/
جـّدران غّرفة وردّية اللونّ بّسرير صغير مّزين بّشرائطّ بيضّاء و غطـّاء أزرّق كلونّ السمـّاء الصّافي ، خـّزانة كّانت تحتـّوي على مّلابسهـّا و
لا تـّزالّ اعتادّت عندّما تسـتاء أنّ تـأتي إلى هذه الغـّرفة و تّبقى هناّ حتّى تّحن أمهـّا سيّليـّا و تجّلب لها مـّا تّريده ، و الآنّ بالرغمّ من أنهـّا حزينة و مستـاءة
جـدّا لكّن لا أحدّ يّشفق عليهـّا ، رّفعت يدّيها إلى السّقف حيّث علقت قدّيما عليه صورة فّرقتها الغنـّائية المشّهورة ، هل هذا ما يعنيه ان تكون كبيرا ؟
طّرقت فّلور البّاب ثمّ دّخلت و بّينّ يدّيها صّينية فيّها عجت البيضّ و مشّروب الطـّاقة ، جّلست على السّرير بجـّانب مـّاري لتّضع الصّينية بينهمـّا و قدّ
زينت شّفتيها بابتسامة جميّلة
ـ أسّعدّ صبّاحكّ عـّزيزتي ،
ردّت ماّري التحّية بهدوء و شّربت العصّير دّفّعة واحدة ثمّ أعـّادته إلى مكانه فنـّظرت إليها فـّلور مـطّولا باستغراب فقـّالت عندّما لمحّت مّلامحها التعيسة
ـ ماذاّ بك ؟
صمّتت مارّي و لمّ تجّبها بّل رّفعت تلكّ البطـّاقة التي تركّها نـّايت سّابقّا و عادّت لتّفكير العمّيق كمـّا لو كـأن الليلة السّابقة لمّ تكنّ كاّفية ، كشّرت فّلور
بغّيض عندّما لمحّت اسم أختهّا مـّاري روبّرت قدّ ربطّ بزخـّارفّ جميلة بجـّانب نـّايت لبير ، قـّالت بحدة
ـ أنتّ ، لا تّخبريني أنكّ تفكرينّ جدّيا فّي ما قّاله ذّلك المـّعتوه ؟
رّفعت مـّاري حـّاجبها باستنكـّار ثمّ وقفّت و فتّحت النـّافذة لتستدّير ناحية فّلور مجددّا و على وجهها نـّظّرات جدّية
ـ بالطـّبع سـأفكرّ بذّلك ، أليسّ هو خطّيبي ؟
فـّلور بحدّة : خطّيبك المـّزيف ، المـّزيف إنّ كنت قدّ نسيت
شدّت ماري على قّبضتهـّا، هيّ تـّعلم هـذّا جيـدّا و لا تحـّتاجّ لأي أحدّ كيّ يذّكرها فقـّالت بهدوء و تـّردد
ـ أنتّ لا تـّعلمين شيئا فـّلور ، لا تـّعلمينّ ما نـّايت بالنسبة لي ، إنهّ مصـدّر قـّوتي و منه استمدّ شجـّاعتي و بجـّانبه فقطّ أشعر بالأمانّ ، أيضـّا و
أمامهّ فقطّ تّتلاشى كلّ جدّرانّ طـّاقتي هوّ منّ جّعلني أعودّ كيّ أستـّرجـّعكّ ، هو منّ سـاندّني و إنّ كان حتّى هو غيّر مدّركا لذّلك ، إنهّ من
صّرخت فلورّ بعصبية و أحدّاث البـّارحة تّمـّر من بّين عينيهـّا كمذّكر حّي ،
ـ هل أنت بّلهاء أم ماذا ؟ إنهّ يعـّاملكّ كمـّا لو أنكّ أحدّ جرذانه يستعمّلك متى ما يشـاء ، ألا تـّملكين كّرامة ؟ بعدّ كل الذّي حدّث و كل الذّي عشته
تتّصرفينّ كمـّا لوّ أنكّ ، سحّقا
نـّزلت دّموعهـّا ، إنهّا تّعلم ، لقدّ قـّالت أنهاّ تعلم فلا داعيّ حقّا لا داعي لجّرحها أكثّر ، تحدّثت بنـّبرة خـّافتة تّعلو تّدريجّيا مع كّل حّرف يخرجّ من بينّ شفتيها
ـ لمّا ؟ لما لا أملكّ كرامة ؟ أخّبريني فّلور هل الكّرامة تّعني لكّ أنّ تتّخلي عنّ من سـّاعدكّ جانبـّا ؟ عنّ ابنتكّ و عنّ زوجكّ ؟ كماّ فعل والدّي ؟ لما
الكرامة فوق كلّ شيء ؟ أنـّا سّعادّتنا هي الأهمّ
كّشرت فّلور ، صّحيحّ أن والدّها قدّ أبّعد أمهمـّا عنّهما لكّن هي لا تّهتمّ لما فّعله فقـّالت بّبرود
ـ ما فعله والدي من شـأنه هو ، و أنـّا فّعلا لا أهتمّ لأنّ لي أفعالي لأحاّسب عـّليها و لن أنـّظر إلى مـّا صنعه الآخرينّ كلمحة لمستقّبلي ، و إّن
كنت فّعلا تهتميّن لوالدّنا هكذّا فلما لا تنفذّين وصيته ؟ ألمّ يّنصحكّ أن تعيدي الـ 500 مليون دولاّر إلى صّاحبه و تّعيشي بّسعادة ؟ فمادامتّ سّعاتنا فوق
كلّ شيء كمّا تّقولينّ لما لا تفعلي ذلك ها ؟
نـظرت إليها غـّير قـّادرة على قـّول أيّ شيء ، لما كل هـذا التعـقيدّ ؟ لمـّا الكبريـّاء و السـّعادة ؟ لماّ الكـرّامة و الـّراحة يتنـّافسان ؟ لمـّا هي مضـطرّة
على الاختيار ؟ وقفـّت بـّهدوء ثمّ أمسكتّ بـّمعطفها و خـّرجت من ذلك المنـزل غـّير آبهة بمنـاداة فـّلور المستمرة لها
أنت تقرأ
لا يجب قول لا لفخامتك
Romantikchanez الكاتبة رواّيتي يـّغلبّ عليهـّا الطـّابع الـرومانّسي الإجتمـّاعي ، يتخـّللهـّا الـقّليل من الكـّوميدّيـا و بّضعة بـهاراتّ من الـواّقع أحـّم أعـّلم أننّي سيـئة في تـّرك الأنطـّباع الـجيـدّ لـكّن .. أحـمّ سـأكونّ ممتـّنة للـحّصول على بـّعض ال...