~ أمنيـّة واحدّة لاّ غيرّ ~
مسّاء مراسمّ دفّن الجدّ بيتر الذيّ خلفّ ذهاّبه مكاّنا داّكناّ مظّلما لاّ يقدّر أحدّ على مّلئه تّماما فيّ ذلكّ اليومّ تّرك أيضّا صدّمة أخرىّ
جّعلته غيرّ قّادر علىّ التفكيٍّر فّهاهو يّجلس بكرسيّ خلفّ مكتّبه يّسندّ رأسهّ بكلتاّ ذّراعيه عينيهّ الحادّتين قدّ صّارتا فاّرغتينّ لقدّ هزمّه
ديميتريّ بكلّ تأكيدّ ، لقدّ أخذّ الشخصّ الوحيدّ الذيّ سّعى لحمايتهّ ..
زم شّفتيه بّعصبيةّ ثمّ وقفّ كيفّ حدثّ ذلكّ و لماذاّ ؟ منّ بين الجميّع لماذاّ ماريّ؟ لماّ ينفكّ استهدافهاّ هيّ فقطّ ؟ عـّاد يجلّس مكاّنّه مفكّرا
محّاولا الحّفاظ على أعّصابه عندّما وضّع ويليامّ يدّه على كّتفه كيّ يستديرّ نايتّ ناحّيته بينماّ اكتفى ويليام بّرسم ابتسّامة هّادئة مطّمئنة
حينهاّ تنهدّ نايتّ ليتحدثّ بّنبرة لمّ يسبّق له أنّ استعملهاّ
ـ لقدّ كنتّ مغفلا كانّ يجدرّ بيّ أنّ أعلمّ عندّما توقفّت عنّ الاتصال بي ، كانّ يجبّ أن أطمئنّ عليهآ..
صمتّ قليلا ّلفترةّ من الزمنّ قدّ طغى عليهّ صّفة الألمّ كانتّ ماريّ الوحيدّة بهذاّ المنزلّ التيّ تهتمّ بهّ صّادقة بّمشاعرهاّ هوّ أبعدّها دونّ أيّ
ثّانية من التفكيرّ لقدّ اعتقدّ و بابتعادها ّعنه بّإرسال أفضلّ خدّمه معهاّ فحتماّ سوفّ تكونّ بعيدة المنالّ عنّ ديميتري يكفيّ أنهاّ فقدتّ قدرّتها
على السيرّ خلالّ هذّه التمّثيلية السّخيفة كانّ يجدرّ به الاعتناء بها أكثرّ عّاد يّزفر آهةّ مفعمةّ بالإرهاقّ ، استندّ ويليامّ على حاّفة المكتبّ لاّ
يحقّ له تهدّئة نايتّ الآنّ فهوّ مذّنب تماماّ مثّله لاّ بلّ ربماّ أكثرّ من ذلكّ ألمّ يكن صديّقها المقربّ و الوحيدّ ؟ ألمّ تكن تّلجئ لهّ عندّ كلّ مشكلة
تّبحث عنه تسعىّ لسعادتهّ ؟ اخفضّ رأسهّ بّتعاّسة ،
فتحتّ فّلور الباب تحملّ بينّ يديّها صّينيةّ بهاّ كّؤوس من العّصيرّ و صحنّ حلوياتّ قامتّ سوزيّ بّتحضيرها معهاّ وضعتّها علىّ المكتبّ لكيّ
تّجلس علىّ الكرسيّ المقّابل لّنايت هيّ أيضاّ قلقّة و خّائفة علىّ أختهاّ فلمّ تمحيّ حتى ّالآنّ ذلّك الفيديوّ الذيّ عرّضه آرثرّ عليهاّ منّ رأسهاّ
كانتّ تّريد إخبارّ نايت عنّ ذلكّ لكنّ حاّدثة وفاّة الجدّ جّعلتها تّؤجلّ ذلكّ،رمّقتهماّ بّنظراتّ مترددّة قبلّ أنّ تتحدث قاّئلة
