البارت100

144 15 0
                                    

حـولّ تـلك الطـاولةّ اجتمـع الكـل نـايت مرتديـاّ قميصـا أزرق اللون داكنّ و سـروالاّ جينز مع حـذاءّ بـوت إن صح الـقول أسود اللـونّ على الجـانب الأيمـن
بجـانبه كانتّ ماري فـستانها الـورديّ الـقصيرّ تشرب عصير البرتقـالّ بـبطءّ أمـامّها من الـجهة اليسرى كـايلّ مرتـدياّ ملابسّ رياضيةّ يأكل قـطعةّ الخبرّ
بـنوع من الضجر و هو يـراقبّ ماريّ مبتسما بكسل أمـا أليكساندر فكان بجـانبه زمّ شفتيه غير راضي على مقعدهّ لكنه لم يقل شيئاّ بل اكتفى فقط بتناول
طعـامه و هوّ يرمق سوزي التي تكلفتّ بالـتقسيـمّ بكل استياء بينمـاّ بقى الكرسيّ السيد بيتـرّ فارغـاّ ، تـحدث كايل فجـأة بـتململّ
ـ سـوزي أريد تـناول معـكرونة على الطريقة الإيطالية أيضـاّ بعض الجبن السويسري فوقها فهلا طلبت منهمّ تـحضيرها ليّ ؟
رمقـته سوزي بـحدةّ ثمّ أشارت على صحنـه بـعصبيةّ لكي يعبسّ لقد بدى واضحا أنها تأمره بأكل ما قد حضر له دون تـذمرّ ففـعل ذلكّ حقيقة هوّ لا يريد
أن يأكل على الإطلاقّ لكنه يجبرّ نفسه على ذلكّ بينما تنهدتّ سوزي بـقلة حيلةّ إذ أنها ليست المرةّ الأولى التي يطلب فيها تغير طعـامه و حالما يجلبون له
ما طلبه لا يـأكل شيئـاّ ، رفع نايت عينيـه الداكنتين نـحوه يـراقبه قبل أن يتنهد ببرود ألن ينساها ؟ لقد حان الوقت لذلك فـتحدث بنبرةّ بـاردةّ
ـ كل طعامك و كفاك تـذمراّ ..
حالما قال نايت أمره تـوتر كايلّ أسقطّ الملعقة من بين يدهّ فـنظر ناحيتهّ بإرتباك ثمّ أومـأ إيجابـا و هو يأكل ما بصحنه دونّ أن يقول شيئاّ بينما رمقـته ماريّ
بـتحذيرّ و هي تـضربّ ذراع نايتّ بـخفةّ فاستدارّ ناحيتهاّ أشارت له أن يتوقف عن الكلامّ لكيّ يقطب حاجبيه باستنكار ،
ازدادت تـقطيبة نايت لكيّ يتنهد بـقلةّ حيلةّ لقد فهم ما ترميّ إليه إنها لا تـريد منه أن يقسوا على كايلّ لكن و هل يعتبر ما قاله تـهديدا ؟ لقد أمره فقط أن
يتوقف عن إهدار الطعـامّ دفـعّ بـيد ماريّ بعيدا عنّ جبينه لكي يمسكّ بـكأسّه احتسى القليلّ قبل أن ينـظر بطرفّ عينه إليها كانتّ تشرب عصيرهاّ ببطّء قد
اعتـبرّ هذا كـأسها الـثالثّ عـاد ينظر نحو كايلّ الذيّ يبتسم بـغـرابةّ حينهّا تـحدث أليكساندر فجأة قائلاّ بنبرةّ مستاءة
ـ ما هذا ؟ إن ذوقه غـريب ..
ازدادت ابتسـامةّ كايل اتساعـاّ ثم استـدارّ ليغمز بكلّ شقاوة لإحدى الخادماتّ التي شاركتـهّ الضحكّ لما فتحّ بـاب القـاعةّ ببطءّ و هدوءّ رفع نايت عينيه
الحادتينّ يرمق فيها فرانسواّ القادم ببرودّ قبل أن يبتسمّ متهكمـاّ قد كانت بـرفقته كلير التي انحنت بسرعة لما رأتهّ ألقى التحية عليهم جميـعاّ بعد ذلكّ
وقف بجانب سوزي يسألها حول ما حدث سابقاّ في حين وقفت كليرّ بالخلفّ حينما رأتهما ماري وقفت بّسرعة و هي تبتسمّ بسـعةّ صدر كادت أن تناديها
لما شعرتّ بالدوار فعادت تجلسّ مكانها حينها تحدث أليكساندر بـإستياء
ـ نايت أنـظر إلى هـذا الـ ..
