المـصيرّ ~
سمـاءّ لندن مشـمسة على غير العـادةّ في ذلك اليوم المنتـظرّ و كم طالت مدة الانتـظار من قبل الكل هاهو الـغد الذي يحدد مصير شـركةّ لبيير
قد أتى أشـارتّ xxxxب السـاعةّ إلى السـادسةّ و النصف حين فتح عينيه بكسل لم يكن ليستيقظ في هذا الوقت لكنه لم يستطع النوم فيّ البداية
فاعتدل في جلسته ثمّ رفع أنامله محركا خصلات شعره البنيةّ بنوع من الكسل قبل أن يتثاءب بتعب عـادّ ينظر من حوله فيّ أرجاء غـرفته الهادئةّ
قد عمها السكونّ عنـدما رأى نايت يقف على مبـعدةّ منه إلى جانب شرفته عينيه داكنتين بشرته الـشاحبةّ فـأدرك كايل فورا دون أن يلجـأ أيّ أحد
فيهما لكلمات ما يجول فيّ ذهن الآخر ربما لأن أفكارهما متشـابهةّ فيّ هذه اللحظة بالذاتّ ،
ـ مؤسفّ أنه لم يعش ليشهد هـذا اليوم ، أليس كذلك ؟
تـحدث كايل بنبرةّ هادئةّ لكيّ يلف نايت رأسه له رامقا إياه بطرفّ عينه بعد ذلكّ عاد بنظراته إلى حيثما كانتّ لا لشيء محدد و إنماّ إلى أينما كانتّ
أفكاره تقوده سابقاّ بينما أبعد كايل غـطاءّ عن جسده بعد ذلكّ وقف رفع يديه عاليا محاولا أن يبعد الكسلّ عنه و ارتدى قميصه الأبيض المرمي
جانبا لكيّ يتجه إلى حيثما كان يقف نايتّ ذوّ ملامح البـاردةّ الهادئةّ فقالّ كايل بنبرةّ بدتّ بعيدةّ و حزينـةّ كمّ كان وقعها مؤلما
ـ لأنه أمر مؤسفّ للغاية أن لا يشهد الشخصّ الوحيد الذيّ أردناه أن يـرى كمّ نضجنا إنجازاتنا..
بقيّ على تلكّ الحالةّ لمدةّ من الزمنّ بيتر بالرغم منّ أن التفاهم معه كانّ صعبا و مستحيلاّ إلا أنه الفرد الوحيد المتبقي من عـائلتهم الذيّ اعتنى بهما
تنهدّ كايلّ بقلةّ حيلةّ ثمّ نظر إلى نايتّ قبل أن يرفع يده و بضـربةّ قويةّ سددها نحوّ ظهر نايتّ كي يبتسم بعدهاّ بحماسّ قائلاّ
ـ دعنا لا نفسد مزاجنا ، نـايت سوفّ أهـزمك بكل تـأكيد
رمـقه نايتّ بنظرةّ باردةّ ضجرةّ لكنهّ سرعان ما ابتسم بهدوءّ لوهلة من الزمنّ قبل أن تسارعّ تلك الابتسامةّ بالاختفاء كما لو كـأنها لم تظهر قطّ
و هو يرفعّ يده ليسددّ ضربةّ قويةّ أيضاّ نحو ظهر كايلّ الذي تأوه بـألم حينماّ اعتدل نايت فيّ وقفته قائلا بنبرةّ مبحوحةّ
ـ تـحتاج إلى الكثيرّ لتهزمني ..