ـ نايتّ يجدرّ بنا أنّ تّجد ماريّ سريعاّ فّنحن نعلمّ جيداّ أن ديميتريّ قاّدر علىّ فعل أيّ شيءّ و ماريّ ضّعيفة للغّاية لن تحتملّ ذلكّ ،
تبادلّت النظراتّ معّ ويليامّ الذيّ كانّ قلقاّ بشدةّ بينماّ اكتفى نايتّ بإلتزام الصمتّ بالطبعّ يجبّ عليه إعادةّ ماريّ لكنّ كيّف يستطيعّ أنّ يخرجّ
ديميتريّ منّ مخّبئه ؟ تنهدّ رافعاّ أناملهّ لكيّ تخللّ خصّلات شعرهّ الأسودّ بّقليلّ من العّصبية هذّه الفكّرة التيّ تحتلّ عّقله سّتجعل ديميتريّ يّرتعب
بكلّ تأكيدّ لكنهاّ ستصيبهّ هوّ أيضاّ و حتىّ لوّ نفذّها هذا لاّ يعني أبداّ أنهّ سيكونّ قادراّ على اكتشافّ مكان ماريّ ، تّحدث ويليامّ بّهدوء راداّ على
كلاّم فلوراّ
ـ لكنّ لماذاّ يبقي ديميتريّ ماريّ عندّه ؟ أظّنه يّعلم أنّ ماريّ ليستّ بالفّعل زوجتكّ و إنماّ هذاّ كلّه مجردّ تمثيليةّ أعنيّ نظراّ لكونهّ أرادّ أن
ينشرّ مسّألة الـ 500 مّليون دولارّ على الملأ أليس كذلّك ؟
فّلورا تّأمرّ و ويليامّ يتساءل ألاّ يدركان أنهّ مجردّ ذلكّ الازدحام بّداخل رأسه يكفيّ ؟ قطبّ حاجّبيه بالرغم منّ ذلّك فسؤال ويليام فيّ محلهّ
إنّ كان يدركّ أنّ ماريّ مجردّ ممثّلة إذّن لماذاّ يحتفظّ بهاّ؟ نّظر إلىّ الحاّسوب بٌّقليلّ من الحيرةّ ماّ يوشكّ على فّعله سيجذبّ جميعّ الأنظارّ نحوهّ ،
تّنهد ثمّ تحدثّ بنبرةّ مبحوحةّ باّردة
ـ أظنّ أننيّ أعلمّ كيفّ أجّعل ديميتريّ يّخرج منّ حجّره لكنّ السّؤال هنّا عنّ مكانّ تواجدّ ماريّ فّحتى لوّ جّعلته يّصب ذّهنه بّأكمله عليّ فّهذا لاّ يعنيّ
أبداّ أنّه سيسلمّ ماريّ فّكل ماّ نعلمه نحنّ هّو أنهّ سافرّ إلى فرنساّ ، تبّا فّقطّ لو كانّ برفقتيّ فرانسواّ لكانّ الأمرّ برمتهّ سهلاّ ..
تبادلّ كلاّ من ويليامّ و فلوراّ النظراتّ لكن هـذه المرةّ مرفقة بّإبتسامةّ واسّعة فيّ حينّ بدى نايت متشّائماّ بّشدة لاّ يبدواّ هذاّ صّحيحاّ لهّ حالماّ رأى
ويليامّ حالة نايتّ المترددّ ذلّك جّعله يّستغربّ قليلاّ فلمّ يترددّ منّ قبلّ عنّ أيّ فعل إذّن ماّ الذيّ يّمنعه الآنّ منّ إنقاذّ ماريّ ؟ قالّ بنبرةّ جادةّ
ـ نايتّ يجبّ عليناّ أنّ نحاولّ حتىّ لوّ كانتّ احتماليةّ نجاحّ هذّه الفكرّة قليلةّ ، لا تنسى ان ديميتريّ يّمقتكّ و هوّ لن يترددّ في فّعل أيّ شيءّ منّ
أجلّ تدميركّ..
