السادِس عَشر من أغُسطس،
تلُّ الربـيع؛جَلسنا تَحت ضوءِ القمر ونسماتُ اللّيل العَليلة تلفحُ أجسادنا برّقة،قرّرنا أن نسهرَ هذهِ اللّيلة حتّى بزوغِ الفجرِ.
أنتَ كنتُ تثرثر كعادتِك و تستخرِجُ الأحاديثَ من تحتِ الأرض وتنتَقِل من قصّة لأخرى
و أنا كَعادتي صموتٌ،مُحدّقٌ بوجهك البَهيّ..
" هَل أنتَ بخير،تايِهيونغ؟ "
سألتَني مُقترِباً منّي،حيث التصقَ كتفك بِكتفي و رَسى رأسُك عليه..." هِمم بِخير "
" كيفَ تعلَم أنّك بخير ؟ "
" لأنّي معكَ جونغ كُوك.. "
رأيتُ إبتِسامة لطيفة تسلّلت لشفتيك ثُمّ تحرّكتا بُغيةَ التكلّم" لِما أنتَ صامتْ ؟ هل أُزعجك بثرثرتي ؟ "
تنهدتُ..كَيف لكَ أن تُفكر بهذهِ الطريقة الغبية حَول حلاوةِ كلماتك!
" أنا بِطبعي مُنغلق وصَموت وغيرُ إجتِماعي..هذا لا يَرجعُ إلىٰ أنّي منزعِج من المُحيط حولي بِقدر ما هو جَوهري الفِعلي وحَقيقتي..أضِف إلى أن أحاديثَك كمُهدّئ لي جونغ كُوك "
وضّحتُ لك ،و شعرتُ أنّي تحدّثتُ كثيراً وكانَت أطولُ جملةٍ قد تفوّهتُ بها بعمري!
" يُقال أنّ في الهادِئينَ أشياءُ لا تَهدَأ "
قلتَ ناقِلاً بصرك للقمر،و أنا ناقِلٌ بَصري للقمر الّذي بِجانبي" لستُ هادِئ، في رأسي حربٌ لا تعرِف السِلم..لِساني يحترفُ الصمتَ جيّداً لكنّ عَقلي لا يَخرس "
" لِهذا أنتَ تُحبّ الكِتابة تايِهيونغ ؟ "
" رُبّمـا.. "
" مَتى يذوبُ جليدُ قلبك ؟ "
قلتَ بصوت منخفِض ينعطِفُ للحزُن،فليتَك تعلم أنّك أذبتَ جليد قَلبي بوهجِ حُبكِ الساكن فيه" و لِمَ هذا السُؤال ؟ "
" أريدُك أن تُعاملني كصديقُك المُقرّب! "
هه.. يالَ سُخرية الأحداث..يعزّ عليّ أن أعاملِك كصديق و أنتَ بعيوني أبعدَ عن ذلكَ بأشواط..
هذهِ المرّة فضّلتُ الصمت و تسلحتُ به ضدّ حربِ مشاعري.أصابِعٌ بارِدة داعبت خُصلات شَعري، رائحةُ الخوخِ اقتحمتْ أنفي حينما اقتربتَ أكثر...هذهِ الرائحة المُخدّرة لي، بِتُ أحب بُستانكم فحينَ تعملُ به تعلقُ بكِ روائحُ الفواكه وتُصبح قابِلاً للأكلِ أكثرَ مما أنتَ عليه من قبل...رأيتُك تُقرّب وجهكَ لوجهي! ابتلعتُ ما بِجوفي وحاولتُ الحفاظ على إتّزاني
" ما أجملهُم عيناكَ تايِهيونغ،لونُ الليل تجمّع بهما وضوءُ القمرِ يشّعُ مِنهُما "
نبستَ بعدَ تأمّلٍ دامَ ثوانٍ حابسة لأنفاسي!أنتَ لا تُدرك حجمُ الشعور الّذي يتضخّم بِداخلي بسبب أفعالِك!!
كُفّ عنها قَلبي يؤلِمُني!" تُجيد الغزل.. "
" صدّقني،هو لا شَيء أمام حلاوتِك "
و صدّقني أيضاً، أنّي دائِخٌ بِحضرتك،إنّي أهوي فقط يا عُروق قَلبي وما مِن مَفَر.
" تخيّل لو نستطيع كنسَ هذهِ النُجوم عن الأفُق! "
قلتَ بنبرة دهشة لشكلِ الفضاء الساحر..." ما الّذي يجذِبك بالنجوم جونغ كوك ؟ "
" ماذا تُحبّذ ؟ "
" أظنّهم عائلتَك "
َأنت ضحِكت،و معكَ ضحكت روحي،بعدها رأيتك تتمدّد على العُشب...ثمّ أعربتَ تَسألُني
" أريد أن أُغنّي،ما أُغنّي؟ "
" لا أعلم..فَقط انظر لي و أنتَ تفعلُها "
" أُحِب يَديكَ ،هَل تُحبها؟ "
" أحبّكَ أنت فقط "
ضحكت مُجددّاً واسترسلتَ مُغنيّاً
" و أنا أُحِبكَ كَي نَدوسَ عَلىٰ المدافِع..
وتضيقَ بالأطفالِ ساحاتُ الشّوارِع..
و مَتى يعود الصّبحُ مِن بين الرّمادِ
سأموتُ فيكَ
أموتُ فيكَ...مَتى تموتُ عَلى بِلادي.. "رأسك طافَ فوق صدري حين تمدّدت بجانبك،أصابعك خلسةً لعبتْ بِشعري..وغِناؤكَ عزفَ على أوتارِ خافِقي..
شعرتُ بِالحُبّ عَلى حَواسّي
و لكنّي لم أحظى بِلمسه ابداً.استمرّ الليل مُهلكاً لقلبي المُثخم عِشقاً...قد جئتَ جُرماً وَسيعاً عَليه.
لوّحت أشعةُ الشّمس لنا من بعيد
وعيناكَ ناعِستانِ ترمُشان بخدر" جونغ كوك...السادِسة وسِتّ دقائِق صباحاً بعد شروقِ
الشمس،احفظ هَذا الوقتَ جيّداً ".
أول مرّة شعر أنّي راضية تماماً عن الجزئية.
كلمة لي؛)؟
أنت تقرأ
VK || 6:06
Romanceعيـناكَ حُلمي الّذي سَيكون كَبيراً كما يحلمُ المُتعَبون. -كـيم تايـهـيونـغ -جِـيون جونغ كوك •محتوى أدَبي• •الكثير مِن الإبتِذال و صرفِ المشاعِر• •فُصول قصيرة• مُكتملة. إهداءٌ إلىٰ : @uwguki