كانّ جالّسا علىّ أريكةّ واضعاّ كلتاّ قدّميه علىّ ماّئدة الزجاّجية يّقرأ باهتمام أخبارّ اليومّ نـظرّ إلىّ تلكّ الصّفحة التيّ احتلّ اسمّ عاّئلتهمّ
أولهاّ أيهمّ الأنسبّ لمنصبّ لبيرّ بيترّ ؟ قطبّ حاجبيهّ و شتمّ بّهدوء موجّها انتباههّ لأخبارّ أخرىّ ألاّ يملونّ ؟ عنّدما و فجّأة فتحتّ إليزابيثّ
البابّ بقوةّ وجّه عينيهّ ناحيّتهاّ بّبرودّ ثمّ عـّاد يّقرأ مقالّ ماّ يتحدثّ عنّ ارتفاع نسبة السّرقة فيّ لندنّ ، اتجّهت إليهّ بّسرعةّ متحدثّة
ـ كايلّ ، هناكّ ضجةّ عارمةّ فيّ أسفلّ القـاعةّ الكلّ يتحدثّ عنّ عودّة ماريّ بّرفقة أشخاصّ ماّ أتظنّ أنّ الأمرّ صحيح ؟
تّوقفّ عنّ القّراءةّ لوهلة من الزمنّ أحقاّ قدّ عادتّ ماريّ ؟ لكنّ ألمّ يقلّ نايتّ سابقاّ انهّ تخلى عنهاّ ؟ ماّ الذيّ يحدثّ ؟ بالّرغم منّ أنّ
الفّضول قدّ انتابهّ إلاّ أنه أبى أنّ يغادرّ مكانهّ إنّ كانتّ بالفعلّ ماريّ قدّ عادتّ للقصرّ فّهوّ سيعلمّ عاجلاّ أمّ أجلاّ فلاّ داعيّ لكلّ هذّه الضجّة ،
أجاّبهاّ بّهدوء
ـ بالطبعّ سّتفعلّ أليستّ هيّ زوجّة نايتّ ؟ لقدّ توفيّ جديّ منذّ مدةّ قصيرّة قدّ عّادتّ لمساندتّه بلاّ شكّ إذّن لماذاّ تفتعلينّ كلّ هذّه الضجّة ؟
قطبتّ إليزابيثّ بعصبيةّ هـذاّ الفتىّ يعلم ّتماماّ متىّ يستفزّ أعصابهاّ و يثيرّ غضبهّا اتجّهت نحوهّ و دفّعت قدّميه بّقوة بعيداّ عنّ المائدةّ لتجلسّ
عليهاّ قاّئلة و الحقدّ يلفّ كلماتهاّ
ـ ماذاّ ؟ أنسيتّ ماذاّ قالّ نايتّ للجدّ قبلّ أنّ تصيبهّ نوبةّ قلبية ؟ لقدّ قالّ بوضوحّ تامّ أنّه انفصل عنهاّ إذّن لماذاّ بحقّ السماءّ سوفّ تعودّ تلكّ
السّافلة إلىّ القصرّ ؟
رفعّ هاتفهّ النقالّ لكيّ يّرى جدّول أعمالهّ متظاهراّ بلاّ مبالاةّ يّعلم جيداّ لماذاّ هيّ غاضبةّ هذاّ يّؤلمه لكنّه قررّ تجاّهل مشّاعره حالياّ ، هـّدفه
هوّ الوصولّ إلىّ منصبّ جدّه و إعادّة حبهاّ لهّ و ليفعلّ ذلكّ يتوجّب عليهّ التخليّ عنّ غيرتهّ الشديدّة منّ نايتّ ، أجـّابهاّ بّنبرةّ ذاتّ مغزىّ عليها
تستوعبّ موقفهاّ
ـ لماذاّ ؟ هلّ سوفّ تقفّ فيّ طريقكّ ؟
رمقّتهّ بثقةّ مطّلقة ثمّ أومّأتّ بالنفيّ مستهّزئة منّذ متىّ طفّلة مثّلهاّ تقدرّ أن تجابههاّ فيّ القوةّ ؟ هيّ تملكّ كلّ شيءّ أنـّوثةّ التيّ لاّ تقاومّ جمالّ السّاحرّ
أيضاّ النبرةّ الرّقيقةّ وّ العقلّ الخبيثّ بينماّ ماريّ تخلوّا منّ ماّ سبقّ الشيءّ الوحيدّ التيّ تمتازّ بهّ ماريّ هوّ ملامحّها البّريئةّ ، لنّ تقفّ بطريقهاّ
أجاّبته بسخريةّ
ـ هلّ نحنّ نتحدثّ عنّ نفسّ الشخصّ كايلّ ؟
صمتّ لوهلةّ منّ الزمنّ ألاّ تزالّ إليزابيثّ مصممةّ علىّ كسبّ قلبّ نايتّ ؟ لقدّ ظنّ أنهاّ تخلتّ عّن الأمرّ إذّ أنهّا لمّ تعدّ تتبعهّ فيّ الآونة الأخيرةّ لكنّ
يبدواّ أنهّ كانّ مخطّئاّ ، معّطياّ إياهاّ ظهرهّ تحدثّ بنبرةّ غاّمضة
ـ ماّ الذيّ تّريدينه بالضّبط إليزابيثّ ؟ الشهرةّ تّملكينهاّ ، الجمالّ أنت هوّ بذاّته ، المالّ لدّيك ما ّيكفيّ لشراءّ ماّ تّرغبينّ فقطّ بّإشارةّ منّ أناملكّ ،
لديكّ كلّ شيءّ إليزابيثّ .. لدّيك أناّ أيضاّ فّما غايتكّ بالضبطّ ؟
