البارت89

120 10 0
                                    

هاهي تقف الآن أمام ذلك الـباب مستعـدةّ لفعل المستحيل من أجل حماية أعـز ما تملك
مدت يدها لكي تضغط على المقبض بخفة متناهية بعد ذلكّ فتحته اتجهت بخطوات هادئة إلى الداخل كي تصبح وسط الغرفة لقد كانت خالية تماما
من أي كائــن حي مما جعلها تتساءل هل فعلا أتت للغرفة المناسبة ؟ استدارت من حولها لكي ترى شاشات المراقبة بأكملها تعيد بث مختلف الزوايا
و أماكن القصرّ فقطبت حاجبيها بعدم استيعاب أين هم الحراس ؟
نـظرتّ بعينين واسعتين إلى الشاشة لكي ترى نايت برفقة أليكساندر يتحدثان بهدوء عندما عـاد رجل عجوز ربما في منتصف الخمسينيات لكي يقف
بجانبهما و هو يتحدث بنبرةّ ضاحكة حول شيء ما و يمد يده ناحـية نايت لكي يمسكها الأخير دون تردد راسما على شفتيه ابتسامة نادرة ما تغزو
وجهه إن ما كان أبدا قد بدى بطريقة ما سعـيدا ..
الـشاشة الثانية كانت تركز على فـرانسوا و كلير أيضا جونسون قد كان الثـلاثة يتحدثان بلهجة يمكن القول عنها شديدة التهديد و التحذيرّ لم تكن هذه
الكاميرا تبث مجرد الزاوية التي يقف فيها فرانسوا بل تتبعه أوتوماتكيا كأنه يتم تسيرها عن بعدّ ..
الـشاشة الثالثة أوضحتّ الاجتماع الصغير الذيّ يجمع بين ويليام المبتسم بجاذبيةّ و فلورا ذات الدم الحار إلى آرثر ذوّ الـحديث الساخرّ و أوسكار
الذي يراقبّ تـصرفاتهما دون أي ملاحظة جانبيةّ فقطبت ماري حاجبيها و اقتربت أكثر .. لكي تلاحظ أن تواجد إليزابيث في بقعة ما قريبة جدا من نايت
تتناول الحلويات برفقة عـارضة ما فجأة رفعت يدها ملوحـةّ لشخص ما بتحية لا لم تكن مجرد تحية أكثر مما كانت إشارة لفعل شيءّ ما
جالت ماري بعينيها في الشاشات الأخرى و هي تبحث عن ذلك الـشخص الذي لم يكن له ظهور أبداّ لكي تجده أخيرا يقف رفقة عدة رجال أعمال و لم
يكن أحدا سوى كايل المبتسم بلباقة لحد ما من طريقة تحريكه ليديه و تقطيبه لحاجبيه بدى نوعا ما غاضباّ يكتم أعصابه بصبر شديدّ ، ألا يعلم عن
تصرفات إليزابيث الغـريبة ؟ ألا يدرك حتى الآن أنها تخدعه ؟ هي لم تكن أبدا برفقته و لن تكونّ أكثر من مجرد حليفة قـريبةّ شـريكة لديميتري
التزمتّ ماري الصمتّ طوال فترة مراقبتهاّ بعدّ ذلك نـظرتّ إلى تلكّ الخيوط الغـريبة التيّ توجد فيّ زاوية ماّ بـعد ذلك اقتربت من لوحة التحكم لكي تبدأ
بالضغط عشوائيا علىّ الأزرار غير مدركة لما تفعله ، ما دام لا يوجد أحد يتحكم بكاميرات المراقبة هنا فلابد أنه قام بقرصنة الحاسوب الرئيسي لكي
يتحكم بالكاميرات و التسجيلات عن طريقه إذنّ كل ما يجب عليها فعله هو إطفاء هذه الآلة لكي تمنعه من الوصول إلى غرفة التحكم أليس كذلك ؟
