34

866 120 25
                                    


سمعتُ صوتَ تساقَطت أولى حبّاتِ المطرِ لتُعلِن عن خلعِها رداءَ الخَريف المُتوحّش..

لقد أُتـلِف قَلبي، ألقيتُ نفسي بعَيناه عِقاباً لي
فنظرتُه و الملامِحُ المتعربِشة على وجهِه- و الّتي يُحاوِل إخفائَها-
تمضغُ قلبي المُذنب، المُثقل بِحُزنٍ أجوَف قَبيح مِثل كَدمة تَستقرُّ فوقَه بِهدوء، أصابِعُ النّدم و السُخط التفّت حولَ عُنقي أكادُ اختَنق...
الرّغبة بالتخلّص منّي، أُريد تقيّؤ قَلبي و إنهاء كُل هذا الهُراء كما بدأ.
نحنُ مُتعادلينِ الآن... أنا صفعتُه بِيدي، و هو صفعَ قلبي بكلماتِه.

رأيتُهُ يجلِسُ على الأرضية البارِدة بعدَ أن لَوى وجهه عنّي، مُطرقاً رأسهُ للأسفَل، لم أسأله، لَم استَفسر عن قولِه " حقّي بإرتكابِ المعاصي"
خفت أن تقودني أسئلتي نحو الحقيقة المرّة التي بقيت أتفادها..!

" إن كُنت أقسو عليكَ فذلِكَ لمصلحتِك... أنتَ بالسابِعة عشر من عُمرك، لا زِلت يافعاً "
ارتفعَت يدي نحوَ وجهِه، لِأُمسك بذقنِه و أُديرهُ ناحيتي

" الحربُ لا تعرِفُ صغيراً أو كبيراً، و الحُرّ خُلق حُرّاً يأبى الأغلال و العَيش بسياسةِ كَمِّ الأفواه "
خرجت حُروفُه بثبات و هو ينظُر داخِل عيناي
ما دامَ ينظرُ لعينايَ.. لِمَ لا يَرى حُبّي له؟

"و أنا خائِفٌ عليكَ من أنيابِها، أعي أنّي بالغتُ بغضبي.. لكنّك تعرِفني فأغفر لي يا جونغ كوك  "

استقامَ بجسده، راحِلاً من هُنا... اتّسع الذُبول فيني فأضحيتُ كغُرفةٍ ضيّقة تحكُمها الفوضى، أريدُ أن آكُل أكتافي لا أيادٍ تُربِّتُ عليها في الجِوار...أشعرُ ببردٍ قارِس ينهشُ عظامي فتنكَسِر كمزهرية عملاقة مِن التعاسة

حبوتُ إلى بابِ المَعمل لأُراقِب مشهدَ رحيل جونغ كوك مع هطولِ الأمطار  و خلفهُ يترُك آثارَ خطواتٍ حزينة

وطأتُ خلفهُ بضعَ خطوات خارجَ المعمل
شعرتُ بشيءٍ يُربّتُ على أكتافي!















كانت قطراتُ المطر
















.





إنّها تُمطر الآن! ،سأذهبُ لمعهدي كونوا بخير 💛

VK || 6:06حيث تعيش القصص. اكتشف الآن