زفرّ نايتّ ثمّ وضعّ ذراّعيه علىّ وجّهه بينماّ قطبّ ويليامّ حاجبّيه مستغرباّ أكثرّ منّ ردّة فعلّ نايتّ إذّ يبدوا أنهّ يصارّع نفسهّ هلّ فعلاّ تلكّ الخطّة
بهذاّ المستوّى الضّعيف ؟ نظرتّ فلوراّ إليهّ بّتوتر ماذاّ إذاّ تخلى عنّ ماريّ ؟ فّديميتريّ يبدوا رجلاّ قوياّ ذوّ نفوذّ و سّلطة أيضاّ هناكّ اجتماعّ
مدراءّ وّ مموليّ شركاتّ لبيرّ الذيّ قدّ اقتربّ موعده لنّ يستطيعّ أحدّ تّأجيله كتمتّ خوفهاّ و تقدمت ناحّيتهمّا قّالتّ بنبرةّ حادّة نوعاّ ماّ
ـ اسمعاّ إنّ كنتماّ خاّئفينّ لهذّه الدّرجة فّأنا لن أحتاجّ لمساعدتكماّ سّوف أغادرّ فوراّ إلىّ فرنساّ و أبحثّ عنهاّ فيّ كلّ زاويةّ حتىّ لو تطلبّ ذلكّ
عمريّ بأكملهّ ،
رمقّها نايتّ بنصفّ عينهّ لقد ّكان يتساءلّ متى ستظّهر شخصيّتها المجنونةّ فقدّ أطالتّ الصمتّ اعتدلّ فيّ جلّسته لكيّ يعودّ إلىّ حاسوبّه المحّمول
راداّ عليهاّ بنبرتهّ الباردّة الساخرةّ
ـ لاّ تكونيّ سخيفةّ أنتّ ملاحّقة بدّعوة قّضائيةّ و لدّيك موعدّ فيّ المحكمةّ الأحسنّ لكّ أنّ تجديّ طريقةّ تنقذيّ نفسكّ من السجنّ بدلّ التصرفّ بّصبيانيةّ
شّهقتّ بّرعبّ لكيّ تنظرّ بخفةّ ناّحية ويليامّ الذيّ رمقّهما بّإستغرابّ عادتّ تنظرّ ناحيّة نايتّ بّعصبيةّ و كادتّ أنّ تنقضّ عليهّ لولاّ أنّها تمالكّـت
أعصابهاّ فيّ آخرّ ثّانية لاّ يمكنهاّ التصرف بّصبيانيةّ بعدّ الآنّ فّإنّ أرادتّ أنّ تحصّل علىّ فارسّ أحلامهاّ يجبّ عليهاّ أنّ تكونّ .. زمت شفتيهاّ
ماّ الذيّ تفكرّ بهّ أيّ رجلّ و أيّ مستقبلّ يستحسنّ بهاّ التفكيرّ فيّ كيفيةّ الانتقامّ من آرثرّ أولاّ و إنّقاذّ ماريّ بدلّ أحلامّ اليقّظة هذّه و لكيّ تتفادّى
سّؤال ويليامّ قالتّ بّغيضّ
ـ إذّن ماّهي خطّتك ؟
بدى عليهّ الترددّ مجدداّ ماّ يوشكّ على فعلهّ قدّ يدمرّ سمعتّه بّأكملهاّ لكنّه سيكشّف وجودّ ديميتريّ على العّالم عضّ شّفته السّفلى محاولاّ التفكيرّ
بايجابية هذّه الخطّوة سّتجعلّ ديميتريّ يدركّ جيداّ أنهّ لّن يّتجاهل أفعالهّ مجدداّ و أنهّ هذّه المرّة لعّبتهمّا الصّغيرةّ ستكونّ علىّ امرئ الإعلام ،
تّحدثّ بنبرةّ بّاردة
ـ يجبّ عليّ أنّ ألجّأ إلىّ ماكاروفّ
اتسعتّ أعينّ ويليامّ من الصدّمة هلّ أصابّ عقلهّ أمّ ماذاّ ؟ ماكاروفّ أهوّ مجنونّ ؟ لقدّ أقسمّ تلّك المرةّ أنّ لاّ يلمسّ أملاكّ ماكاروفّ أوّ حتىّ
النطقّ بهذّا اللقّب ماّ الذيّ يعنيّه هذاّ ؟ حاّول أنّ يكتمّ تسّاؤلاتّه فكيّفي كونّ نايتّ قلقاّ من اللجوءّ إلىّ هذّه الطّريقةّ حينماّ تحدثّت فلوراّ بّعدم
مبالّاة أوّ بغيرّ قصدّ
ـ و لكنّ ماّ الذيّ تعنيهّ أيهّا المجنونّ ؟ لقدّ اتهمك الإعلام منذّ فترة بّقضيةّ قتلّك لوالدّك و أنتّ مشتبهّ بهّ فيّ قضيةّ وفاةّ جدّك أتظنّ أّن اللجوءّ
إلىّ أفرادّ عاّئلتكّ حالياّ أمرّ مناسبّ ؟
رفّعّ نايت حاجبّه بّحدةّ اللجوءّ إلىّ أفرادّ عاّئلته ؟ وقفّ و اتجّه إليهاّ بينماّ ارتبكتّ ملامحّ ويليامّ الذيّ سارعّ إليهماّ محاولاّ إيقافّ تهورّ صدّيقه