تأوهت بألم و هي تحك جبينها بقلة حيلةّ تـبا لم تكن أبدا ضليعة بهذه الآلات لم يكن يجدر بها أن تأمر سوزي بمراقبة ديميتري بل كان يجدر بها إرسالها
لكي تهتم بهذه الخردة لكنّ هي ليست متمكنة أيضا في مراقبة الغيرّ فربما سيشوش ذهنها بطريقة ما و يفلت من قبضتهاّ ،
جلست على الـكرسيّ بضجر بعد ذلك عـادت تنظر لشاشة و هي تضغط على الأزرار بعشوائية ثم أخفضت رأسها للأسفل لكي تبحث عن الخيط المباشر
الذي يصل الحاسوب بالكهرباءّ لكن لم تستطع معرفته على الإطلاقّ ، همست لنفسها بكآبة
ـ لماذا يبدوا الأمر سهلا في الأفلام ؟
نـظرتّ من حولهاّ مجددا ثمّ رفعتّ هاتفهاّ لكي تتصلّ بسوزي من أجل الاستعانةّ بمعلومتهاّ لما لاحظتّ تـحرك أليكساندر من جانب نايتّ لكي يغادر مسرعاّ
القاعةّ رفعت حاجبهاّ باستنكار ما الذي يفعله ؟ ألم تخبره أن يبقى رفقة نايت لأنه سيكون محط أنظار الكل إذن أين هو متجه ؟ و تبا لما الكاميرات تقوم
بتتبعه ؟ بعد فتـرةّ كان يسير في الـرواق بسرعةّ سرعان ما تحولت تلكّ الخطوات إلى ركضّ ، همست مجددا محدثةّ نفسهاّ بإستياء
ـ لكن ما الذي يفعله ؟
وقفتّ هي الأخرى و اتجهت ناحية البابّ حالما فتحته رأته يقف أمامهاّ يتنفس بقوة و هو يضغط على ركبتيهّ نـظرتّ خلفه لكي تجدّ حـراس نايت معه لكن
أين كان هؤلاء ؟ لم تلاحظهم من خلال الكاميرا ؟ سرعان ما استعادت أفكارها المشوشة و هي تقوم بضربه بخفة على رأسه قائلة بنبرة بأسى
ـ لكن لما لا تنفذ أبدا ما أطلبه أليكساندر ؟ ماذا إذ قام رجال ديميتري بتتبعك ها ؟
ابتسمّ لها بخفة دونّ أن يقول شيئا فتنهدتّ ماري و هي تفسح لهم المجال لدخولّ الآن عـرفت حول ماذا كان يدور حديث أليكس و نايت لابد أنه أخبره
بأن يذهب إليهاّ أجل بالتأكيد فهو لا يثق بهاّ ، قطبت حاجبيها عندما تحدث بنبرته المرحة
ـ لقد أمرني السيد نايت بالتوجه إليك فورا حالما علم بأمر ذهابك لوحدكّ و أرسل هذه الفرقة أيضا لحمايتك لذلك لا داعي للقلق ماري لن يقوم ديميتري
بأي خطوة و هؤلاء يحموننا
كشرت عن أسنانها بغير رضى لماذا دوما ما يقوم بإرسال الغير لحمايتها ؟ هي تستطيع تولي الأمور بنفسها دون الحاجة لأي مساعدةّ ألم يكن ذهابها
لوحدها واضحا في عدم رغبتها في الحصول على مساعدة أو حماية ؟ نايت و أوامره اللا متناهيةّ ، زفرتّ بقوة و قد استاءت فعلا من تصرفه إذ لم يكن
هناك داعي على الإطلاقّ فزمت شفتيها بعبوس واضح و هي تضم ذراعيها لصدرها بحركة احتجاجية قائلة بعبوس
ـ أنا أستطيع الاعتـناء بالأمر جيدا ، لم يكن هناك داعي لإرسالك أليكس أيضا حمايتك هي الأولوية القصوى الآن .. لا تتهور مجددا مفهوم ؟
