّ شيءّ آخرّ يدور فيّ باله
و لوّ استطاع فعلا أن يفعل ذلكّ لماّ احتاجّ شيئاّ بعدها ، رفعّ يدهّ بهدوء و وضعهاّ خلفّ عنقهّ تلكّ العـلامةّ التيّ تحددّ هويتهّ ..
فتّح بابّ غـرفتهّ فجـأةّ فّنزع يده بإرتباكّ و نظرّ ناحيـةّ القادمّ لم يكن هناكّ أحدّ ليزوره بمثلّ هذه الساعةّ لمّ تكنّ سوىّ مـاريّ المبتسـّمة
بّسعادةّ بينّ يدّيها تّوجدّ علبةّ كبيرةّ نوعاّ ماّ وّ برفقتهاّ سوزيّ التيّ تبتسمّ بدورهاّ شعرّ بالإرتباكّ وّ آمالّ رأسه قليلا حينماّ وصلتاّ إليهّ
فجّأة أطلقت سوزيّ صفّارة ماّ وّ تلاحت أشـّرطة ملونةّ فيّ كلّ مكانّ لتتحدثّ الفتاتينّ بمرحّ
ـ تّهانيناّ ..
نـظرّ إليهماّ و قدّ تاهّ علىّ أثرّ تصرفهماّ الغيرّ مفهومّ فاليومّ بكلّ تأكيد ّليسّ عيد ميلاده بينماّ قدمتّ له ماريّ العـّلبة بحمـّاس فـّأخذهاّ مستغرباّ
ثمّ قامّ بفتحهاّ لكيّ يجدّ بداخلهاّ الـزي الـرسميّ لمدرستهّ الجديدةّ شهقّ بّدهشةّ و تفحصهّ بعينينّ واسعتينّ كانّ لونّ السترةّ قرمزيّ معّ
سروالّ أسودّ و حذاءّ طّويل نوعّا ماّ يناسبّ فصلّ الشتاءّ أيضاّ قميصاّ أسودّ و ربطةّ صـغيرةّ زرقاءّّ كتمّ دموعهّ و هوّ يمسكّ الملابسّ بّشدة
إنهاّ المـرّة الأولىّ التيّ يتّلقى فيهاّ هديةّ نهيكّ عن أنّ هذهّ الهديةّ هي دخولّه للمدرسةّ ، زمّ شفتيهّ محاولاّ منعّ نفسه من البكاءّ ثمّ انحنى
بّارتجافّ قائلاّ بنبرتهّ المبحوحـةّ
ـ أنـاّ .. لا أريدّ أن أثقلّ عليكمّ أكثرّ لذاّ .. لكنّ .. شكراّ جزيلاّ لكماّ ، شكراّ .. أنـاّ شـا
توقفّ عنّ الحديثّ و هوّ يضعّ يده علىّ وجههّ ليبدّأ بالبكاءّ بصوتّ عاليّ قدّ فقدّ سيطرّته علىّ نفسهّ فّنظرتّ إليهّ سوزيّ بّشفقةّ ثمّ أشاحتّ
نظرهاّ ناحيةّ ماريّ المبتسـّمة بحنانّ بعدّ ذلكّ مدتّ ذراعيهاّ ناحيتهّ و بحركـةّ بسيطةّ منهاّ جلست علىّ ركبتيهاّ لتأخذّه إلىّ أحضانهاّ فتشبثّ
أليكساندرّ فيّ قميصهاّ مـّرة الأولىّ التي ينتسب فيهاّ إلىّ مدرسةّ يحظي بّزي جميلّ قـّلبه لاّ يحتملّ كل هذاّ يخشى أنّ لاّ تدوم سعادتهّ طويلاّ
و تقشعرّ أبدانهّ خوفاّ لعلمهّ أن هذّه السعادةّ لن تكونّ سوىّ مؤقتةّ قبلّ أنّ يأخذهاّ ديميتريّ منهّ تماماّ كماّ فعل طوالّ حياته ، تحدثتّ ماريّ
بنبرةّ مازحةّ
ـ مـاذاّ بك أليكس ؟ هلّ تكرهّ الدراسةّ إلىّ هذاّ الحدّ ؟ لو كنتّ أعلمّ لماّ ..