أبعدتّ خصلاتّ شعرهاّ الأسودّ عنّ وجّهها بّضيق لاّ لّيس لديّها كلّ شيءّ ، هيّ لاّ تملكّ نايتّ إنهاّ تريدّه و لنّ يهنّئ بالهاّ قبلّ أنّ تحصلّ عليهّ لاّ تدريّ
ماّ هذاّ الشعورّ الغريبّ الذيّ يتملكهاّ كلماّ لمحتّ نايتّ لكنّ كلّ ماّ تعلمّه أنّ قلبهاّ يّريده لذلكّ ستّأخذّه ، قالتّ بّضجرّ
ـ تّبا كايلّ هلّ عدّنا إلىّ هذا ّالكلامّ الفارّغ منّ جديدّ ؟ إلىّ أيّ جانبّ أنّت ماريّ أمّ أناّ ؟
رمقّهاّ بنصفّ عينهّ بدتّ خالّية من المشاعرّ متحجرّة القلبّ و ذاتّ ملامحّ جامدّة بالكادّ صارّ يعرفهاّ الآنّ ، لمّ تعدّ إليزابيثّ التيّ وقعّ فيّ غرامهاّ تلكّ
المّرأة البّشوشةّ التيّ ساندتّه في أحلكّ الأوقاتّ تنهدّ و أجاّبهاّ بنبرةّ جاّفة
ـ كنتّ فيّ ما مضىّ لأقولّ أننيّ معكّ حتىّ لوّ انقلبّ العالمّ بأسرهّ عليناّ لكنّ الآنّ أناّ أفضلّ و أساندّ لاّ بلّ سّأساعدّ ماريّ فيّ تحّقيقّ هدّفهاّ،
قّبل أنّ يخـطّوا خـطّوة أخرّى نـّحو المخـّرج تّوقفّ مجدداّ بدتّ ملامحّه جاّفة جداّ قدّ خلى وجّهه منّ أيّ تعبيرّ سّوى الكـره و الحقدّ الذيّ أظهرتّه عينيهّ
الحاّدتينّ ، فّعادّ يتحدثّ مجدداّ هذّه المرةّ كانّ كلامهّ جادّا جداّ و صاّرماّ لاّ بّل أكثرّ منّ ذلكّ كانّ عباّرة عنّ تهديدّ لها ّقدّ بدتّ نبرتهّ شديدّة الحقدّ
ـ دّعينيّ أقولّ هذّا لكّ ، أناّ لستّ غبياّ أوّ بتلكّ الدرّجة منّ السذاّجةّ التيّ تجّعلنيّ لاّ أرى ماّ يحصلّ كلّ ما فيّ الأمرّ أننيّ أمررّ تلكّ التصرفاتّ بمزاجّية
تامةّ فّتعاملّ معّ بعضّ البشّر بمختلفّ عقلياتهمّ ، أطباعهم و أخلاقهمّ يحتاجّ إلّى صبر و أحياّنا غّباء متعمدّ لكننيّ أحذّرك إليزابيثّ فقدّ بدّأ صبريّ ينفذّ
نـظرتّ إليهّ بصّدمة ماذاّ أقالّ تواّ أنهّ سيساعدّ ماريّ فيّ تحقيقّ هدّفها ؟ هلّ قامّ بّتهديدّها تواّ ؟ كايلّ الذيّ يعشقهاّ ؟ كلاهماّ يعلمانّ بدونّ تفوهّ بأيّ
كلمةّ أنّ الهدف ّالذيّ تّسعى إليهّ كلتّاهماّ هوّ نايتّ و الآنّ هوّ يخبرها بطرّيقة غير مباّشرة أنهّ سيساعدّ ماريّ فيّ التقربّ أكثرّ من نايتّ ؟ تّعلم جيداّ
أنهّ يحبهاّ و يّشعرّ بالغيرةّ من نايتّ لكنّ أّن ينظمّ لّألدّ أعداّئهاّ هذاّ أمرّ لاّ يغتفرّ بالنسبةّ لهاّ فوقفتّ و أمسكتّ بذّراعه قاّئلة بّحدة
ـ كايلّ ماّ الذيّ ستفعله ؟ ألمّ تدركّ بعدّ أننيّ أساعدكّ ؟ إننيّ أحاولّ أنّ أوقعّ نايتّ فيّ حبيّ لكيّ يتسنىّ لكّ أنتّ الوقتّ فيّ الحصولّ علىّ منصبّ الجدّ بيترّ ،
هلّ أنتّ أبله ؟ ألمّ تدركّ ذلكّ بعدّ ؟ ألاّ تعلمّ بجّهلك هـذاّ سوفّ نخسرّ فرصتناّ فيّ تشتيتّ انتباههّ ؟
زفرّ بّعصبيةّ و أبعد يدّها الممسكةّ بهّ بكلّ قوةّ عنهّ استداّر ناحيّتها واضعاّ كلتاّ يديّه حولّ كتفيهاّ قدّ تغيرتّ ملامحّه ليحنقن وجّهه بالغضبّ قدّ ظهرّ عـّرقّ
جّبينه منّ شدّة إمساكّه لأعصّابه ، هزهاّ بقوةّ بينّ يدّيه قاّئلاّ و النارّ تّأكلّ قلبهّ شيئاّ فشيئاّ
ـ ماّ الذيّ يتوجبّ عليّ فعله لكّي أجعلكّ تّدركينّ ؟ ماّ الذيّ يتوجبّ عليّ قولهّ لأجّعلك تّعدّلين عنّ رأيكّ ؟ بحق السماءّ إليزابيثّ أنتّ تطّلبينّ منيّ منحكّ
الأذنّ لاّ بلّ مساعدّتك فيّ إغواءّ نايتّ ؟ ..
