البارت19

164 16 0
                                    

/

نـزعّ نـظاّراته بّضجر و وضـّع يديّه فيّ جيّب سـّرواله بكلّ مـّلل بينمـّا عينيه الخّضراوتين تـجّولان فيّ المـكاّن حيـنّ لمـحّ وجـودّ مـديّر أعمـّاله
يّقف على مبـعدّة منه منتـظراّ إيـّاه ، تـّقدم منه بـخـطّوات كـّسولة راسمّا على شّفتيه ابتسـاّمة مـّرحة ، رفـّع أصبعيه و ضـّرب جـّبهة مـديّره لّيقول بّمشاكسة
ـ أينّ ذهب عـّقلك ؟
نـظرّ إليهّ مدير أعمـّاله بـّعدم استيـعـّاب ، كيّف لّويليـّام أن يكونّ هـنا أمامه بـّعد أن رّفض الـظهور عّلنا ؟ احتضـّنه بـّخفة و هو يـّرد عليه بّفرح
ـ يّا رجـّل لقدّ اشتقت إليكّ كثّيرا ،
ضحـكّ ويليـام و هو يـّربت على ظـّهره ، بالـّرغم من أنهّ يكره شّركته لضغـطهمّ الدائمّ عليه لكنّه يبقى المكانّ الوحيدّ الذي يشعر بالانتـماء إليه
، نغـماتّ الموسيقى تصّدح في الأرجـّاء و رنينّ النـّاي الـّرقيق مـّع أوتـّار الغـيتار الـذّهبية كلّ شيء هنا يجـّعله يّشعر أنهّ جـزء من هـذه العـّائلة
الـكبيرة ، تـّرك المـديّر و ملامحـّه المـّرحة قدّ غـزت وجهه بكلّ عنفوان و حـّرية
ـ إذنّ ما الأمـّر الطـّارئ الذّي لا يحتـملّ التـأجيـّل و الذيّ يجـّب علي حـّضوره شّخصيـّا ؟
ارتبك المـديّر و قدّ كان ذلكّ جـّاليا عليه فالتفت إلى الخـّلف حيثّ يّقف شـّاب ذو شـّعر بنيّ مصـّفف بـّعنايةّ فـّائقة و بنيةّ قوية يحمـّل غيتارّا
كـّان يـنـظرّ إليهـماّ بـبرودّ و نوع من الـّسخرية حين أشّار له المـديّر أن يـتقدمّ فـأطـاّع طّلبه ليّقف أمامهمـّا ، قـّال المـديّر بـّتوتر
ـ ويـّليام هـذا أوسكـار ... احمّ شـّريككّ فيّ الأغنيةّ القـّادمة
رّفع ويّليام حـّاجبه باستنكار و هو ينـظرّ إلى ذلك الـّشاب المـدّعو بأوسكار فـمنّ طـّريقة ملابّسه و جـّلوسه يبـدوا كـّمغني روكّ كيّف
له أن يّنتجّ أغنية قـّادمة معه ؟ قـّال ببّرود
ـ مستـحيلّ ، أخـّبر الـرئيسّ أنني أرفّض هـذا الإدّماجّ السّخيفّ
ابتسمّ المـديّر بتوترّ و رّفع عينيه إلى الأعـّلى محـّاولا أن لا يـنـظرّ إلى ويليام مبّاشرة كيّ لا يـزيدّ توتره و ردّ عليه
ـ حسنـاّ ذلكّ مستـحّيل نوعـّا مـّا لأنّ الـرئيسّ قدّ أعلنّ شّراكتهما لّصحافة ، صـّدقني لقدّ أخبرته أنكّ تـّرفضّ فـكرة الإشتـراكّ
مع أي شخصّ لكنه كـّان غـّاضبّا قـّليلا لأنكّ لم تـّكتبّ أغنية بـّعد و لقدّ أخبرك معـّجبيك أنّ ألبومك التـّالي سيـخرج بـّعد شـهرينّ
لكنكّ أستغرقت ثّلاثة أشهر و نـحنّ لم نـرى أي تـّطور بّعد لذا كمـّا ترى
زفـّر ويّليام بـّغيضّ ، كيّف له أن يّقرر مـّصيره هـكذا دون أنّ يكون له أيّ رأي في المـّوضوعّ ؟ بينمـّا تـّقدم منه أوسكار و وضـّع غيتاره
أمامّ ويّليام ليّقول بّنصف ابتسامة
ـ لست مـّوافقا على أن أكون شـّريككّ أيّضا فـأسلوبكّ لا يـّعجبني لكن مـّا دامّ أنّ الأمرّ قد وصّل إلى الصـّحافة فـأناّ لست مـسّتعدا أنّ أدخل فيّ
دوامة من الـنكـّران و الأسـّئلة اللانهـاّئية لذا لننتهي من الأمر فقـطّ
رمـّقه ويـليام ببـرودّ ثمّ رفـّع يده لـّصافحه ، مادامّ أن الأمر قـدّ وصل إلى الصـّحافة فما بيـدّه فـّعل شيء الآن سوى تـّقبل
أوسكـّار