هـز أليكساندر رأسهّ نفياّ بشدةّ فضحكتّ الفتاتين علىّ ردة فعله الرافضةّ لكلامهاّ بينماّ ابتعدّ أليكس عنّها بّإحراج شديدّ قدّ احمرت وجنتيهّ
خجلاّ فأدارّ وجهه بعيداّ عنهماّ بكبرياءّ نـظرتّ إليه ماريّ بإستغرابّ لوهلةّ قدّ بدى لها هذّه اللحظةّ شبيهاّ بشخصّ ماّ فّأمسكتّ وجـههّ فجأةّ
لكيّ يزدادّ إحراجّ أليكساندرّ حينماّ أدارتّه للجهة الأخرىّ و هيّ تّنظر إلىّ تلكّ العلامةّ أسفلّ رقبتهّ منّ الخلفّ كانتّ غـريبةّ للغايةّ لكنهاّ مألوفة
لهاّ بطريقةّ ماّ فقالتّ ماريّ بّقلق
ـ أليكس ما هذاّ الشيء ؟
ارتبكّ الأخيرّ بشدة و وضعّ يده علىّ ذلكّ الوشمّ مبتعداّ إلّى الخلفّ فّتداركتّ ماريّ الأمرّ إذّ أنّ أليكساندر كان يعيشّ برفقة ديميتريّ و الأخيرّ
رجل غريبّ جداّ متوحشّ لاّ عجبّ أنهّ وضع هذاّ الوشمّ على هذاّ الفتىّ الصغيرّ لكن لماّ ؟ وّ ما الذيّ تعنيه هذّه العلامـةّ ؟ تبدواّ أصليةّ كأنهاّ
ترمزّ لشيءّ ماّ في حين قطبتّ سوزيّ حاجبيهاّ مستغربةّ ذلكّ الـوشمّ لقدّ سبقّ لها و أن رأتهّ لكن أينّ ؟ لما يبدوا لها مألوفاّ ؟ ابتسمتّ
ماري بإرتباك و هيّ تهز يديهاّ ببلاهـةّ
ـ كمّ يبدوا رائـعاّ سوفّ تأسرّ قلوبّ الفتيات بهّ .. عـزيزيّ طفلّ مذهلّ
نـظّرتّ إليهاّ سوزيّ بإستغرابّ و هيّ ترىّ ماريّ تبتسمّ ببلاهـتهاّ تّصنعّ سيناريوهاتّ عنّ حبّ أليكساندر الأولّ و كيفّ ستكونّ مواعدتّه أيضاّ
الفتاّة المناسبةّ له ألمّ تنسى شيئاّ مهماّ ؟ ماذا عنّ الدراسة ؟ يبدواّ أنّ ماريّ لا تحفلّ بذلكّ على الإطلاقّ فهاّهي تتحدثّ بحماسّ عنّ كلّ شيءّ
و أيّ شيءّ عدى الدراسةّ ، قطبتّ سوزيّ و هزتّ رأسهاّ نفياّ بتعجبّ فكيفّ لها أنّ تكونّ زوجـةّ نايت ؟ إنهماّ مختلفانّ جداّ نايتّ رجلّ عمليّ
بـّارد يدرسّ كلّ شيءّ قبلّ أن ينفذهّ بينماّ ماريّ عكسهّ تماماّ عـّاطفية للغايّة وّ تتبعّ قلبهاّ فيّ خطواتهاّ ..
تنهدّت قدّ تذكرتّ ماّ قـّاله فرانسواّ البـّارحة أنهّ يتوجبّ عليهاّ أخذّ حذرهاّ و هي تراقبّ ماريّ فالأخيرةّ بالرغمّ من منـظرهاّ الوديعّ إلاّ أنهاّ
ليستّ كذلكّ على الإطلاقّ فّهي لحوحةّ جداّ تّجعل الشخصّ ينفذّ طلبهاّ رغماّ عنهّ تماماّ كما فعلّ فرانسواّ و أخذّها إلىّ مدينةّ الملاهيّ ، إنهاّ
تعلمّ جيداّ أن ماريّ لم تذّهب إلىّ هناكّ فقطّ لتروحّ عنّ أليكساندرّ وّ كليرّ أيضاّ نفسهاّ بعدّ كلّ الذيّ عـّانتهّ لكنّهاّ تلقيّ بّحذرها أدراجّ الرياحّ و
تتصرفّ بلا مبالاةّ ألاّ تدركّ أن أعينّ الكلّ تتجه إليهاّ ؟ تّأوهتّ سوزيّ بألمّ ممسكةّ رأسهاّ و هي تستمعّ لحديثّ ماريّ الحماسيّ
ـ و هنـّاك وقتّ الغذاءّ أراهنّ أنّ كل الفتيات سيريدّن أنّ تغذين معكّ وّ سيحاولنّ جعلكّ تتذوقّ غذائهمّ أيضاّ ستكونّ هناكّ اعترافاتّ بحبهنّ لكّ ،
عـّزيزي فتىّ وسيمّ لذلكّ بتأكيدّ ستحصلّ على الكثيرّ من الحلوىّ فيّ عيدّ الحبّ وّ ..
