53

518 75 44
                                    

اليوم ماتَ أحد الرِجال هُنا، أرجحوا جميعاً أن سببَ موتِه هو المرض..
لكنّ أسبابَ الموتِ كثيرة.. منها الحياةُ نفسُها.

و أنا اتساءل
هل يموتُ الإنسانُ حنيناً؟

إن كانَ الجوعُ يقتل
فشفتايَ جائِعتان لشفتاك
و إن كانَت طلقاتُ النار تقتل
فأنتَ أكثرُ لهيباً منها.. علِقتَ داخل قلبي كطلقة من طلقاتِ الحرب، رغمَ أنّ حبك يوجعُني.. إلّا أنّه عزائي الوحيد بوجهِ العالم..
كيف نُحبّ ما يؤلمنا؟
ألهذهِ الدرجة استمتعُ بتعذيبِ نفسي؟

و أمّا إن كان المرضُ يقتل
فأنا أضحيتُ مجنوناً هنا!
مريض بك، بكلّ ما يخصّك، بحروفِ اسمك الّتي أخطّها على الجُدرانِ هنا بهدوء و ألفُظها بتروٍّ كآيةِ مقدّسة
أحادثُ نفـسي و الجدران
أُشاجر المساجينَ و السجّان
و حتّى الحشراتِ و الفِئران.

العيشُ هنا ينطوي على أمران
اليأس و الجوع، اليأس المُطلق من كل شيء، و الجوع الحقيقي الجّم لك!!

فمتى يا لوعةَ قلبي أشبعَ منك؟
متّى تبتلّ العروقُ بالحياة؟

أخذتُ أنظرُ لإسمك المخطوط على جدار أنامُ بقربه
فسمعتُ أحدهم يسألُني
" اسمُ من هذا ؟ "

أخذتُ زفيراً قبل أن انطُق
" ثَورتي.. ثَورتي الّتي لم أخُضها إلّا سِلماً و فقدتُ قلبي بها "

لقد كُنت أعظم ثورة على ما أعتقد،فأنتَ وحدكَ قادرٌ على تغيير العالم فلطالما رأيتُ التفرّد فيك، و أخذتُ اتمنّى بسرّي.. و اتخيلُ أن يُنادى عليك بينَ صفوفِ الأحرار
تُعلّق صورك على جُدران السّجون و يُنادى باسمكَ في الثّورات!



.








متلازمة الصفحة البيضاء عادت :)

VK || 6:06حيث تعيش القصص. اكتشف الآن