ادم سيكون نهائيا سيعلن الخاسرّ للملأ كذلك الفـائزّ بينماّ و حال مغـادرتهمّ
استند نايت على الجدار الذيّ خلفه بإرهاق أغلق عينيهّ لوهلة من الزمنّ قد سقطت خصلاته على جبهتهّ كز على أسنانه بقوةّ ، الـرجل الذي فقد
كل ما يملك أي فوز هو هذا ؟ تـلكّ الصورة لا تزال راسخةّ بذهنه تـلكّ الكلماتّ و الضحكـةّ الساخرةّ أي فوز هو هذّا ؟ الحـقيقةّ لم يفز أحد منهماّ ..
حينماّ شـعر فجأة بوجود شخص ما فتح عينيه ببطءّ لكي يـرى ماري جالسة على ركبتهاّ أمامه كانت تنـظرّ إليه و الدموع تملأ وجههاّ المحمر فابتسمّ
بهدوء لا يدري إن كانت ابتسامته هذه رثاء على حاله أم شفقة على غـيره و قبل أن يقول أي شيء رمتّ ماري بـذراعيهاّ حوله تـضمه بقوةّ إليها
لكي يصبح رأسه علىّ كتفها كانت تبكيّ بصمتّ دون توقف
سقطتّ يديه علىّ الأرض كذلكّ جسده قدّ مال ناحيةّ ماري الممسكةّ بـه قدّ أغلق عينيه أخيراّ حينماّ نـظرت إليه كلا من كلير و فـلوراّ بقلقّ ، تـحدثت
الأخيرةّ بـرعب و هي ترى جسده الساكنّ
ـ يـا إلهي ما الذي حدثّ له ؟ فـرانسواّ ويليامّ اتصـلوا بالإسعاف فـورا
أومأت ماري نفيـا بابتسـامة باهتةّ تـعلوا شفتيهاّ هي تخللّ أناملها الطـويلةّ في خصلاتّ شعره الأسود النـاعمةّ بكل هـدوءّ و رقةّ لكي ينتـظمّ تنفـسه
أكثرّ و تغـادرهّ تلك النـظراتّ الحادة التي علتّ وجهه طوالّ هذه المـدّة فظهرت ملامحـّه الهادئةّ الجـذابةّ للعيانّ بدونّ بـرودّ أو غـضبّ كان هادئاّ للغايةّ
حينماّ تحدث فـرانسواّ قـائلاّ بنوع من الـراحة هو يتقربّ من سيده
ـ لم ينم السيد نايت منذ ما يقارب أربـعة أيـام و لم تكن وجباتـه منتظمةّ على الإطلاقّ مما يسبب هبوطا له فيّ الضغطّ ، هـذا ما يحدث له دوما لما يجهد نفسه ..
نـظرت إليه فـلورا بصدمةّ أو شخص يستطيع الصمود دون نـومّ أو أكل طـوال أربعة أيـام ؟ عـادتّ تنظر نحو نايت النـائم بعمقّ ثم هزت رأسها نفياّ
غير قـادرة على استيعابّ تصرفاته المجنونةّ كي تـجلسّ هي الأخرى بجانبّ ويليام و كـليرّ أرضاّ كذلك فـعل فرانسوا و سوزي بينما اقترب أليكساندر
من ماري أخذ ينـظر نـحو نايت بنوع من الفـضولّ و السـعادةّ ، قـالت سوزي بنبرةّ هـادئة
ـ ما الذي سنفـعله الآن ؟ إليزابيث خائنة أخذت كل ممتلكات السيد كايل أما السيد نايت فـلا أعتقد أن صحته ستسمحّ له بالاستمرار حاليا في خططه و
القصر في حـالة فـوضى .. إن كل شيء مدمر
التـزم الكل الـصمت بعدّ ذلك قد تـوجهت أنظار سوزي إلى كايل الذيّ يقف بجانب الجدار ينـظرّ نحو نايت بنوع من الذنب حالما قـالتّ جملتها تلكّ وضع
يديه في جيب معطفه مستعـدا للمغادرة حينما ّتحدثت ماري بنـبرة لطيـفة