ضحك كايل بقهر منّ ثقة نايت المـطلقةّ و غـطرسته ألن يغير تصرفاته المثيرةّ للأعصابّ ؟ بينما ابتسم نايت بـتهكمّ شديد فبادره كايل بـنظراتهّ
الـغاضبةّ عندما فتحّ باب الغـرفةّ على وسعه وجها كلاهما اهتمامه نحو القـادمّ لم يكنّ أحدا سوىّ أليكساندر مرتدياّ بـذلة رسميةّ شعره الأشقر
مرفوعّ للأعلى لكن سرعان ماّ يسقطّ للأمام حالما رأهما قـالّ بحدة
ـ ما الذي تفعلانه ؟ الـفطور جاهز منذ مـدةّ فإنزالا فـورا
أغلق البـاب خلفه بـعصبيةّ مغـادرا الغـرفةّ بينما رفـع كايل حاجبه دلالّة على استنكاره لتصرفّه عندما ضحكّ فجـأة أيعقل أن أليكساندر لا يزال غاضبا
لأنه تـجاهله و أخذّ يد ماري عوضا عنه ؟ إنه بالفـعل طفل بينما رمـق نايت كايلّ بنـظراتّ باردةّ حادةّ لكي يتنحنح الأخيرّ بتوتر قائلاّ
ـ ماذا ؟
ابتسم نايت بـبرودّ شديد لكيّ تنتابّ كايل موجةّ من التوتر ما بالهما ؟ اقتربّ نايت منه ببطءّ و خطواتّ كسولةّ للغايةّ ثمّ وضع ذراعه حولّ كتف ابن
خـاله مما جعله يستنكر تصرفهّ أكثرّ بينماّ تحدثّ نايت بنبرةّ مبحوحـةّ ذاتّ نغمةّ مهددةّ نوعاّ ما
ـ لا تـعبث مع أليكساندر إنه يملك مسدسا ..
ضحكّ بـعد ذلكّ بخفةّ و هو يـغمزّ لكايلّ بنوعّ من الـتهكمّ و السخريةّ لكيّ يقطب كايلّ حاجبيه بغير رضا ربما استـعملّ نايتّ اسم أليكساندر لكنه بكل
تأكيد لم يكن يعنيّ ذلك الطفلّ بلّ عنى نفسه مـا شـأن هؤلاء ؟ كمـا لوّ كـأنه سيلتهم ماريّ ما إن اقترب منها مما جعله ينزعجّ كثيراّ بينماّ رفع نايتّ
يده مودعاّ إياه و هو يسبقـه بخطواتّ للأمام عنـدماّ تنهد كايلّ بقلةّ حيلة قائلاّ بعدما اقترب منه
ـ أنـا لستّ خـطيرا فلماذا تهاجماننيّ بهمجيةّ هكذا ؟
قالّ ذلك و هو يتـذكرّ ضربّ أليكساندر البـارحةّ لقدمه بكلّ قوة ّبعدما ألقى عليه بشتيمةّ سريعةّ بلكنتهّ الـروسيةّ الحادةّ فيّ حينّ اكتفى نايتّ بـالنظرّ
إليه دونّ أن يقدم على أيّ شيءّ كما لو كـأنه يخبرّه دونّ أن يلجأ للكلماتّ بأنه إذا اقتربّ خطوةّ أخرى منهاّ فسوفّ يلكمه بلا ترددّ زمّ شفتيه بعبوسّ
واضحّ إنه أول صديقّ لماريّ وّ كلاهما قدّ مرا بنفسّ الـظروف أوليسّ هوّ .. قاطعّ نايتّ جملةّ أفكاره الـطويلةّ بنبرته المتهكمةّ الساخرةّ
ـ تـاريخكّ الحـافلّ الـشريفّ مع النساءّ أكبر دليلّ على عدمّ خـطورتكّ ..
كادّ كايل أن ينهار منّ شدةّ سخرتهّما منه قدّ استاءّ فعلاّ ماّ ذنبه إن كان يرى كل النساء جميلات ؟ تربيته الـحسنةّ تجبره علىّ رمى سيلّ من المدح
لهنّ و هوّ لا يغازلهنّ فعلاّ بلّ يستعمل كلماتّ لبقةّ لوصف مدى حسنّ جمالهن هذاّ ما كان يقنع نفسهّ به طوالّ تلكّ المدةّ قبلّ أن تقبل إليزابيث
باعترافه لكيّ يتوقف عنّ كل هذّه الأفعالّ لكن الآن بعدما تخطىّ أزمةّ إليزابيثّ فـنايتّ يظن بأنه سيتجه نحوّ ماري ،
ـ لقدّ كنت أجاملهنّ فقط ..