الذيّ لمّ يكنّ لّيفعل شيئاّ و إنماّ تّحدثّ بنبرتهّ المتهكمةّّ السّاخرة
ـ أنت بالفعلّ لاّ تعلمينّ شيئاّ أليسّ كذلكّ ؟ أنـّا ياّ آنستيّ الفردّ الوحيدّ و المتبقيّ من عـّائلةّ ماكاروف ، نيكولاّس أوّ المدعوّ بوالديّ البيولوجيّ
أيضاّ جديّ كلاهماّ توفيّ إثرّ حريقّ فيّ منزلّهم بّروسياّ و لمّ يبقى سواي لذلكّ فّكل أملاكّ ماكاروف باسم القانونّ هيّ ليّ ،
كادّت فلوراّ أنّ تتحدثّ لولا أن ويليامّ وضعّ يدّه علىّ فمهاّ بإنزعاجّ ألاّ تعلمّ متىّ تتوقفّ عن الكلامّ ؟ كلّ ماّ تتفوهّ بهّ يّزيد الوضعّ سوءاّ استداّر
ناحيّة نايتّ متجاّهلا غضبّ فلوراّ لكيّ يتحدثّ بّهدوء
ـ نايتّ هذّه ليستّ فكرةّ جيدّة أنتّ الآنّ نايتّ لبيرّ حفيدّ بيترّ لستّ ابنّ نيكولاسّ و بتصرفكّ هذاّ قدّ تّجعل احتماليةّ انتخبكّ كرئيسّ لشركاتّ لبيرّ
تعادّل الصفرّ فأرجوكّ لاّ تّقمّ بّشيءّ أنتّ ستندّم عليهّ لاحقاّ ،
قطبّ نايتّ حاجّبيه مجدداّ بالفّعل هوّ لاّ يحتملّ فكرةّ استعمالّ اسمّ ماكاروف مجدداّ لكنّ حتىّ لوّ فّهو لاّ يحتملّ فكرةّ تواجدّ ماريّ بّرفقة ديميتريّ
أكثرّ لذلّك سيّفعل المستحيلّ لاستعادتّها تّقدم للأمامّ أكثرّ ناحيّة النـّافذةّ التيّ تحتلّ نصفّ الجدارّ ثمّ أجاّب ويليامّ
ـ أنتّ مخطّئ، بإعلانّ هويتيّ الحّقيقيةّ علىّ الملأ هذاّ يعنيّ أنّي أملكّ ثروةّ ماكاروفّ قيصرّ روسياّ لذلّك سّوف ينتخبنيّ المدراءّ ليسّ لأننيّ
الأجدرّ بالمنصبّ بلّ لأننيّ أملكّ ثروةّ و أسهماّ بّإتحادّهما معّ لبيرّ سيشكلانّ قوةّ اقتصاديةّ لاّ تقهرّ ..
ابتسمتّ فلورّا بّسعادةّ و أرادتّ أنّ تتحدثّ معربةّ عن فرحتّها لولّا يدّ ويليامّ محكّمة القّبض علىّ فمهاّ لقدّ بدى ويليامّ متألماّ حزيناّ مماّ جّعلهاّ
تستنكرّ ردّة فعلهّ ماّ الذيّ يحدثّ لهماّ ؟ لماذاّ هوّ بّهذا التشاؤم ؟ أوّ ليسّ هذاّ خبراّ مفرحاّ ؟ صمتتّ بّمضضّ بينماّ عبسّ نايتّ قائلاّ
ـ فّلوراّ أحضريّ لناّ شيئاّ لأكله أناّ أتضورّ جوعا
أومـّأت فلّورا بّالإيجابّ فّنزعّ ويليامّ يدّه لكيّ يدّعها ترحلّ أرادتّ أنّ تّخاصمّ نايتّ لكنهاّ فهمتّ بّأنهّ يحاولّ بطرّيقة غيرّ مباشّرة جّعلها تغادرّ
الغّرفة كيّ يتحدثّ معّ ويلياّم بّإنفرادّ تنهدتّ هازّة كتفيهاّ بّعدم فهمّ ماّ الأمرّ معهمّا ؟ الخطّة جيدّة جداّ بلّ إنهاّ رائّعة فّلماذاّ هماّ متشائمانّ
إلىّ هذّه الدرّجة ؟ أهلّ استعمالّ لقبّ والدّه بذلّك السّوء ؟ تنهدتّّ بّاستنكارّ لأفعالهّ فحتىّ لو أرادتّ فهمهّ فّهي لنّ تستطيعّ
أنت تقرأ
لا يجب قول لا لفخامتك
Romancechanez الكاتبة رواّيتي يـّغلبّ عليهـّا الطـّابع الـرومانّسي الإجتمـّاعي ، يتخـّللهـّا الـقّليل من الكـّوميدّيـا و بّضعة بـهاراتّ من الـواّقع أحـّم أعـّلم أننّي سيـئة في تـّرك الأنطـّباع الـجيـدّ لـكّن .. أحـمّ سـأكونّ ممتـّنة للـحّصول على بـّعض ال...