و لا تنصت لنايت
اتجهت إلى لـوحة المفاتيح الطـويلة تلك ثم بقيت تنظر إليها بتفكير عندها اتجه أليكساندر ناحيتها و هو يتنهد بأسى طريقة تحريك أصابعها على أزرار
توحي بعدم خبرتها في هذا المجال نهيك عن تقطيبها المستمر لحاجبيها دلالة على عدم معرفتهاّ لما تفعله فأخذ أليكساندر الكرسي ليجلس عليه
و تقدم للأمام قـائلا
ـ دعيني أتولى الأمر ماري .. أنت فقط ابقي هناك
أشار على زاوية بعيـدّة كأنه يطردها فزمت ماري شفتيها و هي تقترب أكثر منه لكي تأخذ كرسيا أخر و تجلس بجانبه حينها رمقها أليكساندر بـتوتر بعد
ذلك تنهد مجددا لكي تتحدث ماري بفضول
ـ أتعـرف كيف تتولى أمر الالكترونيات هذه ؟
أومأ أليكساندر بالإيجاب و هوّ يبدأ عـمله بخفة متناهيةّ قد كانت أنامله تتحرك بسرعة دلالة على اعتياده لمثل هذه الأعمالّ عينيه تـركزان في الشاشات
التي أمامه و التي بأكملها صـارت سوداء تظهر في كل ثانية العديد من البياناتّ ، تـحدث أليكس بنبرة هادئة
ـ إن ديميتري يكلف شخصا ما بالتحكم عن بعد بكل الكاميرات و جميع التسجيلات هـذا تفاديا لظهوره في أي فيديو و لمسح وجوده كليا لذلك كل ما علينا
فعله الآن هو إرسال ملف خاطئ إلى هـذا الشخص و قـرصنته من الداخل ..
أصدرت ماري آهة تدل على فهمها لما كان يقوله توا ثم عـادت تنظر إلى الشاشة بينما كان أليكساندر يعلم بـسرعة كبيرةّ لم يكن الأمر صعبا عليه على
الإطلاق فهذا كل ما تعلمه من البقاء برفقة ديميتري ، قـراءة تفكيره تقنيتهّ لكنه حتى الآن ليس بارعا في معـرفة تحركاته المفاجئةّ ، بـعدّ فترة ضغط
أليكساندر على زر ما لكي تبدأ ملفات عديدة في الإرسال إلى جهة مـاّ يبدوا أنه استطاع التسلل إلى حاسوب هذا الشخصّ ..
فجأة رفع حاجبيه بدّهشة واضـحةّ لكي تنظر إليه ماري مستغـربة ثم إلى شاشة لقدّ عـاد كل شيء إلى طبيعتهّ قد أظهرت الشـاشات بأكملهاّ كل إنش و
كل زاوية في القصر بأكمله و القـاعة الرئيسية أيضاّ حينها تحدث أليكساندر بنبرةّ مستغربة
ـ هـذا غريب
رمشت ماري عدةّ مرات غير قـادرة على معرفة الأمر الغريب الذي يتحدث أنه أليكساندر لكنها ابتسمت بّحماس غـير آبهة و هي تضربّه على كتفه بخفةّ
قـائلة بسعادة
ـ أنت عبقري أليكس لقد نجحت
هز رأسه نفياّ قد ظهرت علامات الصدمة على وجههّ هـذا غـريبّ فعلا لماذاّ الأمر شديد السهولةّ ؟ إن ديميتري يستسلم طواعيةّ لا بل حتى أنه لا يبدي
أي حركةّ مقاومةّ ما الذي ينتظره ؟ و هل نجحا فعلا في استعادة كل البياناتّ أم أنها مجرد خدعة ؟ تمتم أليكساندر
ـ لا إن هذا الهدوء غريب جداّ ، ديميتري لا يبدي أي رغبة فيّ المقاومة لا أعتقد أننا نجحنا ماري ..