زمّ شفتيه بعبوسّ واضح حتّى لو أراد فماريّ لديهاّ نايت على أيّ حال تنهدّ مجددا بقلةّ حيلةّ عندما ابتسم نايتّ ببرود ، حالما وصلّ الاثنين إلى
القـاعةّ كان أليكساندر يجلسّ لوحده ممسكاّ بشوكته ينظرّ إلى صحنه بشرودّ كانّ يسند رأسه علىّ ذراعه بنوعّ من الضجرّ أيضا بينماّ و بجـانبه
ويليامّ الذيّ يضعّ القليلّ من شرائحّ اللحمّ في صحنّ فلوراّ التيّ بجانبه فيّ حين اكتفت هيّ فقطّ بلفّ ذراعها حولّ ذراعه مبتسمةّ عندما تـقدم كايلّ
للأمام قائلاّ بنبرته المـرحةّ العاليةّ
ـ صبـاح الخـيرّ جميـعا ..
رد كلّ من سوزي و فـرانسواّ أيضا ويليامّ التـحيةّ بروح معـنويةّ عاليةّ لما يحملّه اليومّ من أمال بينماّ اكتفت فلوراّ بإيماءّ برأسهاّ عندما وقعتّ
أنظارها علىّ نايت كانتّ ملامحـه هادئةّ و باردةّ كعادته عينيه تقيمانّ كلّ شيءّ و خـطواتهّ الكسولةّ حينماّ جلسّ تحدثتّ فلورا بسخريتها اللاذعةّ
ـ يصلّ الضيوف قبل المضيف كم هذا لطيف إنه بكل تأكيد يدل على حسن ضيافتك
رفـع نايت فنجان قـهوته السوداءّ مرتشفاّ القليلّ منه قبل أن تنتقل إلى مسامعه صـوتّ فلورا المتهكمّ كعادتهاّ لا تشعر بالراحةّ إلا إذا ألقتّ كلمةّ
أو اثنين مستهجنةّ تصرفاتهّ فيّ حين تنهد ويليامّ بقلةّ حيلةّ و لم يعد يقوى على إيقافها عندماّ أشارّ نايت بيدهّ لفرنسواّ قائلاّ بنبرتهّ المبحوحةّ الهادئةّ
ـ فرانسواّ احرص على أن تكونّ هذه المرةّ الأخيرة التي تدخل فيها فـلورا إلى هنا
رمشّت فلوراّ لوهلة من الزمنّ بعدم استيعابّ بينماّ قطبّ ويليامّ حاجبيه فيّ حين دونّ فرانسواّ أوامر نايتّ دون اعتراض لكيّ تنطلقّ ضحكاتّ كايلّ فيّ
الأرجاءّ يبدوا أن نايتّ ليسّ بمزاجّ يسمح له بتقبلّ سخريةّ فلوراّ إذ أن أمره كانّ جادّا للغايةّ بينماّ أكمل نايت كلماته بنغمةّ صوته المبحوحةّ موجها
كلامهّ لثنائيّ
ـ ألا تـملكان منزلاّ ؟ يبدوا لي أنهما لا تـملكان واحدا لأنكما تستمرانّ بالمجيءّ و المبيت هنا ..
كادتّ فـلورا أن تفتحّ فمها مطلقةّ بسيل من الشتائمّ كعادتها عندماّ وضع ويليامّ يده على فمها مانعاّ إياها من الاسترسالّ فيّ الكلامّ دون فائدةّ ترجىّ
إذ أنها تحبّ دوما إغاظة نايتّ لكن الأخيرّ ينجحّ دوماّ فيّ إثارةّ غضبها بالرغمّ من أنها هيّ البادئةّ فقالّ بنبرةّ مستاءةّ مجيباّ فيها عن تهكمّ صديقه
ـ ما الذيّ تقوله ؟ نحن هناّ لمساندتكّ من أجل اجتماع اليوم ..
