84

313 43 6
                                    

فـي هذه اللّحظة المبهمة أُعلن عـن حدوث المعجزة الثامنة!
فطبولِ الحربِ قـد تحطّمت، و جيشُها قـد سقط، رايتُه مصيرها الأفول ، و رايةُ سلامي و استسلامي تدلّت ..أنـتَ الآن أمامي، وكـلّ شيء مـن حولنا قـد سكن، كنتَ تلهث ببعد مترٍ فقط عنّي تأوي جسمكَ خلفَ جدارٍ يحميكَ مـن الموتِ الطّائش ،و أنـا كنتُ مثلكَ تماماً..
أأوي جسدي خلفَ عمارةٍ صغيرة ، و فـي الحقيقة كنتُ احتاجُ أن أأوي إليكَ يـا مأمني!

"جونغ كوك!! "
صرخت بملئ خَوفي، لعلّك علـى الضّفةِ الأخرى مـن الرصيفِ تُلوح لـي ببصيصِ صوت يعيدُ النبضَ لجسدي.

الدّخانُ بدأ يضمحلّ و يتلاشى، ليحلّ مكانهُ دُخان أفكاري
كدّتُ أخطو نحوَ الطرف الآخر لولا سَماعي لِما آنزلَ السكينة علـى روحي
" تايهيونغ أنـتَ هُنا؟ أجبني أنـتَ بخير؟ "

كانَ يصرخ كَـي أسمعه، تجمّعت عبراتي بعيوني... يـا إلهي إنّهُ هـنا... إنّه بخير،لِمَ يحدثُ لـما هذا يا ربّاه! صدحَ صوتهُ مرة أخرى

" تايهيونغ لا تقتَرِب.. لا تقطَع المسافة الّتي بيننا
الموتُ يحدّق بنا مـن جميعِ الجِهات "

" مـاذا تَعني! "

"دونَ أن تمشي حتّى خطوة واحدة للأمام، تلفّت حولَك و ستعرِف"

أخذتُ مبصِراً بشكل دَقيق للبَعيد، دون أن اتحرّك
رأيتُ على كـلّ الأسطحِ فوّهة مدافع، أطرافَ بنادِق... الآن فهِمت.

أرخيتُ جسدي للجِدار الذي خلفي، التّابع لعمارة شبهُ مُنهدِمة، و بسبَب ذلك أكادُ لا أُلحَظ، جونغ كوك أيضاً مِثلي... و هذا مـا يُخفّف قليلاً عنّي.

سكنَ العالمُ بِنـا لدقائق، كأنّه يُصلّي لأرواحٍ أُزهِقت ظُلماً منذُ قليل و هذهِ طريقتهُ الوحيدة للإعتِذار بها.

" تـاي.. "
جاءَ صوتهُ حزيناً، متألّماً، و متلوّناً بالوجع تماماً كـكَدْمة

" أنـتَ بِخير صغيري؟ لَم يُصبكَ مكروه أليسَ كذلِك؟ "
هتفتُ لـهُ راجياً أن يؤكّدَ لـي أنّهُ ساِلم من أي أذى!

" أعرِفُ أنّـي تأخّرتُ كثيراً،
كَكُلّ الأشياء الجميلة الّتـي ننتَظِرُها...
لكنّي لطالَما قُلتها لـكَ بـقلبي "

كانَ يتحدّث بصوتٍ عالي مُرتعِش، و على حافّة البُكاء، لـمْ استَطع فهمَ جملتِه تِلك و قبلَ أن أردّ عليه سمعتُ شهقتهُ،علِمتُ أنّهُ يَبكي الآن... فلتَبكي يـا صَغيري، فلتَبكي...










" تـايهيونغ أنـا أُحِبّك! "





.

VK || 6:06حيث تعيش القصص. اكتشف الآن