شحبّ وجه ماري كلياّ و هي ترى مدى الرعب الذي تملك أليكساندر إنه يعلم تماما إلى أي حد سيصل إليه ديميتري يـعـرفه جيدا لذلكّ هو يقول أن أمر
عدم تحركه غريبّ لكنّ نـظرت إلى الشاشات التي تبحث ما يحدث في الحفلة ثم قـالت له بابتسامة
ـ المهم أنك نجحت أليكس ، أعلم أن ما تقوله صحيحّ و أعلم أيضاّ أنه من المستحيل أن لا يفعل ديميتري شيئاّ بهذا الصدد أيضاّ لكن مهما سيفعل فنحن
سنقف بوجههّ .. لن أدعه يأخذكّ
حركتّ خصلات شعره الأشقرّ بعشوائية و هي تضحك بّخفة لكي يبتسم أليكساندر بهدوء أليست تأخذ كل شيء بسهولة ؟ بينما وقفت ماري تعـدل فستانها
الحريري متمتمة ببضعة كلماتّ تعرب فيها عن انزعاجها الشديد ثـم مدت يدها ناحية أليكساندر لكي يمسكها الأخير و يتجه الاثنين مجددا نـاحية القاعة
الرئيسية بعدما تركوا خمـسة رجال في غـرفة المراقبة يتولونّ استعادة كل تلك البيانات و الحرص على تغيير كل كلمات السر أيضاّ تغيير ما يلزم تغييره
قد اصطحبهما حارس واحد فقط إلى الـحفلةّ ،
إذّ كان السيد فلادمير صديق السيد بيتر لبير هوّ أكبر حليف لديميتري و هو السببّ أيضاّ فيّ تسبب بتلك الحفلة الكارثيةّ التي راحّ ضحيتها عدةّ أناسّ
و يبدوا أن إليزابيثّ قررت كشف غطائها أخيراّ لهم اجتماعهم كلهمّ هنا و الآن لا ينذر بالخير على الإطلاقّ يجدر بهمّ الحذر أكثرّ و أكثرّ خصوصا نايت
فالكل هنا يستهدفهّ ، أيضاّ يبدوا أن كايل لا يعلم أبدا بما تخطط له زوجته و هو كبقية الحاضرين يظن أنها مجرد حفـلةّ لكسب حلفاء جددّ أوّ ربما لشيء
آخر ؟ كتمت ماري أنفاسهاّ بغيض تبا كل هـذه الأحداث كل هذه الاحتمالات لا تجعلها قادرة على التفكير بشكل سليم ، فجأة توقفت قد اتسعت عينيهاّ
بصدمة ماذا إن كان ينوي ديميتري إعادة إحياء ذكرى حفلة المـوتّ تلك ؟ هذه المرة أتى من أجل قتل نايت ؟ لا يمكنها أن تدعه يفعل ذلكّ هذا مستحيلّ ..
كانت تـسيرّ بخطوات متعـثرةّ مرتبكةّ وّ شاردة لم تكن قادرة على إيجاد حلّ لما يحدثّ عندما ارتطمتّ به كادت أن تسقطّ لولا أن يده كانت أسرع لإمساكها
جذّبها بـهدوء لكي تستعيدّ توازنها ثمّ أفلت يده حينماّ فتحتّ ماري عينيهاّ لكي تجدّ نايت يقف أمامهاّ ينـظرّ ناحيتهماّ ابتسمتّ ماري حينها و رفعت أناملها
دلالة على الانتصارّ قائلة بحماس
ـ لقدّ تم استعادة السيطرة على القاعدة سيديّ ..
