45

641 93 58
                                    


ملامِحكُ قاتِلة،حزنك يدمّرني، و تلكَ الدّموع المتشبثة بأهدابِك كما تتشبّثُ بي تُرغمني على تقبيلِ عيناك
أخذتُك لصدري المرّة الأخيرة، أتنفّس رائحتك لتعلقَ بثيابي، أقبّل فروةَ رأسِك بهدوء كصلاةٍ أخيرة لي بدينِ حبّي المُلتوي....
أقضِمُ من خدّيكَ التُّفاح الأحمر،كما أرشِفُ من ثغركَ الصّمت، أرجي الزمانَ بأن يَستريح و تهلُك الدقائِق في عناقِنا...نلثُم في العيونِ كل الكلام

تعالَ إليّ مجدداً..
تعالَ لأنسُجَ من شعركَ تاريخي، لأستعيد من شفتاكَ حياتي الضائعة
سلامٌ لِروحي، لقلبي، لعُمري..

" استودِعُك نفسي، و كُلّي فأعتني بي "
هذا ما نبستُ بهِ أمام وجهك المُبللُ بالعَبرات، لِتُشيرَ بإصبعكَ إلى يسارِ صدرِك و تُتمتم
" أنتَ هُنا.. هُنا. "
حتّى في آخر لحظاتِنا كُنت بقمّة لطافتِك، تلكَ الّتي تصيبُ قلبي بوعكةٍ موجِعة لأنّها لطافة مُلوّثة بالحُزن




ثُمّ رحلتَ ولم أمنعكَ، لم أودّعك كما يجب،
لأنّه خطأ أن أودّعك
كل شيء خاطِئ!
بُعدك عنّي
حُبّي لك
و جهلكَ له
ولم أشعر بشيء سِوى كأنّ ثقباً فارِغاً إنفتحَ في قلبي و راحَ يبتلِعُني،و اليتامى الصّغار يتكاثرونَ يوماً بعد يوم، حتى صِرتُ مجمعاً لليتامىٰ، يَمشي على ساقين

رحلت، وكُل يومٍ يمضي على رَحيلك يولدُ يتيمٌ داخلي كلّ صباحٍ، ليصعد آخرَ الّليل إلى حُنجرتي ويشنقَ نفسه، ويَستلقي بجانبِ الجُثثِ الأخرى، حتّى صارَ لي صوتُ مقبرة

.










بعدِ الغياب الطويل.. هل تراجع أدائي؟

VK || 6:06حيث تعيش القصص. اكتشف الآن