نـزعتّ فلوراّ يد ويليامّ عنها بعدّ أن هزتّ رأسها نفياّ بشدةّ على جملته و هيّ تـنظرّ نحو نايتّ بكل حدةّ قائلة ّبنبرةّ متعاليةّ متفاخرةّ
ـ تحدثّ عن نفسكّ ويليامّ فـأنا هنا من أجل تـشجيعّ كايل .. إنه الأحق بالمنصب
ارتشفّ نايت قهوته مجدداّ بهدوءّ و هو ينـظرّ إليهاّ بينما بادرته هي بنظراتّ أشد تهكما و سخريةّ يبدوا أنهما لن يستطيعاّ تجاوز أبدا لقائهما الأولّ
الذي قد ترك أثره حتىّ الآن فلا هي تستطيع تغير نظرتها عنه و لا هو كذلكّ ، عنـدها تحدثّ كايل بنبرةّ مرحةّ
ـ حقـا ؟ شـكراّ لك فلورا أنا ممتنّ لك ..
تمتم نايت بشيءّ ما ساخراّ من موقفها كم يتمنى لو أنه لم يدفع كفالتها لكانت قد تعفنتّ في ذلكّ السجن لمدةّ أطولّ و لكان ذلكّ أفضلّ للجميعّ لكن
ويليامّ و إصراره الشديدّ على إخراجها وقفّ كعائقّ فتنهدّ متجاهلا نـظراتهاّ المستفزةّ و ابتسامتهاّ الـخبيثةّ قدّ سـألّ أليكساندر ببحةّ
ـ أين هي ماري ؟
هـز أليكساندر كتفيه دلالةّ على عدم معرفته بمكانها إذ و حينما عـادّ بعدما طلبت منه جلبّ كل من نايت و كايلّ لم يجدها بحثّ عنها فيّ غرفتهاّ كذلكّ
فيّ القاعةّ الرئيسيةّ لكن لم يجدّ لها أي أثرّ فعادّ لغرفةّ الطعامّ حينما وجدّ كل من ويليامّ و فلوراّ يجلسان تنهدّ بقلةّ حيلةّ قائلاّ بضجر
ـ لا أعـلم .. ،
بمجرد إنهائه لجـملته فتـحت ماريّ باب القـاعةّ ببطءّ لكي تـطل من خلفه مرتديةّ فستانها الأزرقّ الداكن قدّ تركتّ خصلات شعرهاّ البني تسدل على
ظهرها بكلّ عشوائية بشكلّ متموجّ طبيعيّ اقتربتّ منهم بخـطواتّ بطيئةّ بعدما ألقت التـحيةّ بصوتّ خافتّ للغايةّ ثم جـلست بجانبّ نايت الذيّ حالما
وقعت أنظاره عليهّا لمحّ بقعة علىّ طرف كم فستانها لماّ وضعت ذراعها علىّ الطاولةّ ، قـالّ ببحةّ خفيفةّ
ـ ماري ما هـذا ؟
أشـار على تلكّ البقعةّ فنـظرت ماريّ إليها لوهلة من الزمنّ بدتّ مشتتةّ للغايةّ لكنها سرعان ما استعادتّ تركيزهاّ قدّ وجهت عينيها نحوه ابتسمتّ
بخفةّ قائلةّ بضحكةّ
ـ حاولتّ تـقطيعّ حباتّ البرتقال فجـرحتّ إصبعي.. يبدوا أنني خرقاءّ في كل ما أفعله
لمّ يقل شيئا بل اكتفى بارتشاف قهوته السوداءّ فقط ألا تـدرك كم أن كذبتها هذه غير قابلة لتصديقّ ؟ فلا يوجد أيّ أثر لأي جرح على إصبعها أو يدهاّ
كما أنها ترتجفّ بالرغم من أنها هي بنفسهاّ لم تدركّ ذلكّ و ليستّ تلكّ البقعةّ الوحيدةّ حيثّ توجدّ فيّ ياقةّ فستانهاّ بقعةّ دماء صغيرةّ للغايةّ تنهدّ بهدوء
عندماّ أوقعت ماريّ كـأس العصيرّ فجـأة على نفسهاّ فوقفتّ مسرعةّ قبل أن تـوجهّ نظراتها للكلّ ابتسمتّ بضحكةّ متحدثةّ بنبرةّ مرتبكـةّ
ـ أرجوا المعـذرةّ ..