نـظرّ إليها قدّ رسم ابتسامة خفيفةّ بسيطةّ على شفتيه لا تكادّ تظهرّ ثـم استدارّ عـائداّ للحفلة لكي تمسكّ ماري بذراعهّ و بجانبهاّ أليكساندرّ قد عـاد ذلكّ
الحارس أدراجه بعد إشارة سريعة من قبل سيدهّ ، قـال بنبرةّ هادئة مبحوحـةّ
ـ تـوخوا الحذر القصر لم يعد آمنا بعد الآنّ.. و ماري افتحيّ عينيكّ جيداّ لا تتصرفي ببلاهةّ
أنهى كلامه بنظرةّ صارمةّ حادةّ جعـلتها تقطب حاجبيهّا بغير رضى قدّ زمت شفتيهاّ بعبوسّ تـاركةّ ذراعه و هي تتقدمّ للأمام مغـلقةّ عينيها إذ أنها تحاول
فعل عكس ما قالّ و بخـطواتّ سريعةّ تخطتهمّ فيّ حين ابتسم أليكساندر بّخفة لما قـالت ماري بنبرةّ غاضبة نوعّا ما
ـ شكرا لنصيحةّ لكن أستطيع أن اعتني بنفسيّ بشكلّ ممتازّ جداّ
نـظر إليها الاثنينّ بـبرودّ إذ و قبل أن تكمل جملتهاّ ارتطمتّ ببابّ القـاعة الـرئيسيةّ تأوهت بألم و هي تمسكّ أنفهاّ عـائدةّ للخلفّ لكيّ تلاحظّ إشـارةّ
نايت التي يرفعها للحراسّ الذيّن أمام القـاعةّ إذ و بإشارةّ منه لم يفتحاّ البابّ لهاّ فـرمقتهّ بغيضّ و وقفتّ على أطرافّ حذائهاّ تـقومّ بضربّ جبينّ نايتّ
بحركة استفزازية و هي تبتسمّ بكلّ حقدّ قـائلةّ
ـ هل من الممتع أنّ تجعلني أظهر دوماّ بمظهر الفتاة البلهاء ؟ هـا ؟ أخبرنيّ لأنه لا يبدوا بّذلك الأمر المرفه بالنسبةّ لي ..
أمسكّ أناملها بخفـةّ كيّ يجـذبّها نحوه بسرعةّ قد جفلت من حركتهّ الغـريبةّ إذ لمّ يفصل بينهماّ شيءّ قد كانت أنفاسهماّ قـريبة جداّ من بعضهاّ البعضّ
فتحتّ ماري عينيها على وسعهماّ قد احمرت وجنتيهاّ لا إرادياّ بينماّ كتم أليكساندر ضحكتـّه هو يرى ابتسامةّ نايت السّاخرة قد أجابها بنبرتهّ
المبحوحةّ المتهكمةّ
ـ أجل كـثيرا ..
زمتّ شفتيها بعبوسّ قدّ دوى صوتّ ضحكات أليكساندر عـالياّ بينما اكتفى نايت بإبتسامةّ خفيفةّ حينماّ فتح بـاب القـاعة على وسعهّ لف ذراعهاّ حولّ
ذراعه كي يضع يده في جيب سـرواله بينماّ أمسك أليكساندر بكمّ قـميصه قد بدت عليه علاماتّ التـرقبّ فيّ حين وضـعّ نايت صفة البرودّ مجددا على
وجههّ قدّ تـحدث بنبرته المبحوحةّ قبل أن يـخطوا خـطواتهمّ أكثرّ نحو الحـفلة
ـ مـاري .. توخي الحذر من فضلك
استدارتّ إليه بسـرعةّ ما الذي قـاله ؟ لماذا يستمر بإخبارها ذلكّ ؟ لكن كلّ تساؤلاتها ذهبت جانباّ و هي تلاحـظّ نـظراتّ ديميتري المسلطةّ عليهمّ ثـلاثتهم
قدّ بدى غـاضبا جداّ بقربه كانتّ تقف إليزابيثّ مبتسمةّ بهدوء بين يديهاّ كأس نبيذّ أحمر و هي تتحدث مع السيد فلادمير حينها أحكمّ نايت الشد حول قبضتهّ
قد بدت ملامحـهّ أشد قـسوةّ و أكثرّ حدةّ ، لن يسمحّ بمثل هذه التصرفات أن تستمرّ ..