احمرّ وجهّ أليكساندرّ أكثرّ و تلعثمّ محاولاّ أنّ يجعلّ ماريّ تصمتّ بينماّ أخذتّ سوزي تحاولّ سحبهاّ بعيدا عنهّ و هيّ تـّخبرهاّ أن موعدّ نومهّ
قدّ حانّ ، ردّ أليكساندرّ بإحراجّ
ـ مـاري .. أنا لا أهتمّ بّمثل هذّه الأمورّ إنهاّ .. ستجعلّ الشخصّ ضعيفاّ
لقدّ كانتّ كلماتهّ هـّادئةّ صادقة لاّ مجالّ لنقاشّ فيهاّ كّأن قّانونّ من قّوانينّ الطبيعةّ فقطبتّ ماريّ حاجبيهاّ مستغربةّ أقالّ أن هذّه الأمورّ تجعلّ
الشخصّ ضعيفاّ ؟ لاّ تدريّ لماّ لكنهاّ تذكرتّ ديميتريّ فوراّ ، ذلكّ الرجلّ يظنّ أيضاّ أنّ الحبّ أمرّ سخيفّ و أنّ المالّ يستطيعّ شراءّ كلّ شيءّ
حتىّ القلوبّ تنهدتّ بّقلة حيلةّ ثمّ أجـابتهّ بابتسامةّ حالمّة
ـ لاّ علىّ الإطلاقّ أنظرّ إليّ فقطّ .. أنـّا واقعة فيّ الحبّ و هذاّ يجعلنيّ أقوىّ
لاّ بلّ بالأحرىّ جّعلها غـّبية هذّه كانتّ فكرتهماّ و هماّ ينظرانّ إليهاّ قدّ كانتّ تبتسمّ بّلطفّ عندّها ضاقّ ذرعّ سوزيّ لكيّ تمسكّ ماريّ من معصمهاّ
مرشدةّ إياهاّ للخارجّ و هيّ تؤنبهاّ على زرعّ مثلّ هذّه الأفكارّ بّعقل أليكساندرّ و أنه كانّ يتوجبّ عليهاّ تشجّيعه علىّ الدراسةّ لاّ علىّ المواعدةّ
و هو فيّ هذاّ السن توقفتّ ماريّ متمسكةّ بالمقبضّ لماّ تحدثتّ سوزيّ بغضبّ طفيفّ
ـ سيدتيّ أرجوكّ.. لنغادرّ أنتّ تلوثينّ عـّقله
شهقتّ ماريّ برعبّ و نـظرّت ناحيةّ أليكساندر الذيّ كانّ مطأطّأ الرأسّ بإحراج شديدّ بالرّغم من عـمره الصغيرّ إلاّ أنّ له عـّلم بمثلّ هذّه الأمورّ
تلكّ الأشياءّ التيّ تجعلّ الرجلّ ضعيفاّ فقدّ حرصّ ديميتريّ علىّ تلقينهّ إياهاّ ، حينما لمحتّ ماريّ الإحمرارّ الطفيفّ الذيّ علا خدّيه نـظرتّ إليهّ
بّحماس قدّ أسرّ قلبهاّ لكنهاّ تمالكتّ نفسهاّ و هيّ تتحدثّ بّمرح
ـ حسناّ .. أناّ أدرك ذلكّ لذلكّ أليكساندرّ ليسّ مسموحاّ لكّ بمواعدّة الفتياتّ أوّ الخروجّ بمواعيد ّغراميةّ إلىّ غـايةّ سنّ ماذاّ ؟ .. ثالثـةّ عشرّ
ضربتّ سوزيّ جبينها بّقوة بينماّ ابتسمتّ ماريّ بلطفّ شديدّ و هيّ تغمزّ له هامسةّ لهّ بّأن لاّ يهتمّ و أنّ بإمكانهّ مواعدةّ من يريدّ حينما يريدّ
قطبتّ سوزيّ بّعصبيةّ و جذبتّ ماريّ من خصرهاّ قاّئلة بحدةّ
ـ سيدتيّ لقدّ حان موعدّ نومكّ لذلكّ غادريّ
ضحكتّ الأخيرةّ بّخفةّ و لوحتّ له مودعة بعدّ ذلكّ رافقتهاّ سوزي إلىّ غايةّ غرفتهاّ و حرصتّ على أنّ تراهاّ تدخل مغـلقةّ البابّ خلفهاّ لكيّ تتنهدّ
براحةّ متجّهة لتنفيذّ أعمالهاّ الأخرىّ لا عجبّ أنّ فرانسواّ قدّ حذرهاّ من ماريّ فبالرغّم من أنهاّ تبدواّ لطيفةّ و وديـعةّ إلاّ أنهاّ تتصرفّ بلاّ تفكيرّ
فيّ كثيرّ من الأحيانّ و لاّ تستجيبّ إلىّ الأوامرّ كمـّا أنهاّ تقولّ ما فيّ بالها دونّ أنّ تفكرّ و لو لثّانية ، ذلكّ ماّ يجعل من مهمةّ حراستهاّ و
مـّراقبتها أمراّ صعباّ ..
بينمـّا و حالماّ كانتّ ماريّ لوحدّها اختفتّ تلكّ الابتسـّامة التيّ علتّ وجههاّ طوالّ اليومّ اتجـّهت إلّى غـّرفتهاّ أو بالأحرىّ غـّرفة الملابسّ سابقاّ
ثمّ أغلقتّ بابّ خلفهاّ بقوةّ ارتدتّ فستاناّ أبيضّ اللونّ بّخفة بعدّ أنّ أخذتّ حماماّ سريعاّ ينعشهاّ قليلاّ لكيّ تجلسّ علىّ سريرهاّ حملتّ حقيبتهاّ و
أخرجتّ حـاسوباّ كانتّ قدّ اشترتهّ فيّ طريقّ عودتهاّ وضعتّ نـظارتيهاّ وّ قدّ تغيرت ملامحهاّ كلياّ فقدّ صـارتّ جـّادةّ وّ حازمـةّ ، إن أرادتّ أنّ تنجحّ
هذّه السنةّ فيجبّ عليهاّ أن تبذلّ جهدهاّ ..