قالتّ ذلكّ منحنيةّ ثمّ سرعانّ ما غـادرتّ القاعةّ و لمّ يدم على جلوسهاّ سوىّ دقائقّ فقط فنـظر أليكساندر إلى نايت مستغـربا كذلك فعل البقية بينما
كانتّ هي تسرعّ في خطواتها كما لو كأنها تركض و حالما اختفت عن أنظارهم تمسكتّ بجدار محاولة أن توازن جسدها قبلّ أن تدخلّ الغـرفةّ ،
أغلقت البابّ خلفها ببطء و اتجهت إلى الحمام ثمّ أخذتّ تكح بقـوةّ يبدوا أن الوقتّ قد حان فعلاّ و لا مجال لتأخيرّ ابتسمتّ بخفـة يبدوا أن جسدها
أعلن عن استسلامه ..
أخذت حماما سريعا بعد ذلكّ وضعت المنشفةّ على جسمها كيّ تفتح باب الحمام اتجـهتّ إلى دولاب ملابسها و أخـذتّ فستانا آخر كان أسـود اللون
بـطرازّ ذهبيّ يلفّ حول خصرهاّ بكلّ إحكام يصلّ إلى ما أسفل ركبتيهاّ بقليل و رفعتّ خصلاتّ شعرهاّ البنيّ على شكلّ ذيل حصان ، نـظرتّ إلى نفسهاّ
بنوع من الاستياء لقد اختارت البارحة رفقةّ سوزي و أليكساندر ذلك الثوب الأزرقّ لحضور مناسبةّ مثل هذهّ و أن تسكبّ عليه العصيرّ لشيء يثير
عصبيتهاّ فعلاّ و تعاستها أيضا ، تنهدتّ بقلةّ حيلة ثمّ رفعت يدها و أسفل ملابسها جذبت علبةّ دواء صغيرةّ أخذتّ حبتينّ بالتواليّ ..
ـ آخ كم هو مر ..
هزت رأسها نفيا و هي تخرجّ لسانها دلالةّ على عدم إعجابها بذوق الدواء المر ، نـظرتّ إلى المرأة بعينيها الواسعتين مبتسمة لا تستطيعّ نكران
سعادتها فأخيرا انتهى هـذا الصراعّ حول السلطةّ و كم كانتّ بدورها تنتظر هذا اليومّ بفارغّ صبر فأخيراّ سوف يتحقق هدفّ نايت سواءّ إن فازّ أو
خسرّ فلسوف تظلّ تسانده للأبد عندما انتقل إلى مسامعها صوتّ فتح الباب نـظرتّ للخلف عندما وقعتّ عينيها عليهّ حيثما كان هو يقفّ مرتديا
بـذلته السوداء الـرسميةّ رافعاّ بضعةّ خصلات من شعره لكنها عادتّ تسقطّ على جبينه كعادتهاّ بشرته الشـاحبةّ و نـظراته الحادةّ الداكنةّ قـالّ ببحةّ
ـ أأنت مستعدة ؟
لم تـجبه بل اكتفت بالصمت كم تـرغبّ لو أنها تبقى هنا معه للأبد لوّ أن الزمن يتوقف عند هذّه اللحظةّ لكنّ هـذّه الأمنياتّ مستحيلةّ فيّ النهايةّ
فاكتفت برسمّ ابتسامةّ لطيفةّ رقيقةّ على شفتيها لكي يتقّدم نحوهاّ يضع يديه في جيب سرواله و يسيرّ بخطـواته الـبطيئةّ الكسولة ثمّ توقف أمامهـا،
ضحكت ماري و تـحدثتّ بنبرةّ مرحـةّ
ـ تـبدوا وسيما للغـايةّ ..
