VK || 6:06

30

واستبدلَت أخبارَ المساءِ بأخبارِ السّماءِ؛

- الخامِسَ مِن تشرين الأوّل- بدَت السّماءُ صافيةً تماماً ، يتوسطُها قمرٌ منيرٌ بشكلٍ أخّاذ، إلى أن ظهرَت غيمةٌ وقفت تماماً في وجهِ القمر، فصارَ النُّورُ يسطُعُ من حولِها، بدا المظهرُ مُذهِلًا كمجرةٍ أو هالةٍ سوداءَ يشُعُّ من أطرافِها النّور.

أنا و فَتاي نجلِسُ على التّل كَعادتِنا،

" تايِهيونغ.. هذا المشهدُ يُشبِهك... حولَ عيـناكَ نامَ الّليل لشدّة إرهاقك، و لَكِنْ رُغم ذَلِكَ لا تزالُ جذّاباً "
لم استغرب هذهِ المرّة من نسبهِ لي حتّى للسماء، فهوَ أصبحَ يرانِي كعالَمِه و أينَما حلّ الجمالُ يَصِفُه بي، لكن شدّتني جُملته الأخيرة..

" و كيفَ لا زِلتُ جذّاباً يا فَيلسوفي الصّغير؟ "
سألتُه و أنا انظُر لعيناه، كانَت تلمعُ و هو يتحدّث عني

" أوَليسَ حولَ القمرِ سوادٌ حالِكٌ لكنّه ساحِرٌ رُغم ذَلِكَ؟ "

حياتِي بأكملِها ترتجِفُ عِندما يُحادِثني، وهكذا يكونُ عِشقي المُرتعِش، مُلوّثًا بالحُزنِ من الكِتمان، صمتٌ طَويلٌ جاوَرني لأسمعَ صوتهُ يُضيفُ من جَديد

"  هذا عالمٌ أودُّ بأن أعيشَ فيهِ، ‏و أودُّ لو أشعنا الجمالَ لا أن نُشيّعَ الجُثث، أن نُريقَ الهدوء لا الدّماء، و أن نرفعَ رؤوسَنا لنُشاهد النجوم لا الطائِرات الحَربيّة"

المثير للإهتِمام، أنّ فلسفتهُ حَزينة يُغلّفها البرود، و أفعالُه بَشوشة و تَغلي، تجتمِع فيهِ التّناقُضات و تُزيدني ولَعاً به

استَلقَينا عَلى العُشب و رُحنا نخوضُ مُحادثاتٍ مع السّماء.

.

‏- كانت هذهِ أخبارُ السّماء لهذهِ اللّيلة، علّ السّماءَ تأتينا بهدوءٍ أعظمَ من هذا فآتيكُم مُجدداً 💛.