ـ كـايل ما الذي تـريد فعله ؟
توقفّ عن السير كي يستدير ناحيتها تذكر تحذيرها له عن خطورة إليزابيث و أنه مهما تغير الزمن سيكون مجرد الخيار الثاني لها لم يكن أبدا الرجل
الأول في حياتها و لن يكونّ ليس حاليا على الأقل تذكر نبرتها الجـادةّ تماما مثلما هي عليه الآن تـخبره أن يتوقف عن حبهاّ يا ليته استمع إليها يـا ليته
نـظر أكثـر نحو نايت كفرد من العائلة لا عـدوّ لكن ما فائدة الندم الآن ؟ تـردد كثيراّ قـبل أن يشيح وجهه بعيدا قـائلاّ
ـ لم أعد أملك الحق في التصرف بعد الآن ماري .. لقد كنت محقة لست سوى الخيار الثاني لا بل لم أكن من قـائمة اختياراتها منذ البـدايةّ ، لذا سوف
أعـلن انسحابي لقد خسرت فرصةّ مواجهة نايت كذلكّ كبـ
قبـل أن يكمل كلامه لاحـظ دموع ماري التي استمرت بالنـزول على خدها دونّ توقف ففتح عينيه على وسعهماّ بـصدمة فأخفض رأسه كاتمـا دموعهّ
لكنه لم يستطعّ ليس و هي تـنظر إليه بتلك الـطريقةّ، إنها تفهمه لا بل هيّ في مثل موقعه أليس هو من اقتبس كلماتها الآن ؟ كلاهما لم يكن أبدا الخيار
الأولّ قبل أن يـدرك ما الذي يـفعله وجد نفسه يتـقدم منها قـائلا بنبرةّ متألمة محـطمةّ
ـ أنـا أسف .. حتى و أنا أعلم بخيانتها استمررت بحبهاّ أدرك حماقتي أدرك غـبائي لكن لم يسعني التوقفّ مـاري ، أخبريني أي طريق علي أن أسلك الآن ؟
تحاشت سوزي النـظر نحوه قد حطمها رؤيته بينما أخفض فرانسوا رأسه للأسفلّ بنوع من الندمّ أو ليس كايل سيدهما أيضا ؟ لماذا لم يحاولوا إبعاد
إليزابيث عنه ؟ في حين بدأت كلير بالبكاء معـه عندما وقفت ماري ألم يكونا صديقين قـبلا ؟ ألـمّ ينصحها قـبلا ؟ ألم تـرشده هي بدورها أيضا ؟ مـدتّ
يدها نحوه ممسكةّ بـيده قـائلة بهدوء
ـ أي طريق تقصد ؟ أنـت كايل لبيير أيها الأحمق سوف تستعيد أملاكك بيديك هاتين ..
بـعد ذلك ابتسمّت بخفة و هي تـغمز له نـظرّ إليها لوهلة من الزمن بصـدمةّ قـبل أن يـلف ذراعيه حول جسدها ضاما إياها لصدره بينما ضحكت ماري
بخـفةّ هي تـطبطب على ظهره كالطفـل الصغير حينما تـحدث كايل بـنبرة هامسة لا تكاد أن تسمعّ
ـ مـاري أي خطأ ارتكبت ؟ ..
صمتتّ لـوهلة من الزمن كأنها تسأل نفسها هـذا الـسؤال كمّ يبدوا مـؤلما الحـب من طرف واحد لكنها لم تعد تـبالي بعد الآن تـعلم جيدا أنها ليست
طرف في حياة نايت تماما كما يعلم جيدا كايل أنه لن يكون أبدا رجـل المناسب لإليـزابيث قـد تـبدوا هذه الحقيقة مـؤلمةّ واقعية للغـايةّ لكنها تكفي بأن
تـجعلهما يمضيان قـدماّ حتى لو لم يرد هذا القلب ذلكّ لكن لابد من هـذاّ ، فهمست له ماري بنبرةّ هادئة
ـ لقد أحببت الـشخص الخطأ و هـذا ذنبك ..