زمتّ شفتيهاّ و رفعتّ خصلات شعرهاّ البنيّة بعيداّ عنّ مرمىّ نظرهاّ لاّ تملكّ وقتاّ لتحصرّ على حالهاّ فّنايت بكلّ تأكيدّ لن يهتمّ بّها سواءّ كانتّ
حزينةّ لرفضّه لها أوّ تبتسمّ ببلاهـةّ كمجنونـةّ ، همستّ لنفسهاّ بّغيضّ و هيّ تـرىّ تلكّ الكميةّ من البحوثّ التيّ يتوجب عليهاّ فـعلهاّ
ـ تـّبا .. كيفّ سّأنجح فيّ المهلة المحددةّ ؟ .. ماّ الذيّ تفعلينه ماري ؟
تنهدتّ و رمتّ بجسدها علىّ السريرّ و هي تنظر ّللسقفّ فعـلاّ ماّ الذيّ تحاول أن تثبتهّ ؟ ماّ الذيّ تفعله فيّ ظرفّ هـذّه الأحداثّ ؟ فـلورا تحتاجهاّ
إلىّ جانبهاّ لكنهاّ تركتّ مكانهاّ لويليامّ أماّ عنّ نايتّ فّهو لمّ يكن بحاجةّ لهاّ قطّ ، إنهـاّ فقطّ ترىّ الكلّ يبذّل جهدهّ لكيّ يصل إلىّ هدفه بينماّ هيّ هناكّ
تبتسمّ علىّ كلّ شيءّ كماّ لو كأنهاّ دميةّ ..
استدارتّ للجهةّ الأخرىّ وّ أغلقتّ عينيهاّ بّهدوء كمّ تتمنىّ فيّ هذّه اللحظةّ لو أنّها قدّ توفيتّ مكان والدهاّ فجوناثانّ محبوبّ من قبلّ الكـلّ أختهاّ فلوراّ
تراهّ مثلهاّ الأعلىّ أماّ العـمّ رويّ فيعتبرهّ نصفّه الآخرّ فيّ حين والدتهاّ سيلياّ بالرغم من أنهاّ تزوجتّ إلاّ أنهاّ لم تنسى بعدّ جوثاناّن و لوّ عادّ الزمن
للوراءّ لربما كان والديها الآن معاّ ، وّ لوّ كان حياّ لماّ كانتّ فلوراّ لّتتعرضّ إلىّ الابتزازّ وّ لماّ اضطرّ نايتّ لحمايتهاّ و لماّ أصيبّ فرانسواّ و لماّ كانّ ..
هـزتّ رأسهاّ نفياّ لاّ يمكنهاّ أن تفكرّ هكذاّ ليسّ بعدّ أن أخذت قرارهاّ فيّ التقدم نحوّ الأمامّ لكنّ لاّ حيلةّ لهاّ ، تّنهدتّ مجدداّ وّ بخطـواتّ هادئّة
خافتةّ غـاّدرت الجناحّ بأكملهّ ألقت نـظرّة حولهاّ لكيّ تجدّ أنّ الحرسّ قدّ غادرّوا بـّرفقة سوزيّ و بّحركـةّ سريعةّ اتجهتّ إلىّ المصعدّ ضغطتّ على
زرّ وّ هي لاّ تدركّ لماّ قدّ فعلت ذلكّ ،
جـلستّ فيّ حديقةّ الـقصرّ بجانبّ تلكّ النافورةّ قدّ ظهرتّ أشعـةّ النجومّ علىّ مياههاّ قطبتّ حاجبيهاّ وّ استلقتّ بّلا مبالاةّ مغـّلقة عينيهاّ بهدوءّ
مبّحرة مـجدداّ فيّ أفكـّارهاّ الداكنةّ فيّ كثيرّ من الأحيانّ لكنهاّ دوماّ ماّ ستجدّ طريقاّ للعودةّ إلىّ ذلكّ الأملّ الزائفّ غيرّ أنهاّ و بهذّه الفترةّ لاّ تريد
أن تتمسكّ به ، لأنهاّ إمرأة محـطمةّ القـلبّ ..