رفعّ هـاتفه ثمّ أرسل رسـالةّ نصية قصيرةّ إلى فـرانسواّ الذيّ حالما تلقاهاّ ألقى نـظرةّ سريعةّ على نايتّ بـعدّ ذلكّ أومأ بهدوءّ قـبلّ أن يعـيد النظر لهاتفه و
هوّ يقوم باتصال آخرّ حينما اقتربت إليزابيث من منصةّ قدّ استلمتّ المايكروفون ابتسمتّ بخفةّ قـائلة بنبرتهاّ الـرقيقةّ
ـ أيها السـادةّ أيتها السيداتّ ..
بعدّ جملتها تـلكّ لفتت أنظار المدعوينّ بأكملهم لكيّ يستديروا ناحيتهاّ و همّ يصفقون لهاّ بلباقةّ بينما اكتفت إليزابيثّ برفع يديهاّ دلالة على تحيةّ في حينّ
ابتسم كايلّ بهدوءّ بينما تـقدمّ الجميعّ للأمامّ كي يقف ويليام و فـلوراّ إلى جانب نايت و ماريّ كذلك أليكساندر و كليرّ فيّ حين و بالجـهة الأخرى كانّ يقف
كلّ من أوسكار و آرثر أيضّا ديميتري و السيد فلادميرّ الذيّ يبدوا بطريقة ما واثقاّ للغـاية من نفسهّ ، سحبت ماري كمّ قميص نايتّ كي تشير لي بأن
ينخفضّ قليلاّ قد فعل ذلكّ فهمست له بنبرةّ قلقة
ـ نايت هل ستدعها تعـلنّ عن أيّ كان ما تـريده ؟
أمسكّ برأسها و أدارّه للأمامّ متجاهلا سؤالهاّ فيّ حين ابتسمت إليزابيثّ بهدوء و هي تنـظرّ إليهّ بعدّ ذلكّ عـادت تتحدثّ بّثـقةّ مـطلقةّ
ـ كمـاّ تعـلمونّ إن هـذّه الحفلةّ قد أقيمتّ من أجل نجاحيّ لكن ليس مجرد نجاح فقطّ بل لسلوكيّ طريقاّ مخـتلفاّ أيهـاّ السـادةّ أريد منكمّ أن تـصفقواّ
بـحرارةّ ، أريدكم أن ترفعوا كؤوسكم عـالياّ لهذه المناسبةّ .. بـمناسبةّ افتتاحيّ لهذاّ المشروع الجديد بشـراكةّ مع السيدّ فلادميرّ أرجوك تفضلّ ..
نـظر إليها كايلّ بصدمةّ و هو يرى السيدّ فلادميرّ يصعدّ ناحيةّ الـمنصةّ حيثما كانتّ تقف زوجتهّ قدّ سقطّت ذراعيه إلى جانبهّ لم تعدّ ركبتيه قادرتان
على حملهّ بعدّ الآن ما الذي فعلتهّ ؟ إن أمواله كلهاّ في تلكّ الـشركةّ ما الذيّ تـقوله ؟ إن أسهمه كلهاّ بتلك الشركةّ أو لم يكن من المفترضّ أن
يعلنوا عن ذلكّ بعدّ اختياره كوريث لجده ؟ يـا إلهي بعد فعلتها هذّه سوف تقل نسبة انتخابهّ لتجابه الصفرّ لن يقبلوا أبدا بتعيينه ليس و قد اختلسّ
أموال من شـركة لبيرّ لأجل بناء هذّا المشروعّ تـبّا ، أهي تنسبه الآن لسيد فلادمير أكبرّ عـدوّ و في آن واحدّ صديق لسيد بيتر ؟ أكملت إليزابيث
كلامها و هي تضع يدها على كتف السيد فلادمير
ـ أيهاّ السادة الكرام إنها هـذاّ المشـروع سيغير من حياتكم بأكملها.. سيكون وجهة جديدة لنا جميعاّ بمشـاركةّ كبيرة من قبلّ السيد فلادميرّ سنكون
