41

971 100 27
                                    

انصاعَت خُيوط الشّفق الدّامي بِجُرح السماء إلى رهنِ ظهورِ النّجوم لتتوقّف عن النّزيف بعدَ أن ضاعَ الأمان و الأماني في يومٍ عَلَت فيهِ أصواتُ البُكاء، بعدَ أن غنّت الحُريّة مطلَعها بِطلوعِ روحٍ بريئة من كوخٍ صغير إلى عالمِ الخُلد،

هذا هو الثّمن... آراءُنا و كلِماتُنا عِبءٌ على الرؤساء،
حتّى الاراء مُعتقلة.

جونغ كوك...

هذا الصبيُّ اليافِع ذو الشَّعرِ البُنيّ، بِشحوبٍ بالوجهِ كالقمر يركعُ أمامَ قبرِ والدتهِ بجانبِ قبر 'إيمي' و يتلمّسُ نعوتها ببطئٍ شديدٍ و يُتمتمُ الحُروف المنقوشةَ عليها

يقرأها
و يعيدُ الكرّة، مرّة بعد مرّة

إنهيارُه أمامي سكّيناً تجرّ عربةَ دموعٍ تمزّق روحي بحادثٍ غير مَقصود..
يُحاول أن يُقنعَ نفسهُ أنّ ما حصلَ أضغاثُ كوابيس

فرّ مِن العالم كلّه وجلس بحضنِ التُراب.. . أراد أن يبوحَ لها بجروحهِ
لكن ماذا حدثَ للجُروح إذ أنّ كل ما فعله هذا الفتى هو الصمتُ؟

استَلقى بجُذعه العُلوي على حجرِ النعوة مغمضاً مقلتاه.. ارتسمَ السّلام مُجدداً فوق هذا الوجه، و داخلَ هذا الجسد تُشنّ الحُروب

في حين أنّي كنتُ أتآكلُ بمشاهدته هكذا...
تعال..لأدفُنكَ بقلبي ،لأحتويكَ بأضلعي،لا حقّ لهذه الحياة أن تمسّك بأذى و أنا على قَيدِها
حملتُه بعد أن غفى على نفسهِ من تعبِه، شعرتُ بصدري يشربُ دموعاً صامِتة..

انخفضّتُ لمستوى وجهِه طابِعاً قبلة طويلة فوقَ جبينه
و عينيه، و خدّاه.. في هذا الموضِع الكلام لا يَنفع.. فكُل كلماتِ الحب لن تُعزّي فاقِداً عمّا فقده.

القُبلات ربما تنفع
الأحضان..
و الأيادي الدافِئة







.

VK || 6:06حيث تعيش القصص. اكتشف الآن