بعدّ عدةّ ساعاتّ فتحتّ عينيهاّ الواسعتينّ بإرهاقّ تشعرّ بأن حلقها جافّ جداّ حالما استطاعتّ أن تنظرّ حولهاّ رأتّ وجـّه شخصّ ما لاّ يفصلّ الكثيرّ
بينهماّ و هوّ بطريقةّ ما علىّ وشكّ تقبيلهاّ صاحتّ برعبّ و دفعتهّ بعيدا عنهاّ لكي يختلّ توازنهاّ فسقطتّ فيّ النـّافورةّ بعدّ فترةّ رفعتّ رأسهاّ
بّغيضّ قدّ كانتّ وجنتيهاّ محمرتين بّشدة بينماّ خصلات شعرهاّ البنيّ قدّ التصقتّ بوجههاّ نـظرتّ ناحيةّ كايلّ الذيّ ترددّ صدىّ ضحكاتهّ فيّ أرجاءّ
المكانّ فقطبّت حاجبيهاّ و زمتّ شفتيها باستياء نافخةّ وجنتيهاّ تحدثتّ ماريّ بنبرةّ غاضّبة خجلة
ـ ماّ الذيّ كنت على وشكّ فعله أيهاّ المنحرف ؟
كتمّ كايلّ ضحكتهّ علىّ ملامحّها المحرجةّ بشدةّ و اقتربّ منهاّ كيّ يساعدها علىّ الوقوفّ لكنهاّ رفضت ذلكّ بقوةّ و هيّ تختبّئ خلفّ ذلكّ التمثالّ
الموجودّ في المنتصفّ ليسّ لأنهاّ لاّ ترغب فيّ مساعدته و إنماّ أن فستانهاّ الأبيضّ صارّ نوعاّ ما شفافاّ مماّ جعلها ترتبكّ أكثرّ ، غمزّ كايلّ
لها بّخفة قائلاّ
ـ لقدّ كنت على وشكّ إعطاءّ أميرتي الناّئمة قبلةّ الحياةّ .. لكن يبدوا أنهاّ ليست بحاجة لهاّ فيّ النهايةّ ، إذنّ ماّ الذيّ تفعلينه هناّ ؟
أدارتّ ماريّ وجههاّ بعيداّ عنهّ بإحراجّ إذ نعتهاّ بالأميرةّ النائمةّ ثمّ اختبأتّ أكثرّ خلفّ ذلك التمثالّ مانعةّ وجنتيهاّ منّ الاحمرارّ أكثرّ فّضحك كايلّ
عليهاّ بقوةّ و اقتـرب هوّ الآخرّ من النافورةّ لكيّ يغمسّ قدميه فيّ المياهّ الباردةّ تحدثتّ ماريّ بّخفةّ
ـ أنا مجردّ عابرة سبيل هناّ سيديّ يبدوا أنكّ أخطأتّ فلست الأميرةّ التيّ تدعيّ إنقاذهاّ
ضحكّ بهدوءّ وّ نـزعّ سترتهّ متقدماّ ناحيتهاّ بخطّوات كسولةّ ثمّ وضعّها علىّ كتفيهاّ بعدّ ذلكّ مدّ يده إليهاّ مبتسماّ فتنهدتّ ماريّ بقلة حيلةّ و هي
ترتديّ سترتهّ أمسكتّ يدّه و خرجّ الاثنين من النافورةّ ليّجلسا فيّ الأرضّ خلفهّا عندّها ردّ كايل بابتسامةّ لطيفةّ علت شفتيهّ
ـ فيّ الحقيقةّ أناّ أختبئ منّ أميرتي ..
رمشتّ ماريّ لعدةّ مرات غيرّ مصدقة ما قد قاله كايل تواّ فهلّ فعلا سمعتّ جيداّ أم أن أذنيها خانتها ؟ لأن من المستحيل له تجنب إليزابيث و هو
الذيّ مغدق فيّ حبها من أعلى رأسه إلى أخمصّ قدميه،تنهدت بأسى بعد أن تذكرتّ تصرفات الأخيرةّ الغريبةّ لاّ عجب فيّ ذلكّ فهيّ تّريد الحصول
على الرجلين معاّ لنفسهاّ ، قطبتّ ماريّ حاجبيهاّ بّغير رضاّ متنهدّة بقلةّ حيلةّ ثمّ نظرتّ ناحيته راسمة على شفتيهاّ ابتسامةّ لطيفةّ
ـ أعتقدّ أنه لاّ بأس فيّ الاختباء أحيانا ،
نـظرّ إليهاّ بّهدوءّ بعدّ ذلكّ أصدرّ آهة عمـّيقة منّ قلبهّ كّأنه و بفعله هذاّ سوفّ تذّهب كلّ آلامهّ لقدّ فقدّ أملهّ وّ يكادّ يفقدّ عـّقله أيضاّ فكلّ هذّه
المشاكلّ مهاجـّمته لنايتّ وّ موتّ جدّ بيترّ أيضاّ منصبّ الرئيسّ إلىّ غـّاية خيانةّ إليزابيثّ له و التي تدعيّ أنهاّ تحاولّ فقطّ أن تشتتّ إنتباه نايتّ
بذلكّ ، تحدثّ بنبرةّ ياّئسة
ـ كمّ أتمنى لوّ أننيّ أستطيعّ البقاءّ هناّ للأبدّ.. لاّ أريدّ العودةّ للقصرّ أو الشـّركة أو حتىّ إليزابيثّ فقدّ صارّ كلّ شيءّ فيّ الآونة الآخيرةّ يجعلنيّ
مجنوناّ تباّ لست معتاداّ للعملّ إلىّ هذّه الساعّة المتأخرةّ من الليلّ كماّ أننيّ بكلّ تأكيدّ لستّ .. بحقّ السماءّ لماّذا عدتّ ماري ؟ لاّ أستطيعّ أن
أفهمكّ بصدقّ فمنّ يرغبّ فيّ العودةّ إلىّ مكان مثلّ هذا ؟
أومأتّ ماريّ بالموافقةّ و هيّ فعلاّ مستغربةّ عودتها إلىّ هناّ فيّ النهاية لمّ تجبّ لهاّ شيئاّ سوىّ المزيدّ من الرفضّ و الألمّ لكان الأمرّ سهلاّ لو
أنهاّ فقطّ تستطيعّ العودةّ لّحياتهاّ السابقةّ ، قالتّ بّمرح
ـ لاّ عليكّ فحتىّ أناّ لا أفهم نفسيّ جيداّ..
