" لا تَبكـي .."
وهنت قِواي وتسمّرت قدماي في الأرض، لم استطع كبح جموح دموعي
أطلقت العنان لكل الدموع التي سجنتها خلف دفّاتِ قناعي الباردمسحتُ دموعي بسرعة ،التفتّ للوراء ..
وجدت ٫بوغوم٫ الشاب الذي يقطن بجانب منزلي والذي شاطرني سوء أفعالي و جانبي الحقير سوياً
رماني بنظرة حائرة ..
ثم اقترب مني وتحدث بخفوت" ما بِك ؟ وجهك شاحبٌ هكذا و أطرافك ترتجف..لما هذا كُلّه!
الموتُ علينا حق و الميت ليس من أقراباءك! فلِما الإنهيارُ بهذا الشكل تايِهيونغ؟ "جلستُ على حافّة القبر دون الإصغاءِ لسؤاله ..
بقيت أنا و هو و والدة إيمي وحدنا
صمت لحظةً ثمّ أضاف
" عيناكَ حمراوَتين دامِعتان ،هل كنت تبكي؟ ""كُلٌ يبكي على مَوْتـاه .."
" صحيح،لكنّي ما عرفتك هكذا "
خيّم الصمت فوق رؤوسنا ،و في رؤوسنا ضجيجٌ لا تهدأ
و على مدّ البصر تناثرت آلاف قبورٌ الكبيرة والصغيرة بغير انتظام ،ثمّة أرض خالية تنتظر أن تلتهم المزيد من أجساد البشر.
رحل يوغوم..و تلك المسكينة والدة إيمي
أنا هنا وحدي الآن
كانت الشمس تتكأ على الطرف الغربي للمقبرة،حمراء كبيرة و الغيوم الرمادية تمتّد شرقاً ،وتحاصر مساحات الضوء و تجتاحه تماما ً ،أدركت أني لبث لساعات دون يقين
ساد المكان سكون موحش تخلله أصوات الطيور المهاجرة
ضحكتُ ضحكةً ساخرة على الحال التي أويتُ إليها ..
لقد هزّني الموقف لدرجة سدّ عليّ مسالك التفكير لأخلُط الوهمِ و الحقيقة .أنا لستُ خائِف.
كان الصوت ينبثقُ منّي ..ليسَ من قبرِ أحد
أنا جدثٌ لجثةٍ روحها هاجرت للبِعاد.لن أدّعي هذا القدر من التأثر و الإنفعال ،أجل أنا حزين فحسب.
لكنّي متحجر القلب متبلّد الشعور ..و لم يكن الحزن بالشيء الكبير بالنسبةِ لي !على من كنتُ ابكي؟
أنا لا ابكي على الموتى ..بل على الأحياء منّا .
إيمي صغيرتي أنتِ الآن في مأمن في عالم لا دسائس فيه ولا مؤامرات و لا بغضة ولا حاكم ولا محكوم ولا ظالم ولا مظلوم .. ،البكاء علينا نحن ...نحنُ من ندّعي أننا أحياء
اتأمّل ساحات الحُزن و اليأس و الخوف الذي نعيشُه في حربٍ دامية، نحن نموتُ مِن الصباح حتّى الصباح ،كل يوم،كل ساعة ،كل ثانية!
نحنُ الغُرباء عن أنفسنا ..
نحنُ نستحق أن نبكي عليناتهدّج الصوت ثم خفت،كأنّه آتٍ من بئرٍ عميقة ..يتردّد في صدى فضاء خواءي ..
هادِئاً
رتيباً
مُتقطّعاًاحزن على نفسك
احزن على نفسكاختلجت جوارحي ،و عصفت بي
استدرت حولي .. بعد قليل ينسدل الظلام
أخفضّتُ رأسي أرضاً،ثم أجهشت بالبكاء مجدداً ..
اصبح العالم أسوداً ،يلفّني الظلام وتُعانِقني الأوهام ..تحرّكت بعشوائية باحثاً عن مخرج من هذهِ الزنزانة ثم اتجهت لطريق العودة
أسرعت بالعدو أكثر و دموعي لا تتوقف ،انحدرتُ من المرتفع الجنوبي الذي نُسميه جبلاً ،ظهرت لي معالم المدينة التي ترقُد عند السفح بسكون
مسحتُ بناظراي تلك المنازل
أبواب موصدة
نوافذ صغيرة
خلف هذه الحجارة المبنية كتل بشرية ،هياكل عظمية يكسوها جلد متغضّن ..
أفواه ذابلة لم تعرف الشبع و النطق بما تريد يوماً
عيون خائِرة
ألسنةٌ خرساء
أحلام مُصادرة
حرية مكبلة بأغلال وقيود ..
قلوب محطمة
رغبات مكبوتة
أرواح مهشّمةقطع خردة ..مُسيّرة دون رحمة
نمشي
نعمل
ننامنستحقّ البكاء!
خيّلَ إلي أن الكونَ وقف أمامي..
رماني بنظرة باهِتة ساخرة
شعرت أنه يوّد اغتيالي
فركضتُ بين الشوارع و الأزقّة المعتمة وهبطّت درجات القبو الذي يأويني ...خُيّل إلي أن مقبرةً أخرى بدأت بإبتلاعي!
.
الشخص الذي ينتظر منّي سخافات و قصص مبتذلة عن التايكوك ؛
اخرج هذا المكان ليس لك
أنا أطلق العنان لموهبتي و خيالي عبر الشخصيات التي أحبها .
أنت تقرأ
VK || 6:06
Romanceعيـناكَ حُلمي الّذي سَيكون كَبيراً كما يحلمُ المُتعَبون. -كـيم تايـهـيونـغ -جِـيون جونغ كوك •محتوى أدَبي• •الكثير مِن الإبتِذال و صرفِ المشاعِر• •فُصول قصيرة• مُكتملة. إهداءٌ إلىٰ : @uwguki