24

988 132 63
                                    




هَل أنا لا شَيْء بالنِسبة لَك؟
...

لمحتُ ندوباً بِصوتِك، شُحوباً بِكلماتك
أطفالٌ مُشرّدون مِن مَواطِنهم بِعَينيك
قلبُكَ طَرقَ بابِي طالِباً اللّجوءَ لِقَلبي هرباً مِن الوجعِ الذي سبّبتُه لَك،
هربا مِن التّيتُّم، فَما أنتَ إلّا ابنٌ لِهذا النابِضِ بأيسرِ صدري
نزوحاً مِن الحربِ الّتي استَعرّت نيرانَها بِجوفِك بِسَبب جَفاءِي مَعك و قَسوَتي

ما أنا إلّا مُستَعمِرٌ ظالِمٌ
كَم هو كَريمٌ قَدري وكَم أنا حَقير بِحقّك

" أكرهُك.." نبستَ بعدَ سُباتٍ مِن كلامِ العيون

عَجباً لكْ عَبثت بِكَ أشواقُكَ، تقولُ من فرطِ المشاعرِ أكرهُك، مُحتالٌ مَفضوحةٌ أحداقُك

ابتَسمتُ حينَها
" هَل تأوِي لي لو تَكرهُني؟ "

بدَأتْ خُطواتك تَلتهِمُ المساحَة ما بَينَ جسدُكَ و جَسدي... كفّيكَ الحانـيَين دَفعا صَدري
ضَربة، ضربَتان.. أرتدُّ بِسبب دَفعاتِك لِلخلف
كُنتَ هائِج بشكلٍ لا يُصدّق، ألهذهِ الدرجةِ آلمتُك؟

ليسَ هذا جونغ كوك الّذي أعرِفه ابداً!

" لا. يُمكِنُكَ. أن. تَبتَسِم. و تكونَ. قاسِياً. بنفسِ.الوَقت. "
فإذا بِك تصرُخ بِوَجهي كقُنبلةٍ مِن قنابِل الحَرب، لكنّك كُنت ألطَف قُنبلة عرَفتُها و أشدُّهم تَدميراً لي و مع كُلّ كلمة تهرُب من شَفتيك كُنت تَضربُني بأقوىٰ

أمسكتُ كَفيك بيدايَ، فغرِقتا داخِلهُما
همستُ أمامَ وجِهك  " اهدَأ! "

" أجِبني فَقط! مَن أنا بالنسبةِ لك!! "

تَنهيدةٌ عَميقة حَرّرتُـها، حتّى أنا لا أعرِفُ إجابةَ هَذا السُؤال
لِذا تسلّحتُ بالصمتِ ضِدَ هُجومِكَ عَليّ بالكَلِماتْ

ما هِي ماهِيةُ علاقَتِنا ؟
مَن نَحن ؟
إنّ أصعبُ مافي العَلاقاتِ أن تَكونَ بِلا مُسمّى
رُبّما فَقط بالنِسبةِ لي.

كُنتَ تَهذي بـ أكرهُك تايِهيونغ، لِما تُعامِلني كأنّني خُردة وتُخلّفني وراءكَ أشلاء، أنا أُحِبك كَثيراً، أكرهُ أنّي أُحِبك
لِما تَتجاهَلُ أسئِلتي

تأملتُ جُمَلكَ المُبعثرة الفارِغة..
بدوتَ بعيداً جِدّاً عَن فهمِ عَقلي
لكنّك و وَحدَك فَقط؛ مَن تَفهمُ قَلبي وتعرِفُ كَيف تعتَني بِه

" توقّف جونغ كوك! كَفى! "
صرختُ فاقِداً لِآخرِ ذرّةِ صبرٍ بأضلُعي، تجمّدتَ مكانَك و نظرتَ لي بِعيونٍ باكِية..

لِدموعكَ قُدسيّةٌ، إنها رُسُلُ حزنٍ طاغٍ عَلى روحِي
‏عَيناكَ الدامِعتانِ لائِقتانِ للغَرق
و قَلبي لا يَعرِفُ كيفيّةَ العَوم

" كَيف لكَ أن تُفكّر هَكذا؟  " قُلتُ رافِعاً لِيدك واضِعاً لها عَلى يساري و استئنَفتُ جُملتي
" هَل تَشعرُ بِنبضاتِه؟ هو يدّقُ كأجراسِ كَنيسة بِقُربك  "

أغمضّتَ عيـناكَ بَعد أن اغرَورَقتا بالدّمعِ،
ربّاهُ إن ذَبُلتا.. كالسِهامِ نَحوي و نزعُهنّ أليم
أخذتُك لِحُضني مُطوّقاً لجسدِك بجَسدي...
" أنا لا اتجاهَلُك، أنا فَقط أُعفيكَ مِن الأسئِلة الّتي لا أستطيعُ إجابَتكَ عليها، مِن الأخطاءِ الّتي لا أعذارَ لَها، مِن حُبّي لك.. الّذي لا كفّارة له "

ارتَجفت شفتاكَ مُتفرّقةً بُغيةَ الكَلام
" كانَ حتّى جُرحكَ بِداخلي حُلواً ، أعرِفُ أن أقسىٰ مافي الجِراحِ أن تكونَ حُلوة..لأنّها لَن تُنسى .. "

كوّبتُ خدّاك بينَ يداي مُبتسِماً... كيفَ لكَ أن تُحبّني رُغم كُل سُوءي؟
لا زِلتُ مُتعجّباً من كمّية صمودِك بجانِبي..

نظرتُ لِتلك الشّفتين المُرتجِفتين، ودِدّتُ احتِواءُهما بِفمي بِشدّة
أردّتُ إلجامكَ بِقُبلاتٍ عَنيفة، لكنّك سَبقتني لاجِماً لي بِكلماتك و دموعِك

إنّي الآنَ أفقِدُ كآبَتي و حُزني و وقعُ سِهامك الموجِع لي، أمامَ ثغرِك، رغبَتي بِك كانَت حَقيقيّة كُنتُ أُدركُ واعِياً بأنّي أُريدكَ بِطريقةٍ أعمَق مِمّا تَظن ، وكنتُ اخافُ جدّاً من أن يسلُبك القدرُ مِنّي بطريقةٍ أوجَع مِن حُبي لك
مُرعِب..مُرعِبٌ أن أُحبكَ بٍهذا العالَمِ الهَش









نِمتَ في أحضاني تِلكَ الّليلة كأن العالَمْ انتهىٰ بينَ ذراعاي و أنا سهرتُ على تبارِيحِ الحُب مُتأمِّلاً صفوةَ وجهِك الفاتِن..

دنوتُ من جَبينك.... طابِعاً أوّل قُبلي عَليه بالخَفاء

و أنا أعرِف أنا أحلىٰ الأمورِ معكَ بالنسبةِ لي هي ذُنوب، لطالَما تولّعتُ بِما مُنعتُ عنهُ بك..
لا زِلتُ لا أمتلِكُ الشّجاعة بِلمسـك

لم أرتَوي بِواحدة..

أزهرَ وجهكَ بِقُبلي
لم أُحصيها، كانَت كثيرة!




.








جُزء طويل تعويضاً عن تأخيري
كونوا بِخير💛.

VK || 6:06حيث تعيش القصص. اكتشف الآن