أغلقّ عينيهّ محاولاّ أنّ ينعمّ بقسطّ من الراحةّ أوّ بّوضعية أفضلّ لتفكيرّ فيّ حياتهّ الآنّ لماّ وقفتّ ماريّ بّهدوء و نـظرتّ إليهّ بعدّ أن تغيرتّ
ملامحهاّ كلياّ لتختفيّ تلكّ الابتسامةّ المرحةّ من شفتيهاّ قدّ حلّ مكانهاّ الجديةّ ، اقتربتّ منّ النافورةّ تلاعبّ بّأطرافّ أناملهاّ بالمياّه ثمّ استدارت
ناحيتهّ قاّئلة بّهدوء
ـ ما الذيّ تريده تحديداّ كايل ؟ كسبّ حبّ إليزابيثّ أوّ توقفّ عن المحاولة ؟
التفت إليهاّ بّإستغرابّ كيّ تّرفعّ ماريّ يدّها بّإشارةّ لقلبهّ ثمّ إلىّ عـّقله لمّ يفهم ماّ الذيّ ترميّ إليهّ لكنهّ شعرّ بالغيظ لماّذا تخبـره أن يتوقفّ عن
المحاولة ؟ لماّ الكلّ يريدّه أن يتوقفّ عن المحاولة ؟ إليزابيثّ ليسّت سيئةّ كماّ تبدوا عليهّ إنهّا الوحيدة التيّ وقفت إلىّ جانبه فعلت المستحيلّ
لأجله تجاوزتّ قوانين الطبيعة لهّ و له فقطّ لكنهاّ أيضاّ اعتـّرفت بحبهاّ لنايتّ تتوددّ له فيّ كلّ فرصة تسنحّ لهاّ و تـّقبله بشغفّ كماّ لم تفعل سابقاّ
معـهّ ، نـظرّ إليهاّ بحدة ثمّ تحدثّ بنبرةّ غاضبةّ
ـ ماذاّ عنكّ ماري ؟ لماذا تستمرين بّلعب دورّ البلهاء و أنتّ تعلمين جيداّ أن زوجكّ يخونكّ ؟ ألاّ تدركين أنه لاّ يزالّ يحبّ إليزابيث ؟ و إلاّ لما
أرسلكّ بعيداّ ؟ لاّ تقولّي من أجلّ العلاجّ فكلناّ نعلم أن هذاّ ليسّ صحيحاّ لمـّاذا عدتّ ؟ ألاّ تدركين أنكّ بأفعالك هذّه ترمين كبريائك جانبا ؟
هلّ هذاّ ما تبدوا عليه ؟ بلهاء ؟ ابتسمتّ بأسى على نفسهاّ و هزتّ رأسهاّ نفياّ لمّ تكن تلعبّ دورّ البلهاء يوماّ بلّ كانتّ تحاول بطريقتهاّ الخاصةّ
أن تكسبّ حب نايتّ لكنهاّ الآن بعدّ أن بذلتّ جهدهاّ بعدّ أن صارت تعلم جيداّ أن قلبه لمّ يكن و لن يكونّ قطّ لهاّ فّلا فائدة من المحاولةّ لذلكّ
ابتسمتّ برقة و هيّ تتحدثّ بنبرةّ صادقةّ
ـ أنّا أعـّلم ذلكّ كايلّ لاّ حاجة لكّ لكيّ تذكرنيّ.. لكننيّ أريد أن أخبركّ فقطّ لماذاّ تحاول جاهداّ أن تجعلها تحبّك مجدداّ ؟ هيّ بالفعلّ تحبكّ كذلكّ تحبّ
نايتّ لكن حالياّ نايت يملكّ النسبةّ الأكبرّ فيّ قلبهّا ستمرّ الأيامّ وّ ستمرّ السنينّ حينهاّ ستجدّ إليزابيثّ نفسهاّ تحبكّ أنتّ أكثرّ و ربماّ بعدّ عامين أوّ
أكثرّ فّستجد نفسها مجدداّ حائرة بينكماّ .. المشّكلة أنّ كلاكماّ واقع فيّ حبهاّ لذلكّ و مهما تغيرّ اختيارهاّ على مرّ السنين فّسوف ترحبان بهّ
احتدتّ عينيهّ بّشكل خطير بعدّ أن أهانتّ زوجـتّه بطريقة جعلتّه يثورّ غضباّ لقدّ نعتتها تواّ بالسافلةّ و فيّ تواجدّه ؟ ألاّ تدركّ حجم الخطأ الذيّ
ارتكبته تلكّ الغبية ؟ قطبّ حاجبيه و صاحّ فيهاّ بنبرتهّ الحادةّ
ـ من أنت لتتحدثي عنها هـكذا ؟ و إنّ كنتّ تعلمينّ أنّ نايت بالفعلّ يحبهاّ قبلّ أن يتزوجكّ حتىّ فلماذاّ تستمرين بالبقاءّ بجانبه ؟ لست فيّ موقعّ
يسمح لك بالسخريةّ منا ما دمتّ أنتّ أيضاّ سترحبين دوماّ بكونكّ الخيارّ الثانيّ له
وضعتّ ماريّ قدميهاّ بّداخل النافورةّ و رمتّ سترةّ كايلّ علىّ وجّهه لكيّ تّبدأ باللعبّ بّابتسامة هادّئة تعـّلوا شفتيهاّ فجّأة بدّأت بالضحكّ بقوةّ ممسكةّ
بمعدتهاّ هل قالّ خياراّ ثانيا ؟ إنهاّ ليست علىّ القائمةّ حتى ّفكيفّ لها أن تكون خياراّ ثانيا ؟ نايتّ لاّ يراها سوىّ مجردّ خادمة لهّ لذلكّ كيفّ ؟
مررتّ أناملهاّ علىّ أطرافّ التمثالّ و تحدثتّ بّمرح بعدّ أنّ توقفت عنّ الضحكّ
ـ أناّ لست خياره الثانيّ وّ لاّ الأخيرّ بالتّأكيدّ ..