قـادرين أيها الأعزاء على تغيير الاقتصاد بأكملهّ
بينماّ لم تـبد علاماتّ الدهشة على نايتّ إطلاقاّ إذ كان أول من يصفقّ لهذاّ الانجازّ قد رسم على شفتيه ابتسـامةّ بـاردةّ هادئةّ لقدّ كان متوقعا منها أن
تتخلى عن كايلّ فّكل ما كانت تريده منه حتى الآن هو نصيبه فيّ شـركةّ لبيرّ و منصبهّ الآن بعد أن كسبتّ كل تلكّ الأموال و الأسهم بعدّ أن قلت نسبةّ
نجاحهّ قررتّ التخليّ عنهّ أو ربماّ أن ترميه فيّ السجنّ ، خصوصاّ بعدّ عـملية اختلاس كبيرة مثلّ هذّه صحيحّ أن كايلّ ليسّ هو فعلا منّ اختلس الشركةّ
لكنّه أعطى إليزابيثّ توقيعهّ لذا سيبدو كالمجرمّ في أعين الكلّ ، نـظرّ إلى كايلّ ثمّ هز رأسه نفيا باستياءّ بعد ذلكّ رفع هاتفه قـائلا بنبرة هادئةّ مبحوحةّ
ـ الآن فـرانسوا قم بكشف كل شيء ..
حالماّ قـالّ أمره عـلتّ أصوت الموسيقى فيّ القاعةّ من كل مكبرات الصوتّ الموجودة لكي يجذب نايت كل من ماري و أليكس ناحيتهّ بينماّ أبعد ويليام
كل من فلورا و كلير خلفهّ حينّ دوى صوت انفجار كبير قبلّ أن يمتلك الحضور فرصة لمعرفة ما يجريّ أغلقتّ الأبوابّ بأكملهاّ كـذلكّ النوافذّ و جميعّ
المخارجّ قدّ إزداد صوتّ استهجان جميعّ المدعوينّ إذ أخذّ الكلّ يسترجع أحداث حفلة فلادمير المشئومة و أن هـذاّ ربما مجردّ فخ لاستقطابهمّ الـطبقةّ
البرجوازية إلى الأنظارّ من أجلّ القضاء عليهم فأخذ الكل يحاول الخروجّ بينماّ شحب وجه ماري كلياّ كيف لا و هذه الأحداث تعيد لها مأساتها التي لا تزال
حتى الآن تعانيهاّ فتمسكتّ جيداّ بقميصّ نايت محاولة أن تستعيد رباطة جأشها لما تحدث هو بنبرته المبحوحةّ
ـ ماري خذي أليكساندر و أذهبي لويليام أبقي معه لدي بضعة أمور لأفعلها ..
همسّ بأمره مبعدا كلاهما عنه بعدّ ذلك ابتسم بخفة قدّ حرك خصلات شعرهاّ البني بعشوائية ليغـادر المكان مسرعاّ مختفيا بين المدعوين قد علا صوت
انفجار آخر في المكان حينهاّ اتسعت عينيهاّ بصدمةّ و هي تـراه يتجه إلى حيثما كان كايل جالسا على ركبتهّ مصدوما للغـاية من تخلي إليزابيث له عندما
لمحت من طرف عينيها جونسون الذيّ رفـع مسدسا صغيراّ و وجه فوهته إلى نايت قد بدت عليه علاماتّ الغضب لا بل الحقدّ الشديد البغض الغيض الكرهّ
المقتّ كل شيء انعكس على ملامح وجهه ، صـاحتّ بذعـر و هي تضع يديها على وجههاّ ..
ـ نــــــــايت

لا يجب قول لا لفخامتك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن