16

1.1K 144 65
                                    

السادِس عَشر من أغسطس،يومُ إضراب الحُرّية.

العاشِرة صَباحاً بِرفقة جونغ كوك و إيمي فوقَ شجرةِ التُفّاح الأحمَر خلفَ منزِل فاتِني.

كانا كالطِفلين..
إيمي تقطِفُ تُفّاحاً وتأكُله بِشراهة و مُعذّبي يضحكُ عَلى شكلِها بخفوت،خدّاهُ المُمتلِئين الحَمراوَين ألذّ من التُفاح وكَم تمنيتُ قضَم قُبلة مِنهُما.

" اليوم والِدُ صديقَتي قد مات.."
توقفت إيمي عن الأكل فجأة متُحدثةً بِحزن،توّقف معها جونغ كوك وقد غَزت لمعةً كريستاليّة عيناه... لقد كانَ حسّاساً ويتأثّر بسرعة

" أينَ يذهبُ الآباءُ عِند الموت؟ "
سألَتْ،لِيتأهّبَ صَغيري بإجابةٍ حنونةٍ مِثله

" إيِمي الآباءُ لا يَموتون،هُم فَقط يَصعدون للبَعيد ويُراقِبونا بِحُب... ينظُرون لنا ليَروا كَيف سنَتعمِدُ عَلى أنفُسِنا مِن بَعدِهم وكَيف سنُطبّق نصائِحهُم لنا "
قالَ مُواسياً...كُانَ يحمِل همّ حُزن غيرِه أكثر مِن همّه وهَذا ما أمقُته به!

" أَيعني أنّ والدَك و والِدا عَمّي تايِهيونغ يُراقِبونكم؟ "
تلفّظ إيمي بتوّسع بالعَينين

" هِمم يَفعلون "
هَمهتُ لها ،و أنتَ أومأتَ برأسِك

ثُم طرأ بِبالي شَيء... هَل يعرِفا أبي و أُمّي أنّ ابنُهما البالِغ أربع و عَشرون سنة واقِعٌ لِفتى يافِع؟

انتَشلني من خِضم أفكاري صوتُ جونغ كوك ،هَذا الفتى الٌذي دَوماً ما يكونُ سَبب إنتشالِي مِنّي وسَبب الغرَق في نفسِ الوقت!

" تايِهيونغ..لو كانَ بيدك تغييرُ شيء فِي العالَم،ماذا قَد يكون ذلِك الشيء؟ "

" لَيس لدي أدنى فِكرة عَن ذلِك، ولَم أُفكر يوماً به "

" أليسَ هُنالك ما يُزعِجك بالعالَم ؟ "

" العالمُ بأكمله.. "
تمتمتُ ناقِلاً بصري للأرجاء...ثُم نَطقت له " اتمَنى لو كانَ بإمكاني تَغييرُ العالم مِثلكَ جونغ كوك ..أنتَ تفعلُ ذلِك بِمُنتهى السهولة عِندما تَبتسم وتتحدّث..عِندما تُمزّق ظلامَ العالم بإستيقاظِك كُلّ صباح "

هُنيهات ضَئيلة لَيردّ علي بِما أحدثَ جلبةً بأعماقي
" ما استيقظتُ مُبتسِماً مُطمئنّاً إلا لأنكَ موجودٌ بِحياتي،أحمِل للقَدر إمتنانٌ جَمٌّ لأنّه أهدانِي إياكَ "

أنا مُشتبّثٌ لهاوِية هوَ خالِقُها...أُحاوِل عَبثاً عَدم الوُقوع في هواه و تَخليصُ نفسي!

لَكن مَن أنا حتّى أُقاوِم الوُقوع؟
المُقاومة ضدّ مشاعِري باءَت بالفشلِ كالعادة.

كانَ القاعُ مُغري جِدّاً و أنا لَم أستَطع منعَ نَفسي.
لما أحمِلُ له كُل هذا الحُب ؟
لما أشعُر أنّ قَلبي يَتهاوى كُلما نظرتُ له؟

مَشاعِري نَحوهُ تُحوّلني لِطفلٍ صَغير... و أنا اكرهُ الأطفال!

" تايِهيونغ تايِهيونغ!! اليوم لنَسهر عِند التّل ونَنام مَعاً "

.

°

لأوّل مرّة اكتُب وجهةِ نظر تايهيونغ لجونغ كوك بصيغةِ الغائب وليس المُخاطب

°شعرتُ بالذّنب عِندما كتبت أن تايهيونغ يكرهُ
الأطفال وهو في الواقِع يَعشقهم ⁦ ╥﹏╥

° لو كانَ بَمقدورِكم تَغييرُ شَيء في العالم ماذا سَيكون؟

VK || 6:06حيث تعيش القصص. اكتشف الآن