نـظرّ إليهاّ بصدمة مستغرباّ ردةّ فعلها الغـّريبة هلّ ضحكتّ تواّ لاّ بلّ لقدّ ألقت نكتة علىّ الأمرّ ؟ هلّ تظنّ أنّ هـذاّ أمرّ يدعواّ للضحك ؟ إنهاّ تعلم
أنّها ليستّ خياراّ لنايت و لن تّكون لكنّ تبتسم على كلّ حالّ ؟ ردّة فعلهاّ جعلتهّ يثورّ غضبا لكن و فيّ نفسّ الوقت يشفق علّى كلاهماّ عليه و عليهاّ
لماّ استدارتّ ماريّ ناحيته مبتسمةّ بخفةّ
ـ أناّ لستّ هناّ لكيّ أكسبّ قلبه كايلّ .. أنـّا هناّ لأستعيدّ كبريائيّ ، أنـّا هناّ لكيّ لا يّؤنبنيّ ضميريّ بعدّ مرور السنينّ لأننيّ لمّ أستغلّ هذّه الفـّرصة
لأننيّ هربتّ منّ الواقعّ ، أجلّ أدركّ جيداّ أننيّ فيّ أنظاركمّ جميعاّ فتاةّ بلهاءّ حتىّ أختيّ الوحيدةّ تعتبرنيّ معـّاقة لكنّ أناّ لست كذلكّ على الإطلاقّ كايلّ ،
أناّ بشرّ مثلكمّ جميعاّ و قلبيّ تماماّ كماّ يستطيع أنّ يحبّ بقوةّ فهو يستطيعّ أيضاّ أن يحقدّ بقوةّ أنّ أكرهّ وّ أبغضّ الآنّ لستّ ماريّ التيّ تـعّرفونها جميعاّ
لستّ تلكّ الطفلة اللطيفةّ لأننيّ بدوريّ أيضاّ أسعى للانتقامّ و سأحققهّ مهماّ طال ّالزمن ..
انحنتّ وّ رتبتّ أطرافّ فستانهاّ بعدّ أنّ بللته المياّه ثمّ نفضتّ الغبارّ منّ حولهاّ فيّ حين نـظرّ إليهاّ كايلّ بصدمةّ قدّ شحبّ وجههّ كلياّ فيّ هذّه اللحـظةّ
بدتّ ماريّ مليئةّ بالكرهّ بالرغم من أنها ّقالت ذلكّ بابتسامةّ لطيفة تعلوا شفتيهاّ إلاّ أن ذلكّ بكلّ تأكيدّ ليسّ كلاما محباّ ، تّحدث بصدمةّ
ـ ماّذا ؟ لكنّ أتقولين أنكّ تريدين الإنتقام من نايت أيضا ؟ لأنه استغلك ؟
هزتّ رأسهاّ نفياّ بالـّرغم من أن إجابتها كانتّ نافياّ قاطعاّ إلاّ أنها لمّ تقنعّ كايلّ على الإطلاقّ لاّ يدريّ لماّ بدتّ له ماريّ بعيدةّ عنهّ جداّ ماّ الذيّ حدث ّ
لها بّباريسّ لكيّ تصبح مليّئة بهذاّ الحقد ؟ هلّ يعقلّ أنها لم تسامحّ نايت لتخليه عنها ؟ أوّ ربماّ فيّ الحقيقة أنها قدّ عادتّ لتنتقمّ من إليزابيثّ لأنهاّ
السببّ فيّ تحطيم قلبهاّ ؟ نـظرتّ له ماريّ بطرفّ عينها ثمّ قالت بمرحّ
ـ لاّ استطيعّ فحتىّ لو أردتّ الانتقامّ منه لما سمح ليّ قلبيّ بذلكّ حبيّ له يتعدىّ كلّ شيء آخر لكنّ من جهّة أخرىّ فّأنا لا أضمن لك إبقاء يداي بعيدا
عن إليزابيثّ سّأحرص على أن تتجرعّ تلك السافلة من نفس الكأس الذي أعطتني إياهّ
فجّأة انتقل إلىّ مسامعهماّ أصواتّ كثيرةّ فّأخفضت ماريّ نـظرها ناحيةّ كايلّ الذيّ بادرها بنظراتّ حادةّ مهددةّ لكنها ابتسمتّ و هيّ تّخرج من النافورةّ
قدّ لمحتّ فرقةّ الاستكشافّ التيّ قامتّ سوزي بقيادتهاّ تنهدتّ وّ اقتربت منهمّ بخطّوات كسّولة عندّما اتسعت عينيهاّ بصدمة نـظرتّ إلىّ قدميهاّ إنهاّ
لاّ تستطيعّ التحركّ ماّ الذيّ حدثّ لها ؟ حاولتّ أنّ تّسيرّ لكنّ بدتّ كما لو كأنها مثبتة فيّ مكانها بدأتّ يديها بالارتجافّ فّاقترب منهاّ كايلّ و قالّ بّحدة
ـ لاّ تعيديّ هذاّ الكلامّ مجدداّ ماريّ ، لاّ تقولي أنك ستنتقمين و أنتّ مختبّئة خلفّ النافورةّ .. لهذاّ يعتبركّ الجميعّ بلهاءّ عـّديمة النفّع أنتّ لاّ تجيدين
شيئاّ سوى إيقاع نفسكّ فيّ المشاكلّ
نـظرتّ إليهّ بّهدوء هل يحاول أن يستفزها لأنه بالتأكيدّ نجح فيّ ذلكّ فهي بالكاد تستطيعّ الآن أن تمسك أعصابهاّ كلماته المحتقرةّ لهاّ رامياّ تهديدها
لزوجته أدراجّ الرياحّ ، تنهدتّ و أمسكتّ بّفخذهاّ كي توقف قدميها عن الارتجافّ متحدثة بّنبرة هادئة
ـ أنتّ لا تظنني قادرةّ على إيذائها أليس كذلك ؟ حسناّ أنتّ مخطّأ قد أكون أتيت من خلفيةّ بسيطةّ لكن الشيءّ الوحيد الذي ّتحرص عائلتي على فعله
فّهو رد الدين لصاحبه..