كح بـخفةّ قبل أن يبتسم بـثقة لكن سرعان ما اختفت ابتسامته تـلكّ قد سحبها نحوه فجـأةّ شهقت بدهشة و كادتّ أن تتعثرّ غير أنها شعرتّ بيده خلفّ
رقبتها حاولت النظر إليه غيرّ أنها لم تستطعّ لم تستوعبّ فعلا ما الذيّ يفعله عندما تـركها بنفسّ السرعةّ نـظرتّ نحوه مستغربةّ ثمّ وضعتّ يدها علىّ
ترقوة رقبتهاّ حيثما كانتّ تلكّ القلادةّ وجهتّ عينيها إليهاّ و كم كانتّ جميلةّ جداّ بسيطةّ و ثمينةّ أيضا ، حينما تـحدث نايت بنغمةّ صوته المبحوحـةّ
ـ دعينـا نغادر قبلّ أن يـأتي الجميـعّ ..
احمـرتّ وجنتيها بـشدةّ قد تلعثمتّ محاولة أن تشكره غيرّ أنه حرك خصلات شعرهاّ بعشوائية قبل أن يسير أمامها مغـادرا لم تـعلم ما الذي تفعله أو
ما الأنسبّ قوله هنـا إلا أن دقات قلبها أعلنت تمردها بقوةّ قد بلغتّ سعادتها درجاتّ عليا حينما استدار نايت نحوها مجددا قائلاّ بنبرة ضجرةّ
ـ ماري هيـا بنا ..
أومـأت بالإيجابّ و هي تركض بسرعةّ إليه عندما تعثرتّ بخطواتها عندما كانت أن تسقط جذبها نايت من ذراعها نـحوه فـنظرت إليه بعينين واسعتين
مليئتين بالدهشـةّ ملامحـه الهادئةّ الجذابةّ و عينيه الداكنتين نـظرته الارستقراطيةّ لقدّ كان هو نفّسه نايت الذيّ وقعت بغـرامه فقالتّ له بنبرةّ مرتبكةّ
متلعثمةّ
ـ أ .. شـكرا ،
ابـتسم بـخفةّ لما فتحّ باب الغـرفة على وسـعه لكيّ يظهر من خلفه كايل كان يحاول أن يربط ربطةّ عنقه الـرماديةّ بإنزعاجّ عنـدما وقعتّ أنظاره عليهما
فأشـارّ بيده لكلاهما قائلاّ بنبرةّ حادةّ محدثا فيها سوزي التي كانتّ تسيرّ خلفه برفقةّ أليكساندر
ـ أرأيتما ؟ لقدّ قلت لكما أنه يغـازلها، تـحاول أن تستغل فـرصةّ عدم تواجدنا أيها الخائـن..