دّفعهاّ ناحّية الأريكةّ بقوةّ فّسقطّ كلتاهماّ عليهّا كانتّ ملامحّ كايلّ عنيفةّ شديدّة الغضبّ قدّ فضّ كّأس صبرّه فيّ حينّ أخذّت إليزابيثّ تحاولّ إبعادّه عنهاّ
لكنّ كلّ محاولاتهاّ باّءت بالفشلّ كيفّ لها أن تنجحّ و كايلّ بّمثلّ هـذاّ العنفّ ؟ صّاح بّقوة مجدداّ قدّ ترددّ صدّى كلماته فيّ الغـّرفة
ـ كمّ مرةّ يجبّ عليّ تجاّهل أفعالكّ ؟ تّقبلينه تّمسكينه تحضننه تّعترفينّ بّحبكّ له ؟ هلّ تّرغبينّ بالنومّ معهّ حتىّ ترضّين ؟ لاّ ..
اتسعتّ عينيهاّ بّصدمةّ لقدّ رّآهاّ إذنّ كانّ يجبّ عليهاّ أنّ تتوخّى الحذّر أكثرّ لذلكّ و بمحاّولة منهاّ كيّ تذّهب عنهّ كلّ هـذاّ الغضبّ ابتسمتّ بّصدقّ قاّئلة
ـ لكننيّ أحبكّ أنتّ، أنتّ و أنتّ فقطّ للأبدّ
حالّما قّالتّ ذلكّ تغيرتّ ملامحّ وجّهه نبرتهاّ بدتّ صاّدقة للغاّية بالرّغم منّ أنّ عقلهّ يدركّ أنهّا مجردّ كذبّة أخرىّ إلاّ أنّ قلبه يّأمرهاّ بّتصديّقهاّ فّابتعدّ
عنهاّ مسرعاّ رافضاّ الانصياّع لكلماتهاّ المتلاعبةّ ، وقفّ متماسكاّ قاّئلاّ بّنبرةّ باردةّ نهاّئية
ـ أناّ لستّ بذلكّ النبلّ لأسلمّ زوجّتي إلىّ شخصّ آخرّ إليزابيثّ ، لذّلك دّعينيّ أقولّ هـذاّ للمرةّ الأولى و الأخيرةّ إنّ أردتّ الحصولّ على نايتّ يستحسنّ
بكّ تّركيّ أولاّ لّأنكّ لاّ تستطّعين الحّصول عليناّ معاّ ، أجلّ أحبكّ وّ نعمّ أعشّقك لكنّ حبيّ لكّ لنّ يشفعّ خيانتكّ
بعدّ قولهّ ذلكّ رفعّ سترتهّ الجلديّة السوداءّ و ملفاته ثمّ غـّادرّ مسّرعا بخطّوات تّظهر مدىّ عصبيتهّ بينماّ بقيتّ إليزابيثّ فيّ مكانهاّ تنظرّ بّصدمة إلىّ
المكانّ الذيّ كانّ يّقفّ كايلّ فيهّ تواّ ،
أنت تقرأ
لا يجب قول لا لفخامتك
Romancechanez الكاتبة رواّيتي يـّغلبّ عليهـّا الطـّابع الـرومانّسي الإجتمـّاعي ، يتخـّللهـّا الـقّليل من الكـّوميدّيـا و بّضعة بـهاراتّ من الـواّقع أحـّم أعـّلم أننّي سيـئة في تـّرك الأنطـّباع الـجيـدّ لـكّن .. أحـمّ سـأكونّ ممتـّنة للـحّصول على بـّعض ال...