" لكنّه وطنُنا! و وطنُ المرءِ عرضهُ وشرفه، وعلى الوطنِ يغارُ كُل حُرٍّ أبيّ! أوتقولُ أنّك تحلمُ بالهجرة؟ تريدُ ترك الأمانةِ لأيادٍ مدنّسة؟..
في هذا الوطن لا مكانَ لغيرنا
إمّا نحن
أو نحن!
جميعنا دونَ هوادة نُقاوم، نُقاوم حتّى بالبقاء هنا.. انظر حَولك...سترى الأطفالَ يحمِلون الحجارة و يُدافعون عن أرضِهم "" دَعني أجعلكَ تفهم هذا المشهد.. دعني أُسقط قِناع الرومانسية المختلِجة بحبّ الوطن و الوطنيّة و الحُرّية.. إن ما تراه ليس التفسير الحَقيقي للأمر
عدم هجرة الكثيرون لا يدلّ على تمسُّكهم
و لا على إرتفاع مستوى الإنتماء الوَطني يا صديقي.. بل أراهُ أنا دليل على إرتِفاع مستوى الفقر!
فثمنُ التذكرة إلى حدود تحمي أطفالنا من الموتِ و الجّوع بثمنِ رغيفِ خُبز!
الآن أصبحنا نُعاني من أزمتين..
الفقر،و الجوع. "" و الثورات الّتي تُشن لأجل عروس الوطن؟
برأيك هل هي مشهد رومانسي وطنيّ من نسج أوهامي؟ "" هه سأخبركَ متى تزفّون الوطن بحرّيته..
إنّه عندما نموتُ جميعُنا، عندما لا يبقى أحد!
تصور أن نفوزَ في الخسارة، هكذا بالضبط! مثلما استهلكتُ كلّ خساراتي..
لم يعدُ هناكَ شيء أُقاتل لأجله
أو شَيء يُحاسبني عليهِ العالم
.. أنا الآن حر! "" أراكَ تتحدّث بالترّهات الّتي لا معنى لها..
أيهونُ عليكَ وطنُك؟ "" يهون.. فما حاجَتي لِوطن أرخصُ ما فيهِ دمي؟ "
" دماءنا فِداه! أنتَ و كلامك أكبر مثال أمامي الآن على فشلنا في إسترداد ما هو لنا، دوماً تصرخون : حقّي حقّي! ،
و لكن لا أحد منكم يُنادي واجبي واجبي
واجبك الدّفاع عنه و الصبر لأجله و التمسّك به، لن يحميكَ وطنك ما دُمت تبيعهُ بهذه البساطة! "" توقّف.. لا تحدّثني عَن الوطَن مرة أخرى.. لا تُحاول إقناعي بِالصبر لِأجله.. لا تحاول إقناعي بالتمسّك به، كفانا كَذِباً و نِفاقاً!! قد مللنا طَريقتَكم المُصطنعة وأداءَكم المسرَحي المبتذل وخُطبَكم الرنّانة! كُل ما ستفعلونهُ لَن يَسدّ جوع طفل فقدَ عائلتهُ تحتَ مُسمّى نموت ليحيى الوطن! ولَن يُدفئ جَسده المُنهك مِن الجوع والمرض والبرَد.
كَيفَ ستجعلني أُؤمِنُ بِوطنٍ لا يراني ولا يَعرفُني ولا يَشعُرُ بي!! أأحمقُ أنت؟؟
أنا أكرهُ هذا الوطَن ..ألعَنهُ كُل صباحٍ ومساء
أكرهُ الأمَل الذي تُحاولون غرسهُ بِداخلي وجُرعات الكَذِب اليوميّة حَول أن الغَد أفضَل
أكرهُ الحرية الّتي جعلتني حبيسَ الجدران هذه..
لا لم أقاتل لأجلها
لم أقاوِم
لم أخرج لأنادي بها
لقد كنتُ خارجاً لأجلبَ لأختي الصغيرة الدواء!
لكنّ الحُرية هي من قبضت عليّ
هي من تعمدتني!
الغَد هوَ كابوس مُرعب في عقل الجائع المُشرّد
الخُبز أفضل مِن الأمل ومِن الغَد ومِنكَ أنت.. مِن الغباء والسذاجة أن تتحدث عَن الوطَن أمام الجَوعىَ والمرضىَ..
لا تُحاول إقناعي بِحُب الوطَن بل أقنِع الوطَن بِوجودي وأخبرهُ بِأنني جائع.. بأنّي يتيم، بأنّي مُنهك.. أخبرهُ بِأن حِلمي قَد سُرِق وطُموحي قَد سُحِق.. بأنّي تركتُ خلفي أطفالاً جياعاً لا وطن لهم غيري.. أخبِر الوطَن بِأن أمواله تُنفَق علىَ مُنافقين المناصب وتلميع وجوه العاهرات.. أخبرهُ أيضاً بِأن مقاعد السُلطة قَد أطاحت بِكُل مَن يُنادي بِالحُريّة وأعدَمَت أصوات الحق رَمياً بِالفقر والذُلّ..
خُذ وطنَك البائس فأنا لا أُريدُه و أعطِني ما يجعلني أعيش لأُربّي اخوتي.. "
انزويتُ بعيداً عن نقاشاتهم و صوتُ تنفّس القهرِ بحروفهم..
تباً لهذه الحظيرة المُسمّاة وطن ولهذا القطيع المُسمّى شعب، و لهذا الدراكولا المُسمّى رئيس!وطني لي، و وطنُهم لهم!
البلادُ الّتي تغادرها تفقد مكانتَها كـبلاد
يقتلها الحنين
كأنها هي الّتي
تغرّبت وكأنّكَ
أنت الوطن!جونغ كوك يا هويّتي الضائعة
عُد لأُثبت إنتمائي لوطن يَحميني مني و من العالمطالما أنتَ بعيد..
طالما أنا مُشرّدٌ و بلا وطن..
اشتقتو للنقطة؟
اتمنى اكون تركتكم دايخين بعد الحوار يلي صار فوق لأني دخت وأنا بكتبه💛
أنت تقرأ
VK || 6:06
Romanceعيـناكَ حُلمي الّذي سَيكون كَبيراً كما يحلمُ المُتعَبون. -كـيم تايـهـيونـغ -جِـيون جونغ كوك •محتوى أدَبي• •الكثير مِن الإبتِذال و صرفِ المشاعِر• •فُصول قصيرة• مُكتملة. إهداءٌ إلىٰ : @uwguki