62

527 65 72
                                    

" لقد كُنت رجُلاً يُحبّ من الوجه
لأنّ الوجه هو ما يشبهُ داخلنا لحدّ كبير..
يُعرّي حالتنا النفسية "

" ألا تظنُّ أن الوجهَ كاذِب؟، بالنسبةِ لي هو قناع يطوي خلفَ ملامحهِ قصص كثيرة.. تعابير حقيقيّة تسلّحت بتعابيرٍ أخرى "

" العيونُ لا تكذِب ابداً.. مهما راوغت الملامح بِسَترِ الحقيقة، فالعيونُ ستفضح ما تكتمهُ الشفاهُ..
اذكُر جيّداً كيفَ استكانَ قلبي في ظلّ أهدابِها
و لكنّي لن أهوّل عليكَ الحقيقة... في الحُب لن تنجو ابداً و لو ببعضك، ستخرُج منه مبتورَ القلب  "
أخفض ذلكَ الرجلُ نظره لقدمهِ المبتورة
و استرسل " إنّي أشعرُ بصدري فارغ.. خواء عميق يملؤني، فمنذُ بُتر قلبي و أنا أشعر بالعجز.. الحرب الّتي خسرتُ بها جزء من جسدي لم تُعادل وجعي حينَ خسرتُ حُب حياتي، هذه القدم المَبتورة يبكي عليها الجميع إلّا أنا..
ربّما يومَ رمى الطرفُ الثاني علينا القُنبلة ماتَ الكثير،تيتّم أطفال، ترمّلت نساء، و ثُكِلت أُمهات، و فُجع آباء..
كُلهم يبكون على تلك القنبلة بكاء جماعي كما أنّ قدمي أصبحت تذكاراً لهم..
و لكن قلبي،
من يبكي عليهِ؟  "

كُنتُ أتابع حديثَ جون مع الرجل الآخر
بدوتُ لحظتها مُتسائِلاً..
كيفَ لرجلٍ صلب، يقفُ بين آلافِ الجُثث كل يوم، يرمي بنفسه في فوّهة الموت كل يوم،لم توجد معركة و لا جبهة لم تحمل اسمه، يحارب و كأنّه يُراهن على حياته، أن يُحيلهُ عدماً شيء كالحب!



نظرَ لي و في مقلتيهِ دمعٌ مسجون
وقال كأنّه وجدَ عندي ما شاطرهُ جرحه و عرّاه
"تلكَ المعركة الوحيدة الّتي لم أخُضها، و فقدتُ بها قلبي"










شعرتُ حينها بأنّ وجهكَ البريئ
عيناكَ اللّتان لا تكذِبان
قد لاحا لي بجملته.

ابتسمتُ له بإنكِسار و قلت " ذكّرتني بشخص.. "












.










كِتابكم المُفضّل؟

VK || 6:06حيث تعيش القصص. اكتشف الآن