VK || 6:06

54

في الامس كنت بحاجتك جداً
لكنني تمالكت نفسي بصمت.

كل الوجوه كانت حولي تُطالعني بقلق و شفقة
وأنا أقطُر دماً من جسدي بعد التعذيب الّذي تلقيته،
كل الوجوه التي لا تهمّني تحلّقت حولي بتلك اللحظة الخانقة..
إلا وجهك،

هبط رأسي على الأرضية..
و حينها شعرتُ بأنّك لو كنت بالجوار
لهدأت عواصفُ القضبانِ
و رحتُ أدورُ في غير مدار،
سمعتُ في أرجاء العالم نواحاً لا يعود لنوع من المخلوقات، إنّما يعود للهواء حين يمرّ فوق جثث الأطفال و يحمل معه ضحكاتهم وأنين أمهاتهم عليهم..
يحملُ صوت المخنوقينَ قهراً و ذُلّاً و عنفاً
يحملَ صوت أنفاسي المتقطّع و دموعي المتحشرجة
و رحل بعيداً..

وهكذا غفى جسدي على نفسه و الدمّع و الدّم ينزّ مني

.

.

:'(!