وضع كايل يده على فمه مانعا إياه من إكمال حديثه لكي يقطب أليكساندر حاجبيه فهز كايل رأسه نفياّ بتحذير شديد ازداد استياءّ الأخيرّ و كاد أن يتحدث
لولا أن ماريّ سبقته قائلة بإبتسامة
ـ كليـر ، فـرانسواّ تفـضلاّ هيـا ..
ابتسمتّ كليرّ بـلطفّ و هي تـخبرها بأنها تناولت عشائهاّ رفقة فرانسواّ تـرفضّ دعوتها بخفـةّ بالغةّ بينماّ اعتذر فرانسوا بلباقةّ حينها وضعت ماري ملعقتها
جانبـاّ نظرتّ بطرف عينها إلى كايل المبتسمّ بـخبثّ لقد كانت تصرفاته غريبة طوال الليلةّ أهي مخيلتها أم أن هناك شيء يدور بباله ؟ بينما رمق أليكساندر
كايل بـغيضّ منزعجا من أفعاله و هو يتنهد بقلة حيلةّ مكملا أكله ..
بـعدّ فترة غـادر نايت القـاعةّ متجها إلى مكتبـهّ قد تـبعه فرانسواّ بتقريره فيّ حين اتجه كل من أليكساندر و كليرّ إلى غـرفته من أجل جلب لعـبةّ لقضاء
وقتهماّ بينما بقيتّ ماري بالأسفلّ جالسةّ عل الأريكةّ مغـمضة عينيهاّ بنعـاسّ بجانبها كان كايلّ حالما اختفى الكل عن أنظارهما استدارّت ماري ناحيته قدّ
فتـحتّ سوزي البـابّ ببطءّ و بـخفةّ قدّ جلبت شـايّ ساخن لتـخفيفّ إرهاق ماريّ لكنها توقفت فجأّة قد انتـقلّ إلى مسامعها صوتّ ماريّ الـهادئّ قد برز
اهتمامها فيهاّ
ـ إذن ما الأمر ؟
عمّ الصمتّ لوهلة من الزمنّ فتنهدت ماري بحيـرة تـعلم تماما ما الذي يدور في ذهنـهّ إنه الشخصّ الوحيد الذيّ يفكر به دومـاّ و من غير إليـزابيث ؟ فـعادتّ
تنظر للأمامّ بقليلّ من الإرهاقّ بينما تنهد كايلّ بدوره و هوّ يسند رأسه للخلفّ على ظهر الأريكـةّ بتعب مبتسما لكي يتحدث بعد ذلك بنبرةّ هادئة
ـ تلك المـرأة لعبت بي كالدمـيةّ جعلتني أقـعّ في حبهـا كما لم يسبق لأحد أن فعل لكي تخوننيّ في النهـايةّ مـعه هو بالرغـم من أنني كنت أعلم بخيانتها إلا
أننيّ تجاهلت ما رأت عينايّ و فضلت بقـائها بجانبي على مواجهـة الواقـعّ حتى و هي تأخذ أموالي فضلت تـركها تفعـلّ وثقت بها كمـا لو كأنها خالية من
الأخطـاءّ ، أنـا وغد سـافل أدرك ذلكّ لكن ..
