11

1.5K 179 140
                                    

العاشِرة صباحاً ،لم يُكحّل النوم أجفاني للآن..
و أنتَ غير موجود هُنا،لم تأتِ لي ولم اذهب لك..

لكنّي أشعرُ بِك عند شروق الشّمس وعِند صوتِ كُل ضِحكة كأنّك رمزُ السعادة والنور
تنسكِبُ مع أشعّة الصباح عَلى وجهي وتنتَشر بي لتدُبَّ الذِكريات بِعروقِ الحياة كإنتشارِ دمي بجسدي

أنتَ لست مَعي ،بعيدٌ عن ناظِراي،لكنّك قريبٌ لقلبي وكُلّ ما أرى

تخترِقُ مَناماتي وتَسحقني
ثُمّ تُقبِّلني و تَمضي..

ولا تَمضي من داخِلي.

كنتُ أحتَسي القَهوة و أُدخّن على مهل،تزورني أطيافكَ عندَ عتبةِ كِبريائي فتقتُله وتدخُل مُحدِثةً فَوضى عارِمة،تبكي وهي تُحاورني ،تجعلُني عاجِزاً عن عدم الإلتفات لها ثمّ تُغادِر صافعةً الباب خَلفها بقوة.. يتردّد بِبالي صورتكَ و أنت تتذمّر لأنّي أُحب التدخين
كنتَ تخبرني بأنه ضار للصّحة،ويقتلُ المَرء بِبُطء
فأجيبُك بأنّ هذا ما أُريد
كيفَ كنتَ لَطيفاً مع عبوسِك واستياءكَ مِن أفعالي و مَحاولاتك الفاشِلة بانِتشالي من بؤسي كَما تعتقد،
المُشكلة أنّك لم تكُن تُدركُ أن حُبّك هو الشيء الوحيد الضّار بي..

دُق. دُق. دُق

على ما يبدو أنّ بوقوم آتى ليطمئن علي بعد وفاة إيمي

حملتُ نفسي فاتِحاً له الباب ليدلُف دونَ إلقاء التّحية علي حتّى
راقبتهُ وهو يَخطو نَحو مَطبخي الصّغير الرّث

" ألا تتذكرُني إلّا عندما تجوع؟ "
خاطبته بِسخرية

" انقطعنا من الغذاء كما تعلم ولم يبقَ عندي شيء ،أمّا أنت ابقى هيكل عظمي بائس و تعفّن والسّيجارة بِيدك "
ردّ علي وهو يحشرُ يده بمطربان مُربّى المُشمش

VK || 6:06حيث تعيش القصص. اكتشف الآن