ضحكّت سوزي بينما رمقّ أليكساندر كايلّ بنظرات باردةّ حادةّ فيّ حين ضحكتّ ماريّ أيضا أقال أن نايت يغـازلها ؟ هـذا مستحيلّ طبعا لكنها ممتنةّ
لقدومهم إذ أنها لم تعلم كيفّ تتصرفّ و دقاتّ قلبها المضطربةّ قدّ زادتّ من توترها أيضاّ بينما قطبّ نايت حاجبيه بانزعاج قائلاّ بنبرةّ صوته المبحوحةّ
ـ بحق الـجحيم .. ألا يمكنك أن تغلق فمك ؟
حرك كايل حاجبيه للأعلى و للأسفل حينما بادره نايت بنـظراتّ حادة عندما أخرج كايلّ لسانه بخبثّ و هو يقتربّ من ماريّ وضع يديه حولّ ذراعها
لافاّ إياهما حوله متحدثا بنبرةّ ضاحكّة
ـ ماري أنت تساندينني أليس كذلك ؟
كتمتّ ماري ضحكتها بينما تنهد نايت بقلةّ حيلةّ حينما وضع يدهّ خلف سترته بعدّ ذلك أخرجّ مسدسه المشهورّ حينها صـاح كايل بذعـرّ شديد
و سارع بالابتعـادّ عن ماريّ خـطواتّ للخلفّ عندما راقبه الكلّ باستغرابّ بينما جـذبّ نايت منديلاّ من جيبه لكيّ يمسح مسدسه رامقاّ كايل
بنظرات باردةّ و هو يتحدثّ بلهـجته الـمتهـكمةّ المحذرةّ
ـ لا تـقلق فإن كنت أريد قتلك لكنتّ فعلت ..
ضحكّ أليكساندر بصوتّ عاليّ عندما ابتسم نايت بكلّ برود فـوضع كايلّ يده على رأسه هـؤلاء المجانين لاّ يصدق ذلك إنهما يتلاعبان بالمسدس كما لو
أن الأمر شيء عـاديّ أكل أفراد عائلةّ ماكاروف بمثل جنونهما ؟ بينما تـقدمتّ ماريّ من نايت قـائلة بنبرةّ مستاءة
ـ نايتّ ضع المسدس جانباّ أنت تـخيفه ، .. و ألكيس توقف عن الـضحكّ
أبعد نايت المسدسّ بضجر في حين تنهد كايلّ براحة إذ أن مزاح نايت في كثيرّ من الأحيان يصعب عليه تقبله حيث أنه لا يبدوا كمزاح على الإطلاقّ
لأن ملامحه تكونّ جادة جداّ و باردةّ بينما أمسك نايتّ بذراع ماريّ ليجذبها نحوهّ لم تلقيّ هي للأمرّ بالاّ عنـدماّ تحدث أليكساندر بنـبرةّ عـاليةّ مليئةّ بالحماس
ـ دعـونا نسـرعّ فقد تأخرنـا ..
سـارّ للأمام بـرفقةّ سوزي بينما تـبعهما كايل بخـطواتّ سريعةّ في حين ضحكت ماري بكل خفةّ إذ أن كايلّ لا يبدوا مرتاحاّ لكون نايت خلفه فهو يستديرّ
كل ثـوانيّ معدودةّ لينظرّ إليه باستياء في حين اكتفى نايتّ بابتسامةّ متهكمةّ تعلو شفتيه و كم تمنى كايلّ لو أن بمقدرته نزعّ تلكّ الابتسامةّ الساخرةّ من
ملامحهّ حينماّ تحدثتّ ماري بنبرةّ متسائلةّ
ـ سوزي أينّ ويليام و فلورا ؟
نـظرتّ سوزيّ إليها ثمّ تـوقفتّ عن السير لكيّ تجيبها بنبرةّ هـادئةّ للغـايةّ
ـ لدى الآنسة فـلوراّ محاكمةّ الـيومّ لذلكّ ذهبت برفقةّ السيدّ دويـل و لقدّ تمنيا لكم جميـعاّ حظا موفقا لإجتمـاع الشركة ،
أومـأتّ ماريّ بالإيجابّ شاكرةّ سوزيّ ، لمّ تكن تعلمّ أن لدى فلورا محاكمةّ اليومّ ربما هيّ الوحيدة لاّ تعلم إذ أن نايت هوّ من كلفّ بعضّ المحامين
فيّ توليّ قضيتها لذلكّ بكل تـأكيدّ هو يدركّ آخر مستجداتّ القضيةّ ، زمتّ شفتيهاّ بعبوسّ تمنتّ لو أن الفرصةّ قد سنحتّ لها لتتحدثّ مع أختها و لو
لوهلة من الزمنّ إذ لم يتحدثاّ بصراحةّ منذّ مدةّ إنها تريدّ أن تسألها كيفّ تطورتّ علاقتها معّ ويليامّ و ماّ الذيّ يحدث معّ آرثرّ و ما هي أحوالّ السيدةّ
فرانسيسّ ، هناكّ العديدّ من الأسئلةّ التي تجولّ برأسهاّ و لمّ يتسنى لها الوقتّ بأن تسـألّ فلوراّ حولها تنهدتّ بإستياءّ شديد ،
حينمـا وصلّ الكـل إلى بـوابةّ وقفتّ سوزي مـودعةّ إياهمّ بـرفقتها ماريّ التيّ فظلت أن تبقى قليلاّ في القصرّ إلى غايةّ استعادتهاّ صحتها أو بالأحرى
منتـظرةّ بدأ مفعول الدواءّ الذي أخذته بينماّ فضل أليكساندر الذهابّ بكل حماسّ قدّ سبق نايتّ إلى السيارةّ بينما وقفّ الأخيرّ كان ينـظرّ إلى سـاعته
بهدوء بعد ذلكّ عاد ينظرّ ناحية ماري كانت تبتسمّ ببلاهة و هيّ تودع كايل فـتنهد إذ لم يكن الأمر خطيراّ يبدوا أنها على ما يرامّ ..
ـ سيدي كل شيء جـاهز ..
انتقل إلى مسامعه صـوتّ فـرانسوا الهادئ قد كان يقف بجانب سيـارةّ سوداءّ مظللة في انتظارهم يحمل بين يديه ملفاتّ عديدة و على غير العـادة هناكّ
ابتسامةّ خفيفةّ جدا تعلواّ ملامحه الـجادةّ ، ربما لأنه و بدوره كانّ ينتظر هذاّ اليوم أيضاّ بفارغ الصبر فرفع نايتّ يده دلالةّ على سماعهّ له و تقدم بخـطواتّ
بطيئةّ للأمام عـندماّ سمعّ خـطواتّ خفيفةّ من خلفه نـظرّ بعينيه الداكنتين للخلفّ فـرأى ماريّ كانتّ مبتسمةّ بـمرح قـالتّ لهما بنبرةّ ضـاحكةّ
ـ حـظا مـوفقا بالرغم من أنكما لا تحتـاجانه ..
ضحك كـايل و عـاد أدراجه من أجل احتـضانهاّ بكل قـوةّ فبادرته العناق بابتسامةّ خفيفةّ بينما قطب نايت حاجبيه و تنهدّ بقلة حيلةّ لا جدوى من تـهديده
علىّ أي حال فاكتفى فقطّ بالنـظرّ رامقا إياهّ بكل برود عندما تـركهاّ مجددا مسرعاّ بالعودة لما مرّ بجانب نايتّ دفـعه الأخيرّ بكل قوةّ لسيارةّ و هو يأمره
بحدةّ بالـركوبّ ، .. حالما غـادر الأربعةّ عن أنظار الفتاتين استـدارتّ سوزي ناحيةّ ماري قائلةّ بنبرةّ هادئةّ جادةّ
ـ سيدتي هنـاك شخص يرغب في مقـابلتكّ
أنت تقرأ
لا يجب قول لا لفخامتك
Romancechanez الكاتبة رواّيتي يـّغلبّ عليهـّا الطـّابع الـرومانّسي الإجتمـّاعي ، يتخـّللهـّا الـقّليل من الكـّوميدّيـا و بّضعة بـهاراتّ من الـواّقع أحـّم أعـّلم أننّي سيـئة في تـّرك الأنطـّباع الـجيـدّ لـكّن .. أحـمّ سـأكونّ ممتـّنة للـحّصول على بـّعض ال...