نـظرت نـحوه بلطف ثمّ رفعت ذراعها لكي تـحرك خصلات شعره البني بـرقةّ تحاول أن تجعله يستمر بالحديثّ حينها أخفضّ رأسه لكي يمسكه بين يديه
بدأت دموعه تشـقّ طريقها عبرّ وجنتيه بصمتّ ارتجـافّ جسـده بـأكمله و دموعهّ صـوته المتحشرج مكملاّ كلامه
ـ ليست عـلاقة دامت سنـةّ لاّ .. لقد أعطيتها حياتي بأكملـها ماري ، وثقـتّ بها و أحببتهـاّ كما لم أحبب إمرأة سابقـاّ فـأخبرني أين أخطـأت ؟ ماذا فعلت
لكي أستحق هذه المعاملة ؟
التـزمت الصمت لـوهلة قبل أن تـراه يتجـه بخطواتّ بطيئةّ إلى تـلكّ المـائدة الزجـاجيةّ ثم أمسكّ بـكأس نبيذّ حينهـا وقفتّ ماري بـسرعةّ كي تـبعده عنه
لكنه تجـاهلهاّ و هو يحتسيه قطبتّ ماري حاجبيها ثمّ تـحدثت بنبرةّ هـادئةّ
ـ كايل أعطني إيـاه الشرب لن يحل لكّ مشـاكلك ..
لما أمسك بـكأس مرةّ أخرى دفـعتّ ماري المشـروب من بين يديه بقوةّ لكي يسقطّ على الأرضّ متناثرا زجـاجه فيّ كل الأنحـاءّ قد علت عينيها نـظرةّ
تصميمّ واضحـةّ هـادئةّ حينها تـنهد كايلّ بـقلة حيلةّ بالرغم من أنها محـقةّ إلا أنه لا يستطيّع تجـاوز ما فـعلته إليزابيثّ به لقد خلفت ورائها صـدمةّ خيانةّ
ستتركّ في قـلبه جرحا لن يندمل على الإطلاقّ حينما قـررتّ سوزي الـدّخول قد فعلتّ كانت عابسةّ الملامحّ مستاءةّ حينها أدركّ كايل أنها كانت تستمع لما
يحدث طوال هذه الفترةّ ، قدّ تحدثتّ بنبرةّ حادةّ
ـ ما الذي تـقصده بما الذي أخطـأت فيه ؟ تـركها تتـلاعب طوال هذه المدة بكّ هو أكبرّ خطـأ لكّ سيديّ إنها لا تستحقّ جزءا من اهتمـامكّ أجل أعـلم أنك
تحبهـاّ نحن كلنا نعـلمّ لكن ألم يحن الوقت بعد لنسيانها ؟
نـظرّ إليه كايلّ بـهدوء الكـلّ يعلم بحبـه لها لكن تـماما مثلمـاّ قالت سوزي لقد حان الوقت لنسيانـهاّ إمرأة مثلها لا تستحـقّ أن يرهق نفسه من أجلهاّ لما
استـدارتّ ماري نحوهّ كانتّ هادئةّ شـاحبة الملامحّ لكنهاّ جـادةّ و حـادةّ قدّ اقـتربت منه قـائلةّ بنبرةّ هـادئةّ بـادرةّ
ـ بالمـختصر المفـيد دعنـاّ نلقن تـلك السافلة درسا لن تنـساه ..
فتح كايل عينيه على وسعهما بدهشـةّ قبل أن يضحك بنبرةّ مبحوحـةّ و هوّ يوافقها الـرأيّ لكي تقترب منه سوزي و هي تضـّربه بخـفة على ظهره تعلن
عن مساندتها لـهّ لم يكن أبدا وحده أبـداّ لأنهم جميـعاّ كانوا معـه منذ البداية لكنه لم يدرك ذلك حتىّ الآن بينمـا نـظرتّ إليهما ماريّ بهدوءّ إنها معـهّ سوزي
لطالما كانتّ تـراقبـه تهتمّ لأمرهّ دون أن يضطر نايت لإخبـارها فابتسمت بـابتسامةّ باهتـةّ لكنهاّ مرحـةّ نوعا ماّ ، إنهـاّ سعـيدةّ لكـونّ كايلّ قدّ وجد شخصـاّ
مثل سوزي يقفّ بجـانبه

/