بعد ذلك ابتسمت بخفة حينمـا تـركها كايل قد ضعفت قبضتـه تنهد بـقلة حيلة ثم ابتسم هو الأخر لأنه لم يعد يملك شيئا يـفعله لقد خسر كل شيء حافظ
عليه طـوال حياته الآن بعدما فقد حبـه أمواله لا يستطيع سوى الضـحكّ لحاله حينمـاّ جـذبته فلورا من ذراعه و هي تسحبه لجانبها كي تجبره على الجلوسّ
معهم قـائلة بنبرة متسـائلة
ـ بالنـظر إليك عن قـرب أنت تـبدوا وسيما للغـاية يمكنك الحصول على أي فـتاة تـريد فـلماذا أنت تعيس على التفات واحدة لك ؟
رمقهـا ويليام بـصدمةّ قد تـلعثم محاولا إيجـاد الطـريقة المناسبة للانسحاب من هذا الحديثّ دون جرح كايل لكن فـلورا لم تـبالي فعلا بذلكّ بـل دفعته
للجلوس مجبرا بجانبهاّ واضعـة يدها على كتفه قـائلة بنبرةّ جـادة
ـ اسـمع نصيحتي الفـتيات لا يحببنّ الـرجال الذين يـ
قـبل أن تكمل كلامها دفعها ويليام بـقوة بعيدا عن كايل و هو يضع يده على فمها يحدق فيها بنظراتّ غـاضبة بينما استمرت فـلورا بالكلام محاولة
الفـرارّ من قبضة ويليام الغـاضبّ حينما علت ضحكاتّ الكل ، عـادت ماري لمكانهـا تـنظر نحو نـايت النـائمّ بمشـاعر مضطربةّ لم تنزع عينيها عنهّ
طوال فترة حديثهم لما رمقتهـا فلورا بسخرية قـائلة
ـ يمكنك تقبيله لا بأس لن نخبره ..
استـدارت بـسرعة ناحيتهاّ قد احمرت وجنتيها بشدة ثم نفـتّ بشدة و هي تهز رأسها يمينا و شـمالا بينما كـتم كل من فـرانسوا و سوزي ضحكاتهما
في حين أدعى أليكساندر عدم سماعه أما كايل اكتفى بابتسامة خفيفةّ عـلتّ شفتيه لما قطب ويليام حاجبيه بقليل من العصبية و هوّ يضربها بخفة على
رأسها قـائلا
ـ ألا يمكنك التزام الصمت قـليلا ؟
هزتّ فلورا كتفيها بـعدم مبالاة الجميـع يعلم أنها تفعل هذا عن قصدّ لإزاحة بصمات الأحداث من ذكرياتهم قـليلاّ لكن يبدوا أنها لم تنـجح فـعلاّ فهاهو كـايل
يعود لجمودّ قد وقف مغـادرا معتـذرا منهم بينما استدعى فـرانسوا الطـبيب إلى الـقصر حرصا على سـلامة صحة نايت و أرسل سوزي إلى المستشفى
من أجل إصابتها في حين غـادر ويليام القـاعة بـرفقة فلورا ، هـذّه الـليلة لم تكن لتمحى ذكرياتها منّ أذهانهم تـلك الأحداثّ تلك الأسرار ستبقى حديـثّ
الأنفـس فيما بينها ..
أنت تقرأ
لا يجب قول لا لفخامتك
Romancechanez الكاتبة رواّيتي يـّغلبّ عليهـّا الطـّابع الـرومانّسي الإجتمـّاعي ، يتخـّللهـّا الـقّليل من الكـّوميدّيـا و بّضعة بـهاراتّ من الـواّقع أحـّم أعـّلم أننّي سيـئة في تـّرك الأنطـّباع الـجيـدّ لـكّن .. أحـمّ سـأكونّ ممتـّنة للـحّصول على بـّعض ال...