21

1K 128 150
                                    






هذا الفجر تحديداً الخامِسة قبل وقتِ الخطيئة بساعة و سِت دقائق

كنتُ امتصُّ السيجارة و الثُمها... امتّص الحياة منها كما أؤمِن، و أُراقِب من خارِج قبوي مشهِد شُروق الشّمس
و انا لا أعرِف... كيف بِوسع هذا المشهد أن يكونَ حزيناً بنظري؟

سمعتُ صوتَ الحشائِش تَتكسّر فأدركتُ أن هذا جاري، و صديقي 'بوقوم'
ما لبثتُ مُستديراً إلّا و أتاني صوته مُخاطِباً لي بتعجّب
" ما الذي تفعلهُ بهذا الوقت خارِج منزلك؟ "

رميتُ السيجارة من يدي و دهستُها ليس و كأنّي من كنتُ منذ قليل أُقبّلها كأنّها قُبلة الحياة و خاطبتُه بإستِنكار
" قُل لِنفسِك أوّلاً!! "

رأيتُه يتّخِذ الأرضَ أسفل شجرةٍ عرّتها رياحُ الخريف و يُطبطِبُ على جانِبه قاصِداً أن اتربّع معه
...

جلسنا و الصّمتُ ثالِثنا...
طردَته جُملته الغريبة " يا ربي.. أقطع بِنصيبها حتّى تنتَهي هذهِ الحرب.."

نظرتُ له و لآلاف النجومِ اللامِعة بِعينيه حينما استَطرد مُستئنِفاً " أفرودِيت.. الغُصنُ الاخضرُ بِقلبي وسطَ خريف عُمري.. إنّها تتنزّه بداخِلي و مع كُل خطوة تدُوسها هُناك تقطّبُ جُروحي"

" إخطِبها؟ " لفظتُ مُقترِحاً مُستفسِراً

" لا يُمكِنُني يا تايهيونغ.. المُقاومة و الحَرب تستدعِيني،خُنتها مع وطني و سأكونُ حقيراً إن علّقتُها بي "

لطالما كانَ بوغوم شابّاً شَهماً،قاسِياً و صُلب القلب، مُرتبِطاً بوطنهِ أشدّ الإرتِباط
انضمّ لِقواتِ المُناضلين الأحرار الّذين  لا يُخيفهم الموت

و لَكن، أؤلئِك الّذين لا يَهابون الموت
كان عزائُهم الوحيد هو الحُبّ

بوقوم لم يُخيفه الموت، بل الحُب
و لِكُل قلبٍ صُلب مصيرٌ بأن ينصَهر بيدِ أحدهم..

" أينَ شردّت يا صاح؟ "
بترَ سِلسلة أفكاري صوتُه

" لا شَيء.."

" الحُب فظيع.. كما لو أنّ أحدهم يدُخل قلبَك دون إذنٍ منك يُعيث فوضى بِك، يفتحُ جروحاً نتهرّبُ منها، ثُم يُقطّبها بحبّه لنا و أنتَ لا تملِكُ أي قدرة بإيقافِه! "

همهمتُ له.. " إنّه كذلك"

أعاد سُؤاله عليّ " لَم تُخبِرني، ما الّذي يُسهر عينيك؟ "

" أيضاً لا شَيء.."

" كُلّ هذا بادٍ، و أنت تقولُ لا شيء! أخبرني افتَح قلبك لي "

" أنا غارِقٌ بمَعصيَتي.. بِأفكاري و بِه.. الرغبة بأن أُغادِرني.. أريد أن أُغادِر نَفسي، لا أجِد بهجةً بالحياة و لا الخلاصَ بِالموت لكنّ القدر يوّدُ مِنّي الذهاب إليه عِند بزوغِ الفجر "


























رحلَ بوغوم بعدَ حديثٍ طويل

أطلقت سراح الحُبّ المُعتقلِ بقلبي لصديقي
، أعاد هو سجنهُ لي بِقوله
" تايهيونغ... عليك إخفاءُ هذا الحُب بعنايةٍ شديدة كَمن يُخفي خيانة ما. "









.

VK || 6:06حيث تعيش القصص. اكتشف الآن