توقفّ عن السيرّ و استدارّ ناحيتها غيرّ مصدقّ كلماتهاّ أتقول أنهاّ ستجعل إليزابيثّ تدفع ّثمن إغوائها لنايت ؟ أنها ستجعلها تتألم ؟ منذ متى و
ماري تستطيع ان تتفوه بكلمات كبيرة مثل هذه ؟ مهما كان الشيء الذي حدث في باريس فقد غيرها تماماّ زم شفتيه بّغير رضى وّ تحدث بّغيظ
ـ ماري أناّ فعلا أحترمكّ لقد أنقذت حياتي سابقاّ لذلك لا أريد أن أضعكّ فيّ خانة الأعداءّ من فضلكّ ، أنت تدركين أكثر من أيّ شخص ما الذي تعنيه
إليزابيث لي و ما الذي أنا مستعد لفعله من أجلهاّ سوف أتخطى كلّ شيءّ و سّأنسى كلّ شيءّ حتىّ إنقاذك لي سأنساه و سأنسى أنني في يوم ما قد
اعتبرتك صديقةّ لذلكّ أرجوكّ توقفي عن هذاّ
صمتتّ لوهلة من الزمنّ متذكرةّ أحداثّ حريق حفلة فلادميرّ الكارثي الذيّ جعلها تفقد قدرتها على السيرّ و الذي كان سبباّ في ّإبعاد نايت أكثرّ عنهاّ
بالرغم من أنها ليست نادمة على الإطلاق لإنقاذها كايل إلا أنها تتمنى لو أن الأمور أخذت منحى أخرّ رفعت نظرها ناحيته مبتسمة بلطف
ـ أنا لم أفعل ذلك لكيّ تعتبره دينا كايل لذلكّ لا أريد منك أن تتذكرّ تلك الحادثة أبداّ سوف أكون سعيدة للغاية لو أنكّ نسيتهاّ لأنني تجاوزتها أيضاّ و إن
كنت تعتبرني صديقة شفقة و تأنيبا لضميركّ فأنا لا أريد صداقة مثلّ هذهّ..
بالفعل ما قالته كان صحيحاّ فهو حتى الآن لم يكن يريد إيذائها لأنهاّ أنقذتهّ و لأنها فضلت حياته عليهاّ ما فعلته لا ينسى ليسّ مجرد دين بل هو أكثر من
ذلك بكثيرّ لهذا لم يكن يريد لإليزابيث أن تمس ماري بسوء و لهذا قال لزوجته أنه سيقف مع ماري إن تطلب الأمرّ لكنّ أصدر آهة عميقة في حين
تحدثت هي بنبرةّ هادئة
ـ الآن بعدّ أنّ اتضحت الأمورّ أرجوا منكّ أن تعتبرني عدوة لكّ إذنّ .. وداعاّ
مدتّ يدها نحوهّ لكيّ تصافحه حينهاّ قطبّ كايل حاجبيه باستياء شديد لا يرغب في أن يتخذها عدوةّ له لكنها الآن تسعى لانتقام من أعز ما يملكّ من
إليزابيثّ نفسهاّ و هذاّ ما لا يرغب فيه أكثرّ تنهد و أمسكّ بيدها الباردةّ ثم ضغطّ عليهّا بقوةّ قبل أنّ يتراجع للخلفّ تاركاّ إياهاّ حينها ابتسمتّ ماريّ
بعدم تصديقّ و أخذتّ تنظر إلىّ قدميهاّ لماذاّ ترتجف هكذاّ ؟ حاولت أن تأخذ نفساّ عميقاّ قبل أن تفعل ذلكّ سقطت على ركبتيها بعجز شديد ، همست
لنفسها بصدمة
ـ.. أناّ لا أشعر بقدماي

/

لا يجب قول لا لفخامتك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن