36

956 120 100
                                    





كان عصيّاً عليَّ الاحتفاظ بالعواصف هكذا ؛ أن تهمس لي حبّاتُ الغيثِ و الأعاصيرُ فيها بالثّبات و قلبي يرنو إليكَ ثمِلاً نظرة بعدَ نظرة
" هل يهمُّك هذا؟.. "

طأطأت رأسكَ على كلِّ شيءٍ سأقولُه دون نبس ببنتِ شفّة حتّى إن خالف معتقداتُك الصّارمة في هذا الوجود،لقد فقدتُ رتابةَ الحديثِ والمُصطلحات المنمّقة و الآن..
على العيونِ نَطْق ما تَحْتجزه الشفاه!

" حدِّق بِعيناي جونغ كوك. "

رفعَتَ ناظِريكَ لي، شعرتُ بأنّي أعملُ في الحُزن
ويحطّبني على نارٍ هادئة... أنتَ الآن تُحدّقُ مباشرةً إلى قلبي!

وجهُكَ يُغريني و يناديني لِأُقبّل كُل إنش مِنه
و أنا أقِفُ بهذا العجز.. يالها مِن تعاسةٍ مُستدامة يجب وضع حدّ لها فقد تمادَت و توغّلت بي، أصبحتُ محشوّاً بالبؤس.

لم يدُم هذا،
انجرفت بكلّي كنهرٍ من الدمعِ المذروفِ في أقبيةِ الإختباء!

يدي التفّت حولَ خصرِك و الأخرى خلفَ رأسِكَ جاذِباً لجسدِك ليلتصِقَ بجسدي..
همستُ أمامَ شفتيكَ مراقِباً إرتجافهما
" لقد أهديتُكَ قلبي.. أريدُ استِعادتهُ من شفتيك "

لم أمنحكَ الوقت لدفعي.. ولا لصفعي ولا للصُراخ بوجهي، كنتُ قد التهمتُ شفتيكَ بين شفتاي حابِساً لهما مُمتصّلاً للحياة عبرهُما،
إنّي على قيدِ الحياةِ الآن!!

لم أحيى طويلاً..
ها هو ظهري يرتطِمُ بجذعِ الشّجرة... نمت على حواف شفتايَ إبتسامة منكسِرة، تجمّعت العبرات بِمُقلتاي عندما رأيتُ دموعك و نظراتكَ الخائِفة.. كانَ جسدُك يرتجف بِوضوح..

" لا تَخف منّي!! انزَع هذهِ النظرة من مُقليتك فهُما من أمَروني بالحُب! وجدّتُ نفسي أُحِبُّك!
جُنِنتُ بِك.. أحببتُك و هِمتُ عن آخِري و أوّلي! "

ارتفعَ صوتُ بُكاءك و نحيبك، إشتدّ الوجعُ بقلبي أكثر
" لا تَبكي أرجوك.. أنا آسِف لأنّي أُحِبك "

اقتربتُ بهدوءٍ و تروّي مُمسِكاً لوجهكَ بيداي، مُقبِّلاً لأدمُعك
و عند كُلِّ قُبلة همستُ بـ آسف

"و أنا أحبُّكِ تايهيونغ..  "
توّقف العالم عِندي لحظةً، استأنفتَ كلامكَ بعدما أعدتَ النظر لي
" أحبك أيضاً.. رغمَ معرفتي بأنّا لن نكونَ لبعضِنا أبداً
وأنّا على قدرَ ضحكتِنا و حُبّنا بهذا اليومِ ياعمري ... نموتُ اليومَ و غداً ...

لكن..

لا مكانَ في هذا الوطن، و لا هذا العالم لِلحُب.. البنادِقُ فقط من تعمل، رائِحةُ حُبّنا هنا عورة! و شهوةُ عِناقِنا لبعضنا خطيئة...
في بِلادِنا
رائِحةُ الدّمِ فقط مُباحة.  "

أخذ خافِقي يدفعُي لأتّلكأ تحتَ غُصنِ شجرةٍ قَد احتفظ بحفنةِ وريقاتٍ.. كنتُ متعباً، منكَ ومن مشاعري، ومن سير الأمورِ بذلكَ التّعقيدِ بينما كنتُ أرى أن عليها أن تكونَ أبسط من ذلك.
كلُ ذَلِكَ الحب صمتَ!
شعرتُ أنّي بلا قلب!
كأن خواءً عظيماً استقرّ في صَدري...شعرتُ للحظة أني لا أرغبُ في رؤيتك! - بمقدارِ ما أحبّ و أُقدّس ذلك - لم أعد أرغب!!

" تايهيونغ... عَينايَ ليست لك "





استيقظَ الصمتُ على رائحة حزنٍ تفوح من قلبَينا، وكأنّنا دفنّا أكواماً من الجُثثِ فوقَ بعضها أسفلَ السّرير بالكلامِ فقط، لم يعِ أحدٌ ما مرّ بهذه الّليلة، ولم يشهد أيٌّ من هذا العالم ليلة البوحِ هذهِ ، وحدنا أنا و جونغ كوك من غرِقنا في عُمقِ المُحيطات ولم تَتّسع لنا، تقيّأتنا السّماء في لحظاتٍ لنعود على هذا التّل يتأمّل كلّ منّا انعكاس جرحه في ملامحِ الآخر!

عيناهُ وطني
أكتب عنها ثورات
و يحتلّها العالم

عيناهُ حلمي..
الّذي سَيكون
كَبيراً كما يحلمُ المُتعَبون








.














اعتذر عن ذلك المشهد
كان صعباً عليّ للغاية بما أنّها أول مرة و - الأخيرة-
أصابعي لا زالت ترتجف
:')؟؟
ءء لكنه كان ضرورياً لنسقِ الرواية

VK || 6:06حيث تعيش القصص. اكتشف الآن