رنـتّ الجرسّ مراراّ و تـكراراّ دون تـوقفّ على تـواليّ مستمـرةّ قد عـمرتها السـعادةّ العـارمةّ كان ذلكّ ظاهراّ من خلال مـلامحـهاّ ابتسـامتهاّ الـمـرحةّ
المليّئة بالفرحّ قدّ كانت عينيها مشرقتينّ تـلمعانّ سعادةّ تـلكّ النظرةّ لم تكنّ سوى نـظرةّ إمرأة قدّ وقعتّ فيّ الحـبّ بينماّ و بجـانبهاّ يقفّ ويليامّ الذيّ أخذّ
يحاول أن يبعدّها بلطفّ عنّ الـجرسّ لكن دونّ جدوىّ فهاهي تعـودّ لقـرعهّ مجدداّ بعنفّ أكبرّ لكيّ يـقطبّ حاجبيه بتـوترّ قدّ أخذّ الجـيرانّ ينظرون إليهماّ
بـنوع من الاستغـرابّ و الذهول أيضاّ الانزعـاجّ قدّ همسّ ويليامّ لها بنبرةّ مـحرجةّ
ـ فـلوراّ تـوقفيّ إنهمـاّ ليسا هنا
نـظرتّ إليه فـلوراّ بـإستنكار من المستحيلّ أن لا تكون السيدة ّفرانسيسّ هنا في شقتهاّ بهذه الساعةّ فليسّ لديها أيّ مكان آخر تـذهبّ إليه غـير مبناهاّ
لذاّ استمـرتّ القرعّ غيرّ مباليةّ لما كان يتفوه بهّ حينها لماّ فـتحّ الباّب على وسعه بإنـزعاجّ تـامّ قدّ ظهر من خلفّه السيدةّ فرانسيسّ مرتديةّ ملابسّ نومهـاّ
من فستانّ أبيضّ طويلّ و تضعّ قبعة علىّ شعرهاّ معّ غـطاءّ يحميّ عينيهاّ كما أنها تمـسكّ بـمقلاةّ مستعدةّ لضربّ أي كان القـادمّ حينماّ قفزتّ إليها فـلورا ّ
قـائلةّ بسعادةّ بالغةّ
ـ سيدةّ فرانسيسّ إننـاّ ثنائيّ الآنّ .. لقدّ حصلت علىّ حبيبّ عكسّ ما قلته تـماماّ
قدّ أطلقت ضحكة متفـاخرةّ للغـايةّ لكي تقطبّ السيدةّ فرانسيسّ حاجبيهاّ مستغـربةّ محاولةّ أن تركزّ قليلاّ إذ أنها حتىّ الآن لمّ تستوعبّ ما يحدثّ نـظرتّ
نحوّ فلوراّ المتفاخرةّ بـدهشةّ ثمّ وجهت نظرتهاّ نحو ويليامّ الذيّ يبتسمّ بلطفّ و هو يـلقيّ التحيةّ عليهاّ بكلّ لباقةّ
ـ عـمت مساء سيدة فـرانسيسّ ..
قـالّ ذلك و هو يسحبّ فـلوراّ بـقوة من خصرها مبعدا إياهاّ لكنها رفضت التـحرك جانبا بينما بقيت السيدة فرانسيس تنظر إليهما بدهـشةّ هل أخيرا
اعترفا لبعضهما ؟ ضربتّ وجنيتها بصدمةّ بالغةّ مهما نظرت إليهما فهما لا يبدوان أبدا كثـنائيّ أين التغـيرّ ؟ تحدثت بـأسى و هي تهز رأسها نفياّ
ـ يـا إلهي .. ما الذي رأيته في هذه المفتـرسة ؟
ضحك ويليام بإحـراجّ شديدّ لكن ابتسـمّ بكل لطفّ و هو ينظر ناحية فلوراّ التي بـادرته بإبتسامة محـرجةّ نوعا مـا فيّ حين فتـحتّ السيدة فرانسيسّ بـابها
على وسعه لكيّ تدعوهما لداخلّ قد غـادرت توقظّ زوجهـاّ بول لإسماعـه هذّه الأخبـارّ بينما اتجـهتّ فلورا إلى المطبـخّ من أجل تـحضير الـشايّ لهم جميعاّ
فيّ حين اكتفى ويليام بتنهيدةّ خفيفةّ قبلّ أن يدخلّ هو الآخر قـائلاّ بهمسـةّ
ـ هـو جنونـّها أكثـرّ ما أحببته فيـها ..

لا يجب قول لا لفخامتك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن