83

390 52 14
                                    

لـِنُعد الأشـياءَ لمكانِها
الأطفالُ لأُمّهاتهم، القَتلى لأحبّائِهم،المشرّدونَ لأوطانِهم،السّلام لأرضِهم.. و أنـت.. أنـتَ لي.

____________

تجرّعتُ قوّتي و شِفائي مجدّداً من وجهِهْ..
وجههِ ذاكَ الّذي يهدِمُ أسواري و يَقيني
و شكّي في أنّهُ بشرٌ يَسقيني،
ملامحهُ بارِدة تسكِبُ في جَوارحي لهيباً لا يشبهُها،
أوليستْ مُعادلة غير منطقيّة؟

" جونغ كوك.. أنتَ حتماً لن تَبقى هُنا، سنهرب سويّاً. "

" لا أسـ.."
بترتُ حروفهُ بِوضعي لأصبعي فوقَ شفتيه و هَمسي أمامَهما
" هَذا أمـر ، أيّ لا نِقاش فيه و أيّ اعتِراض مَرفوض "

وضعَ كِلتا يداه على صدري و شدّ على ملابسي
" احتاجُ أن تنتَظرني هذهِ المرّة فحسب... بقيَ القليل فقط، لتحظى بالكثيرِ منّي، تايِهيونغ تحمّلنا لسَنتين.. نستطيعُ أن نتحمّل الآن "
قال ذلك و دسّ المسدّس - الّذي كان يبحثُ عنه - في جَيبي " ابقِ هذا معك "

تنهّدت.. و ابتعدتُ قسراً عنّي
" ما الّذي تنوي فِعله؟ "

،






كنتُ قد عبرتُ خِيامَ الجّرحى المأسورين بالتسلّل من طريقٍ أرشَدني لهُ جونغ كوك، و كَما أخبرني.. وقفتُ عندَ البّوابة الشّرقيّة لمدينتنا، هُنا..
حيثُ يرقدُ الصّليب بين تمثالِ الشّابين.

أخبَرني أنّهُ سيلحقُ بي لكنْ بعدَ أن يسوّي بعضَ الأمور قبلَ هربه، فلا يمكنهُ أن يرحلْ و لا يلحَظ اختفاءُه أحد.. عليهِ أن يدع شخصاً ما يأخذُ مكانه ريثَما يستطِع الفِرار.

مَضى حتّى الآن أربعونَ دقيقة... يكادُ قَلبي ينفَجر كقنبلةٍ موقوتة بالحُب

" سأنتظرُ... سأنتظِر ،ولن أُفارقَ هذهِ الحياةَ قبل أن أُحقِقَ شيئاً آخرَ وهو أن أموتَ وتكونُ يديكَ فوقَ قلبي كي تسمع آخِرَ نبضةٍ من نبضاتهِ وهي تُرددُ اسمك "







لاحَت شمسُ وجههِ من بعيد
أخذَ نَهاري يقترب...
و قبلَ أن أستردّه لصدري، كما يستردّ شعبٌ وطنهُ المسلوب كحقّ مشروع

انفجرت بينَنا قُنبلة

و كانَ آخرُ ما رأيتُه بينَ غيوم دُخانها هو وجهه

دَعنا الآن نبتسِمُ للموت بانتِصار مُعلنين سعادة الحُزن بِداخلنا و فخورين بتحريرِ أرواحِنا من هذهِ الحياة حُبّاً.


















.



VK || 6:06حيث تعيش القصص. اكتشف الآن