/

فيّ إحدى تـّلك الأمـّاكن المـظلمـّة حيثّ لا يـّعرف الـنور طـّريقّا لها ، مسـتّودع كبيـّر مليء بـصّناديّق تـّحتوي على نفّس الـتّصميمّ
بالـّرغم منّ إخـّتلاف وجهة الصـنادّيق ، رسـمّ ذلكّ الـرجّل ذو الـّبذلة السـّوداء على شـّفتيه ابتسـّامة سـّاخرة بينمـّا يـدّه تـّقبضّ على رقـّبة
ذلكّ الشـّاب دونّ رحـمةّ ، همسّ بـأسى مصطـّنع
ـ يـاّل الأسـّف كـّانت سـّمعتكمّ مشـّرفة لكنّ لقدّ انتهت أمجـّادها ،
رمقـّه شـاّب بـّحقدّ و هو يحـّاول التمـلصّ من قـّبضته لكنّ فـّرانسوا لمّ يـّعطيه أيّ مجـّال للـهـّرب أوّ حتىّ التـّحرك فـّهاهو
قـدّ سددّ لكـمة جـعّلته يّفقد وعـّيه ، ثمّ رفـّع هـّاتفه و قـدّ علّت مـّلامحـه الـّبرود و الـصـّرامة حيـّن إنتـّقل إلى مسّامعه صـّوت سيدّه المـّبحوحّ و الهـادئ
ـ ما الذيّ اكتشـّفته فـّرانسوا ؟
ركـّل فـّرانسوا الشـّاب بـّسخريّة و رفـّع بيدّه اليسرى ورقة كبيّرة بهاّ مخـططّ لمشـّروع يبـدوا فيّ غاية الضـّخامة ،
ـ لقدّ كانّ شككّ فيّ محله سيدّي فـشّركة جـونسونّ حـّاولت أنّ تـّستغـّفل شـّراكتنا و تبيـّع نفسّ التصـّميم لنـّا و لمجمـّوعة فوتوشيـّبا
تنهـدّ نـّايت بـّبرودّ ثمّ رمـىّ ذلكّ الـملفّ أرضـّا لـتتخـّلل أصـاّبعه الـطّويلة شـّعره الـحّريري النـّاعم ، لقد ّضجـّر من هـذه المـّؤامـّرات
الفـّارغة و يـّا ليتها تـّنجحّ ؟ كلّها تـّبوء بالفـّشل قـّبل الـخطوةّ الأولى حتى ، هل أعـدائه فـّعلا بـّهذا الـّضعف ؟ قـّال ببـّرود
ـ فـٍّرانسـوا اهـتمّ بالأمـّر سـّوف أغـّادر ليّلة إلى لنـدّن و لحينّ عـّودتي أريدكّ أنّ تـّضع سيدّ جونسون الصـّغير بينّ قبضتكّ
أومـأ سيدّ فرانسوا بإحـترّام كمـّا لو كـأن نايتّ يراه و هـذاّ لشدّة وفـّاءه ثمّ أجـّاب بـّنبـرة خبيـّثة و مـّاكرة
ـ أوامـرّك مـطاّعة سيدّي

لا يجب قول لا لفخامتك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن