14

1.2K 163 144
                                    

وقفتُ مُحدّقاً بِفعلتي..
مزّقتُ أوراقِي الّتي احتَوت ذِكرياتُنا..

مَرحباً لِتحرّري مِن سِجن الماضي..

لستُ مُهتم
وليس صَعباً كما كُنت اعتقد
ولم تَعد فكرةُ عدم عَودتك تُرعبني

لم تَعد الكِتابة تُريحُني وتُزيح ثِقلاً عنّي
لا اهتم لِأطنانِ الكلمات المُختلجة بِصدري.

حانَ وقتُ الهرب!
أنا لا أعرف كميّة الفوضى الّتي أحتويها..العتمة تُغريني الآن

أمسكتُ القلم بِيَد مُرتجفة
بِقلب معطوب
وذاكِرة تحرِقُ أصابعي لوعَةً

سأُروّض كَلماتي عَلى إستدعاءِك

عودةٌ إلىٰ الماضي..

حُبّك كانَ أكثرُ الأشياءِ غُموضاً و رُعباً بالنسبةِ لي..كـلعنةٍ حلّت عَليّ بِسماءِ يومٍ عاصِف
ورُغم عَصفها
كنتُ أُحبّها
كَما تُحِب أنت جُلّ تَقلُّباتي.

عَلى تَلّ المدينة..كُنا نلتَقي كُل مساءْ
ليل،نجوم،صوتك..وعينيك.
و إن سألتني ما زينةُ الليل؟
سأُجيبك لا القمرُ ولا أنجُمه،بل وجودُك معي

أذكُر هوَسك العَجيب بتأمّلِ النُجوم والتحدّث عن تِلكَ الأمور المُلهمةِ والجميلةِ بالنِسبة لك
و أنا خاشِع،ٌ مُتخدّرٌ،أُحدّقُ بعينيكَ
فَفي الحَقيقة لم تَكن تتحدّث سِوى عَن عينيك!

سِحرُها يُعادِلُ جمالَ ألفِ نجمة
ويُلهِمني لِأصبحَ نيّراً وحيّاً و ألمِسُ الحُب..

فحتّامَ يُغيثُني قلبُكَ ويعضَدُ قَلبي؟

شدّني من قاعِ أفكَاري سُؤالك الغَريب آنَ ذاك..
" تايِهيونغ، ماذا أعنِي لَك؟ "

بِما فكّرتَ حينَها؟
هَل أُعدّ كاذِباً لو قُلت لكَ صَديق؟
أم هَل أُعدّ آثِماً إن أجبتُكَ بِعشيقي السرّي؟

" لِمَ فَجأة؟ "
تَهرّبتُ وقتها..

"لا تُجِب عَلى سُؤالي بِسؤال "
لَقد كُنت ذَكي..وتُبصِرُ من أعيُني ما أقولُه بِقلبي..
قَلبي كانَ يتجمّع بِعيناي

نظرتَ لي بِعمق..وبادلتُك ،
كانَ النظرُ لعينيكَ مُباشرةً يُشبِه تَصويب بُندقيّة لِرأسي
أخبرتُك مُسبقاً
أنت أشدُّ مِن الحرب

شعرتُ أن جُلّ الكلامِ المُرتب برأسي قد تَبعثر بنظراتك..
ابتسمتُ ساخِراً من حالي ونطقت بِنبرة تحمِل غضباً حَزيناً
" لا تَكُن أعمىٰ "

سمِعتُ صوتَ تنهيداتِك،دارَ الصمتُ هُنيهات فطردهُ سُؤالك مُجدّداً
" هَل شعرتَ يوماً بِالحُب؟ "

"أجَل"

جونغ كوك لِما نظرتَ لي بِلمعةٍ تسلّلت لعينيك مُعاتبة حينها؟

رمشتَ عدّة مرات،ثم أعدتَ بصركَ لِلنجوم... وسمعتُ تمتمَتك مُستفسِراً
" مَع مَن؟ "

" حينَ أُقيم علاقةَ إكتِفاء بَيني وبينَ نفسي وبينَ الأشياء الّتي أُحبها "
أجبتُك بِصدق،وتساءَلتُ عَن بسمتِك الواسِعة إلى حَد أن تُعانِق أطرافَ الكَون

" هَذا لَيس حُب تايِهيونغ! "
وخزتَ بعدها خَصري بتذمّر..أنتَ طِفل لعين سَعيد بإجابَتي أعلمُ ذلك،يُحاوِل التملّص مِن جُرمهِ المشهود بِغيرته!

مثّلتُ أنّني لم ألحَظ شَيء!
و نفثتُ كلِماتي
" حُب؟...مُجرّد هُراء "

" و الّذي بيني و بينُك هل هو فاصولياء ؟ "
اسألتُك لم تكن لِتنتهي..





" نحنُ فَقط جونغ كوك وتايِهيونغ.. أنتَ لا تَعني لي شيء "



ذابَ بين يدايَ القلم..هل حقّاً مشاعِري بتلكَ الحرقة؟

لِما لم أقُلها لك حينها؟
لما اختبئتُ خلفَ الكذبات وخسرتُ جميع فُرصي لأقولها؟

نظرتُ للقلم..
كسرتُه ،وبكيتُ عليه.




.

سيتم تسليط الضوء على ماهيّة علاقتهم في الماضي وكيف قادتهم السُبل لحب بعضهم
وبعدها سيحدث ما تنتظرونه..

هل يصيبكم الملل؟

VK || 6:06حيث تعيش القصص. اكتشف الآن